جذور- حكاية من الواقع-

hamouda1

كبير مسؤولي المنتدى العام
طاقم الإدارة
إنضم
2 جوان 2009
المشاركات
25.952
مستوى التفاعل
113.128
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
12814388_1278081835551535_4357229533197117242_n.jpg


لم أعرف والدي, فقد توفّي و أنا ابن أربع سنين (عليه رحمة الله) كنت أعلم لي عمّا فارق الحياة قبل وفاة والدي ببضعة أشهر (رحمه الله) و ترك ذرّيّته في وهران. و أنّ جدّي يقيم في الجزائر الشّقيقة في بلدة تسمّى غرداية, كان قد زارنا في نفطة مرّة صحب فيها عمّي عبد المجيد (رحمه الله) و عمّي الصّالح, كانت تلك هي المرّة الوحيدة التي رأيت فيها جدّي و عمّاي.
نشأت جاهلا لا علم لي بأقاربي في الجزائر بالتّفصيل(كم عددهم؟ ما هي صلة القرابة بيننا؟ما هي أسماؤهم؟) كبرت و تزوّجت و أصبح عندي أبناء, و كبر معي جهلي لأهلي في غرداية, لكن كانت عندي رغبة في اكتشافهم و زيارتهم, لكنّ تلك الرّغبة لم تكن بتلك القوّة التي تمكّنها من التّحقّق على أرض الواقع, بل كانت تطفو قليلا لتعود إلى القاع كعادتها.
ذات يوم رأيت صورة في الفايسبوك في صفحة أحد أقربائي بتونس (ابن ابن عمّتي) كانت الصّورة لجدّي محمّد الصّالح (رحمه الله) تلك الصّورة أحيت فيّ رغبتي المنسيّة في العثور على جذوري, فتتبّعت مصدرها, كانت بنت عمّتي(علمت هذا لاحقا) اتّصلت بها و بأخيها بواسطة رسالة نصّيّة و بقيت أنتظر الرّدّ على أحرّ من الجمر.
جاء الرّدّ من ابن عمّتي صِدّيق. بعد التّعارف و التّحايا و الأسئلة المتعدّدة, امدّني برقم هاتفه و رقم هاتف والده الحاج ابراهيم, لم أنتظر و قمت مباشرة بالاتّصال و كان في الطّرف الآخر للخطّ عمّتي العالية و زوجها, و كنت أتبادل معهم الحديث و عيناي مغرورقة بدموع الفرح و الدّهشة, فقد أمسكت بطرف الخيط الذي سوف يوصلني إلى نصفي الضّائع منّي منذ زمن بعيد. أعلمتهم برغبتي في زيارتهم و استفسرت عن الطّريقة(وسائل النّقل و المسافة الفاصلة و عنوانهم في غرداية) كما طلبت رقم هاتف عمّي الصّالح الذي زارنا في صغره.
>>> يتبع بحول الله
 
قصّة عحيبة كأنّها من ألف ليلة و ليلة
 
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
13177133_1330267743666277_5203652752773209172_n.jpg


بعد وعدي لهم بالسّفر إليهم تعدّدت المكالمات الهاتفية و الرّسائل النّصّيّة التي تحثّني على الذّهاب و تستفسر عن موعد قدومي, و كنت أردّ: سآتي بحول الله. لكنّي لم أذهب. ذات يوم جاءتني رسالة نصّيّة من زوج عمّتي يدعوني فيها لحضور زفاف كريمته الوحيدة, فاتّكلت على الله و سافرت...كانت المسافة بعيدة بعض الشّيء كما أنّي لم أشإ السّفر بسيّارتي الخاصّة وحيدا و جاهلا للطّريق, فخيّرت السّفر بواسطة النّقل العمومي. وصلت إلى غرداية بعد اثنا عشرة ساعة من خروجي من المنزل, و فوجئت بمدينة كبيرة و منظّمة"طرقات, نظافة" كما استرعى انتباهي حضور أمنيّ مكثّف(وقعت في المدينة أحداث أليمة بين المالكيّة و الإباضيّة لا فائدة في ذكرها) لكنّي لمست اختلافا كبيرا بين الطّائفتين, فلا شيئ يجمعهما, لا يتصاهرون, لا يؤذّنون في نفس الوقت و لا يدفنون موتاهم في نفس المقبرة و لا يصلّون في نفس المساجد, يظهر الأمر كما لو أنّ لكلّ دين خاصّ به. حتّى اللباس مختلف و صومعات المساجد أيضا.
***
مسجد مالكي

%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82+%D8%A8%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A9+%D8%AA%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%AA.jpg


***
مسجد إباضي

b.JPG

***
صورة لمدخل غرداية

13173033_1330262523666799_8711365047429775756_o.jpg
 
السّلام عليكم
أرجو أن لا تكون تخليت عن إكمال الحكاية
 
شنوة عجبتك الحكاية ؟
ربّما انت تسخر و هذه أمورك لا تهمّني بتاتا و لكن لأقول لك باختصار شديد أنّ مثل هذه القصص الواقعيّة
من أشخاص نلمس فيهم الصّدق و البساطة نتعلّم منها
لك " سلاما " كما قال ربّنا عزّ و جل
 
ربّما انت تسخر و هذه أمورك لا تهمّني بتاتا و لكن لأقول لك باختصار شديد أنّ مثل هذه القصص الواقعيّة
من أشخاص نلمس فيهم الصّدق و البساطة نتعلّم منها
لك " سلاما " كما قال ربّنا عزّ و جل
و الله أني لم أسخر منك و لكن أردت المزاح معك
 
أنا ايضا انتظر بقية القصة
 
واقعة شيِّقة حقيقةً و أسأل الله لك أن يلم شمل أهلك و يُرجعكم لبعضكم ، الأرحام من الرحمن و وصلها عبادة ، تُجزى على مجهودك في وصل رحمك و الإجتماع بأهلك بإذن الله،

أما ما دفعني للمرور على المسألة ، هو ما أشرت إليه في تفرّق أهل البلد الواحد تحت مسميات المذاهب و الطوائف ،

أنا حقاً متعجب و لم أكن أظن أن هناك مسلمين يعيشون كما قلت في بلد قريب منا ، لم أسمع من قبل بهذه الدرجة من الإنقسام و الفرقة في مدينة صغيرة عاداتها لا تكاد تخالف عاداتنا


المذاهب و الفِرَق والطوائف و التسميات المُحدثة و ما تبعها من البدع و الأباطيل هي حقيقةً لعنة تنخر عظم الأمة ، و كلما رأيت أُمّةً من المسلمين في فُرقة و شِقاق زِدتُ يقيناً بعظمة الوحي و صدق الرسول و ما بلغنا عنه في التحريم الشديد للفرقة و البدع و المسميات المحدثة، صدق رسول الله ، يد الله مع الجماعة ، لذلك تأخرنا و ضعُفنا بين الأمم ،

ما كان محمدٌ رسول الله لا مالكياً و لا اباضياً ، بل كان حنيفاً على الفِطرة على مِلّة أبيكم إبراهيم كما أمر الله هو سمَّاكُم من قبل المسلمين ، فيا خيبة من زاغ و إنحرف و ضلّ
 
أعلى