- إنضم
- 17 ماي 2012
- المشاركات
- 3.363
- مستوى التفاعل
- 10.534
الإمام علي بن أبي طالب ع بين الفيلسوف الفرنسي غاروديه ,داعش و إتهام الاسلام بالعنف
نستذكر في هذه الليلة حدثاً جللاً مأساوياً ، أصاب أمتنا في دينها ، وأصابها في مبادئها ، وقيمها ، وأصابها في صمّام أمانها ، وأصاب مستقبلها ، رزيَّةً كبرى إمتدت مآسيها وآثارها السلبية في واقع الأمة عبر الأجيال: هي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
يقول الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي كنت ادرس في جامعة السوربون الفرنسية الشهيرة .. في يوم من الايام استوقفتني احدى طالباتي وسألتني السؤال التالي ..
قالت : أنت مدرسي وأنا احرص على قراءة كتاباتك ومقالاتك وحضور محاضراتك وقد لفت نظري انك تتكلم دائماً عن شخص مسلم اسمه ( علي ) !! من هو علي ؟ ولماذا أثرّ فيك كل هذا التأثر ؟؟
قلت لها : علي هو ابن عم نبي الاسلام محمد وزوج ابنته وقائده العسكري وكان الرجل الثاني في الاسلام بعد محمد وخليفته وهو شخصية فذة لا مثيل لها .. ساسألك سؤال لنتبين حالة أو جزء بسيط من هذه الشخصية ؟؟
قالت : تفضل
قلت : لو أنك عبرت الشارع وجاءت سيارة مسرعة وضربتك .. ماذا سيحصل لك ؟؟
قالت : سأموت حالاً أو يغمى عليّ !
قلت : حسناً .. وماذا سيحصل لك لو وقعت ِ من الطابق الرابع ؟ !
قالت : نفس الجواب اما ان اموت في لحظتها أو يغمى عليّ !
قلت : هذا الرجل تعرض لضربة سيف وهو ساجد يصلي وقد وصلت الإصابة إلى داخل تجويف الجمجمة ، أي انها وصلت إلى الدماغ وشملته .. ماذا تتوقعين له ؟؟؟
قالت : سيموت حالاً أو سيفقد الوعي في احسن تقدير !!
قلت : تصوري أن هذا الرجل لم يمت في حينها ولم يفقد الوعي ، لقد وصلت الضربة الى اعماق اعماق المخ هناك حيث تقبع الحكمة والمعرفة دون ان يفقد وعيه او يحصل له مايحصل للبشر في مثل هذه الحالات وبعد يوم واحد فقط راح يملي وهو على فراش الموت والضربة القاتلة نافذة في اعماق المخ وصية الى ابنه البكر الحسن (ع) هي اروع ماعرفه التراث الانساني عبر تاريخه على الاطلاق تتضمن الحكمة والموعظة والتوادد وقد بقي بكامل وعيه وكتب اجمل وصية كتبها أب لولده في تاريخ الإنسانية ..
قالت : وهي متأثرة .. وماذا قال فيها ؟
قلت : سأروي لك بعض منها .. قال لأبنه الحسن ـــ إرفق يا ولدي بأسيرك ( القاتل ) وارحمه وأحسن إليه واشفق عليه ، بحقي عليك اطعمه يا بني مما تأكله ! واسقه مما تشرب ! ولا تقيد له قدماً ولا تغل له يداً ! فإن أنا مت فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ولا تحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، وإن أنا عشت فأنا أولى به بالعفو عنه وأنا أعلم بما أفعل به... أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما ، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا.
يقول غارودي ... وأنا اروي لها بعض من وصيته كانت الطالبة الفرنسية تكفكف دموعها وهي تستمع لي .. وقد عرفت الطالبة لماذا انا معجب بشخص اسمه علي ...
ونحن نمر على وصية الٱمام علي بحق قاتله يتجلى لنا جانب من واقع أمتنا المليئ بالمآسي ، الغارق بالنكبات.. لإمام عليٌ ، بمنزلته العظيمة في الإسلام ، بقامه الكبير ، والمهم ، والأساس في الرسالة الإلهية يُستشهَد ومن خلال رجلٍ محسوبٍ على الأمة ، ومن خلال مؤامرةٍ من داخل من يُحسبون على أنهم من الأمة ، على أنهم من المسلمين ، هذا الحدث الذي هو أبرزُ تجليّات الإنحراف الكبير الذي تغلغل في واقع الأمة وأثّر في واقعها .
