• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

الملحد في تونس ، بين مطرقة الشك و سندان النفاق

الملحد شخص معوق فكريا ، "لم يستوعب فأنكر"

هذا وصف نسبي ، كل ما هو غريب ومختلف عن السائد يذم ، ولما خالف محمد قومه ودين اجداده وصفوه بالجنون.
 
تلقاه ديما لاعبها فاهم وحِل الصرَّة تلقى خيط
الملحد يُلغي عقله ويدعي أنه يمارس التفكير - خُلق إنسان في أحسن تقويم ثم ينسِب ذاته للحيوان المتطور - مخلوق ويُريد مُقارعة الخالق

TSHIRT-STOPFOLL_4799.jpg
 
الإلحاد هو فكر يتجه نحو نفي وجود الخالق. للأسف في تونس فالإلحاد لا يكون غالبا عن وعي و دراسة معمقة بل إن أغلبهم يقرأ كتابا أو إثنين و يكون الوازع الديني لديه ضعيفا فهو لا يعرف الدين أصلا على حقيقته حتى يحكم عليه بل إن بعض يتجه للإلحاد بمبدأ خالف تعرف أو محاولة لبناء شخصية مختلفة على الآخرين في محاولة لفرضها داخل المجتمع بعد أن فشل في ذلك بطرق أخرى. بالنسبة لموضوع الأخلاق فلا يمكن القول أنه منتوج ديني خالص رغم أن بعض الأديان توليه أهمية قصوى بل و تجعله أساسا للدين (الإسلام مثلا قائم على مكارم الأخلاق و قد قال رسوله : "بعثت لأتمم مكارم الاخلاق") فأن يوجد مسلم بخلق سيء ذلك لا يمس من أهمية الأخلاق في الإسلام شيئا لأنه نقض مبدءا من مبادئ الإسلام لكن كذلك لا يمكن إحتكار الاخلاق لجعلها منتوجا إسلاميا خالصا (رغم أنها من أسسه). أما بالنسبة لفكرة وجود الخالق من عدمه فالناظر و المبصر بحق لنواميس الكون و القوانين التي يسير وفقها في دقة متناهية مع أن أي خلل بسيط يعني الفناء و العدم للجنس البشري و الأرض شخصيا لا أتصور أن هذا من مواليد الصدفة بل يرجح عقلي أن هناك خالقا يضبط هذا النظام الدقيق المتناهي. أما بالنسبة لمسألة تطور الخلايا الاحادية إلى إنسان فنشوء حياة من العدم فكرة لا تدخل العقل و تشابه المخلوقات من إنسان و حيوان و تشاركها صفات معينة في بينها لا يعني بالضرورة أن البدائية منها تطورت لإنسان عاقل لأن الخالق واحد فطبيعي أنت تشترك في العديد من الصفات الفيزيولوجية فالخالق عبارة على صاحب مصنع سيارات أصدر موديلات بسيطة و أخرى فارهة فلا يعقل أن نقول بان السيارة البسيطة تطورت لأخرى فارهة و نبني عليها فكرة خلق كاملة.
 
... تتمة

ما يزيد من معاناة الملحد في بلداننا هو تقليده للملحد الغربي في المساس

بالمقدسات و السخرية من الأديان التي تلقى لامبلاة و قبول في بيئته الغربية إلا

أنها تعزل الملحد في بيئتنا و تزيد من كره المجتمع له و نبذه رغم أنه

يقوم بهذه الممارسات بسرية أو أمام مجموعة معينة أو من وراء

الحاسوب إلا أنه يزيد وضعه تأزما ، فهو كائن منبوذ و يعتقد أن

المجتمع يضطهده و يقمع حرية فكره و من هنا تتكون عقدة النقص التي

لا ينفس عن كبتها إلا بالتعالي فلا تكاد تجد الواحد منهم إلا متكبرا يدعي العلم

و يصف الناس بالجهالة ، يتكلم ليسمع نفسه ، يطالب بالإحترام لنفسه و

يسخر من غيره و هي صفات مشتركة بينهم معروفة عنهم و هي من

حيث لا يعلم السبب الرئيسي لعزلته ، لا أحد يعرف و يحس معنى الوحدة

التي يصنعها لنفسه بقدر الملحد ، يسجن نفسه بنفسه و ذلك السجن

يضيق يوما بعد يوما لتنتابه العزلة رغم أن له في الظاهر حياة

إجتماعية عادية .

يتبع...
 
أعلى