• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

عمر وسارة

nada_tech84

عضو فعال
إنضم
9 جانفي 2008
المشاركات
404
مستوى التفاعل
564
:besmellah1:



اليكم قصة عمر وسارة و ان شاء الله تعجبكم




قصة عمر وسارة
قالت ســارة.............
كلّما تحدّثني أمي عن زواج أحد الأقارب أو القريبات وعن الجهاز الكبير الذي رأته عند فرش المنزل الجديد تثور ثائرتي وأصاب بالحموضة من شدة الغيظ, فوالديّ قد أصرا على توفير نصف مرتبي من أجل ذلك الزوج الذي قد يأتي يوما أو لا يأتي
ولكن ما دخلي أنا بكل هذا؟ إذا أرادوا أن يزوجوني فليدفعوا هم وليس أنا.. لماذا لا يسمح لي بالتصرف بالمرتب كيفما أشاء؟
أنا مثلا أريد التوفير لشراء سيارة في خلال خمس سنوات. وكبداية أريد أموالا لتعلم القيادة والحصول على الرخصة ، وكذلك أريد إكمال دراساتي العليا
أنا أريد نصف المرتب الذي يِؤخذ مني غصباً واقتداراً
ثم من هذا الذي يستحق أن أحرم من نصف مرتبي بسببه. حاجة تغيظ
أنا لن أصرف قرشا برغبتي على شخص لا أعرفه يدخل في حياتي فجأة متوقعا أن أصبح خادمه المطيع
"بلا جواز بلا نيلة" ***********
قال عمـــر: تحسدني أختي لكوني رجلا أستطيع أن أختار لنفسي وأن أقرر متى أتزوج، في حين أنها كفتاة تضطر لانتظار الفارس المنتظر وليس بيدها حيلة
ولكنها لا تدري كم الأعباء الملقاة على كاهلي لكي أفكر في الزواج. بالتأكيد أحلم أن أمسك يوما ما بيد فتاة –هي زوجتي- ونسير على الكورنيش وهي تتسلى بأكل الترمس الذي يزيد بطنها المنتفخ من الحمل انتفاخاً
ولكن من أين لي بالمال الذي يجعلني أتقدم لخطبة أي فتاة؟ وكذلك فإني لا أريد أي فتاة.. كيف أعرف أن هذه الفتاة التي سأتقدم لها ستكون مريحة في صحبتها؟ فبالرغم من صغر سني واشتياقي إلى متع الزواج المعروفة, فإني أدرك تماما أنه بعد أيام قلائل سيكون ما يهمني أكثر هو طيبة زوجتي وخفة دمها واستمتاعي بحديثها. فأنا أعرف أصدقاء قد تزوجوا وكانوا يتصلون بالشلة قبل مرور الأسبوع الأول على زواجهم, وذلك لأنهم قد شعروا بالملل
ملل!!!.. وهم مازالوا في بداية البداية, إذاً ماذا سيفعلون بعد عام أو عامين؟
"بلا جواز بلا نيلة" ***********
قالت ســارة:منذ أسبوع ألمحت لي أمي بأن إحدى صديقاتها لديها ابن يكبرني بثلاث سنوات, يعمل كمهندس كمبيوتر في إحدى الشركات الخاصة.. وهي تعرف أنه شاب مؤدب ووسيم وسيزورنا هو وأهله ليشربوا معنا الشاي يوم الخميس القادم
كنت أظن أني سأثور ولن أرضى بفكرة الزواج الآن. فأنا أريد أن أبني مستقبلي, فهذا ليس فعلا يقتصر على الرجال فقط, ولكن لا أدري ما الذي أسكتني؟ لعله الفضول لمقابلة شخص يريد الزواج بي.. لا أدري
اتصلتُ بصديقتي المقربة وأخبرتها، فضحكت ودعت لي بالتوفيق وأكدت عليّ أن أصلي صلاة الاستخارة, ففعلت بمجرد أن أنهيت مكالمتي معها.. وظللت في حالة قلق طوال الأسبوع وكنت أبكي يوميا في التليفون وأنا أحدث صديقتي وأنا أتخيل قصصا مأساوية إذا لم يعجبني العريس وأجبرني والدي على الزواج منه، وكيف سأعيش في بؤس، وكانت صديقتي تضحك مني وتقول إني أستبق الأحداث، وإني "نكدية"، ولكن القلق كان يؤلم قلبي، ومر الأسبوع سريعا. واليوم هو الخميس المنتظر.. ربنا يستر
***********
قال عمـــر:منذ شهر أخبرتني أمي عن صديقة معها في العمل عندها فتاة جميلة تصغرني بثلاثة أعوام, وهي تعمل في إحدى الشركات.. ووالدها رجل طيب ومحترم. فأخبرتها بأني لا أملك حاليا ما يعينني على مصاريف الزواج، وأن كل ما ادخرته خلال سنين عملي هو سبعة ألاف جنيه
طمأنتني أمي وأخبرتني بأن والدي سيساعدني، وأن هذه هي سنة الحياة. فجدي كذلك قد ساعد أبي عندما تزوج من أمي وعاشا أولى سنوات زواجهما في إحدى الغرف ببيت جدي الواسع إلى أن وسّع الله على أبي واشترى هذه الشقة
ولكني لم أكن أريد العيش في بيت والدي, وكان رد أمي أن أمامي الحل في أخذ شقة إيجار جديد. ولما كنت أشعر بالاكتئاب منذ فترة لشعوري بالعجز عن الزواج في وقت قريب, فقد استمعت لحديث أمي المتفائل ووعودها بمساعدة أبي الأسطورية. وتوكلت على الله وصليت الاستخارة. واتفقنا على مقابلة العروس في بيت أهلها يوم الخميس القادم, وكاد التوتر يقتلني, فقد خشيت أن لا تعجبني العروس, وكم سيكون الموقف وقتها محرجا عندما أرفضها بعد أن ذهبنا إلى بيتهم.. ربنا يستر ***********
ساره:الخميس المنتظر قد حان وتوتري أصبح لا حدود له وإن كان مصحوبا بلسعة سعادة
فهي ليست سعادة بالمعنى الكامل، ولكني متحمسة للموقف واهو على رأي "نبيلة السيد": عريس يا اماااي
ليس من عادتي استخدام الماكياج وفكرت لفترة أن أستخدمه هذه الليلة، ولكني تراجعت, فليرني كما أنا، وإن ماكانش عاجبه يبقى أنا خسارة فيه!! لكني قمت بعمل عدة ماسكات لبشرتي من باب رفع معنوياتي لا أكثر ولا أقل
تحدثت تليفونيا مع "أنتيمتي" وظلت تنصحني بما أفعله عند اللقاء المرتقب, مثل أن أدخل وعيني معلقة بالسجادة وعلى وجهي يرتسم الحياء، وأن أجلس على طرف المقعد ولا "أنجعص" مثل الأولاد مثلما أفعل دائما ، وكنت أضحك على ما تقوله وأعدها بأن أفعل العكس, فهذا العريس عليه أن يعرفني كما أنا بلا تزويق, فأنا عصبية ولا أطيق تحكمات الرجال و.... و
كنت أتحدث مع صديقتي كل ساعة ووالدتي لم تحاول تأنيبي على كثرة استخدامي للتليفون كعادتها، حيث يبدو أنها كانت تقدر توتري واحتياجي للمكالمات معها
وجاء وقت الغذاء ولم أستطع الأكل من شدة التوتر. للحق كنت أحاول أن أبدو طبيعية أمام الجميع وكأن الموضوع لا يهمني، ولكن معدتي الخائنة فضحتني عندما أصبت بالحموضة من شدة التوتر وظللت أشرب في "سفن أب" وأشتم نفسي في سري
وجاءت الساعة السابعة والنصف مساء وأصبح يفصلني عن لقاء العريس المرتقب دقائق.. ربنا يستر
قال عمـــر:جاء الخميس بسرعة معتدلة نسبيا فقد كنت أترقب رؤية العروس التي أخبرتني والدتي أني رأيتها من قبل، ولكني لم أستطع تذكرها، وكذلك كنت خائـ........... قلقا من الموضوع
كنت أتساءل هل سأرتاح إليها فور رؤيتها؟ هل هي جميلة و"رخمة"، أم تكون خفيفة الدم و... "وحشة"؟
هل يمكن أن أعجب بها ولا تعجب بي أو العكس؟
أعصابي مشدودة ولا أستطيع حتى ربط الكرافتة ونحن نستعد للذهاب
دخل أبي الحبيب حجرتي وربط لي الكرافتة، ورأيت الدموع تلمع في عينيه فقلت له: إيه يا أبو عمر ده أنا لسه رايح أتقدم مش رايح أكتب كتاب ولا أدخل، فرد عليّ بأنه لا يصدق بأن الله قد أكرمه ومد في عمره ليرى ابنه البكري يذهب ليخطب، وأني سأعرف شعوره يوم أن أذهب مع ابني لأخطب له
ضحكت كثيرا, فأبي يتحدث عن ابني وأنا لم أرَ العروس بعد. خفف حديثي مع أبي قليلا من توتري حيث إنه ظل يحدثني عما يجب أن أبحث عنه في العروس، ثم دعا لي فارتاح قلبي وأكملت ارتداء البذلة
نزلنا من المنزل وقمت أنا بقيادة سيارة أبي، حيث كان لا يقودها ليلا، وشغلت شريط أم كلثوم ليطرب أبي وكذلك لهدف آخر خبيث وهو أن ينشغل أبي وأمي بسماع "أغدا ألقاك" حتى لا يتحدثا معي لأني لم أكن في حالة تسمح لي بالحديث.. ربنا يستر
جرس الباب
ترررررررن
من داخل المنزل.. تقول ســـارة في سـرّها:
أنا مش عايزة أشوف عرسان
.. ودخلتْ إلى غرفتها
ومن خارج المنزل.. يقول عمــر في سـرّه:
يا رب الأرض تنشق وتبلعني.. أنا إيه اللي خلاني أفكر في الجواز؟
يدخل "عمر" مطأطئ الرأس ويسلّم على حمى وحماة المستقبل و
دعونا من التفاصيل ولنقفز للحظة الحاسمة مع دخول سارة

 
الحلقة الثانية


دخلتُ الصالون وقد تعلقت عيناي بالسجادة وحاولت استجماع شجاعتي لأبدو طبيعية إلا أني كنت في أسوأ حالات خجلي الذى لم أعهده من قبل. لمحت لون بذلته البيج وحذائه البني، ثم قادتني أمي فسلمت على والديه ورفعت رأسي لأحييه وأخييييرا رأيته
أول ما لفت نظري كان عينيه وابتسامته، أو بالأحرى مشروع ابتسامة.. يبدو أنه كان غارقا في الخجل هو الآخر فلم يكن يعرف هل يبتسم أم يبدو جادا، أما عيناه........ فكانتا صافيتين! وكان نظره لا يستقر على شيء حتى أني ظننت أنه ربما يكون أحول
وكادت الفكرة تجعلني أضحك, وفجأة احمر وجهه و... و....... وكان وسيما حتى في خجله هذا, فابتسمت وجلست ولاحظت أنه يتمتم بشيء ما، أو لعله "يبلع ريقه" فقد مد يده بعد ذلك وتناول كأس العصير ليشرب منه
جلست على كرسي منفرد في الصالون، بينما احتل والداي الكنبة، وجلس والد العروس على الكرسي المجاور لجهة أبي, بينما ذهبت والدتها لغرفة داخلية ثم خرجت تتبعها سارة..............
ورأيتها جميلة
وكأني رأيت هذا الجمال من قبل وأعرفه, وذهب عني توتري في لحظة وانشرح قلبي لها. لا أقول إنه حب من أول نظرة، ولكن شيئا ما جعلني أشعر أني لن أتركها لأحد غيري. لم أستطع منع نفسي من التمتمة بـ"الحمد لله"، ونظرت إليها فظننت أنها تغالب ضحكة تكاد تخرج منها فعاد إليّ توتري لظني أنها رأت شيئا بي يثير الضحك، إلا أنها ابتسمت وجلست فحمدت الله ثانية وتناولت كوب العصير من أمامي فقد جف ريقى
بدأ والدي يحدّث عمر عن عمله وعن الشركة التي يعمل بها وظهر أن أبي يعرف أحد المهندسين بتلك الشركة،حيث كانوا زملاء دراسة وأوصى أبي عمر بأن يسلم له على صديقه القديم ويذكره بصاحبه عامر عبد المحسن
وتحدث عمي مع أبي عن وضع شركات القطاع الخاص, بينما بدأت طنط في الحديث معي عن عملي وعن طبيعة دراستي ولاحظت أثناء ذلك أن عمر يسترق النظر إليّ كل دقيقة فتملكتني بجاحة غريبة ونظرت له في عينيه بينما كان ينظر إليّ, وظننت للحظة أن روحه ستخرج من فمه , فقد فوجئ بعينيّ في عينيه فثبت وجهه وتحرك فمه وكأنه سيقول شيئا ما إلا أنه لم يصدر أي صوت ولم ينقذه سوى أن وجه له أبي سؤالا عن شيء ما في شركته فالتفت إليه، وشعرت أنه بالكاد استرجع روحه التي تدلى نصفها من فمه وانفجرت في ضحكة في داخلي وأحسست بأنه ظريف ولكنه خجول أكثر من اللازم
حاولت أن أفتح أي موضوع مع سارة إلا أن عقلي "قفش" وانعقد لساني
ووجدت أمي تفتح مواضيع عديدة مع سارة وشعرت بغبائي لعدم تذكري لأي من هذه الموضوعات أو محاولتي لالتقاط خيط الكلام من أمي. وظللت أرقبها وهي تتحدث مع أمي، نصف عقلي يتابع حديث أبي وعمي ونصفه الآخر منشغل بـسارة نفسها.. حتى إني لا أكاد أعي ما تتحدث عنه مع أمي
كانت لها ضحكة جميلة كما أن بروفيل وجهها الذي أستطيع أن أراه فقط من مكاني بدا جذابا و....... فجأة رفعت عينيها نحوي وضبطتني وأنا أنظر إليها, حاولت أن أتحدث وأبدأ أي حوار معها إلا أن الكلام لم يخرج من فمي. شعرت بأن منظري مضحكا, إلا أنها عادت للكلام مع أمي وقد احمر وجهها
–يبدو أنها شعرت بالخجل–
ووجه إليّ والدها سؤالا ما فالتفت إليه، إلا أني كنت أريد الحديث معها فأنا لم آتِ لكي أخطب عمي
يبدو أن والدته أرادت "جرّه" إلى الحديث فقالت له: دي سارة طلعت بتقرا الجرنال اللي طالع جديد وعاجبك يا عمر، بس ماجابتش العدد بتاع الأسبوع ده، ماتقول لها كان مكتوب فيه إيه
فنظرت إليه وفتح فمه إلا أنه أصدر أصواتا هذه المرة وسألني عمن أتابع مقالاتهم في الجريدة، فأخبرته وبدأ حديثه واكتشفت أنه متحدث جيد بل و "رغاي" أحيانا، فقد ظل يخبرني عن تفاصيل كل مقال ويعلق عليه ويسألني عن تعليقي، ثم يعيد ما قاله بطريقة أخرى ثم يتذكر شيئا آخر قرأه فيتحدث عنه، وانتهزت أنا فرصة حديثه لأستطلعه بشكل مفصل
كان نحيفا ويبدو أنه متوسط الطول وهو جالس ولكن..... أعجبني شكل يديه فقد كانتا كيدي عازف بيانو, أصابع طويلة وأظافر قصيرة، وكانت رموشه طويلة وعيناه بنيتين و...... وبدأت أثرثر معه أنا الأخرى
عطفت عليّ ماما أخيرا وألقت إليّ بطرف خيط لأدخل في حديثها مع سارة. سألتني عن جريدة أقرأها وكذلك سارة، وأنها لم تقرأ العدد الأخير منها, فانتهزت الفرصة وظللت أحكي لها عن المقالات وكل شيء تذكرته، فقد كانت تلك فرصتي لأنظر لها "براحتي" كان كل شيء بها جميلا، صوتها وجلستها ويداها الصغيرتان وعيناها الضاحكتان دائما وتعليقاتها التي أثارت ضحكي كثيرا
كان حوارنا بعيدا تماما عن الرومانسية ولكن "نص العمى ولا العمى كله" على الأقل انحلت عقدة لسانينا وعيوننا
كانت الجلسة مجرد جلسة تعارف بالطبع إلا أن أبي وعمي قد انسجما تماما. وبدا على الجميع السعادة، ونظر لي عمر وهو خارج وقال لي بصوت هادئ ظل يرن في أذني: أشوفك قريب يا سارة
نزلت أصفر وأغني وركبت السيارة وأنا في قمة النشوة.. سألتني أمي عن رأيي, فقال لها أبي إن عليها أن تترك لي فرصة للتفكير والاستخارة. أما أنا فلم أرد ولكني توقفت عند أول بائع جرائد وجدته ونزلت لأشتري عددين من الجريدة التي نقرأها أنا وسارة
تفكير...تفكير....وقلق شدييييييييد
دخلتُ غرفتي بعد ذهاب عمر وأهله وغيرت ثيابي وخبأت نفسي تحت الأغطية حتى لا تأتي أمي وتسألني عن رأيي
لا أنكر أن شيئا ما تحرك في قلبي, بل إن صوته المنخفض وهو يقول: أشوفك قريب يا سارة قد دغدغ أحاسيسي
أريد أن أقول إنه يعجبني وإني موافقة ولكن ما أدراني برأيه هو؟ وكذلك ما أدراني بأن مشاعري هذه ليست لحظية؟
ربما عمر هذا ليس جيدا كما يبدو.. إنه ليس طويلا كما كنت أرغب.. صحيح أنه أطول مني ولكن....
هل يمكنني أن أقضي باقي عمري مع "عمر"؟ هل هو المقدر لي أم لا؟
يا رب ارحمني من الصداع.. غدا أصلي صلاة استخارة مرة أخرى, وربنا يقدم ما فيه الخير
نمت مباشرة بعد عودتي من عند بيت سارة, فكرت في صوت ضحكتها قبل نومي مباشرة إلا أن التوتر الذي أصابني طوال اليوم جعلني مرهقا ونمت فورا
في اليوم التالي استيقظت وصليت الفجر والاستخارة ونمت ساعة قبل الذهاب إلى عملي.. لم أرَ مناما أو أي شيء وإن كنت لا أعتقد في موضوع المنام, ما يهم أني أشعر بارتياح عام للموضوع
في العمل تذكرت أني لم أحصل على رقم تليفون سارة, أردت محادثتها.. سآخذ رقمها من أمي ولكن هل يصح أن أتصل بها ونحن حتى لم نقرأ الفاتحة بعد؟ سأتحدث مع أمي في هذا الموضوع عند رجوعي للمنزل
أثناء فترة الراحة تذكرت أني بقراري الزواج من سارة أحكم على نفسي بالعيش معها للأبد
إنها جميلة ويبدو أنها طيبة، ولكن هل يمكن أن يكون بها عيوب خفية لا أستطيع تحملها؟
كنت سأجعل أبي يتصل اليوم بأهلها لتحديد موعد قراءة الفاتحة ولكني أحتاج أن أعرفها أكثر, ربما تكون بخيلة أو... سليطة اللسان... لا.. لا يبدو أنها قد تنطق يوما بكلمة سيئة
أصابني الصداع من كثرة التفكير وشعرت بأن أذنيّ قد سخنتا بشدة.. يارب اهدِني
يبدو أن هذا الموضوع سيجعلني أستهلك كميات كبيرة من الـ"سفن أب", فالحموضة لا تريد أن تذهب.. أفكر طوال الوقت في الموضوع
هل أقبل؟
هل أرفض؟
ولماذا أرفض؟ هل سيقبلني عمر؟؟.. أم؟
قد يكون به عيوب شديدة القبح وهو يخفيها بهذا المظهر الجميل
ربما يكون من الذين يضربون النساء، ولكن لا... يبدو أنه محترم، ووالده كذلك رجل محترم وخلوق.. لا يمكن أن يكون كذلك.. هل يمكن أن يكون "بصباص" ولكنه خجول؟ ربما يمثل؟
آآآآآآآه الحموضة هتقتلني.. مش عارفة أقول إيه لماما لما تسألني عن رأيي
خايفة أوافق وبعدين عمر مايردش يبقى شكلي وحش وكمان خايفه أوافق وبعدين عمر يطلع شخص سيئ.. إن أهلي متحمسون له وبهذا إذا ظهر أنه شرير سأقول لهم إنهم هم الذين وافقوا عليه من البداية
يا ترى عمر وأهله هيتكلموا إمتى؟
وصلت البيت وأنا منهك ولم تكن لدي شهية للطعام فذهبت للنوم
استيقظت بعد المغرب فصليت وجلست مع والدي في الصالة.. أخفض أبي صوت قناة الجزيرة التي لا يتابع غيرها هي وقناة العربية للأخبار.. التفت لي وسألني عن حالي فحمدت الله، ودار بيننا هذا الحوار
بابا: نويت على إيه إن شاء الله؟
أنا: مش عارف, كنت متحمس بس دلوقتي قلقان
بابا: طبيعى جدا.. إنت مش استخرت؟
أنا: مرتين
بابا: وحاسس بإيه؟
أنا: مش عارف
ضحك أبي وقال: عادي برضه.. أنا ساعة ما اتقدمت لأمك عقلي شتّ من التفكير
تدخلت أمي: ماتصدقهوش ده حفي عشان أنا أوافق
أكّد أبي كلامها ضاحكا وقال: شوف يابني البنت كويسة وأهلها طيبين وإن كنت خايف من حاجات ممكن تظهر في المستقبل, فإنت استخرت وإذا كان الموضوع خير هيمشي وإن ماكانش الأمور هتخلص لوحدها.. شوف إنت مبدئيا حاسس بإيه تجاهها؟
أنا: هي عاجباني وأنا مرتاح لها بس....
بابا: من غير بس, شعورك المبدئي كويس, احنا نقرا الفاتحة مع الناس وبعدها تشوفها وتتكلم معاها عند أهلها كام مرة، ولو زاد ارتياحك ليها نكمل ونعمل الخطوبة اللي برضه هتكون فترة اختبار بينكم, وإن ماحصلش توفيق يبقى كل اللي يجيبه ربنا كويس, ولا رأيك إيه؟
أراحني كلام أبي ووافقت عليه
بابا: يبقى اتصل بقى بـ"عمار" واسأله إمتى هنعرف رأيهم؟
أنا: رأيهم؟ أنا حسبتك هتحدد ميعاد الفاتحة
ضحك أبي وقال: ليه هو إنت مادام وافقت يبقى العروسة وافقت؟
عرفت بعد اتصال أبي بأهل سارة أنهم طلبوا أسبوعا لإبداء رأيهم وعاد إليّ توتري, فأنا قد أبديت رأيي المبدئي في اليوم التالي مباشرة, لماذا تحتاج هي إلى أسبوع؟ أهي محتارة لهذه الدرجة؟ ألم تعجب بي كما أعجبت بها؟
حاولت أمي طمأنتي بالحديث عن أن الفتيات يأخذن وقتا أطول من الرجال في إبداء رأيهن وأن أهلها يجب أن يسألوا عني، فسألتها غاضبا: ألا يجب أن أسأل عنها وعن أهلها أنا الآخر؟
ردت أمي بأنها تعرف أهلها جيدا وإذا أردت يمكنني أن أتحرى عنها هي بنفسي
فسألتها: كيف؟
فقالت روح ليها الشغل.. وتركتني أمي لحيرتي وقلقي..
اتصل أهل عمر ليعرفوا رأينا وتنفست أنا الصعداء
فمعنى اتصالهم أن عمر وافق عليّ ويريد أن يعرف رأيي.. انزاح من على قلبي هم ثقيل
كنت مرعوبة من فكرة أني أعجبت به وهو قد لا يعجب بي, على الرغم من كلمته:أشوفك قريب يا سارة
بعد جلسة طويلة مع أمي قررت الموافقة على قراءة الفاتحة لكي أستطيع أن أراه عدة مرات قبل أن أوافق على الخطوبة.. ولكن أبي قرر تأجيل إخبارهم بقراري إلى أن يذهب إلى عمل عمر ويسأل عنه.. وسمعت من أمي خطة أبي لمعرفة كل شيء عن عمر من زملائه ورؤسائه في العمل, بل وجيرانه كذلك, فأبي رجل طيب وهادئ ولم أتوقع أن يتحول إلى المحقق "كولومبو" من أجلي
قارب الأسبوع على نهايته وأشعر (قليلا) بأني أريد أن أرى عمر
تحرى كولمبو (أبي سابقا) عن عمر فوجد أن سيرته ممتازة بين جميع معارفه ومن ثم اتصل أبي بعمي وأخبره عن موافقته واتفقا على قراءة الفاتحة يوم الإثنين القادم، وظل أبي يتحدث مع عمي على التليفون قرابة نصف الساعة حيث إن كليهما يهتم بمشاهدة القنوات الإخبارية وكانا يتناقشان حول برنامج ما
يبدو أن علاقة أبي بعمي ستتوطد قبل أن تتوطد معرفتي بـعمر
أخبرني أبي بعد إنهاء المكالمة أن عمي وطنط وعمر يسلمون عليّ
شعرت بالاشتياق لرؤية عمر مرة أخرى, إلا أنه –بالطبع- لن يكون بيننا أي اتصال قبل قراءة الفاتحة
لم أحاول التحري عن سارة لأني أولا ارتحت لها، وثانيا أمي تعرفها وتعرف والدتها، وثالثا أنا ماعرفش ازاي أتحرى عن حد
ولكني -للحق- فكرت أن أذهب لأراها وهي خارجة من عملها فقد شعرت بأني بحاجة لأن أراها
شيء ما جعل قلقي يزول من جهة موافقتها عليّ أم لا.. فأنا أظن أني تركت لديها انطباعا جيدا
وجاء الخميس موعد رد عائلة سارة علينا وجلست بجوار أبي وهو يرد على تليفون عمي. ظلا يتحدثان في بداية المكالمة عن برنامج سياسي ما وأنا جالس على الشوك في انتظار الجواب. وأخيرا سمعت أبي يضحك ويحمد الله ويقول له عن سعادته بالنسب المرتقب بيننا, فالتقطت أنفاسي وخرجت إلى البلكونة
كنت أشعر شعورا غريبا وكأن كل شيء يبرق أمامي
أحسست أني أريد أن أحضن العالم كله وأقبله. كنت أعرف أني سأبدأ مشروع حياة وأني سأكافح من أجل تجهيز نفسي إلا أن هذا الشعور الغامر بالسعادة أنساني أي قلق
وسألت نفسي: كم سأنتظر لأقف مثل هذه الوقفة مع سارة في بلكونة منزلنا؟
هل يُعقل أن أحب شخصا رأيته لمرة واحدة؟
أم أن هذا الشعور بقبوله الشديد ناتج عن صلاة الاستخارة؟
هل الله يعطيني إشارة بأن عمر لي وأنا له؟
أنتظر يوم قراءة الفاتحة بسعادة شديدة. ولم أعد أعاني من الحموضة
الحمد لله
قراءه الفاتحه
جاء الإثنين الغالي
احترت في الهدية التي يجب أن أقدمها لـسارة
أخبرتني أمي بأنه يمكن أن أشتري لها خاتما لقراءة الفاتحة وأخبرتني أنها يمكن أن تنزل وتختاره لي ولكني أخبرتها أني سأشتريه بنفسي
ذهبت إلى الصائغ ولم أكن أعرف مقاس إصبع سارة إلا أني حاولت التخمين قياسا على حجم يديها
كنت أريد خاتما مميزا
فكرت بأن يكون خاتما ذا فص مثل خواتم الزواج التي أراها في الأفلام الأجنبية, إلا أني وجدت خاتما عليه فراشة تبدو وكأنها حقيقية, لا أدري لماذا ذكرتني الفراشة بسارة, فدعوت دعاء الاستخارة واشتريت الخاتم
يا رب يعجبها
أدري ماذا يجب عليّ أن أرتدي في قراءة الفاتحة. هذه المرة كنت أريد أن أبدو متألقة
بعد تفكير ومحادثات مع صديقتي ومع ماما ومع المرآة اخترت طقماً لبني اللون ووضعت بروشا على هيئة فراشة يشبك الطرحة مع البلوزة
يا ترى عمر بيحب اللون اللبني؟
يا رب.. يا رب.. يا رب خلّيني فرحانة النهارده
أحضرت علبة شيكولاتة ونحن في طريقنا إلى بيت سارة
في هذه المرة كان معي أولاد عمي في سيارتنا وكذلك أختي. بينما كان أبي وأمي في سيارة عمي وزوجته يلحقون بنا
في هذه المرة ظل أولاد عمي يثرثرون معي وظللنا نضحك طوال الطريق ونحن نسمع ليلة من عمري لـعمرو دياب
عندما دخلت منزل سارة هذه المرة كنت أكثر راحة
كان المنزل مزدحما نسبيا عن المرة السابقة حيث حضرت خالة سارة وزوجها وأعمامها الثلاثة
عندما دخلت كانت سارة تكلم أحد أعمامها في ممر يطل على الصالون, التفتت ورأتني وأنا أتجه صوب الصالون فابتسمت لي وابتسمت لها
كانت ترتدي طقما لبني اللون يجعلها تبدو جميلة كالسماء. واتسعت ابتسامتي حينما لاحظت أنها تضع بروشا على شكل فراشة
دخل عمر هذه المرة فجأة فقد ظننت أن أبي يفتح الباب لزوج خالتي الذي وقف على السلم ليدخن سيجارة, حيث إن أمي لا تسمح بالتدخين داخل المنزل, وكان أبي واقفا على الباب يتحدث مع زوج خالتي وصديقه في نفس الوقت حتى يهون عليه وقفة السلم. ولكني استدرت لأجد عمر أمامي يبتسم ويحمل علبة شيكولاتة.. لقد زادت معزته في قلبي لما أتى لي بالشيكولاتة
بعد أن قدمنا الجاتوه والحاجة الساقعة, تحدث أبي مع عمي وتعرف الجميع على بعضهم البعض وسألني عمر عن حالي
كان الجو مزدحما هذه المرة, ولكن عمر كان هادئا ومازالت لديه عادة اختلاس النظر إليّ
في وسط كل هذا وجدت أبي وعمي يقولان: نقرا الفاتحة بقى
 