وما وصلت إليه أمتنا الإسلامية اليوم كافٍ في أن نستوعب عظيم المأساة ، وأن نستوعب مستوى الإنحراف الكبير.....وهيمنة القيم الجاهلية والتي تمثل "دولة داعش" نموذجا ملموسا لهذا تطور نوعي في استعمال الإسلام وتوظيفه لنشر قيم الجاهلية من السلب والنهب والقتل والسبي والاغتصاب والاستغلام والاسترقاق... وهو ما كانت تعتبره "جهادا" يدعو إليه الإسلام ويأمر به حسب التراث الفقهي الذي صنعته واختلقه هذه الممارسات "الجهادية" نفسها.
وهكذا عادت، مع "داعش"، ثقافة قطع الرؤوس وسبي النساء وقتل الأبرياء باسم "الجهاد الإسلامي"، مع تبرير تلك الثقافة بنفس التراث الفقهي الجهادي. إلا أن الجديد عند "داعش" هو أنها عملت على إلغاء حدود اتفاقية "سايكس ـ بيكو" حتى تتخطّى "جاهليتُها" أية حدود قد تعيق انتشارها بكل بلدان الشرق الأوسط، ما عدا إسرائيل التي تتجنبها "داعش" وتستثنيها، وبشكل يطرح أكثر من سؤال، من أهداف جهادها الجاهلي أو جاهليتها الجهادية.
نسمع العديد من المسلمين يرددون بأن ما تقوم به "داعش" ليس إسلاما، بل هو شيء يحرّمه الإسلام وينهى عنه. إذن، إذا لم تكن ممارسات "داعش" إسلاما، فهذا يعني أن كل الإسلام، كما هو ممارس ومنتشر ببلدان الشرق الأوسط العربية، ليس إسلاما. لماذا؟ لأن ما تفعله "داعش" ليس إلا تطبيقا لتراث فقهي يدرّس ويلقّن بالمؤسسات التعليمية والدينية لهذه البلدان. ويكفي تتبع فضائيات هذه البلدان لنرى أن ما يدعو إليه "دعاة" و"خطباء" و"شيوخ" هذه البلدان من جهاد ضد الكفار والمشركين، لا يختلف كثيرا عما تمارسه "داعش" تجاه من تعتبرهم كفارا ومشركين....
إذن، أين يوجد هذا الإسلام الذي لا علاقة له بـ"داعش"؟
نستذكر في هذه الليلة حدثاً جللاً مأساوياً ، أصاب أمتنا في دينها ، وأصابها في مبادئها ، وقيمها ، وأصابها في صمّام أمانها ، وأصاب مستقبلها ، رزيَّةً كبرى إمتدت مآسيها وآثارها السلبية في واقع الأمة عبر الأجيال: هي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
يقول الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي كنت ادرس في جامعة السوربون الفرنسية الشهيرة .. في يوم من الايام استوقفتني احدى طالباتي وسألتني السؤال التالي ..
قالت : أنت مدرسي وأنا احرص على قراءة كتاباتك ومقالاتك وحضور محاضراتك وقد لفت نظري انك تتكلم دائماً عن شخص مسلم اسمه ( علي ) !! من هو علي ؟ ولماذا أثرّ فيك كل هذا التأثر ؟؟
قلت لها : علي هو ابن عم نبي الاسلام محمد وزوج ابنته وقائده العسكري وكان الرجل الثاني في الاسلام بعد محمد وخليفته وهو شخصية فذة لا مثيل لها .. ساسألك سؤال لنتبين حالة أو جزء بسيط من هذه الشخصية ؟؟
قالت : تفضل
قلت : لو أنك عبرت الشارع وجاءت سيارة مسرعة وضربتك .. ماذا سيحصل لك ؟؟
قالت : سأموت حالاً أو يغمى عليّ !
قلت : حسناً .. وماذا سيحصل لك لو وقعت ِ من الطابق الرابع ؟ !
قالت : نفس الجواب اما ان اموت في لحظتها أو يغمى عليّ !
قلت : هذا الرجل تعرض لضربة سيف وهو ساجد يصلي وقد وصلت الإصابة إلى داخل تجويف الجمجمة ، أي انها وصلت إلى الدماغ وشملته .. ماذا تتوقعين له ؟؟؟
قالت : سيموت حالاً أو سيفقد الوعي في احسن تقدير !!
