• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

الأنثى و الحبال

نادر عامر

عضو جديد
إنضم
18 أفريل 2016
المشاركات
27
مستوى التفاعل
197
بسم الله و الصلاة و السلام على رول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



إحتضنت طفلها بحنان غامر و هي تكفكف دموعها الغزيرة , لم تحاول أن تنظر في وجهه , لا تريده أن يرى تورّم عينها و خدّها ..
قالت لطفلها الذي سكن بصمت بين أحضانها " هيّا , سأعدّ لك شطيرة لذيذة كما تحبّها .."
حاولت النهوض بخفّة رغم الألم في فخذها و ركبتها , مسرعة نحو المطبخ يتبعها الصبي المتجهّم ..
لم تقدر على منع دموعها مجددا و هي تقطّع بعض شرائح البطاطا و الطماطم , مزّقها صوت ولدها يناديها بيأس " أمّي ..."
دون أن تنظر إليه , مسحت بعض المخاط بقفى يدها الحاملة للسكّين " إذهب و إفتح التلفاز بنيّ ريثما أعد لك شطيرتك .."
لم يتحرّك الولد , كان يحدّق في أمّه بغضب و قال " لن أسمح له أن يضربك مرّة أخرى , سأواجهه حين يعود .. "
نظرت إليه بحنان و هي تتفحّص نظراته الغاضبة البريئة , كان وجهه الطفوليّ يعجّ بالحنق و التحدّي و الإصرار ..
إبتسمت له برقّة و قد أمالت وجهها نحو كتفها , و أسرعت إليه تلثمه بشفتيها و تعتصره لصدرها ..
كانت سعيدة جدّا بكلماته الغامرة الصّادقة .. نظرت مباشرة في عينيه , رأت أملها ينمو من جديد .. و عادت لتقبّله بحبّ دافق



الله ينوّر أيّامكم
 
قال الله تعالى :
۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)
سورة الإسراء
 
أعلى