باين عليها قصة تحفونة ياسر
بارك الله فيك و يعطيك الصحة على المجهود اللي تعمل فيه
 
:besmellah1:




رفع الجميع أيديهم ليقرءوا الفاتحة ونظرت تجاه عمر فوجدته بالطبع ينظر لي وقرأنا الفاتحة وأعيننا متشابكة.. وشعرت وكأني خارج كل زحام الصالون وكأن جسدي كله قد تخدّر
قرأتُ الفاتحة وسارة تجلس في عيوني
تجرأت هذه المرة ونظرت إليها بثبات أثناء قراءة الفاتحة, ولم تبتعد عني بعينيها
أخرجتُ الخاتم وقدمته لـسارة التي ضحكت وقالت والدتها: إنت كنت عارف إن سارة هتلبس بروش على شكل فراشة ولا إيه؟
ولكني لم أكن أعرف, أنا حتى لم أعرف رقم تليفونها وخفت أن يظن عمي أني اتصلت بها من ورائه فأنكرت على الفور فضحكت سارة وضحك الجميع.... وشاركتهم الضحك
أصدق نفسي عندما رأيت الخاتم, فقد كان جميلا جدا. فأنا أحب الفراشات بشدة
لقد أتى لي عمر بشيكولاتة وفراشة من ذهب
يبدو أني سأحب هذا الفتى
أصدق أنه قد تمت قراءة فاتحتي بالرغم من أني قرأتها معهم وإن كنت لم أعِ منها سوى "الحمد لله".. كنت أنظر إلى خاتم الفراشة على يدي باستغراب. لقد امتلكت عدة خواتم ولكني لم أشعر بهذه المعاني التي أحملها من قبل
أشعر أن عمر وضع علامة عليّ تشير إلى أني أصبحت له ولكن... لكن عمر لا يحمل أي علامة تشير إلى أنه أصبح لي.. ربما أقوم بعمل علامة في وجهه عندما يزورنا في المرة القادمة!! أم أنه قد يعتبر ذلك فظاظة مني
يا ربي لا أستطيع أن أكون جادة حتى عند التفكير في مستقبلي. لكني لم أرَه سوى مرتين وادبست ووافقت على قراءة الفاتحة
كل هذا بسبب حماس أبي له وألفته السريعة مع والده
آه ياعمر..... قلبي بيرفرف لما بافكر فيه، وبالرغم من ذلك فمازلت أشعر بالقلق بسبب موافقتنا السريعة, إلا أن أمي أخبرتني أن الفاتحة مجرد ربط كلام" ليتسنى لي لقاء عمر عدة مرات حتى أوافق على إتمام الخطوبة
أنتظر مكالمة عمر على التليفون ولا أدري كيف سأبدأ أي حوار معه؟
الغريب أني لا أشعر بشيء مختلف لكوني أصبحت (قاري فاتحة) لم أتعرف على سارة بشكل عميق, وإن كنت أشعر بشيء لا أستطيع وصفه يثير البهجة في قلبي كلما مرت على بالي، وما أكثر المرات التي تمر فيها على بالي، بل إنها بالأحرى تسكن حاليا في بالي
المفترض أني سأتصل بها لتتوطد معرفتنا قبل إعلان الخطوبة وهذا ما يثير توتري فأنا في العادة "دمي خفيف" وكثير الكلام ولكن أخاف أن يجعلني التوتر أخرس كما حدث في لقائنا الأول. أخاف أن أبدو سخيفا وثقيل الظل. فالبنات لا تحب ثقيلي الظل
كيف أستطيع أن أظهر جمال شخصيتي الرائعة في حديثي معها
" افتح عليّ يا رب"
المفروض إنه يتصل بالتليفون على البيت, لأننا لسه ماعرفناش موبايلات بعض.. الواحد محرج شوية, مش علشان هاكلمه, فأنا بعون الله أكلم الأسد بس وهو في القفص طبعا المشكلة هي وجود بابا. كيف سأحدث "راجل" في وجود بابا؟
هو صحيح راجل طيب..لكن... المشكلة الحقيقية هي كيف سأتحدث مع عمر؟
لا أريده حديثا عاديا, أريد أن أستخرج منه كل أسرار شخصيته وأعرف عيوبه وأريده أن يعرفني جيدا, فهو لم يعرف سوى سارة الهادئة الخجول
سأتصل بإحدى صديقاتي المخطوبات لعلها تفيدني في اختيار موضوعات للحوار
ووقعت القرعة على فاطمة", المخطوبة الأزلية منذ كنا في الصف الأول الجامعي وحتى الآن, وقد انفجرت فاطمة في الضحك عندما عرفت طلبي منها وقالت لي ساخرة: عايزة تعرفي كل ده من أول مكالمة؟ يا بنتي إنتي يادوبك في مرحلة النحنحة.. إنتي وهو هتتنحنحوا على بعض! قدامك شوية حلوين عقبال ما تعدي مرحلة وش القفص, ده أنا يا اللي مخطوبة بقالي سنين لسه باشوف العجب من حسن", يا بنتي إنتي دخلت مشوار المليون خطوة وإنت يادوبك في أول خطوة
طبعا ارتفعت معنوياتي جدا بعد مكالمة فاطمة
رجعت من الشغل واتغديت ونمت وصحيت والمفروض أكلم سارة, اتصلت بالرقم وأنا بادعي إنها هي اللي ترد، وبالطبع ردت والدتها..أنا عارف حظي.. فسلمت عليها وسألت عن عمي وسألتني هي عن والدي ووالدتي
ثم سادت لحظة صمت محرجة
حيث تنتظر هي أن أطلب الحديث مع سارة، بينما أنتظر أنا أن تتفضل هي من نفسها بندائها. تنحنحت مرتين وأخذت نفسا عميقا و... قبل أن أنطق, قالت هي: طيب هناديلك سارة
تألمت أذناي حينما انطلق صوت موسيقى الانتظار المزعج والمفاجئ ثم انتهت الموسيقى وسمعت خروشة ثم صوت سارة
سارة: السلام عليكم
أنا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سارة: ازيك يا عمر
أنا: الحمد لله... ازيك إنت؟
سارة: الحمد لله, وبابا وماما عاملين إيه؟
أنا: الحمد لله
سارة: وإخواتك؟
أنا: الحمدلله
سارة: إنت بتختم الصلاة يا عمر؟
أنا (بدهشة): لأ.. ليه؟
سارة: أصلك مابتقولش غير الحمد لله, فحسبتك بتسبح بعد الصلاة ولا حاجة
فهمت الدعابة وضحكت بشدة, وبدأت أسألها هي الأخرى عن أحوالها وعن عملها وكذلك تحدثت هي و... استمرت المكالمة 66 دقيقة
والحق أني لم أرد إنهاء المكالمة, إلا أني لاحظت أن والدتها دخلت إليها ووجهت إليها الكلام, فخشيت أن أسبب لها الحرج وأخبرتها بأني سأحدثها غدا. وبالطبع كانت المكالمة وكأنها مع واحد صاحبي وبخاصة أنها لا تكف عن السخرية وإطلاق النكات, مما جعلني أبادلها الضحك
وبالتالي لم تكن المكالمة رومانسية على الإطلاق, ولكنى استطعت أن أستجمع شجاعتي وأن أقول لها: هتوحشيني قوي لحد بكره.. وقفلت الخط سريعا وكأن والدتها ستجذبني من ملابسي من خلال السماعة
أتخيل أن تسير المكالمة مع عمر" على هذا النحو
كنت أغسل المواعين في المطبخ, بينما أفكر أنه لو اتصل الآن سيكون شيئا شاعريا جدا أن أتلقى أول مكالمة من خطيبي وأنا أقف على الحوض
وبالفعل اتصل عمر أثناء غسيلي للبراد.. بدا محرجا في بداية الحديث ولكني كسرت الجليد وضاحكته, واتضح لي بعد ذلك أثناء المكالمة أنه "واد دمه خفيف", وبالطبع هذا ليس تقليلا من شأنه, فهو يبدو رجلا حتى في هزاره
وبعد تبادل الحديث وتبادل أرقام الموبايلات.. حيث أخبرتني أمي قبل المكالمة بأنه يمكنني تبادل أرقام الموبايل معه.. بعد كل هذه الثرثرة أنهى مكالمته بجملة تختلف عن جو الشقاوة الذي ساد المحادثة وقال لي برقة إنه سيفتقدني
يا ربي دايما ينهي كلامه بجملة تخلي قلبي يتهز.. يبدو أنها صارت عادة لديه... وقاطعت أمي تأملاتي الرومانسية بعد المكالمة –وكم تعددت مقاطعتها لي أثناء المكالمة!– وقالت لي: إيه كل الضحك ده يا سارة؟ هو إنت بتكلمي فاطمة" ولاّ مروة؟ مش تعقلي شوية
ظننتها في البداية ستتحدث عن طول وقت المكالمة ولكنها أحرجتني بحديثها عن كثرة ضحكي, هل يمكن أن يظن عمر أني أضحك أكثر من اللازم؟ لكنه كان يضحك هو الآخر
يووووووه هو كل شوية قلق
رن.. رن.. رن... وفرحني
في العادة تعبر الأغاني عن المشاعر, ولكن هذه المرة عبّر إعلان خطوط تليفون عن مشاعري
"رن.. رن.. رن.. رن.. وفرحني"
يشدو بها كاظم الساهر وأنشز أنا بها طوال اليوم مع رنات عمر الكثيرة على الموبايل
أمس, بعد أن انتهيت من أولى مكالماتي معه أرسل لي رسالة بها دعاء جميل: اللهم لي أحبة أتذكرهم كلما نبض الفؤاد وحن، وأدعو لهم كلما دنا ليل الظلام وجن.. إلهي ظلل أحبتي بالغيوم وأبعد عنهم كدر الدنيا والهموم.. أدخلنا الله جميعا من باب الريان وأعتق رقابنا من النار
رسالة دينية وإن كانت تبدأ بـ"أحبة"، واخدين بالكم؟
أما اليوم فقد رن عليّ 8 مرات حتى الآن, أما بالنسبة لي فقد رننت له مرة واحدة... لا أدري لماذا... "تُـقل" كما يقال
للحق أشعر بالخجل من أن أرن عليه كثيرا. ولكني فرحانة أوي برناته.. بالطبع أنا في عملي وزميلاتي يلاحظن أني أبتسم بلا داع مرات عديدة
أبتسم عندما أتذكره
وأبتسم عندما يرن
وأبتسم عندما لا يرن
"باين عليَ اتجننت"
آآآآآه لو تدوم سعادتي هذه للأبد
وصلتني رسالة جديدة من عمر, جعلتني لا أتمالك نفسي من الضحك و (اضطررت) بعدها أن أرن عليه مرتين
كانت الرسالة تقول: كده مش حلو.. لا رنة.. ولا ألو.. ولا علينا تسألوا... طب حتى رنة واقفلوا
فكرت أن أرسل له رسالة حتى لا يظن أني بخيلة ولا أريد أن أضيع رصيدي
احترت هل أرسل له رسالة دينية أم رسالة ضاحكة. في النهاية قررت الرد على رسالته كالتالي: قلت للطير المسافر وصل سلامي للغاليين.... قال لي سواق أهلك أنا؟
بعد أن اضطررت لإنهاء حديثي مع سارة قمت بحفظ رقم تليفونها المحمول على تليفوني على الفور
أحببت أن أظهر لها اهتمامي! ومشاعر أخرى بالطبع, فأرسلت لها رسالة تحمل دعاء "للأحبة".. لم تقم بالرن عليّ فظننت أنها لم تقرأ الرسالة بعد
في اليوم التالي قمت بالرن عليها مرات عديدة ولكنها لم تجبني سوى برنة واحدة.. بصراحة غضبت
"هي مش معبراني ليه؟"
كان هذا السؤال ينغزني وكأنه شوكة
سألني زميلي في العمل عن سر تجهمي, لم أخبره بالسبب... لا أعتقد أنه يصح أن أتحدث عن مشاكلي مع خطيبتي مع أحد
...... ولكن
مع منتصف اليوم لم أستطع أن أتحمل تجاهلها, فكرت أن أحدثها على الموبايل ولكن كرامتي "نقحت" عليّ. لم أجد سوى أحمد..صديقي الحميم والذي خطب منذ عدة أشهر لأتحدث معه. وأحمد يعمل معي في نفس الشركة ولكن في قسم آخر.. رننت عليه, ففهم أني أريده وتقابلنا في كافيتيريا الشركة كالعادة
وجدني مغتاظا فقال: أهلا... مش بدري على فردة الشراب المقلوبة دي
أخبرته بالموضوع فضحك وأجابني: مشكلتك يا عمر إنك أبيض يا ورد... بس هي مش مشكلة قوي يعني.... باين إن سارة كمان أبيض يا ورد زيك.... إنت عمال ترن ترن على البنت عشان دي أول مرة تعرف بنات وعايز تحس إنك بترن وبيترن عليك, وسارة غالبا مش متعودة على الكلام ده ومحرجة ترن عليك كتير...... ياسلااااام
نزل عليّ كلام أحمد كالبلسم وغضبت من نفسي لأني غضبت من سارة.. وكان أحمد نعم العون حتى إنه بعث لي رسالة لعلاج هذه الحالة..كما قال ، وقمت أنا بإرسالها لسارة
وعدت للتحليق فوق السحاب عندما ردت عليَ سارة هذه المرة برنتين ورسالة دمها خفيف
أربع رسائل في يوم واحد.... كتير برضه! الواد ده ماشي بموبايل خط ولاّ بيزنس ولا إيه؟
هو صحيح إني فرحانة جدا بكل هذا الاهتمام ...لكن هي دي المشكلة.. أنا باخاف لما بافرح قوي.. باشعر إن فيه حاجة غلط
ماسورة الرسائل اللي انفجرت دي مش مطمناني
أخاف أن يكون عمر حالما أكثر من اللازم.. قد يبدو كلامي غريبا ولكني أحب الرجل الراسي أريد رجلا يساندني على أرض الواقع.. لا أحب الرجال المغرقين في الرومانسية
لم يتهمني يوما أحد بالرومانسية, ولكني مع سارة أخاف أن يكون هذا عيبا
لست قاسي القلب بالطبع ولكني لا أجد أن الكلام الرومانسي الكثير يعني شيئا. أشعر أني أحبها وغالبا ما سيزداد هذا الحب مع الأيام ولكني لا أحب كلمة "أحبك" التي تتكرر كثيرا بين الأولاد والبنات. ولكني أخاف أن يجعل ذلك سارة تكرهني ولذا قررت أن أكون رومانسيا معها في رسائل الموبايل
أرسلت لها كل رسائل الحب التي وجدتها ذلك اليوم, وكانت أربع رسائل
....... أربع رسائل في يوم واحد
"كتير.. مش كده؟"
أدركت هذا عندما وصلت للمنزل مساء. قد تراني سارة الآن "مدلوقا". ولكن.. لا
هي لا تفكر بهذه الطريقة
أو... ربما هي تفكر بهذه الطريقة...
لاحول ولا قوة إلا بالله... كنت قد قررت أن أتصرف بمثالية في هذه العلاقة ولكن ها أنا وقد بدأت بخطأ.... أفففف
مكالمة أخرى مع عمر على تليفون البيت
هذه المرة اتصل أثناء مشاهدتي لمسلسل الرعب الأجنبي الذي أتابعه بشغف, ما علينا سأشاهده في الإعادة
وجدته طبيعيا...
أعني ليس حالما غارقا في الرومانسية كما أوحت لي الرسائل.. ارتاح قلبي لذلك, فأنا لا أحب الرجال معسولي اللسان.. حدثته عن مشاكل في عملي وأسداني بعض النصائح المفيدة بجانب بعض النصائح غير المفيدة
-ولكني لم أخبره بذلك بالطبع-
إلا أنني ذهلت وزاد إعجابي به عندما حدثني حول الاحتلال في العراق ووضع الانتخابات الفلسطينية.. إنه يعرف ما يتحدث عنه وله أراء خاصة رائعة ولا يدعي معرفته بكل شيء, مثل الذين يتحدثون وكأنهم كانوا مع بوش لحظة إعلان الحرب
أعجبتني سعة اطلاعه، وإن كنت أحبطت قليلا عندما عرفت أنه لا يهتم بالكرة, وأنا التي كنت أحلم بأن أذهب أخيرا للاستاد لأشاهد المباريات من هناك بعد زواجي. إلا أني –للحق- احترمته
فأنا لا أتخيله يجلس مثلي أمام التليفزيون يكيل السباب للاعبي الفريق المنافس والحكم الظالم دائما
في وسط الحديث تطرقتُ إلى موضوع الرسائل.. فسكت قليلا ثم قال بلهجة شديدة الرقة والعذوبة :زودتها شوية... مش كده؟
ولم أتمالك نفسي من الضحك
أحيانا ينتاب الشخص نوبة غباء يندم عليها كثيرا فيما بعد... وكانت هذه إحدى نوبات غبائي
كيف يكون هذا هو رد فعلي على هذه الرقة؟.. بالتأكيد سيظن أني بليدة المشاعر
ارتبك قليلا بعد ضحكتي الغبية ثم تجنب الحديث عن رسائله وشكرني على رسالتي وأثنى على خفة دمي الذي كان يغلي في هذه اللحظة من شدة غيظي من نفسي ومن ردود فعلي الغبية
انا ح اجى لكم بكرة شوية يا سارة -
قالها عمر لى فى التليفون فرديت باستغراب: ليه ؟
وطبعا كان رد غريب جدا فقلت له بسرعة: تشرف طبعاً
وقفلت التليفون وانا سعيدة جدا انى ح اشوف عمر بكرة لأول مرة من قراءة الفاتحة الظاهر انه واحشنى لا الحقيقة مش الظاهر انا فعلا نفسى أشوفه
رد فعل سارة غريب جدا ياترى هى مش عاوزة تشوفنى فعلا علشان كده اتخضت؟ ممكن تكون حست انها اتسرعت فى الخطوبة مثلا
