• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

ديوان الشاعر الفلسطيني محمود درويش

أخي MEDIALAND21

أشكرك لطيب مرورك

تقبل الله طاعتكم و كل عام و انت بخير
 
مطار أثينا



مطار أثينا يوزّعنا للمطارات.

قال المقاتل: أين أقاتل?

صاحت به حاملٌ: أين أهديك طفلك?

قال الموظّف: أين أوظّف مالي?

فقال المثقّف: مالي ومالك?

قال رجال الجمارك: من أين جئتم?

أجبنا: من البحر.

قالوا: إلى أين تمضون?

قلنا: إلى البحر.

قالوا: وأين عناوينكم?

قالت امرأةٌ من جماعتنا: بقجتي قريتي.

في مطار أثينا انتظرنا سنينا.

تزوّج شابٌّ فتاةً ولم يجدا غرفةً للزّواج السّريع.

تساءل: أين أفضّ بكارتها?

فضحكنا وقلنا له: يا فتىً، لا مكان لهذا السّؤال.

وقال المحلّل فينا: يموتون من أجل ألاّ يموتوا.

يموتون سهوًا.

وقال الأديب: مخيّمنا ساقطٌ لا محالة.

ماذا يريدون منّا?

وكان مطار أثينا يغيّر سكّانه كلّ يومٍ.

ونحن بقينا مقاعد فوق المقاعد ننتظر البحر،

كم سنةً يا مطار أثينا!...
 
أعلى