قلت : تصوري أن هذا الرجل لم يمت في حينها ولم يفقد الوعي ، لقد وصلت الضربة الى اعماق اعماق المخ هناك حيث تقبع الحكمة والمعرفة دون ان يفقد وعيه او يحصل له مايحصل للبشر في مثل هذه الحالات وبعد يوم واحد فقط راح يملي وهو على فراش الموت والضربة القاتلة نافذة في اعماق المخ وصية الى ابنه البكر الحسن (ع) هي اروع ماعرفه التراث الانساني عبر تاريخه على الاطلاق تتضمن الحكمة والموعظة والتوادد وقد بقي بكامل وعيه وكتب اجمل وصية كتبها أب لولده في تاريخ الإنسانية ..
قالت : وهي متأثرة .. وماذا قال فيها ؟
قلت : سأروي لك بعض منها .. قال لأبنه الحسن ـــ إرفق يا ولدي بأسيرك ( القاتل ) وارحمه وأحسن إليه واشفق عليه ، بحقي عليك اطعمه يا بني مما تأكله ! واسقه مما تشرب ! ولا تقيد له قدماً ولا تغل له يداً ! فإن أنا مت فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ولا تحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، وإن أنا عشت فأنا أولى به بالعفو عنه وأنا أعلم بما أفعل به... أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما ، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا.
يقول غارودي ... وأنا اروي لها بعض من وصيته كانت الطالبة الفرنسية تكفكف دموعها وهي تستمع لي .. وقد عرفت الطالبة لماذا انا معجب بشخص اسمه علي ...
ونحن نمر على وصية الٱمام علي بحق قاتله يتجلى لنا جانب من واقع أمتنا المليئ بالمآسي ، الغارق بالنكبات.. لإمام عليٌ ، بمنزلته العظيمة في الإسلام ، بقامه الكبير ، والمهم ، والأساس في الرسالة الإلهية يُستشهَد ومن خلال رجلٍ محسوبٍ على الأمة ، ومن خلال مؤامرةٍ من داخل من يُحسبون على أنهم من الأمة ، على أنهم من المسلمين ، هذا الحدث الذي هو أبرزُ تجليّات الإنحراف الكبير الذي تغلغل في واقع الأمة وأثّر في واقعها .
وما وصلت إليه أمتنا الإسلامية اليوم كافٍ في أن نستوعب عظيم المأساة ، وأن نستوعب مستوى الإنحراف الكبير.....وهيمنة القيم الجاهلية والتي تمثل "دولة داعش" نموذجا ملموسا لهذا تطور نوعي في استعمال الإسلام وتوظيفه لنشر قيم الجاهلية من السلب والنهب والقتل والسبي والاغتصاب والاستغلام والاسترقاق... وهو ما كانت تعتبره "جهادا" يدعو إليه الإسلام ويأمر به حسب التراث الفقهي الذي صنعته واختلقه هذه الممارسات "الجهادية" نفسها.
وهكذا عادت، مع "داعش"، ثقافة قطع الرؤوس وسبي النساء وقتل الأبرياء باسم "الجهاد الإسلامي"، مع تبرير تلك الثقافة بنفس التراث الفقهي الجهادي. إلا أن الجديد عند "داعش" هو أنها عملت على إلغاء حدود اتفاقية "سايكس ـ بيكو" حتى تتخطّى "جاهليتُها" أية حدود قد تعيق انتشارها بكل بلدان الشرق الأوسط، ما عدا إسرائيل التي تتجنبها "داعش" وتستثنيها، وبشكل يطرح أكثر من سؤال، من أهداف جهادها الجاهلي أو جاهليتها الجهادية.
نسمع العديد من المسلمين يرددون بأن ما تقوم به "داعش" ليس إسلاما، بل هو شيء يحرّمه الإسلام وينهى عنه. إذن، إذا لم تكن ممارسات "داعش" إسلاما، فهذا يعني أن كل الإسلام، كما هو ممارس ومنتشر ببلدان الشرق الأوسط العربية، ليس إسلاما. لماذا؟ لأن ما تفعله "داعش" ليس إلا تطبيقا لتراث فقهي يدرّس ويلقّن بالمؤسسات التعليمية والدينية لهذه البلدان. ويكفي تتبع فضائيات هذه البلدان لنرى أن ما يدعو إليه "دعاة" و"خطباء" و"شيوخ" هذه البلدان من جهاد ضد الكفار والمشركين، لا يختلف كثيرا عما تمارسه "داعش" تجاه من تعتبرهم كفارا ومشركين....
إذن، أين يوجد هذا الإسلام الذي لا علاقة له بـ"داعش"؟