طب ايه المطب ده ؟
دى هى واحشانى فعلا حيبقى شكلى ايه لو قابلتنى ببرود ؟ بس هى كانت طول المكالمة سعيدة
اوِوف.. البنات دي عاوزة خريطة علشان الواحد يفهمهم.. احسن أصلى ركعتين وانام علشان عندى شغل بدرى
عملت ماسك زبادى بالعسل قبل ما انام مع ان بشرتى مش محتاجة بس استعداد نفسى للقاء عمر المنتظر
ماما دخلت لقتنى ملزقة كده قالت لى مالك يا سارة قلت لها: اصل عمر جاى بكرة يا ماما
خرجتْ من الاودة وهى بتقول لا حول الله يارب
غسلت وشى من الماسك وغمضت عينى وطفيت النور بس ما جاليش نوم خالص.. ايه القلق ده ؟
احاسيس ملخبطة جدا
جوايا فرحانة انى ح اشوفه وفى نفس الوقت سؤال بيزنّ فى عقلى: خلاص هو ده الانسان اللى ح اكمل معاه حياتى كلها لحد ما اعجّز زى ماما وبابا ؟
ده انا تقريبا ما اعرفوش !! بس هو مؤدب وطيب
ماهو كلهم بيكونوا كده فى الأول !!! على رأى صديقاتى ذوات الخبرة فى الارتباط
حطيت المخدة على دماغى علشان اهرب من التفكير وانام
ياااااه ده انا تقريبا مانمتش خالص وحاسس بصداع رهيب وعندى شغل بعد نص ساعة
آدى اللى خدناه من الخطوبة
ما انا كنت حر نفسى وأخر رواقة كل القلق ده ولسه قراءة فاتحة امال لما أخلف 5 ولا 6 عيال ح اعمل ايه ؟ أكيد ح اكون مت من زمان
قمت من النوم بعد ما صحيت ييجى ميت مرة وعندى حموضة كبيرة شربت سفن اب على الريق وطبعا كانت فاتتنى صلاة الفجر من النوم المتقطع
اتوضيت وصليت شعرت بهدوء واستعدت فرحتى بلقاء عمر النهاردة
يارب فرّحنى النهاردة يارب..
تالت فنجان قهوة باشربه والصداع ابتدى يروح شوية
اه لو سارة تدينى حتى رنة تعرفنى انها عاوزة تشوفنى هى كمان
فضلت ماسك الموبيل وسرحان لحد ما فوقت على صوت زميلى بيقول : يابختك يا عم تلاقى العروسة صبّحت عليك ييجى ميت مرة.. تيجى مراتى تشوف عمرها ما بتتصل بى الا لو كارثة حصلت ده انا حاطط لها تون سرينة اسعاف.. ههههههه
رميت الموبيل وقلت الصيت ولا الغنى !! يلاّ بقى يا سارة ربنا يهديكى
الوقت بيعدى بسرعة كدة ليه ؟ الساعة 4 وعمر جاى الساعة 8 طب ح البس ايه ؟ وح نقعد فين ؟ مش معقول نقعد لوحدنا فى الصالون حرام طبعا وكمان انا اتكسف جدا لا أكيد كل العيلة ح تقعد على قلبنا
طب حنتكلم فى ايه ؟
التليفون بيسهّل الموضوع لكن وجها لوجه دى صعبة شوية
ياااه ايه القلق ده كله ؟
ماما بتبص لى من بعيد و عينيها بتضحك على وبتقول فى سرها البنت اتجننت
قمت استحميت واسترخيت شوية وقعدت أنشف شعرى بالسشوار وأعمله كذا تسريحة مع انه مش ح يشوفه لأنى ح اكون لابسة الحجاب طبعا بس عاوزة أحس انى جميلة النهاردة ونفسى أشوف ده فى عينيه
ياترى ح أجيب ايه معايا وانا رايح ؟ آخد شيكولاتة ؟ ولا أبقى رومانسى واخد ورد
طب أنا نفسى أشترى هدية لسارة تفكرنا دايما باليوم ده أشترى لها ايه ؟
قعدت أفكر وانا فى العربية وراجع من شغلى لحد ما لقيت محل هدايا دخلت و جبت بوكية ورد أنيق ودورت على هدية سارة احترت شوية وبعدين لقيت دبدوب ضخم أبيض حاضن قلب أحمر
كان ضخم جدا وغالى جدا كمان !!! لكن تخيلت فرحتها بيه
يارب يعجبك ياسارة..
ارتديت عباءة مغربى جميلة مطرّزة بالقصب أهداها لى خالى من الخليج
لم أرتدى تايير أو ما شابه مش عارفة ليه يمكن كنت عاوزة أحس أنى لا أستقبل ضيف غريب بل من أهل البيت
وضعت مكياج خفيف جدا مجرد انه يظهر وجهى نضر لا أكثر ولفّيت الطرحة بطريقة جديدة زادتنى أناقة ونظرت فى المراية ووجدت بريق جميل فى عينى لم أره من قبل
يارب اسعد كل البنات زيي
وأفقت من سرحانى على صوت جرس الباب وصوت أمى بيقول:
..عمر جه يا سارة
قــالت ســارة:لا أصدق أنه قد تمت قراءة فاتحتي بالرغم من أني قرأتها معهم وإن كنت لم أعِ منها سوى "الحمد لله".. كنت أنظر إلى خاتم الفراشة على يدي باستغراب. لقد امتلكت عدة خواتم ولكني لم أشعر بهذه المعاني التي أحملها من قبل أشعر أن عمر وضع علامة عليّ تشير إلى أني أصبحت له ولكن... لكن عمر لا يحمل أي علامة تشير إلى أنه أصبح لي.. ربما أقوم بعمل علامة في وجهه عندما يزورنا في المرة القادمة!! أم أنه قد يعتبر ذلك فظاظة مني يا ربي لا أستطيع أن أكون جادة حتى عند التفكير في مستقبلي. لكني لم أرَه سوى مرتين وادبست ووافقت على قراءة الفاتحة
كل هذا بسبب حماس أبي له وألفته السريعة مع والده
آه ياعمر..... قلبي بيرفرف لما بافكر فيه، وبالرغم من ذلك فمازلت أشعر بالقلق بسبب موافقتنا السريعة, إلا أن أمي أخبرتني أن الفاتحة مجرد ربط كلام" ليتسنى لي لقاء عمر عدة مرات حتى أوافق على إتمام الخطوبة
 
أنتظر مكالمة عمر على التليفون ولا أدري كيف سأبدأ أي حوار معه؟
قــال عمــر:الغريب أني لا أشعر بشيء مختلف لكوني أصبحت (قاري فاتحة) لم أتعرف على سارة بشكل عميق, وإن كنت أشعر بشيء لا أستطيع وصفه يثير البهجة في قلبي كلما مرت على بالي، وما أكثر المرات التي تمر فيها على بالي، بل إنها بالأحرى تسكن حاليا في بالي
المفترض أني سأتصل بها لتتوطد معرفتنا قبل إعلان الخطوبة وهذا ما يثير توتري فأنا في العادة "دمي خفيف" وكثير الكلام ولكن أخاف أن يجعلني التوتر أخرس كما حدث في لقائنا الأول. أخاف أن أبدو سخيفا وثقيل الظل. فالبنات لا تحب ثقيلي الظل
كيف أستطيع أن أظهر جمال شخصيتي الرائعة في حديثي معها
" افتح عليّ يا رب"
قــالت ســارة:المفروض إنه يتصل بالتليفون على البيت, لأننا لسه ماعرفناش موبايلات بعض.. الواحد محرج شوية, مش علشان هاكلمه, فأنا بعون الله أكلم الأسد بس وهو في القفص طبعا المشكلة هي وجود بابا. كيف سأحدث "راجل" في وجود بابا؟
هو صحيح راجل طيب..لكن... المشكلة الحقيقية هي كيف سأتحدث مع عمر؟
لا أريده حديثا عاديا, أريد أن أستخرج منه كل أسرار شخصيته وأعرف عيوبه وأريده أن يعرفني جيدا, فهو لم يعرف سوى سارة الهادئة الخجول
سأتصل بإحدى صديقاتي المخطوبات لعلها تفيدني في اختيار موضوعات للحوار
ووقعت القرعة على فاطمة", المخطوبة الأزلية منذ كنا في الصف الأول الجامعي وحتى الآن, وقد انفجرت فاطمة في الضحك عندما عرفت طلبي منها وقالت لي ساخرة: عايزة تعرفي كل ده من أول مكالمة؟ يا بنتي إنتي يادوبك في مرحلة النحنحة.. إنتي وهو هتتنحنحوا على بعض! قدامك شوية حلوين عقبال ما تعدي مرحلة وش القفص, ده أنا يا اللي مخطوبة بقالي سنين لسه باشوف العجب من حسن", يا بنتي إنتي دخلت مشوار المليون خطوة وإنت يادوبك في أول خطوة
طبعا ارتفعت معنوياتي جدا بعد مكالمة فاطمه
قــال عمــر:رجعت من الشغل واتغديت ونمت وصحيت والمفروض أكلم سارة, اتصلت بالرقم وأنا بادعي إنها هي اللي ترد، وبالطبع ردت والدتها..أنا عارف حظي.. فسلمت عليها وسألت عن عمي وسألتني هي عن والدي ووالدتي
ثم سادت لحظة صمت محرجة
حيث تنتظر هي أن أطلب الحديث مع سارة، بينما أنتظر أنا أن تتفضل هي من نفسها بندائها. تنحنحت مرتين وأخذت نفسا عميقا و... قبل أن أنطق, قالت هي: طيب هناديلك سارة
تألمت أذناي حينما انطلق صوت موسيقى الانتظار المزعج والمفاجئ ثم انتهت الموسيقى وسمعت خروشة ثم صوت سارة
سارة: السلام عليكم
أنا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سارة: ازيك يا عمر
أنا: الحمد لله... ازيك إنت؟
سارة: الحمد لله, وبابا وماما عاملين إيه؟
أنا: الحمد لله
سارة: وإخواتك؟
أنا: الحمدلله
سارة: إنت بتختم الصلاة يا عمر؟
أنا (بدهشة): لأ.. ليه؟
سارة: أصلك مابتقولش غير الحمد لله, فحسبتك بتسبح بعد الصلاة ولا حاجة
فهمت الدعابة وضحكت بشدة, وبدأت أسألها هي الأخرى عن أحوالها وعن عملها وكذلك تحدثت هي و... استمرت المكالمة 66 دقيقة
والحق أني لم أرد إنهاء المكالمة, إلا أني لاحظت أن والدتها دخلت إليها ووجهت إليها الكلام, فخشيت أن أسبب لها الحرج وأخبرتها بأني سأحدثها غدا. وبالطبع كانت المكالمة وكأنها مع واحد صاحبي وبخاصة أنها لا تكف عن السخرية وإطلاق النكات, مما جعلني أبادلها الضحك
وبالتالي لم تكن المكالمة رومانسية على الإطلاق, ولكنى استطعت أن أستجمع شجاعتي وأن أقول لها: هتوحشيني قوي لحد بكره.. وقفلت الخط سريعا وكأن والدتها ستجذبني من ملابسي من خلال السماعة
قــالت ســارة:لم أتخيل أن تسير المكالمة مع عمر" على هذا النحو
كنت أغسل المواعين في المطبخ, بينما أفكر أنه لو اتصل الآن سيكون شيئا شاعريا جدا أن أتلقى أول مكالمة من خطيبي وأنا أقف على الحوض
وبالفعل اتصل عمر أثناء غسيلي للبراد.. بدا محرجا في بداية الحديث ولكني كسرت الجليد وضاحكته, واتضح لي بعد ذلك أثناء المكالمة أنه "واد دمه خفيف", وبالطبع هذا ليس تقليلا من شأنه, فهو يبدو رجلا حتى في هزاره
وبعد تبادل الحديث وتبادل أرقام الموبايلات.. حيث أخبرتني أمي قبل المكالمة بأنه يمكنني تبادل أرقام الموبايل معه.. بعد كل هذه الثرثرة أنهى مكالمته بجملة تختلف عن جو الشقاوة الذي ساد المحادثة وقال لي برقة إنه سيفتقدني
يا ربي دايما ينهي كلامه بجملة تخلي قلبي يتهز.. يبدو أنها صارت عادة لديه... وقاطعت أمي تأملاتي الرومانسية بعد المكالمة -وكم تعددت مقاطعتها لي أثناء المكالمة!- وقالت لي: إيه كل الضحك ده يا سارة؟ هو إنت بتكلمي فاطمة" ولاّ مروة؟ مش تعقلي شوية
ظننتها في البداية ستتحدث عن طول وقت المكالمة ولكنها أحرجتني بحديثها عن كثرة ضحكي, هل يمكن أن يظن عمر أني أضحك أكثر من اللازم؟ لكنه كان يضحك هو الآخر
يووووووه هو كل شوية قلق
رن.. رن.. رن... وفرحني
قــالت ســارة:في العادة تعبر الأغاني عن المشاعر, ولكن هذه المرة عبّر إعلان خطوط تليفون عن مشاعري
"رن.. رن.. رن.. رن.. وفرحني"
يشدو بها كاظم الساهر وأنشز أنا بها طوال اليوم مع رنات عمر الكثيرة على الموبايل
أمس, بعد أن انتهيت من أولى مكالماتي معه أرسل لي رسالة بها دعاء جميل: اللهم لي أحبة أتذكرهم كلما نبض الفؤاد وحن، وأدعو لهم كلما دنا ليل الظلام وجن.. إلهي ظلل أحبتي بالغيوم وأبعد عنهم كدر الدنيا والهموم.. أدخلنا الله جميعا من باب الريان وأعتق رقابنا من النار
رسالة دينية وإن كانت تبدأ بـ"أحبة"، واخدين بالكم؟
أما اليوم فقد رن عليّ 8 مرات حتى الآن, أما بالنسبة لي فقد رننت له مرة واحدة... لا أدري لماذا... "تُـقل" كما يقال
للحق أشعر بالخجل من أن أرن عليه كثيرا. ولكني فرحانة أوي برناته.. بالطبع أنا في عملي وزميلاتي يلاحظن أني أبتسم بلا داع مرات عديدة
أبتسم عندما أتذكره
وأبتسم عندما يرن
وأبتسم عندما لا يرن
"باين عليَ اتجننت"
آآآآآه لو تدوم سعادتي هذه للأبد
وصلتني رسالة جديدة من عمر, جعلتني لا أتمالك نفسي من الضحك و (اضطررت) بعدها أن أرن عليه مرتين
كانت الرسالة تقول: كده مش حلو.. لا رنة.. ولا ألو.. ولا علينا تسألوا... طب حتى رنة واقفلوا
فكرت أن أرسل له رسالة حتى لا يظن أني بخيلة ولا أريد أن أضيع رصيدي
احترت هل أرسل له رسالة دينية أم رسالة ضاحكة. في النهاية قررت الرد على رسالته كالتالي: قلت للطير المسافر وصل سلامي للغاليين.... قال لي سواق أهلك انا؟
قــال عمــر:بعد أن اضطررت لإنهاء حديثي مع سارة قمت بحفظ رقم تليفونها المحمول على تليفوني على الفور
أحببت أن أظهر لها اهتمامي! ومشاعر أخرى بالطبع, فأرسلت لها رسالة تحمل دعاء "للأحبة".. لم تقم بالرن عليّ فظننت أنها لم تقرأ الرسالة بعد
في اليوم التالي قمت بالرن عليها مرات عديدة ولكنها لم تجبني سوى برنة واحدة.. بصراحة غضبت
"هي مش معبراني ليه؟"
كان هذا السؤال ينغزني وكأنه شوكة
سألني زميلي في العمل عن سر تجهمي, لم أخبره بالسبب... لا أعتقد أنه يصح أن أتحدث عن مشاكلي مع خطيبتي مع أحد
...... ولكن
مع منتصف اليوم لم أستطع أن أتحمل تجاهلها, فكرت أن أحدثها على الموبايل ولكن كرامتي "نقحت" عليّ. لم أجد سوى أحمد..صديقي الحميم والذي خطب منذ عدة أشهر لأتحدث معه. وأحمد يعمل معي في نفس الشركة ولكن في قسم آخر.. رننت عليه, ففهم أني أريده وتقابلنا في كافيتيريا الشركة كالعادة
وجدني مغتاظا فقال: أهلا... مش بدري على فردة الشراب المقلوبة دي
أخبرته بالموضوع فضحك وأجابني: مشكلتك يا عمر إنك أبيض يا ورد... بس هي مش مشكلة قوي يعني.... باين إن سارة كمان أبيض يا ورد زيك.... إنت عمال ترن ترن على البنت عشان دي أول مرة تعرف بنات وعايز تحس إنك بترن وبيترن عليك, وسارة غالبا مش متعودة على الكلام ده ومحرجة ترن عليك كتير...... ياسلااااام
نزل عليّ كلام أحمد كالبلسم وغضبت من نفسي لأني غضبت من سارة.. وكان أحمد نعم العون حتى إنه بعث لي رسالة لعلاج هذه الحالة..كما قال ، وقمت أنا بإرسالها لسارة
وعدت للتحليق فوق السحاب عندما ردت عليَ سارة هذه المرة برنتين ورسالة دمها خفيف
قــالت ســارة:أربع رسائل في يوم واحد.... كتير برضه! الواد ده ماشي بموبايل خط ولاّ بيزنس ولا إيه؟
هو صحيح إني فرحانة جدا بكل هذا الاهتمام ...لكن هي دي المشكلة.. أنا باخاف لما بافرح قوي.. باشعر إن فيه حاجة غلط
ماسورة الرسائل اللي انفجرت دي مش مطمناني
أخاف أن يكون عمر حالما أكثر من اللازم.. قد يبدو كلامي غريبا ولكني أحب الرجل الراسي أريد رجلا يساندني على أرض الواقع.. لا أحب الرجال المغرقين في الرومانسية
قــال عمــر:لم يتهمني يوما أحد بالرومانسية, ولكني مع سارة أخاف أن يكون هذا عيبا

لست قاسي القلب بالطبع ولكني لا أجد أن الكلام الرومانسي الكثير يعني شيئا. أشعر أني أحبها وغالبا ما سيزداد هذا الحب مع الأيام ولكني لا أحب كلمة "أحبك" التي تتكرر كثيرا بين الأولاد والبنات. ولكني أخاف أن يجعل ذلك سارة تكرهني ولذا قررت أن أكون رومانسيا معها في رسائل الموبايل
أرسلت لها كل رسائل الحب التي وجدتها ذلك اليوم, وكانت أربع رسائل
....... أربع رسائل في يوم واحد
"كتير.. مش كده؟"
أدركت هذا عندما وصلت للمنزل مساء. قد تراني سارة الآن "مدلوقا". ولكن.. لا
هي لا تفكر بهذه الطريقة
أو... ربما هي تفكر بهذه الطريقة...
لاحول ولا قوة إلا بالله... كنت قد قررت أن أتصرف بمثالية في هذه العلاقة ولكن ها أنا وقد بدأت بخطأ.... أفففف
قــالت ســارة:مكالمة أخرى مع عمر على تليفون البيت
هذه المرة اتصل أثناء مشاهدتي لمسلسل الرعب الأجنبي الذي أتابعه بشغف, ما علينا سأشاهده في الإعادة
وجدته طبيعيا...
أعني ليس حالما غارقا في الرومانسية كما أوحت لي الرسائل.. ارتاح قلبي لذلك, فأنا لا أحب الرجال معسولي اللسان.. حدثته عن مشاكل في عملي وأسداني بعض النصائح المفيدة بجانب بعض النصائح غير المفيدة
-ولكني لم أخبره بذلك بالطبع-
إلا أنني ذهلت وزاد إعجابي به عندما حدثني حول الاحتلال في العراق ووضع الانتخابات الفلسطينية.. إنه يعرف ما يتحدث عنه وله أراء خاصة رائعة ولا يدعي معرفته بكل شيء, مثل الذين يتحدثون وكأنهم كانوا مع بوش لحظة إعلان الحرب
أعجبتني سعة اطلاعه، وإن كنت أحبطت قليلا عندما عرفت أنه لا يهتم بالكرة, وأنا التي كنت أحلم بأن أذهب أخيرا للاستاد لأشاهد المباريات من هناك بعد زواجي. إلا أني –للحق- احترمته
فأنا لا أتخيله يجلس مثلي أمام التليفزيون يكيل السباب للاعبي الفريق المنافس والحكم الظالم دائما
في وسط الحديث تطرقتُ إلى موضوع الرسائل.. فسكت قليلا ثم قال بلهجة شديدة الرقة والعذوبة :زودتها شوية... مش كده؟
ولم أتمالك نفسي من الضحك
أحيانا ينتاب الشخص نوبة غباء يندم عليها كثيرا فيما بعد... وكانت هذه إحدى نوبات غبائي
كيف يكون هذا هو رد فعلي على هذه الرقة؟.. بالتأكيد سيظن أني بليدة المشاعر
ارتبك قليلا بعد ضحكتي الغبية ثم تجنب الحديث عن رسائله وشكرني على رسالتي وأثنى على خفة دمي الذي كان يغلي في هذه اللحظة من شدة غيظي من نفسي ومن ردود فعلي الغبية
انا ح اجى لكم بكرة شوية يا سارة -
قالها عمر لى فى التليفون فرديت باستغراب: ليه ؟
وطبعا كان رد غريب جدا فقلت له بسرعة: تشرف طبعاً
وقفلت التليفون وانا سعيدة جدا انى ح اشوف عمر بكرة لأول مرة من قراءة الفاتحة الظاهر انه واحشنى لا الحقيقة مش الظاهر انا فعلا نفسى أشوفه
***********
قــال عمــر:رد فعل سارة غريب جدا ياترى هى مش عاوزة تشوفنى فعلا علشان كده اتخضت؟ ممكن تكون حست انها اتسرعت فى الخطوبة مثلا
طب ايه المطب ده ؟
دى هى واحشانى فعلا ج يبقى شكلى ايه لو قابلتنى ببرود ؟ بس هى كانت طول المكالمة سعيدة
اوِوف.. البنات دي عاوزة خريطة علشان الواحد يفهمهم.. احسن أصلى ركعتين وانام علشان عندى شغل بدرى
***********
قــالت ســارة:عملت ماسك زبادى بالعسل قبل ما انام مع ان بشرتى مش محتاجة بس استعداد نفسى للقاء عمر المنتظر
ماما دخلت لقتنى ملزقة كده قالت لى مالك يا سارة قلت لها: اصل عمر جاى بكرة يا ماما
خرجتْ من الاودة وهى بتقول لا حول الله يارب
غسلت وشى من الماسك وغمضت عينى وطفيت النور بس ما جاليش نوم خالص.. ايه القلق ده ؟
احاسيس ملخبطة جدا
جوايا فرحانة انى ح اشوفه وفى نفس الوقت سؤال بيزنّ فى عقلى: خلاص هو ده الانسان اللى ح اكمل معاه حياتى كلها لحد ما اعجّز زى ماما وبابا ؟
ده انا تقريبا ما اعرفوش !! بس هو مؤدب وطيب
ماهو كلهم بيكونوا كده فى الأول !!! على رأى صديقاتى ذوات الخبرة فى الارتباط
حطيت المخدة على دماغى علشان اهرب من التفكير وانام
***********
قــال عمــر:ياااااه ده انا تقريبا مانمتش خالص وحاسس بصداع رهيب وعندى شغل بعد نص ساعة
آدى اللى خدناه من الخطوبة
ما انا كنت حر نفسى وأخر رواقة كل القلق ده ولسه قراءة فاتحة امال لما أخلف 5 ولا 6 عيال ح اعمل ايه ؟ أكيد ح اكون مت من زمان
**********
قــالت ســارة:قمت من النوم بعد ما صحيت ييجى ميت مرة وعندى حموضة كبيرة شربت سفن اب على الريق وطبعا كانت فاتتنى صلاة الفجر من النوم المتقطع
اتوضيت وصليت شعرت بهدوء واستعدت فرحتى بلقاء عمر النهاردة
يارب فرّحنى النهاردة يارب..
**********
قــال عمــر:تالت فنجان قهوة باشربه والصداع ابتدى يروح شوية
اه لو سارة تدينى حتى رنة تعرفنى انها عاوزة تشوفنى هى كمان
فضلت ماسك الموبيل وسرحان لحد ما فوقت على صوت زميلى بيقول : يابختك يا عم تلاقى العروسة صبّحت عليك ييجى ميت مرة.. تيجى مراتى تشوف عمرها ما بتتصل بى الا لو كارثة حصلت ده انا حاطط لها تون سرينة اسعاف.. ههههههه
رميت الموبيل وقلت الصيت ولا الغنى !! يلاّ بقى يا سارة ربنا يهديكى ***********
قــالت ســارة:الوقت بيعدى بسرعة كدة ليه ؟ الساعة 4 وعمر جاى الساعة 8 طب ح البس ايه ؟ وح نقعد فين ؟ مش معقول نقعد لوحدنا فى الصالون حرام طبعا وكمان انا اتكسف جدا لا أكيد كل العيلة ح تقعد على قلبنا
طب حنتكلم فى ايه ؟
التليفون بيسهّل الموضوع لكن وجها لوجه دى صعبة شوية
ياااه ايه القلق ده كله ؟
ماما بتبص لى من بعيد و عينيها بتضحك على وبتقول فى سرها البنت اتجننت
قمت استحميت واسترخيت شوية وقعدت أنشف شعرى بالسشوار وأعمله كذا تسريحة مع انه مش ح يشوفه لأنى ح اكون لابسة الحجاب طبعا بس عاوزة أحس انى جميلة النهاردة ونفسى أشوف ده فى عينيه
***********
قــال عمــر:ياترى ح أجيب ايه معايا وانا رايح ؟ آخد شيكولاتة ؟ ولا أبقى رومانسى واخد ورد
طب أنا نفسى أشترى هدية لسارة تفكرنا دايما باليوم ده أشترى لها ايه ؟
قعدت أفكر وانا فى العربية وراجع من شغلى لحد ما لقيت محل هدايا دخلت و جبت بوكية ورد أنيق ودورت على هدية سارة احترت شوية وبعدين لقيت دبدوب ضخم أبيض حاضن قلب أحمر
كان ضخم جدا وغالى جدا كمان !!! لكن تخيلت فرحتها بيه
يارب يعجبك ياسارة..
***********
قــالت ســارة:ارتديت عباءة مغربى جميلة مطرّزة بالقصب أهداها لى خالى من الخليج
لم أرتدى تايير أو ما شابه مش عارفة ليه يمكن كنت عاوزة أحس أنى لا أستقبل ضيف غريب بل من أهل البيت
وضعت مكياج خفيف جدا مجرد انه يظهر وجهى نضر لا أكثر ولفّيت الطرحة بطريقة جديدة زادتنى أناقة ونظرت فى المراية ووجدت بريق جميل فى عينى لم أره من قبل
يارب اسعد كل البنات زيي
وأفقت من سرحانى على صوت جرس الباب وصوت أمى بيقول:
..عمر جه يا سارة
قــال عمر:
ازيك يا سارة.. ياه ماشاء الله -
قالها عمر بتلقائية كبيرة وهو يسلم على جعلت اخوتى يبتسمون وانا وجهى احمر من الخجل وفوجئت ان يمدحنى هكذا أمام الجميع !! لكني كنت سعيدة جدا بهذه الجرأة أو التلقائية لا أدرى ! ومددت يدى أسلم عليه وأكيد لاحظ ارتعاش يدى وارتباكى ياااه
فعلا التليفون أرحم من اللخبطة دى***********
قــال عمــر:بجد فوجئت بجمال سارة اليوم وجهها نضر وملامحها تنطق بالجاذبية والجمال رغم انها لا تضع ماكياج والحمد لله.. لم استطع ان أخفى سعادتى عندما رأيت وجهها مرة ثانية والمرة دى أشعر انها ملكى فازدادت جمالا فى عينى.. لكن أكيد والدتها وأخواتها بيقولوا على مدلوق جدا
لأ.. امسك نفسك شوية يا سى عمر ما تكسفناش
***********
=قــالت ســارة:الله عمر بجد رقيق جدا جايب ورد معاه كنت خايفة يجيب فاكهة بقى وبطيخة والفيلم ده
ونظرت الى الهدية الكبيرة فى ورقها اللامع وفرحت انه فكر يشترى لى هدية ده يدل انه انسان كريم ورقيق
.. الحمد لله
يارب تفضل كده يا عمر
ياترى ح نقعد فين؟ أكيد مش لوحدنا طبعا طيب أقعد فى الكرسى اللى جنبه ولا بعيد طب بابا موجود ازاى أقعد جنب عمر فى وجود بابا؟
ياسلام على الهنا.. بابا حسم الحدوتة وقال: تعالى أقعد جنبى هنا يا عمر
***********
قــال عمــر :
يا سلام على الهنا ح أقعد جنب حمايا العزيز اهي دي فيها ساعتين قناة الجزيرة وساعتين عن مستوى الزمالك المنحدر
وبعدها أكيد ح اكون استأذنت وروّحت.. يا خسارة الورد والهدية
الحمد لله سارة قعدت فى الكرسى المقابل لنا أنا وعمى لا أدرى هل حمايا لاحظ انى أختلس النظرات الى وجهها؟
بجد وجهها يحمل ملامح طفولية تنم عن الشقاوة وخفة الدم وايضا جاذبية كبيرة تجعلك لا تمل النظر لها.. وكنت غير منتبه الى كلام حمايا المطول غصب عنى وأرد فقط بـ: طبعا طبعا يا عمي.. فعلا فعلا يا عمي.. ايوة فعلا يا سارة
وانتبهت الى خطأي واحمر وجهى من الخجل ولاحظ عمى هذا وضحك وقال لى: ده انت مش معايا انا يا سيدى طب لما أسيبكم تتكلموا شوية وأقوم اتكلم فى التليفون
***********
قــالت ســارة:ضحكت جدا على عمر وفرحت بصراحة ان بابا قام وقعدت جنب عمر ولاحظت سعادته بهذا وقال لى مباشرة: ازيك يا سارة افتقدتك جدا من المرة اللى فاتت
يااه..
كلمة الافتقاد دى كبيرة اوى احلى بكتير من وحشتينى.. كان نفسى أقول له وانا كمان لكن اتكسفت جدا.. أول مرة أحس انى بنوتة بقى وبتكسف.. دول كانوا مسمينى فى العيلة الكابتن من كتر تهريجي
الظاهر انى ح أكتشف سارة جديدة خالص ما عرفتهاش قبل كده
***********
قــال عمــر :أنا جبت لك هدية يا سارة يارب تعجبك.. بتحبي الدباديب ؟
فوجئت ان سارة نطت من مكانها وحضنت الدبدوب وقبلته ونيمته فى حضنها وقالت بسعاد طفولية: الله ده تحفة يا عمر بجد يجنن
فرحت جدا برد فعلها الطفولى الجميل ورغم ان الجميع كانوا حولنا الا انى كنت لا أشعر الا بى وبها فقط
يارب ما تتغيريش ياسارة وتفضلى لذيذة كده على طول.. مش عارف ليه ساعتها كنت عاوز أقول لكل العالم ان هذه الطفلة الجميلة طفلتى أنا
***********
قــالت ســارة:ايه الجنان ده؟
أكيد ح يقول عليّ عيّلة دلوقتي
طب ماهو اللى غلطان كان لازم يجيب دبدوب يعني ؟ ده أنا باموت فيهم.. يوووووه هو أنا لازم أفضل محتارة على طول؟
لازم يتعود على زى ما أنا !! بس كل صديقاتي قالوا لى اتقلي واعملي فيها الراسية العاقلة.. وماما بتبص لى من بعيد نفسها تقتلني !! بس عمر فيه فى عينيه نظرة حنان جميلة بتخلينى أطلّع كل اللى جوايا بدون اى تصنّع وده اللى مخلينى معجبه بيه
***********
قــال عمــر :ياااه انا نسيت كل الموجودين ونسيت الوقت معقول بقى لنا ساعتين بنتكلم؟
انا نسيت انى ضيف ولازم ما أقعدش كتير اوى كده !!! بجد كلام سارة لذيذ جدا وحبل الكلام بيننا ممتد الى مالا نهاية بدون أى تكلف ولاحظت انها قارئة جيدة مش روشة طحن زى بقية البنات ومخها أبيض ودى حاجة عاجبانى فيها جدا بتحسسنى انى قاعد مع الف بنت: صديقة وأخت وزميلة وطفلة وأنثى وقريبة ووووو حبيبة
***********
قــالت ســارة:عمر مشي من شوية وبجد انا مرتاحة جدا دلوقتي
حسيت انى سعيدة لأننا على درجة كبيرة من التفاهم او على الأقل فيه ناس باحس انى مخنوقة منهم بسرعة لكن مع عمر لأ
دايما باحس انى على طبيعتى وعاوزة اقول له كل اللى جوايا بدون زواق ومش محتاجة اتكلف اى حاجة علشان أعجبه ومتهيألى دى حاجة كبيرة ووو
قطع تفكيرى صوت أختى: أبيه عمر على التليفون.. هوّ لحق وصل
نطيت رفعت السماعة وانا طايرة من الفرح : الو ايوة يا عمر انت وصلت ؟
عمر: لا باتكلم من عند البقال
ايوة وصلت طبعا انا كنت سايق على 120 علشان أوصل بسرعة وأكمل كلامى معاكى دى ماما اتخضت وانا باجرى على اودتى علشان أكلمك
أنا: ممممممم
عمر: ساكتة ليه ؟
أنا: مش عارفة أقول ايه ؟ انا بجد فرحانة وقلقانة ومبسوطة وخايفة وووو
عمر: ايه الكوكتيل الجامد ده ؟ طب فرحانة ومبسوطة علشان انا شبه أحمد السقا ماشى.. لكن
أنا: ياعم قول ياباسط أحمد السقا ههههههههههه
عمر: كده ياسارة الله يسامحك طب ادينى ضحكتك ياستى قولى لى خايفة من ايه ؟
أنا: خايفة اننا بنقرب لبعض بسرعة أوى وانا ماليش تجارب قبل كده.. فخايفة أكون فرحانة بس بفكرة الحب والارتباط ومش قادرة أقيّم الموضوع صح واطلع غلطانة فى الاخر
عمر: ما تخافيش من أى حاجة فى الدنيا طول ما انا جنبك يا غالية أنا: ياااه يا عمر بجد انت اللى غالى..في سري طبعا
عمر: سارة سامعانى ؟
أنا: ايوة
عمر: بصي ياستي انتي بتعدي الشارع وفيه عربيات؟
أنا: طبعا
عمر: بتدخلي مبنى ما دخلتهوش قبل كده علشان تخلصي مصلحة ليكي ؟
أنا: أكيد
عمر: بتركبي تاكسي لوحدك ؟
أنا: ايوة ايوة.. ايه الأسئلة العجيبة دى كلها ؟
عمر: طب ليه مش خايفة وانتى بتعدى الشارع عربية تخبطك لا قدر الله يبقى نبطل نعدى شوارع أحسن..ولا وانتى داخلة مبنى غريب يحصل لك حاجة ولا فى التاكسى تتخطفى مثلا ؟
يا سارة لو خفنا من كل حاجة عمرنا ما ح نعمل حاجة ابدا وبعدين احنا واخدين الطريق الشرعى أمام الله وأمام الناس ونيتنا احنا الاتنين اننا نرضي الله فى الحلال يبقى الخوف والفشل ح ييجوا منين ؟
أنا: أنا خايفة من اختلاف الشخصيات يا عمر يكون سبب الفشل
عمر: بصي ياسارة أكبر غلط كل البنات بترتكبه انها تتجوز واحد بشخصية معينة وتحلم انها تخلق منه شخصية مختلفة 180 درجة مفروض اننا نحب الانسان بمميزاته وعيوبه.. ونتقبله كما هو ونحبه زى ماهوّ
أنا: مش بيقولوا مراية الحب عامية ؟
عمر: دى مراية الحب مفتّحة ولها عشر عيون بقى انا مش ح اشوف الانسان اللى باحبه ؟ امال ح اشوف مين يعنى ؟ يعنى انا دلوقتي مش شايفك ؟
أنا: ياااااااه أول مرة..يعنى انت بتحبنى يا عمر؟؟؟؟.. برضه فى سري
عمر: سارة انتى فين ؟
أنا: انا سامعاك.. انت عارف يا عمر اكتر حاجة بتعجبنى فيك ايه ؟
عمر: غير انى شبه احمد السقا ؟
أنا: ههههه برضه مصمم ؟ ماشى يا سيدي.. لا بجد باحس انى باكلم حد من صديقاتي مش خطيبي يعني حاسة ان الصداقة بيننا بتكبر كل يوم ودى حاجة مفرحاني جدا
عمر: على فكرة ده نفس احساسي انا كمان.. عارفة ياسارة مهم جدا ان الأزواج يكونوا اصدقاء ده بيخلى التفاهم بينهم كبير جدا
أنا: انت عارف ياعمر الزواج عامل زى بيت من 3 ادوار الدور الاول الاعجاب والانبهار والرغبة الشديدة والدور التانى الحب والدور التالت الصداقة.. فلو غبار الزمن والتعود والمشاكل طمس الدورين الأول والتانى لا يمكن ح يوصل للتالت ابداعمر: انا بجد لقيت كنز لما لقيتك يا سارة.. انتى بجد مليتى على الدنيا انا حاسس انى مش محتاج حد تانى من الدنيا.. الحمد لله يارب
أنا: ربنا يخليك لى ياعمر
عمر: انا لى عندك طلب ياسارة ياريت نخلى حفلة خطوبتنا والشبكة نكتب فيها الكتاب كمان ايه رأيك؟
أنا: كتب كتاب !!!! بسرعة كده
عمر: بصي ياسارة ما تتخضيش..خدى وقتك وفكرى.. بس انا مش عاوز أغضب ربنا فى حاجة جوايا كلام كتير مش قادر أقوله ليكي.. ونفسي نخرج لوحدنا نشوف العالم مع بعض بعيونا احنا بس ونخلق ذكريات خاصة بينا احنا الاتنين.. وما تفتكريش انى كده بأقيّدك او بألزمك بحاجة لا يوم ما تحبى تبعدينى من حياتك ح ابعد بدون قيود
أنا: ايوة بس
عمر: بصي ياسارة ربنا هو اللى جمعنا و اعطانا نعمة كبيرة اننا قرّبنا لبعض بفضله وحده فمش معقول اننا نشكر النعمة دى بأننا نعمل معصية.. صدقينى لو أرضيناه ح يرضينا.. بصي فكري براحتك وردى عليّ.. معلش طولت عليكى انا بجد اسف الوقت معاكى بيعدى من غير ما احس.. حاسيبك ترتاحي دلوقتي.. خلي بالك من نفسك
أنا: تصبح على خير
عمر: تصبحي على خير يا ملاكي
يارب اليوم ده يعدى على خير !! امبارح زارنا عمر ووالده ووالدته وكانت زيارة جميلة أهل عمر فرحانين بى جدا وقعدوا مع ماما وبابا وهات يا كلام وانا وعمر انتهزناها فرصة طبعا وأخدنا جنب بعيد و اديناها رغى وتهريج لحد ما لقينا صوت الكلام بين الاباء انخفض والوجوه اتوترت شوية وواضح ان فيه مشكلة فى الجو 000 وكل اللى سمعناه انا وعمر شوية كلمات زى ( لا لا ده قليل اوى !) ( لا ده كده حرام! ) وحاجات زى كده حاولنا نفهم فيه ايه مفيش فايدة 0000لحد ما والد عمر ووالدته استأذنوا فجأة بدون سابق انذار !! وعمر حصلهم بسرعة وانا واقفة فاتحة بقى ومش فاهمة حاجة خالص !!! وسألت ماما عن اللى حصل ماردتش على وسمعتها بتقول وهى ماشية ( ابتدينا بقى النكد ده ايه وجع القلب ده !! ) يا ما شاء الله ربنا يستر !!
(انا مش فاهم حاجة خالص أقدر أعرف فيه ايه ؟) قلتها لأمى وأبى واحنا فى العربية اعتراضا منى على نزولهم المفاجىء من بيت سارة 000 ردت على ماما وقالت لى ( مش عاجبهم يا سيدى اننا نجيب شبكة ب5 تلاف جنية 00 قال عاوزين شبكة ب 8 تلاف قال 00 هو حد لاقى عرسان فى الزمن ده ؟ )
رد عليها بابا ( انتى كبرتى الموضوع وقلبتيه فصال وأحرجتينا مع الناس 00 ليه كده ؟ )
حسيت بخجل وارتباك كبير يا خبر ابيض دلوقتى سارة تقول علينا ايه ؟ قلتها فى سرى ولم استطع نطق كلمة لأنى لا أجرؤ حتى على الاعتراض لأنهم هم من سيدفعون ثمن الشبكة 000 اه ياربى لو كان المال مالى كنت جبت لها كنوز الدنيا 000 يا ترى يا سارة بتفكرى فى ايه دلوقت ؟؟؟
ربنا يستر البداية لا تبشر بخير انا عن نفسى مش مشكلة عندى الشبكة واصلا لا احب الذهب وافضل عليه الفضة لكن المشكلة الحقيقية ان يكون الناس دى بخلاء دى تبقى كارثة !!! طب وعمر رد فعله ح يكون ايه ؟ يا ترى حيفضل ساكت ؟ وح يوافق على كلام اهله بدون اعتراض ؟
افقت من أفكارى وماما بتفتح لى باب العربية وبتصرخ فى وتقولى ( يالا يا بنتى محل الجواهرجى اهه والناس مستنيانا جوة 00)
ياااه اول مرة أبقى خايف وانا باشوف سارة انا بجد خايف احسن تحصل مشكلة وانا مش فى ايدى حاجة اصلا 000 مديت ايدى وسلمت على الجميع سارة شكلها لم تنم جيدا واضح على وجهها الارهاق وفى عينيها نظرة تساؤل وانتظار 0000
ولاحظت علامات تحفز وعصبية على وجه حمايا وحماتى ومثلهم على وجه ابى وامى 000 دى الحرب العالمية التالتة ح تقوم ربنا يستر ياااااااارب
انا مش عاوزة دهب ولا مشاكل انا عاوزة الموقف ده يعدى واروح وخلاص 000 ده الجواز ده كله توتر وحواديت !!! حمايا قال لى (اختارى ياعروسة الى يعجبك )
وانا اصلا مش باعرف اقدر قيمة الدهب كويس وخصوصا انه نار الايام دى 00 مددت يدى على طقم دهب ابيض على شكل ضفيرة وبه فصوص كثيرة وقلت حلو ده 00 امتعضت حماتى وقالت ( لالالا الدهب الابيض مصنعيته غاليه اوى والفصوص بتخسر لما تحبى تبيعيه ) بصيت لعمر لقيته ساكت تماما 000 اتضايقت بس قلت عندها حق اشوف حاجة تانية
اختارت لى ماما طقم اخر وقبل ما ألمسه حماتى العزيزة قالت ( لا لا لا ده شكله تقيل وغالى جدا احنا ما اتفقناش على كده ) وعمر لا ينطق بكلمة 00 اتضايقت جدا كان نفسى يقول لها سيبيها تختار اللى هى عاوزاه 00 لكنه صامت تماماهمت ماما بالكلام لكن بابا منعها كى لا يزيد الجو اشتعالا وقال لى اختارى حاجة تانية ياسارة اخترت واحد تانى لم يعجبنى لكن علشان أخلص وخلاص وبعد معرفة ثمنه اعترضت وقالت( لا برضه غالى !!! )
انت رأيك ايه يا عمر ؟ قلتها له وكلى ترقب لما سيقول رد على وهو يتحاشى النظر الى
قال عمر: اللى تتفقوا عليه انا موافق عليه !!)
ياااه هو ده اللى ربنا قدرك عليه ؟ امال امتى ح تدافع عنى ؟ قلتها فى سرى وكى لا أبكى او انفجر فى وجهه قلت لحماتى اختارى انتى يا طنط اللى يعجبك !!!وبالفعل اختارت طقم يناسب المبلغ المقدس تماما ووافقت ماما تحت ضغط نظرات بابا النارية ولم انظر الى الطقم وتركتهم يكتبون الفاتورة وجلست فى صالون بعيد فى المحل وانا اقاوم البكاء والانفجار من موقف عمر السلبى فى اول احتكاك حقيقى
ورأيته قادم يبتسم ويقول لى
( مبروك عليكى االشبكة ياعروسة ) رديت عليه والكلمات تخرج من فمى مثل الرصاص ( مبروك عليك انت انا مش عاوزاها ولا عاوزاك !!!!)
قــالت ســارة:لم أردّ على مكالمات عمر المستمرة وجعلت الموبيل سايلنت وجلست فى غرفتي أبكى باستمرار من موقف عمر السلبي
هل سأتزوج رجل بدون شخصية؟
هل حماتي العزيزة هي من ستتحكم فى حياتي؟
ومن يجبرني على هذا؟
هل هذا موقف عارض ام ان هذه هى الحياة المنتظرة معه؟
يارب انا فى حيرة دلّني ماذا أفعل.. ومسحت دموعي عندما نادت عليّ ماما: يا سارة عمر هنا تعالى بسرعة
***********
 


قــال عمــر:جلست فى الصالون فى انتظار سارة وانا لا أجد كلام أقوله لها.. شكلي بجد وحش جداً
هي عندها حق.. لكن لمّا في أول مشكلة بيننا تقول لي انا مش عاوزاك ازاي الحياة ح تستمر بعد كده؟؟
كان ممكن تعاتبنساو حتى تتخانق معايا بيني وبينها لكن تبيعني كده على طول؟كده برضه يا سارة تتخلى عنى علشان الفلوس؟
***********
قــالت ســارة:دخلت على عمر وسلمت عليه فى فتور وطلبت من ماما وبابا انهم يتركوني اتحدث معه بدون مقاطعة علشان ماما كانت ناوية تطلّع كل غضبها فيه
دخلتُ الصالون بدون ولا كلمة وتوقعت ان يعتذر لي عمّا حدث فوجئت به يقول لي بغضب: انتي مش بتردّي على تليفوناتي ليه وكمان تقوليلي انا مش عاوزاك كل ده علشان الفلوس ياسارة ؟
فوجئت برد فعله الغاضب.. هوّ كمان اللي زعلان؟!.. ده بدل ما يصالحني ؟
فلوس ايه اللى بتتكلم عليها يا عمر؟.. انت حتى مش حاسس انا زعلانة من ايه ؟.. انا زعلانة لأني كنت راسمة لك صورة جميلة في خيالي وفجأة لقيت واحد تاني انا ما اعرفوش انسان مش بيدافع عني فى وقت انا محتاجالك فيه لقيتك خايف تقول ولا كلمة ولو حتى انك تراضيني والسلام.. وكل ده وتقولّي فلوس ؟
رد بغضب أشد وعصبية مخيفة :
برضه ده مش مبرّر انك تقولي انك مش عاوزة الشبكة ومش عاوزاني
فوجئت بغضبه الشديد وعصبيته الكبيرة وأحسست بخوف منه لأول مرة
ولم أجد ما أقوله فانفجرت فى بكاء مرير
فوجدته يخفض من صوته وتلين ملامحه وتتحول الى رقة شديدة وحنان كبير وكأنه اب يخاطب طفلته الصغيرة الباكية: انا اسف جدا ياسارة.. ارجوكي ما تبكيش.. دموعك غالية عليّ جداً.. خلاص بقى انا غلطان.. أرجوكي كفاية انا مش قادر استحمل.. أنا فعلا جرحتك ووضعتك فى موقف محرج بس والله غصب عني.. أرجوكي ياسارة عاقبيني بأي عقاب الا انك تبكي أنا ضعيف جداً امام دموعك.. خلاص بقى انا آسف آسف آسف.. مليون آسف
هدئت قليلا من كلماته الرقيقة واحساسه بالذنب وشعرت بحنانه الكبير الذى احاطنى بدفئه وقلت له بصوت متقطع: كان ممكن يا عمر تنبهني قبل ما نشتري حاجة بالموقف وانا عمري ما كنت ح احرجك واختار حاجة غالية ابداً لكن لما الاقيك حتى مش بتتكلم ده فعلا صعب عليّ.. انا طول عمرى راسمة فى خيالي صورة للرجل انه حنان واحتواء وقوة شخصية انا ممكن اتنازل عن اي ماديات لكن الصفات دي لا يمكن اقدر
رد عمر وقال: انا اسف جداً.. بس بجد ما تظلمِنيش.. انا عمر شخصيتي ما كانت ضعيفة وعمر والدتي ما اتحكمت فيّ ابداً.. انا كمان فوجئت بموقفها وعاتبتها عليه في البيت لكن انا مفيش في ايدي حاجة هم من سيشترون وأخجل ان اطلب المزيد وأخجل ايضا ان احرج امي امام الناس.. لكن أوعدك الف وعد اننا سنتشارك ونتفق على كل خطوة انا وانتي بس قبل تدخل الأهل وعمرى ما ح اتخلى عنك ولا ازعلك ابدا ابدا خلاص اتفقنا ؟
ابتسمت من رقته وصراحته وقلت من بين دموعي: خلاص اتفقنا وانا اسفة انا كمان لو كنت جرحتك
نظر عمر الى عينيّ مباشرة وقال: لما قلتيلي انا مش عاوزاك حسّيت ان الدنيا خلاص انتهت واني معقول ح اعيش من غيرك؟ واني مش قادر افكر ولا اتكلم ولا انام.. ارجوكي يا سارة اوعي تقوليها تاني ولا حتى وانتي زعلانة.. وان كان على الشبكة يا ستي انا لو كانت دي فلوسي كنت جبت لك جواهر الدنيا كلها ورميتها تحت ايديكي ولا انى اشوف دموعك الغالية دى تاني
أنا: خلاص ياعمر انا بجد مقدرة موقفك ومفيش مشكلة خلاص
عمـر: لا يا ستي فيه مشكلة ومشكلة كبيرة كمان
أنا: إييييييييييييييييه تاااااااااااني ؟؟؟؟؟؟؟؟
عمـر: المشكلة دلوقتي يا ستي اني لاحظت انك بتبقي زي القمر بعد البكاء فأنا ح اضطر – غصب عني والله – اني انكد عليكي يومياً.. حالياً وبعد ما نتجوز يمكن نوصل للقسم علشان أشوف عنيكي الجميلة دي بالصفاء والجمال ده
أنا: يا خبر إيه ده كله ؟لا انت أسهل تقول لي أعيّط امتى وانا اعيّط من غير نكد ولا اقسام
عمـر: لسه فيه مشكلة كمان
أنا: يارب استر ايه كمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عمـر: بصي بقى يا ستي انا اتخذت قرار لا رجعة فيه ولا جدال ولا حتى استعطافات.. إن حفلة خطوبتنا تكون بعد اسبوعين علشان تلبسي دبلتي للأبد واقول لكل الناس القمر ده ملكي انا.. واكتب على قلبي لوحة مكتوب فيها قلب مسكون بأجمل ملاك للأبد.. قلتي ايه يا حبيبتي؟
أنا: موافقة يا سى السيد


قــالت ســارة:آدي آخرة اللي يسمع كلام العيال.. معقول نلحق نجهّز كل حاجة في الكام يوم دول؟ الله يسامحك يا سارة
هذه كانت عينة صغيرة من القذائف التى تنهال على رأسي كل دقيقة من أمي وابي بعد ما أقنعتهم بكل وسائل الزنّ والالحاح المعروفة عند البنات ان تكون حفلة خطوبتنا انا وعمر بعد اسبوعين.. يعنى أكسر كلام سى السيد؟
وبعد صاعقة المفاجأة التي هبطت على رأس أمي وأبي من الميعاد المفاجيء العيالي على حد وصفهم وبعد الرجاء المتواصل من جانبي وافقوا على مضض على ان تكون الحفلة في بيتنا على الضيق تجمع الأسرتين فقط.. وأعجبني الحل ده جدا لأني أصلاً لا أحب حفلات الخطوبة في الأماكن العامة لأن العروسين لا يكونوا يربطهم شيء وفي بداية التعارف..يبقى ليه نفرّج الدنيا كلها علينا؟.. مش يمكن ما يحصلش نصيب ؟؟؟
*********
قــال عمــر:الخطوبة فى البيت؟.. ليه بقى ان شاء الله هو احنا عندنا كام عمر؟.. ما ينفعش الكلام ده أبدا
هذه كانت عينة صغيرة من القنابل التى كانت تلقيها أمي على أذني عندما علمت بموضوع حفلة الخطوبة المنزلية.. ولما كنت لا أريد ان تتكرر مأساة الشبكة مرة أخرى أخبرت أمي اني انا وسارة متفقين على هذا ولا داعي أبدا ان تفتح هذا الموضوع معهم.. وبعد الحاح كبير جداً وافقت على مضض مشيرة الى اني من دلوقتي ح امشى ورا كلام الست هانم
طبعا عملت نفسي مش سامع ولا عارف مين هيّ الست هانم المذكورة
*********
قــالت ســارة:بجد انا مجنونة اني وافقت عمر.. طب هو ح يشتري بدلة فى نص ساعة طب وانا ح اعمل ايه فى الفستان ؟
ده حدوتة كبيرة جدا
وللأسف لم اجد في الجاهز شيء يناسبني بعدما تطوعت صديقة مقاتلة لي ان تلف معي على المحلات.. وبعد 3 أيام متواصلة من اللف المتواصل وبعد ما أصابنا كساح وشلل رباعي من كتر المشي توصلنا الى نتيجة رائعة مفادها ان كل ملابس السواريهات الآن مصممة للسباحة وليس للحفلات
ما شاء الله كله عريان جداً جداً وكأن الطبيعي جداً ان البنات تلبس الكوارث دي !!!.. وكل ما كنت أسأل على شىء يصلح للمحجبات كانت البائعة تخرج لي شىء ملائم تماماً لماما أو لحماتي العزيزة لكن شيء شبابى محتشم لاااا يمكن.. ليييييه مااااعرفش ؟
*********
قــال عمــر:والله وبقيت عريس يا واد يا عمر -
قالها صديقى وانا اقيس البدلة الفاخرة التى اشتريتها بتحويشة العمر وجدناها في المحل الذى اتعامل معه دوماً.. بس لسه الكرافتة.. قال البائع انها موجودة فى الدور التاني من المحل.. ياااه لسه ح اطلع؟.. ده مفيش اسانسير
الظاهر الجواز ده كله ارهاااااااق
*********
قــالت ســارة:خلاص بقى كفاية عياط موتّي نفسك يا بنتي خلاص فصّلي الفستان ويارب صاحبة الاتيليية ترضى تخلّصه بسرعة
قالتها لي ماما بعد ساعتين من البكاء المتواصل وانا احكي لها رحلتى الفاشلة اليومية بين المحلات وقد تورمت أصابع قدمي واصبحت فى حجم الكورة الشراب.. واكيد صديقتي ح تقطع علاقتها بيّ بعد العذاب اللي وريتهولها والكساح الذي أصابها.. لا و ح اتفرس اني اتصلت بعمر لقيته صاحي من النوم تعبان علشان نزل اشترى البدلة فى نص ساعة زي ماتوقعت
لا صحيح بجد الرجالة دول بيتعبوا
*********
قــال عمــر:انا مش عارف سارة مكبّرة موضوع الفستان ليه؟.. ما أي حاجة وخلاص.. صحيح البنات دول فاضيين ورايقين اوي.. وبعدين ح تفصله اخيراً وما رضيتش تقولّي لونه ايه علشان المفاجأة
ربنا يستر ويليق على البدلة أحسن يبقى شكلنا آخر بيئة
بجد البنات دول عليهم تقاليع عجب
*********
قــالت ســارة:أمامى ألف مجلة أختار منها الموديل وفي الآخر رميت كل المجلات وأخرجت قلم وورقة وقعدت أرسم مليون تصميم وكلهم طلعوا وحشين جدا.. ياربي ليه البنات على طول تعبانين فى كل حاجة من الصغيرة للكبيرة؟
انا ح اسيب صاحبة الاتيلييه تختار حاجة مناسبة ليّ وخلاص.. هو يعني فرح الأميرة ديانا ؟؟
قلتها فى سري وهي تجلس أمامي من عشر ساعات تنتظر اختيارى النهائي وهي ح تطقّ مني
وبعد طول عذاب "اختارَنا" الموديل انا وهي وتنفستْ الصعداء وهى تكاد تطردني من المحل وتقول بابتسامة طهقانة: والفرح امتى ان شاء الله يا عروسة؟
رديت وانا اكاد اجري من أمامها من رد فعلها المتوقع: بعد عشر أيام
وكان الرد: اييييييه مووووش مممكن ابداااا
*********
قــال عمــر:ح اضطر أسيب ذقني ما احلقهاش اليومين دول ولا شعري كمان حسب تعليمات الكوافير واستحمل التريقة من اصحابي والعيلة عندنا
يالاّ اهو الواحد لازم يضحّي ويتعب علشان يتجوّز
*********
قــالت ســارة:خلّصت كل انواع الماسكات والسنفرة والكريمات المعروفة والمجهولة وأي واحدة كانت بتقترح عليّا وصفة للبشرة او الايدين اجرّبها فورا.. واصبحت غرفتي مطبخ به أعاجيب الدنيا السبعتاشر من قشر خوخ.. بياض بيض.. جلسرين وليمون.. زبادي وعسل واي شىء أجده فى التلاجة عند ماما انقض عليه فوراً واجري عليه تجاربي الجهنمية
انا عاوزة اعرف كل البنات بيتعذبوا العذاب ده ولاّ انا بس اللي لاسعة؟
بس كله يهون علشان خاطر عيونك يا عمر
*********
ترتيبات يوم الخطوبة
قــالت ســارة:أكاد افتح عيوني بالعافية وأغالب النوم بقوة وانا جالسة عند الكوافيرة
امبارح سهرت فى الاتيليه علشان أخلّص الفستان.. وكانت خناقة كبيرة بيني وبين عمر على الموبيل لما لقاني الساعة 11 لسه مارجعتش البيت رغم ان ماما كانت معايا وبابا وصلنا بالعربية الساعة 12 ونصف بعد ما خلص الفستان اخيييييييرا
ورغم كده عمر كان بيتخانق بمعدل كل ربع ساعة.. ويقولّي خلاص اللي خلص من الفستان كفاية ومش مهم الباقي وكفاية تأخير
يعنى اخده بكم آه وكم لأ ؟
يالاّ أهو تغيير برضه
طب أنا ذنبي ايه في كل الدوشة دي ؟
هو زعلان منى ليه؟
وعلشان اليوم ما يقلبش نكد أرسلت له رسالة قبل ما أروح للكوافير قلتله: انا آسفة على تأخير امبارح.. انا نفسي أكون جميلة علشان أليق بيك النهاردة
وطبعا اتصل بي فورا وكان فى منتهى الرقة
آه من عقل الرجالة
*********
قــال عمــر:رسالة سارة الجميلة امتصت كل غضبي.. فعلاً سارة ذكية جداً وبتعرف امتى توقف المشكلة بيني وبينها
انا مش مصدق ان النهاردة ح ابقى عريس بجد!!.. أصحابي كل شوية يكلموني و يبعتولي مسجات ملخصها كلها: بكرة تندم يا جميل
معقول الجواز يبقى خنقة وجحيم زي ما بيقولوا ؟
لا أعتقد.. لأن أنا وسارة متوافقين فى الشخصية وطريقة التفكير و.. والمشاعر كمان.. يبقى الفشل ح ييجي منين ؟
قمت توضئت وصليت ركعتين قضاء حاجة ان يوفقنا الله انا وسارة طول العمر
*********
قــال ســارة:انا بجد خلاص ح انفجر.. من 4 ساعات وانا عند الكوافيرة ولا أفعل شىء.. المحل فيه 7 عرايس غيري !!.. بجد كأننا في سيرك
الحرارة عالية جدا.. والعرايس كلهم متوترين وخايفين يتأخروا عن ميعادهم وكلهم بيتحايلوا على الكوافيرة علشان تخلّصهم كلهم مع بعض.. ازاي ما أعرفش
عملتْ لي ماسك اول ما جيت الصبح وعملت شعري رغم اني ح أغطيه!!.. يعني باختصار لسه ما عملتش حاجة خالص والساعة 4 وعمر حييجى الساعة 7
كلمني عمر وسألني: عملتي ايه؟
قلت له: ولا حاجة خالص.. وصوتي مخنوق بالبكاء
قال لي: ولا يهمك انتي قمر من غير حاجة.. طيب أكلتي حاجة ياسارة ؟
رديت باستغراب: أكل؟!.. يعنى ايه الكلمة الغريبة دي؟
*********
قــال عمــر:سارة عاملة زي الأطفال.. لازم حد يتحايل عليها علشان تاكل
اتصلتْ بمطعم بيتزا وأعطيته عنوان الكوافيرة كي يرسل لها طعام.. ورأتني أمى وأنا أرتب هذا وكادت ان تنطق بعصبية جملة بها: ...ست الحسن... كالمعتاد
ولأول مرة أرى فى عينيها نظرة تشبه الغيرة
وبدل ان أعاتبها وتقلب نكد كالعادة أخذتها فى حضني وقلتلها: عارفة ياماما انا باحب سارة ليه؟.. علشان نسخة منك.. بس انتي الأصل يا جميل والباقى تقليد
فوجئت بضحكتها الصافية وهي تضمنى لها وتدعو لي بالسعادة مع سارة
ياااااخبر.. ماما بتغير عليّ ؟؟؟
*********
قــالت ســارة:بيتزا للانسة سارة.. العريس باعتهالك -
دوت الجملة فى مركز التجميل كالرصاصة وصاحبَتها همسات وضحكات مكتومة من بقية العرايس معناها: شايفة عريسها بيحبها ازاي؟
غرقت فى الخجل من نظرات الجميع.. وفتحتها وانا اتذوق أغلى وألذ بيتزا أكلتها فى حياتي
بجد.. من يقولون ان الحب أهم ما في الحياة.. لا يعرفون شيئاً
أهم ما فيها هو الحنان
عمر:
الساعة 6 وانا عند الكوافير الرجالى ..خلاص خلصت كل شىء .. واديتها جل على شعرى والبرفان الجامد جدا ولبست البدلة وكله تمام .. ايه الشياكة دى يا واد يا عمر ؟ صديقى ذهب يزين العربية وسيأتى بعد نصف ساعة كى نأخذ سارة من الكوافير الساعة 7 تماما مش عاوز أتأخر عليها أحسن تزعل منى ...
سارة:
(ياستى انا ميعادى كمان ساعة ولسه ما عملتش حاجة خالص !!!) قلتها للكوافيرة وانا أكاد أبكى .. ردت على ببرود كبير معتادة عليه ( لسه 3 عرايس وبعدين انتى !! ما تقلقيش ياعروسة !!) 3 عرايس ؟!!!!!!!!!!! ده انا ح أخلص الساعة 12 ان شاء الله !! وصوت الموبيل لا يتوقف عن الرنين من عمر وماما الكل بيستعجلنى وكأن الذنب ذنبى ..... ارتديت الفستان ومن عصبيتى جزء صغير منه اتقطع من الذيل .....اه فعلا هذا ما ينقصنى الان !! .... انطلقت صديقتى تبحث فى المحلات المجاورة عن ابرة وخيط بلون الفستان كأنها تبحث عن ابرة فى كوم قش..... وأخيرا جاءت وحاولنا محاولات مستميتة ألا يظهر هذا العيب .... يارب استر يارب........
عمر:
الساعة 8 ونصف وانا واقف أمام مركز التجميل انا وأصدقائى وبعض من أهل سارة .... هم بيعملوا ايه جوة بالضبط ؟ ! ولا حظت وجود عدة سيارات مزينة وعرسان مثلى والجميع منتظر الفرج وكأننا فى كرنفال وكل ما تخرج عروسة من الكوافير الجميع يجرى عليها .... ثم يفوز واحد بها ويتنفس الصعداء والباقى يعودون يجرون أذيال الخيبة !!! وسارة لا ترد على الموبيل ابدا .....
سارة
أخيرا حنت على الكوافيرة وبدأت فى تجهيزى والغريب انى لم استغرق معها نصف ساعة والساعة أصبحت 9 ونصف ونظرت الى وجهى فى المراة بعد كل هذا التعب .... وجدت الفستان أنيق للغاية ..... ووجهى لم أره بهذا الصفاء من قبل ..... خلاص بقيت عروسة ؟؟!! يارب أعجب عمر وكل الناس .... بس عمر أهم من كل الدنيا.......
عمر :
تسمرت من مكانى عندما رأيت سارة تخرج من مركز التجميل ..... ونسيت الانتظار الطويل والمكالمات الغاضبة من أهلى وأهلها على كل هذا التأخير ..... نسيت الدنيا كلها عندما رأيتها تتألق فى فستان رائع من اللون الأزرق الصافى المشغول برقة بخيوط فضية خلابة ......... ووجهها لم أرى أجمل منه فى حياتى وكأن كل نساء الدنيا تجمعت فى امرأة واحدة ......... جريت عليها وهمست لها ...... بحبك يا سارة ...........
 
حفلة الخطوبة
سارة:
جالسة انا بجوار عمر وأشعر بمشاعر غريبة كلها متناقضة ... فرحة وخوف وقلق وترقب .....اول مرة اكون محط انظار الجميع لدرجة التحديق فى كل تفاصيل مظهرى ..... هو شعور جميل ولكنه يدعو للقلق ولكن لا يهم المهم انى أعجبت عمر .... وانه سعيد بى جدا وحماتى من نظرات الغضب التى هاجمتنى عتابا لى على تأخيرى ..... المنزل مزين بزينات واضواء رقيقة ........ متى زينوه هكذا ؟ وافراد الأسرتين موجودين والجميع سعيد والزغاريد لا تتوقف ........ ماعدا حماتى العزيزة بالطبع قبلتنى ببرود ولامتنى على تأخرى ولاحظت انها طوال الوقت تهمس فى أذن ماما بكلمات غريبة ......... اه لا اريد ما يعكر صفوى الان فلتقول ما تريد ...... انا وعمر معا والدنيا كلها ملكنا وحدنا .................
عمر:
سارة فاتنة هذه الليلة .... كم احب هذه البنت الجميلة الشقية التى دخلت حياتى فجأة بدون سابق انذار فقلبتها رأسا على عقب .... وفى اسابيع قليلة أصبحت تملك مفاتيح القلب وتطرق ابواب الروح وتتسلل الى اركان عقلى فتحتله ...... كما يتسرب الماء الصافى الى الارض الجافة فيرويها ..... أصبحت أهم انسانة لى فى هذه الدنيا ........ هل سنعيش معا سويا للأبد ؟ .... اه كم اتمنى هذا ........ وهل ممكن ان يتحول هذا الحب الى مشاعر الملل والرتابة فى الزواج ؟ وكيف يقرر الانسان فجأة ان يكمل حياته كلها مع انسان واحد لم يعرفه الا من ايام قليلة ...... انه أمر صعب لو كان بيد الانسان ......... أكيد ان مباركة الله للزواج هى ما تيسر هذا وانه سبحانه وتعالى هو من يؤلف بين القلوب فيجعل الغريب حبيبا .........
سارة:
الحمد لله انى أصريت على تأجيل كتب الكتاب لفترة .... لا أتخيل ان يعقد قرانى اليوم على انسان لم اره سوى من اسابيع قليلة .... صحيح انى أحببت عمر...... ومقتنعة به ولكن لا أستطيع حاليا تقبل فكرة الارتباط الأبدى بهذه السرعة ..... الموسيقى تنساب بقوة والزغاريد تحيط بنا من كل مكان ...... شعورى لا أعرف كيف أصفه .........فعلا البنت لا تكتمل وترتوى الا فى وجود رجل يحبها ....... حانت لحظة شرب الشربات .......يارب عمر لا يسكب على فستانى منه كما أسمع كثيرا ....... الحمد لله سقانى بسلام .....حان دورى لأسقيه انا الاخرى ..... أخ وقعت قطرات على قميصه الناصع ورمقنى بغضب شديد وصرخ فى ( مش تخلى بالك يا سارة ؟ ) !!!
عمر:
أخخخ... ماذا فعلت ؟ الجو تكهرب فجأة من صرختى الغاضبة فى سارة والجميع صمت ونظر لسارة التى تكاد تبكى من شدة الخجل والاحراج ..... لماذا تهورت هكذا ؟ أكيد سارة ح تزعل وعندها حق .... انا اسف يا سارة .... بجد اسف ..... سارة لا ترد على وتتظاهر بالتشاغل مع صديقاتها اللاتى أدركن الموقف وتجمعن حولها يضحكون كى يخففوا عنها الاحراج ..... لازم ابطل العصبية والتهور ..... أصبح لى شريك فى حياتى الان قد لا يتقبل كل تصرفاتى .... خلاص يا سارة انا اسف بقى !!!!
سارة:
(انا اسف يا سارة ؟!!! يا سلام بعد ما أهنتنى أمام الناس ؟ لماذا لم تمسك أعصابك أمام هذا الخطأ الغير مقصود ؟ هل هذا هو طبعك ؟ لا يمكن ان أتحمله ولابد أن تكون خلافتنا بيننا وحدنا لا أن يكون الجميع طرف بها ..... بجد يا عمر لن أتنازل عن هذا أبدا .... ) قلت هذا لعمر وانا ارسم ابتسامة زائفة أمام الناس كى لا يلاحظوا الخناقة الدائرة بيننا ..... وبادرنى عمر بالاعتذاروعدم تكرار هذا ..... وأخذت وقت كى أظهر طبيعية ...... وحان وقت ارتداء الشبكة وأصريت ان تلبسنى اياها والدة عمر ..... من ناحية هو لم يصبح زوجى ومن ناحية أخرى انا لسه زعلانة منه !!!

عمر:
يا سلام ماما هى اللى ح تلبس سارة الشبكة ؟ ايه الهنا ده ؟ يالا يبقى القميص والشبكة !!! طب مين ح يلبسنى الدبلة بتاعتى البواب ؟ ألبست ماما سارة الطقم الذهبى ثم أوقفتها باشارة من يدى وأخذت دبلة سارة واقتربت منها ورجوتها وهمست لها : ( علشان خاطرى يا سارة انا نفسى أظل أتذكر هذه اللحظة وانا أضع اسمى حول أصبعك للأبد ..... أرجوكى علشان خاطرى ... لن ألمس يدك أساسا ..... الف مبروك يا حبيبتى !!! )
سارة:
( حبيبتى ؟ !!) اول مرة أسمعها منك يا عمر .... والله انت اللى .... الله الدبلة شكلها جميل جدا فى اصبعى أجمل من اى خاتم امتلكته فى حياتى ..... وكفاية ان عليها اسم عمر كى تكون أغلى دبلة فى الوجود ...... وألبسته دبلته المحفور عليها اسمى ونحن نطيرسويا فى دنيا خاصة بنا ..... ونسمع موسيقى تعزفها قلوبنا ونخطو خطواتنا الاولى نحو دنيانا الجديدة ...... دنيا محفور على بابها.....سمينا فقط ...... سارة وعمر ...........
استقرت حياتى انا وعمر بعد الخطوبة الرسمية وشعرنا سويا باستقرار نفسى كبير أصبح لكل منا شريك يستريح على شاطئه ويلقى على كتفه همومه أصبحت لا أخجل من وجود رجل فى حياتى !! أكلمه على الملأ أمام أبى وأخوتى وأتحدث عن أراءه وأفكاره وأستشهد بها بدون خجل ..... وهل يخجل المحامى عندما يستشهد بمواد القانون ؟؟؟!! وان كان الأمر لا يخلو من المشاحنات والخلافات البسيطة التى تزداد بعصبية عمر التى تشتعل سريعا وتخبو سريعا ولكنى أخاف كثيرا من هذه العصبية والتسرع فى رد الفعل الخاطىء له فى أحيان كثيرة ...... ومما يزيد عصبيته عنادى الطفولى الذى هو من أبرز عيوبى للأسف !!
شعور جميل ان يكون لك صديق وحبيب فى حياتك تتبادل معه الأخبار والأوجاع والضحكات .... أشعر أنى قبل معرفتى بسارة لم أكن موجودا فى هذه الحياة .... أشعر معها وكأننى طفل صغير يعود سريعا فى نهاية يومه ليقص على أمه كل ما حدث له فى يومه .... أحب ردودها التلقائية وضحكاتها البريئة وخوفها الطفولى عندما يرتفع صوتى فى عصبية ... ولا أطيق غضبها منى وأبادر دوما بمصالحتها ........ كم أحب وجودك معى يا سارة ......
لاحظت أن أكثر أوقات خلافنا أنا وعمر هى عند عودتى من عملى فى الرابعة ..... ولو اتصل بى ووجدنى نائمة أو رددت عليه فى تعب يختلق أى مشكلة تافهة ويغضب عليها !!! هل يغار عمر من عملى ؟ أم من انشغالى عنه لمدة ساعات فى اليوم ؟؟! رغم انى أحادثه من عملى تليفونيا وأصلا عملى من الثامنة حتى الرابعة زى ناس كثيرين جدا ....... أمال لو كنت طبيبة وأبات فى المستشفى كان عمل ايه ؟ أكيد كان انتحر!! راودتنى شكوك حول الموضوع ده واشتكيت لأمى فقالت لى ( طبيعة الرجل دوما أنانية لا يريد أن يشغلك عنه أحد أخر حتى لو كان عملك ونجاحك !! استحملى يا بنتى ولا تفتحى معه هذا الموضوع حتى يفتحه هو !!)
ولم أنتظر طويلا حتى جاء يوم وكلمنى فى التليفون بعد عملى كالمعتاد وكنت ح أموت وأنام ساعة فكنت أرد عليه سريعا فلاحظ ذلك وقال لى مباشرة :
سارة انتى الشغل ده مهم عندك أوى ؟
يعنى اية مهم يا عمر؟ هو يعنى فستان اخده ولا اسيبه ؟ ده شغلى ونجاحى .... وبعدين قصدك ايه ؟قصدى انك ياريت تسيبه بعد الزواج وياريت من دلوقت !!
رددت عليه بذهول : بتقول ايه يا عمر ليه ده كله ؟ هو شغلى مضايقك فى ايه بس ؟
أنا ما أحبش مراتى تشتغل وترجع البيت الساعة خامسة وتتبهدل فى المواصلات ..... علشان ايه ده كله ؟
طيب ما قلتش ده ليه قبل الخطوبة ؟ واتقدمت لى ليه أصلا وانت عارف انى باشتغل ؟
فوجىء عمر من رد فعلى الهجومى وكأنه كان يتوقع الطاعة المطلقة : يعنى لو كنت قلت لك ده قبل الخطوبة كنتى ما وافقتيش على ؟
رددت بعناد وبتسرع : طبعا !!
صمت عمر وتألم من ردى القاسى ولم يرد
حاولت تهدئة الجو قبل أن تثور ثائرته وقلت له : ياعمر من فضلك افهمنى ليه دايما الرجل اول ما يرى بنت وتعجبه يعجبه نشاطها ونجاحها فى العمل وطموحها وثقافتها ويتقرب لها من هذا الجانب ........... ولما خلاص تصبح ملكه يسعى جاهدا ان يجعلها صورة من جدته لا تخرج ولا تعمل ولا تبدى اى أراء الا من خلاله ....... ثم بعد هذا يشتكى من تغيرها بعد الزواج !!!!
أنا مش عاوز أخليكى زى جدتى ولا حاجة ..... أنا بس مش عاوزك تشتغلى فيها حاجة دى ؟
كان مفروض تكون صريح معايا اول ما اتقابلنا وتقول لى الكلام ده وانا اللى اقرر حياتى ح تكون ازاى معاك واما اوافق او ارفض .....لكن انت كده بتضعنى امام الامر الواقع
رد بعصبية كبيرة : يعنى انا خدعتك يا سارة قصدك كده ؟
حاولت تهدئته فرددت عليه : يا سيدى ولا خدعتنى ولا حاجة ..... طب انت ايه اللى مضايقك من شغلى ؟
تقدرى تقولى لى لما نتجوز ح تراعى البيت ازاى وانتى بترجعى المغرب ولما نخلف ح تسيبى البيبى فين الوقت ده كله ؟
هو انا اول انسانة فى الكون بتشتغل ؟ اكيد كل دى حياة ملايين السيدات مش انا بس ؟
رد بضيق : اهو انا باتضايق من عنادك ده يا سارة !!
ده مش عند ده حق لى انى اكون ناجحة...... مفروض وجودنا فى حياة بعض يخلينا احنا الاتنين ناجحين مش واحد ينجح والتانى يكون مجرد ظل باهت للاخر وخلاص ......
يعنى انتى مش عاوزة تسمعى كلامى ؟
رددت بعناد كبير : اسمع كلامك لما يكون فيه منطق ..... لكن لما يكون تحكم وخلاص وفرض رأى انا اسفة انا مش ح اقدر أسيب شغلى بدون مبررات كافية ..........
ده اخر كلام عندك ؟
أحسست ان كلمته دى بداية مشكلة كبيرة ومع ذلك رددت بعناد كبير : ايوة !!
خلاص انتى اللى اختارتى يا سارة ....!!!!
*********
أول مرة نتخاصم انا وعمر من يوم ما اتخطبنا ...... اتخانقنا كتير لكن كنا بنتصالح سريعا والحق يقال كان هو دائما من يبادر بصلحى حتى لو كنت انا المخطئة !! .....حساس البعد سىء جدا شعرت ان ايام الخصام القصيرة مرت كأنها شهورطويلة ........ لم يحادثنى فى التليفون ولم يرسل لى رسالة ولا حتى رنة ..... وأنا كرامتى منعتنى أن أبدأ أنا بالحديث ........ لماذا يضغط على بهذا الأسلوب كى يرغمنى عن التنازل عن مستقبلى ........ وهل هذا اخر تنازل أم ان سلسلة التنازلات لن تنتهى ؟!! انا لا أعرف وجه تصميمه على تركى العمل ........ وهل وانا تعديت الخامسة والعشرين اخذ مصروفى من ابى مثل الاطفال ؟ ومتى انضج واتعلم الاستقلالية اذن ؟ فى سن الستين ؟ يبدو ان الرجل يريد من زوجته ان تكون تابعا له بلا اى شخصية ........... كده يا عمر هنت عليك ؟
كده يا سارة هنت عليكى ؟ لم تفكر ان تتصل بى ولا مرة حتى ولو من باب الاطمئنان على ! انا الذى عودتها على هذا الاسلوب ....... فى كل مرة نختلف ابادر انا بمصالحتها حتى لو كانت هى المخطئة .......انا بجد دلعتها كتير وممكن تظن انها متحكمة فى بهذا الأسلوب او انى شخصيتى ضعيفة !! .....لا انا مش ح اسأل عليها المرة دى مع انى ح اتجنن وأسمع صوتها بس هى لازم تسمع كلامى وتطيعنى بلا نقاش !! وبرضه مش ح اتصل !!
درجة حرارتى ارتفعت من الانفلونزا واشعر بصداع رهيب ألزمنى الفراش ....يبدو ان هذا مرض نفسى زى ما بيقولوا .... ووجدتها حجة مقنعة كى ابكى براحتى واتحجج بالصداع .... لاحظت امى ان عمر لا يتصل ولا يأتى من اسبوع فسألتنى عن السبب فتحججت بحجج واهية .... فقالت لى (أسألى عنه انتى يا سارة .... الرجل بيحب دائما ان يشعر باهتمام كبير مثل الطفل تماما !! ) فرفضت بشدة ....ففهمت ان هناك مشكلة ولم تلح على فى معرفة الأسباب ..... وخرجت من غرفتى وتركتنى انام وبعد قليل سمعت صوتها يتحدث فى التليفون مع حماتى العزيزة وتجتهد ان تجعل الحديث عاديا جدا وختمته بخبر هام جدا من أجله كان كل هذا الاتصال وهو ( ان سارة عيانة جدا جدا ..... ونايمة يا عينى فى السرير درجة حرارتها 60 !!!)
تابعت الحديث وابتسمت من حنية امى ورقتها تريد ان تصالحنا انا وعمر بدون ان تتطفل او تتدخل ..... يا حبيبتى يا ماما !! بس لو عمر ما اتصلش برضه بعد ما يعرف انى تعبانة ............معقول ؟ معقول يا عمر ؟ !!!!!
سارة تعبانة ؟ يا حبيبتى يا سارة ؟ علشان كده ما اتصلتش بى وانا ظلمتها .... لازم اروح لها حالا .... اهو المرض جه حجة كويسة علشان اروح بسبب مقنع اصلى خلاص بجد مش قادر على البعد والخصام الرهيب ده.....
كده يا عمر ولا حتى رسالة ؟!! قلتها لنفسى وانا لا أنزل عينى من على الموبيل وكأننى اخاف لو ابعدت عينى عنه لن اسمعه لو رن !! منتظرة اتصال عمر الذى لا يأتى ..... يبدو انه فعلا قاسى ويرغمنى بكل الطرق ان اتنازل عن كل شىء .... حتى يضغط على وانا مريضة !!! انا لا يمكن أكلمه بعد اليوم ..... ولا اعتقد انى سأكمل الخطوبة اصلا .... بجد مش عاوزاه .....صوت ماما يرن ( عمر جه يا سارة !!!
نسيت كل خلافى مع سارة وزعلى منها عندما رأيتها وهى متعبة محمرة العينين مرهقة كأنها لم تنم من سنين .... وهتفت بها فى قلق كبير اول ما رأيتها- ( الف سلامة عليكى .... ان شا الله انا وانتى لأ
بعد الشرعنك يا عمر انا الحمد لله بخير ....... همست بالكلمات فى صوت خفيض
اول ما عرفت انك تعبانة جيت جرى .... خلى بالك من نفسك يا سارة انتى دلوقتى مش بتاعتك لوحدك لا بتاعتى انا كمان

............
انتى زعلانة منى ؟
..................
خلاص بقى ... حقك على .... انا فعلا اخدت الموضوع بعصبية شوية بس انا خايف عليكى مش اكتر
كان ممكن نتناقش فى الموضوع بهدوء ومن غير ما حد يفرض سيطرته ولا يحاول يلغى شخصية الطرف التانى .....
طيب لو قلت لك علشان خاطرى فكرى فى موضوع الشغل ده تانى ..... تقولى ايه ؟
أقول خاطرك غالى على جدا .... وانى بالاسلوب ده فعلا ممكن أفكر فى حل وسط .... مثلا انى بعد الزواج ادور على شغل مواعيده بدرى عن كده فى حضانة مثلا .... علشان البيت والبيبى .... موافق ؟
موافق جدا وح نسميه ايه ؟
مين ؟
...البيبى
الأيام تمر سريعة جدا لا أصدق ان مر على خطوبتنا 4 أشهر انا وعمر وخاصة عندما بدأنا فى المأساة المسماة ( جهاز العروسة ) او الشوار زى ما فيه ناس بيسموه وكلا الاسمين اسم على مسمى فسموه جهاز لأنه بيجهز على كل طاقتك المادية والجسدية والمعنوية .... والشوار لأنك بتدخلى فى مشاورات وخناقات رهيبة بتنتهى غالبا بحروب !! لا أدرى لماذا كل هذه التعقيدات التى يضعونها فى طريق تجهيز عش الزوجية ؟!! وخاصة مستلزمات العروسة المسماة ظلما وافتراء ( الرفايع ) على اعتبار انها اشياء بسيطة لا تذكر من رفعها !! وهى فى الاصل تقايل مش رفايع !! بجد العروسة مطلوب منها جبال من الأشياء التى اكاد أجزم ان ربعها فقط الذى يستخدم فى الواقع والباقى يرص فقط فى النيش والدواليب لزوم المنظرة فقط !!! الان فقط عرفت لماذا كان ابى وامى يصرون ان أدخر نصف مرتبى لجهازى ....... قال وانا كنت زعلانة ..... ياريتهم ادخروه كله علشان المليون طلب اللى وراي
يا بخت العروسة !!! ايه الظلم الرهيب اللى واقع على العريس ده ؟!! ...... مطلوب منه يشترى او يؤجر شقة ويجهزها على الاقل 3 غرف ده غير الأجهزة الكهربائية والفرح والشبكة ...... الخ الخ الخ ليه ده كله ؟ ما انا كنت سلطان زمانى !! والعروسة تجيب شوية رفايع وتقول انها جهزت والله حرام !!!
سارة رفضت رفض تام ان نسكن مع أبى وأمى وبصراحة معاها حق كيف نشعر انا وهى ان لنا مملكتنا المستقلة وعشنا الدافىء ..... لكن الشقق الايجار الجديد ايجارها نااااااااااار والتمليك طبعا من عاشر المستحيلات ..... ربنا يستر ونلاقى شقة ايجارها معقول وتكون مناسبة ...... الحمد لله ان سارة ما وافقتش على ترك الشغل كان زماننا كل اول شهر وافقين على باب الحسين او السيدة طبعا مفهوم بنعمل ايه !!!
ايه لزوم ان الواحد يجيب من كل حاجة نسختين واحد للاستعمال والتانية منظرة ؟ !!!! يعنى طقم صينى للاستعمال وسرفيس ماركة غالية جدا يبقى محنطا فى النيش ؟!! ومعالق للاستعمال وأخرى فى حقيبة دبلوماسية براقة سعرها فلكى هددتنى امى لو لمستها ستبلغ عنى البوليس !! وأغلب الظن ان الحاجات دى سأستعملها لما خطيب بنتى كمان 30 سنة ييجى يزورنا !!! ده غير الف طقم مثل طقم للشربات وطقم للتورتة واخر للكاكاو واخر للايس كريم واخر للخشاف مش عارفة خشاف ايه ده ؟!!!!!! مش ممكن المنظرة دى كلها .... ويقولوا البنات بيعنسوا ليه ؟ من قائمة المتفجرات التى تنفجر فى وجة اى اثنين بيفكروا مجرد تفكير فى الارتباط الحلال ...... رغم ان امى أخبرتنى انها فى زواجها كانت لا تملك ايا من الاجهزة الكهربائية غير البوتجاز ومن عملها هى وابى احضروا الغسالة العادية ثم الثلاجة ولم يفكروا فى التليفزيون الا بعد سنين رغم انهما هما الاثنين من عائلات محترمة ولكن كانت النظرة للزواج عملية و بسيطة ولا وجة للمقارنات الفارغة بين اى بيت والاخر ..... وانا رأيى عندما يبنى الاثنين عشهما سيكون من المستحيل ان يفرطوا فيه ابدا ..... لكن الان نرى حالات طلاق بعد شهور لأن العروسين وجدوا منزلا جاهز من كل شىء حتى التكييف والدش ولم يتعبوا فيه لحظة فلماذا يتحملوا كى يظل هذا المنزل قائما ؟؟
ياااااااااااسلااااااام معارض الموبيليا فى مصر معمولة علشان العريس الى فى الخمسين ربيعا !!! الحجرة الواحدة المعقولة محتاجة انى اوفر مرتبى لمدة عشر شهور متواصلة على الأقل بدون اكل ولا شرب ولو امكن بدون ما انام !! لا حل اذن الا ان ننفذ الحجرات عند نجار شاطر .... وبالطبع ابى هو من سيدفع !! طيب ومن اهله لا يستطيعون مساعدته كيف يتزوج ؟ وكيف يقى نفسه من الوقوع فى الخطأ وفى دائرة الحرام ؟ معادلة مستحيلة الحل وتزداد تعقيدا بطلبات الاهل المغالى فيها ..... ورغم انى مهندس وخريج احدى كليات القمة واعمل عشر ساعات يوميا ومع ذلك لا استطيع تزويج نفسى !!! واضح ان زماننا هذا ليس لنا !!
لا يمكن اشترى مفرش للسرير ليوم الزفاف ب 700 ج من أجل يوم واحد الناس يتفرجوا عليه وخلاص يترمى .... بجد ربنا يحاسبنا على هذا التبذير وح نسأل عليه يوم القيامة ....ولأول مرة انتصر فى معركتى مع امى وأصررت على عدم شراؤه واستبداله بمفرش بسيط جدا بمائة وخمسين جنية فقط ولم استجب لتهديدات امى ان حماتى لن يفوتها هذا وووو....... فلتقل ما تريد هذا منزلى انا وليس اى احد ولوتركت نفسى خائفة من تعليقات كل الناس لن أتزوج الا بعد ان ابلغ من العمر ارذله !!!! وبرضه لن أرضى أحد .....
قارنت بين مجلة نسائية قديمة اشتريتها من سور الازبكية يرجع تاريخها لاواخرالستينات زمن تحقيق الاحلام وبين مجلة حديثة نسائية برضه ..... وجدت فى القديمة باب كامل اسمه المنزل السعيد وكله افكار عملية رائعة عن فرش المنزل وتجميله بأبسط التكاليف وكيفيه الاستغناء عن اشياء كثيرة لا لزوم لها وبجد الصور فى غاية الرقة والعملية والبساطة..... والمجلة الحديثة تتحدث عن الفورفورجية فى غرفة النوم وكيفية تلميع الباركية ومزايا التكييف السبليت عن الشباك فى منزل العروسين !!! يبدو انهم يتحدثون عن عرائس من القمر وعرسان من المريخ !!!!!!!!!
واخيرا جاء اليوم المنتظر..... اليوم الذى تتوقف فيه عقارب الساعة وتبدأ دورة جديدة غامضة ... اليوم الذى تصمت فيه الكلمات وتتحدث القلوب وتتوحد ...... اليوم الذى يشهد فيه الله وهو خير شاهدا على ارتباط شابين رباطا وثيقا وميثاقا غليظا كما أسماه القران ....... يوم الزفاف .... كل ما كان محرما يصبح حلالا بكلمة الله ........ كل ما كان مجهولا غامضا يصبح سهل المنال ..... يوم تتغير وجوه الاحبة ونفارق وجوها عاشرناها سنوات طوال ونعشق وجوها اخرى ونسكن منازل جديدة غامضة لا نعرف ماذا ينتظرنا بها السعادة ام الشقاء........... الفتاة التى طالما خجلت من وجود أخيها او ابيها معها فى منزلها تصبح زوجة وانثى مكتملة الانوثة لها رجل لا تخجل معه من شىء تشاركه افراحه وكلماته وغضبه وحنانه ومشاعره وتهدهده كطفلها البكر وتربت على كتفه اذا غضب ويلقى على صدرها كل همومه واسراره ومع هذه الاسرار والاحلام ينمو البيت الصغير وتكبر جدرانه وتمتد جذوره فى ارض الواقع....... ليصبح هذا البيت القلعة الحصينة التى يرفض الزوجان المساس بها من اى غريب ...... ويصبح البيت الجديد احب مكان على الارض يأوى الحبيبين ........
افكار كثيرة تدور اليوم فى عقل العروسين سارة وعمر بلا تفرقة اليوم لأنهما اصبحا كيانا واحدا ..... وسارة جالسة تضىء جمالا بفستانها الابيض الملائكى الذى يحمل كل اسرار العذارى وغموض الانثى ودلالها ..... وعمر المكتمل الاناقة فى بدلته السوداء والذى يشعر باكتمال رجولته لأنه اخيرا سيكتمل وجوده فى هذا العالم باقترانه بنصف روحه وانثى حياته سارة...... وقلوب الجميع خاشعة من فرط السعادة والدعاء لله ان يكلل هذا الارتباط ببركته ورضاه سبحانه وتعالى .... واذان الجميع متعلقة بشفاة المأذون الذى يتلو ايات المودة والرحمة ويقول خطبة الزواج ويتوقف عند ايه ( واخذن منكم ميثاقا غليظا ) ليوصى بها عمر ان الرجل يأخذ زوجته أميرة من منزل اهلها ويعقد معهم ميثاقا غليظا بألا يجعلها أسيرة فى منزله فلا ينسى هذا العهد ابدا ويوصيه بأخلاق الرسول مع زوجاته .... ثم يوصى سارة ان تجعل زوجها قرة عينها ووطنها الذى لا ترضى عنه بديلا ....... وتلمع العيون سعادة وخشوعا عندما يعلن المأذون انهما الان زوجين امام الله وامام العالم ....... وتبكى سارة فيقترب منها عمر ويلمس يدها لأول مرة ويقبلها ويوعدها الا تبكى ابدا مادام هو حيا على هذه الارض ...... فتبتسم وترتعش من لمسة يد زوجها الحبيب وتهمس له : ( فلنعقد الان قراننا بنفسنا وتهمس له : زوجتك نفسى على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الامام ابى حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمى بيننا ) فيهمس لها وانا قبلت زواجك يا زوجتى وحبيبتى وسكنى ودارى وجنتى ...... وقرة قلبى
 


الحلقة الاولى (يوم الزفاف)
أخيرا أصبحت فى شقتى – عشى الصغير احساس جميل ان يكون للبنت بيت خاص اختارت فيه كل ركن وكل جزء على ذوقها الخاص تفعل فيه ما تريد وتشعر بالفعل انها ملكة متوجة – اخيرا انتهت الترتيبات والمشاوير والسهر والخناقات من اجل فرش هذا العش الرائع الصغير – اخيرا انتهى ضجيج الفرح وتفحص المعازيم فى كأنى هابطة من المريخ وكل واحدة من عواجيز الفرح تمصمص شفايفها وتقول ( مش كانت بنتى احسن ؟ ) – تعبت جدا من حمل الفستان الثقيل والحذاء الضيق – سبحان الله هو كل احذية العرايس بتكون ضيقة ليه ؟ واخيرا اخيرا ح اكون لوحدى – ايه ده صوت عمر بيقول ( مدام عمر اجمع عندى بالخطوة السريعة ) !!! مدام ؟ انا يا بيه ؟؟
- ايه يا ستى سرحانة فى ايه ده كله ؟؟؟ هو علشان مفيش حد فى جمالك النهاردة يبقى خلاص ؟ لا يا هانم انا لما انده عليكى تيجى قبل ما انده مفهوم ؟ وبعدين فين القطة علشان ادبحهالك ؟
-انت عاوز تاكل قطط النهاردة ولا ايه ؟ لو دبحتها ح اطبخهالك فورا !!!
- تطبخيها ؟!! بنات اخر زمن يعنى مش خايفة منى ؟
- لا مش خايفة فرحانة جدا وانت ؟
- انا أسعد انسان فى الدنيا .... اول مرة بنتكلم انا وانتى من غير الف محرم وعزول فى بيتنا الجميل بجد البيت رائع ذوقك طلع يجنن يا سارة لما كل حاجة اتفرشت واجمل ما فيه ان حبيبتى فيه – لا لا مفيش كسوف خالص خلصنا الحدوتة دى – شوفى انا باقول علشان ربنا يكرمنا فى حياتنا نصلى انا وانتى ركعتين نبدأفيهم حياتنا علشان ربنا يبارك لنا كل خطوة ماشى ؟
- ماشى يا حبييبى ........
- حبيبى؟!! لا يا ستى قومى غيرى هدومك واتوضى احسن كده مش مصليين خالص !!
قمت ودخلت حجرة النوم ولا أدرى عندما دخلتها لماذا ارتجفت ؟؟ الله يسامح كل البنات اللى رعبونا لما اتجوزوا ليه يعنى هى حرب ؟ انا مش ح افكر فى حاجة علشان ما اديهاش عياط من اولها ...
يا خبر ايه كل الجيبونات اللى فى الفستان دى انا كنت شايلة حديد زى المصارعين مش فستان ... لازم يعذبوا البنات فى كل شىء والله حرام الغلب ده ... غيرت الفستان باعجوبة وارتديت عباءة جميلة مطرزة ولم أجرؤ ان ارتدى الطقم الذى اوصتنى أمى ان أرتديه... العالم دى بتهرج أكيد !!!
وتوضئت فى حمام غرفة النوم وأزلت ماكياج الفرح وأسدلت شعرى ليراه عمر لأول مرة وخرجت له لأجده غير البدلة وارتدى البيجاما التى أوصانى العالم كله ان أهديها له وكأن الجوازة ستفشل لو لم تهدى العروس عريسها بيجاما يوم الزفاف وسيكتب الخبر فى الصفحة الاولى وجدته ينظر لى نظرة كلها اعجاب وحب واستقبلنى مهللا ( انا عرفت دلوقت ليه الحجاب فرض لو كنتى بتخرجى بشعرك الجميل ده كانت حصلت مظاهرة .. يالا يا ستى نصلى أحسن كده مش ح ينفع خالص !! )
وصليت وراء زوجى لأول مرة واحسست احساس رائع ان زوجى الامام وان الله شاهد علينا ونحن نبتهل بين يديه ان يرزقنا السعادة والتوفيق ودعا عمر دعاء طويل وأمنت عليه وانا أدعو من قلبى ان يحقق الله كل كلمة فيه وان يكون زوجى الحبيب حبيبا طوال العمر والا يفرقنا الا الموت والا يدخل الشيطان بيننا ابدا ..
وانهينا الصلاة وجلسنا واحتضن عمر يدى فى يده لأول مرة فارتجفت وظهر على ارتباكى وصاحبنى خوفى واسترجعت كل الحكايات المفزعة التى سمعتها من أغلب البنات وواضح ان خوفى كان ظاهر على وكأن عمرقرأ أفكارى فوجدته يحنو على ويقول :
ايه يا سارة الرعب ده كله .. ايه يا حبيبتى هى حرب؟ ما تخافيش من اى حاجة خالص وسيبك من الاوهام دى وحواديت البنات الفارغة ... لو كانت الارتباط مفزع كده ما كانش الاسلام سمى الليلة دى ليلة البناء - يعنى الزوجين بيبنوا حياتهم فى الليلة دى- وكان سماها ليلة الحرب العالمية مش كده ويا ستى علشان تطمنى انا عاوز اتكلم معاكى واستمتع ان انا وانتى لوحدنا لأول مرة وبعدين كل حاجة تيجى على مهلها ماشى يا قمر ؟
أحسست بجبل أزيح من فوق صدرى وشكرت تفهم عمر ورقته المتناهية وتحدثنا طويلا طويلا كأن طوال عمرى لم أتحدث وكان أعذب حديث شعرت به فى حياتى أتكلم مع زوجى حبيبى وفتحت له قلبى وسقط حاجز الخجل منى وفتحت قلبى وأخرجت كنز المشاعر التى كنت أخبؤها من يوم ان تشكلت أنثى الى اليوم وأعطيتها الى الرجل الذى ارتبطت به ووقتها عرفت عظمة الاسلام فى تحريم العلاقات المحرمة والصحوبية والا كيف تشعر الفتاة بهذا الشلال من المشاعر الفياضة البكر لو كانت ألقت مشاعرها لهذا وذاك ووصلت الى زوجها وهى مليئة بمرارات التجارب الفاشلة ؟؟؟ ... وشيئا فشيئا سقطت الرهبة و الحواجز بيننا وتحدثت القلوب والعيون و....................... كتت شهرزاد عن الكلام المباح





الحلقة الثانية ( الصباحية )
استيقظت من نومى وانا لا أدرى اين انا وأخذت أتفحص المكان بدقة وانا أبحث عن حجرتى القديمة فلا أجدها ووجدت عمر نائم على السرير فانتفضتوكدت اصرخ فى وجهه ثم تذكرت كل شىء وأخذت أضحك فى سرى وانا أتذكر أمى وهى تقول لى ( انتى يا سارة لما بتصحى من النوم ممكن تطلبى البوليس للى قدامك عقبال ما تعرفى انتى فين ؟)
عندها حق لازم اتخلص من العادة دى مش كل يوم ح أصحى الراجل مفزوع كده .. وأفقت لأجد ان جرس التليفون يرن من فترة وخرجت على أطراف أصابعى حتى لا أوقظ عمر ... ووجدتها ماما كما توقعت (الحمد لله انها لم تكن حماتى!!! )
- صباح الخير يا ست العرايس صباحية مباركة .
- صباح النور يا حبيبتى .
- انا ما نمتش خالص قلقانة عليكى .....
- انا الحمد لله كويسة ( اه لو الامهات تبطل القلق ده )
- !!!!..... طيب يا سارة احنا ح نيجى لك بعد الضهر شوية
- تنورى يا ماما ....
طبعا ماما أحبطت من ردى خلاص فعلا حاسة ان لى حياة مستقلة وانى لست فى حاجة انى أقول كل شىء لماما وبعدين عاوزة ماما تتعود على الوضع ده علشان ما يحصلش مشاكل بعد كده
ووضعت السماعة لأجد التليفون يرن مرة أخرى( واضح ان تليفونا هو الوحيد فى مصر!!! ) لأجد مكالمة مشابهة من حماتى وانهم برضه ح ييجوا بعد الضهر ( والدعوة عامة وحتبقى لمة !!! )
استيقظ عمر وهو يبتسم ويقول : ( صباح الفل يا حبيبتى اهو ده الصباح ولا بلاش .. بجد ملكة حتى وانتى صاحية من النوم )
ابتسمت له وقلت أسد نفسه بسرعة فأخبرته ان كل العالم ح ييجى لنا بعد الضهر يعنى بعد ساعة تقريبا
ووجدته يقول : يا ستى يشرفوا بس بجد مفروض ان الأهل يسيبوا العرايس شوية ياخدوا على الوضع الجديد وعلى الحياة الجديدة مش هجوم كده من أولها ماهم لسه سايبنا من كام ساعة ... حيكون حصل لنا ايه يعنى ؟ وبعدين انا ما نمتش طول الليل من شخيرك يا سارة !!!
- شخيرى ؟ وكان ردى ان قذفته بكل مخدات الأنترية ولقنته درسا لا ينساه فى احترام حرمه المصون اللى هى أنا!!!
- يا ساتر يا رب ده انتى شرانية الواحد ما يعرفش يهزر معاكى شوية ؟

- لا يا سيدى ما عندناش رجالة يهزروا ... يالا تعالى نشوف ح نقدم للجماعة ايه ؟؟
ودخلنا المطبخ وأعددنا ما سنقدمه للضيوف واعدنا ترتيب المنزل علشان الناس اللى ح تيجى تتفرج على الفرش الجديد وغيرت ملابسى وارتديت طقم جديد وحذاء بكعب عالى لأول مرة وربنا يستر واعرف امشى فيه ..... وخلاص بقى ح اعيش فى دور المدام ... ووجدت الباب بيرن ووجدت الاسرتين سوا مش عارفة ازاى ؟!!!!
ووجدتنى مفروض على أستقبل حوالى 18 فرد مرة واحدة ليه كده بس ؟ ما علينا المشكلة الأزلية ان الناس اللى بتيجى بتتفرج على كل الشقة حتى المطبخ يعنى مفروض ان اول ما الناس يشربوا حاجة أغسل الكاسات فورا علشان الفرجة تبقى كاملة .....
وهكذا وجدتنى تحولت الى نحلة مكوكية اشيل وأحط وأغسل وأفرج الزباين أقصد الضيوف على الشقة حتة حتة ومش عارفة ليه العروسة بتفتح النيش والدواليب وكل الفرش وكل الأطقم لكل واحد ييجى ؟؟؟؟؟؟؟؟ فعلا حرب مفروض الضيوف ييجوا يقعدوا فى الصالون فترة بسيطة ويلقوا نظرة سريعة على الفرش ويباركوا ويمشوا وخلاص وبلاش التفتيش الذاتى ده ... لكن تقول ايه الواحد كان اتجوز فى الصين أحسن !!!!
ايه الشغلانة دى ؟ ده بيت ابويا ما كانش زحمة كدة ؟؟؟؟ الناس دى ح تمشى امتى انا تعبت وسارة ياعينى ما قعدتش لحظة ولما جيت أشيل معاها الصوانى ماما قالت لى ( يعنى عمرك ما ساعدتنى يا عمر ؟!! ) الحمد لله ان سارة كانت فى المطبخ مش ناقصين نكد !!!!
وأخيرا أخيرا مشيوا وانا اكاد أبكى من التعب لأنى اصلا لسه تعبانة من مجهود الفرح حرام الظلم ده ..... ووجدت ماما تميل على وهى ماشية وتقول لى خلى بالك من نفسك يا سارة وماتتعبيش نفسك ( مش عارفة ازاى ؟)وعلى فكرة خالك وخالتك واولادهم جايين لكم بعد العصر شوية .......... وعمة عمر وجوزها واولادها جايين بالليل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!حراااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااام

 
الحلقة الثالثة
يااااااااااه دى فعلا حرب ايه كل المهنئين دول انا حاسة انى كنت عانس مثلا ومصر كلها مش مصدقة انى اتجوزت فجايين يتأكدوا بنفسهم أحسن تطلع اشاعة !! ضيوف ضيوف ضيوف ....طول النهار والليل ومفروض أكون طول الوقت مستعدة ولابسة لبس فى منتهى الشياكة وكعب عالى حتى لو لطعونا ساعتين تلاتة مش مهم كعادة المصريين يقولوا لك (حنعدى عليك اخر النهار!!!) الكلمة دى بتثير جنونى يعنى الساعة كام ؟ وطبعا لازم البيت يبقى مفيش فيه ذرة تراب او طبق فى الحوض طوال اليوم علشان حملة التفتيش الذاتية وتكون النتيجة اننا مش عارفين نخرج ولا نتفسح ولا حتى الواحد يقعد على راحته حاجة تفلق !!!
سارة
هو الجواز ح يطلع مقلب ولا ايه يا رجالة؟؟؟؟؟ انا حاسس انى فى الصين الشعبية رجالة وستات والكارثة فى الاطفال اللى مش بيحلى لهم أكل الشيكولاتة ومسح ايديهم الا فى الصالون اللى الواحد دافع فيه دم قلبه .. واللى يفرس أكتر موضوع الهدايا ده كل واحد جت له هدية مش عاجباه ييجى ويديهالنا وطبعا احنا كمان مش محتاجينها وقليل جدا الهدايا النقدية .. ده الواحد بقى على الحديدة من مصاريف الجواز والفرح وقلنا ح تفرج من نقوط الفرح يقوموا يدوها هدايا مالهاش لازمة ؟ ده الواحد كده مش ح يعرف يعمل منظر فى شهر العسل ولا ايه و مش ح اعرف أفسح سارة فى مكان كويس ؟ شكلها كده ح ترسى على شقة خالى فى اسكندرية مع سلفة ابوية لا ترد .... وربنا يستروما تحصلش مشاكل !!!!!!!!
عمر
نقعت رجلى فى ماء وملح من كتر الوقوف وأخذت قرص مسكن وانا أعانى من علامات كساح مبكر... ونزعت فيشة التليفون كى لا يتصل أحد اخر ويتحفنى بالخبر الميمون (انه جاى فى السكة!) وأغمضت عينى وجدت عمر يضع يده على جبينى ويقول لى :
- ( سلامتك يا حبيبتى من التعب ... معلش انا ح اريحك حالا .. يالا قومى رتبى الشنط ح نسافر حالا !!! )
-رددت كالملسوعة : ايه أقوم ؟!!وكمان نسافر حرام عليك انا ح اموت خلااااااااااص انا مش ح اتحرك ابدا من هنا.
- يا حبيبتى مفيش حل تانى انا خلاص ح اتجنن من كتر الدوشة لازم نهرب من هنا ونستمتع بشهر العسل انتى ناسية اننا ح نرجع شغلنا بعد أسبوع ؟
- طيب والفلوس يا عمر ؟
-ولا يهمك يا حبيبتى جوزك اتصرف جيب السبع ما يخلاش (قصدى جيب والده !!)
-طيب والناس اللى عمالة تيجى دى حيتجى ما تلاقيناش ؟
-احسن ... يبقوا يقعدوا مع البواب ... والله ده انا مسافر مخصوص علشان اهرب منهم ونكون انا وانتى بس فى الدنيا .
- طيب مش أستأذن ماما وبابا الأول ؟
- فنظر الى عمر بغضب هائل وقال لى ( قومى دلوقت يا سارة حضرى الشنط حالا حنسافر بعد ساعة ....قبل ما أفقد أعصابى !!!)
- فانتفضت من أمامه لأحضر الشنط فورا وانا لا أعرف ماذا أغضبه الى هذا الحد علشان قلت أستأذن بابا طيب ما انا لسه مش واخده على دور المدام ده .. واضح انى متجوزة أسد وانا مش واخدة بالى !!!!
- وفى السيارة أخدت بالى انى أول مرة أركب مع عمر لوحدنا كان احساس رائع والاجمل انى تركته هو يقود الدفة ويوجهنا الى حيث يشاء .............احساس جميل بالقاء المسئولية على الرجل وانتى تنعمى بالراحة والاطمئنان سبحان الله حتى القوامة للرجل التى تغضب منها النساء ما أجملها من احساس ... وأغمضت عينى ونمت
واستيقظت لأجد نسيم الاسكندرية الرائع وعمر يوقظنى كطفلة صغيرة ويقول لى (قومى بقى يا عروسة ... وصلنا شقة خالى اللى حكيت لك عنها .......)
وصعدنا الشقة ووجدتها صغيرة لكن مشرقة وجميلة وأخذ عمر يفرجنى على جميع الغرف وخرجنا البلكونة لنستمتع بمنظر البحر الرائع ولكنى وجدت فتاة جميلة وجذابة ذات شعر حريرى وقوام ممشوق فى مثل سنى تقريبا فى البلكونة المجاورة لنا تماما صاحت عندما رأت عمر وقالت بدلال كبير:
( حمدالله على السلامة يا عمر مش كنت تقول لى انك جاى ؟ .كده انا زعلانة منك!!!!)
ثم انتبهت أخيرا الى الحشرة الموجودة بجواره اللى هى انا وقالت بتساؤل ممزوج بغضب ( مين دى يا عمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! )









الحلقة الرابعة
وقفت ارتجف من الغضب والدهشة والحيرة من هذه التى جاءت لتهدم أحلامى فى السعادة وتحادث حبيبى بكل هذا الدلال والذى يحمل فى طياته الكثير من الذكريات المشتركة بينهما ..... من اولها كده ياربى ؟ !
لا اقدر حتى على المواجهة اشعر ان كلامى سيكون صراخا وانا لا أحب ان تسمع الانسة المبجلة الملاصقة لنا انى اتشاجر معه بسببها فهى هكذا ستشعر بانتصار .... نظرت لعمر نظرة نارية تحمل غضب العمر كله وتركته ودخلت لحجرة النوم ووجهى مشتعل من الغضب وأخذت اغرز اظافرى فى الوسادة حتى كادت ان تتمزق من ضغط يدى وانا أغالب الدموع بشدة .. فتبعنى عمر ووضع يده برقة على كتفى وقال لى بكل براءة ( مالك يا سارة فيه حاجة؟!! )
فنظرت اليه نظرة نارية وأزحت يده من على كتفى وصرخت فيه ( وكمان بتسأل مالك ؟ انا اللى عاوزة اعرف مين الهانم دى وازاى تكلمك بالدلع ده كله ؟ وايه اللى كان بينك وبينها او يمكن لحد دلوقت كمان !!)
-رد باستنكار ( لحد دلوقت ؟ حاسبى يا سارة انتى كده بتغلطى! )
- طب يا سيدى ما تزعلش ايه اللى كان بينك وبينها .. يالا احكى لى انا نفسى اشوف فيلم رومانسى من زمان .... واوعى تقولى مفيش حاجة من فضلك انا مش طفلة قدامك!!!
- رد برفق كأنه خائف على ان اموت من فرط ثورتى : طيب ممكن تهدى نفسك علشان نعرف نتفاهم ؟
- رددت وانا ارتجف : مش ح اهدى الا لما تقول لى كان فيه حاجة ولا لأ ؟
- صمت طويلا قبل ان يجيب بصوت لا يسمع : ايوة كان فيه !!!!!!!
- انهرت عندما سمعت هذه الكلمة الكريهة وتمنيت ساعتها لو كان كذب على او انكر او فبرك لى اى حكاية وانا كى ارضى غرورى الانثوى سأبتلعها لكن ان يعترف امامى هكذا ... ولم استطع ان اواصل التفكير أكثر فانهارت دموعى بلا توقف .... وأخذنى عمر بين أحضانه وهو يهدهدنى كطفل صغير يرفض النوم ... وقال لى :
الحمد لله انا عرفت دلوقت حاجتين انك مجنونة وعرفت انك بتحبينى جدا والا ايه لازمة الجنان اللى انتى عاملاه ده ؟
وهممت ان أرد ولكن أغلق فمى بيده وهو يقول : بصى ياسارة لغة الصراخ دى مش ح توصل لحاجة ابدا انا ح أقول لك على كل حاجة بس لما تهدى الاول خلاص ؟
- مسحت دموعى كالاطفال وانا اقول اتفضل احكى بس اياك تكدب !!!
- مسح دموعى برفق وقال لى : يا حبيبتى ما كنت كذبت من الاول وخلصت من الفيلم ده وضحكت عليكى وخلاص ... بصى يا ستى انتى عارفة ان دى شقة خالى من زمان جدا ومن واحنا اطفال واحنا بنيجى نصيف هنا وساعات نقضى بالشهرين هنا وانتى شايفة ان الشقق لازقة فى بعض وطبيعى جدا ح يكون لينا علاقة بالجيران وشيرين يا ستى بنت الدكتور محمود جارنا خريجة ألسن وخريجة مدارس لغات وبنت مثقفة ودماغ و جميلة زى ما انتى شفتى ..
- من فضلك بلاش الغزل ده قدامى انتوا متفقين على ولا ايه ؟
- لا ياحبيبتى ده انتى حبى وعمرى كله والله ... المهم انا ياستى حسيت فى فترة من الفترات انى ميال لها وهى كمان بادلتنى نفس الشعور بس عمرى ما حسيت انه حب مكتمل كل ما كنت اجى اخد خطوة ارجع خطوتين حتى انى لم اصارحها ابدا بحبى لأنى ما تأكدتش ابدا من مشاعرى تجاهها ولم تشعرنى هى ابدا بالاستقرار
- لا ادرى لماذا وقتها بعدت الغيرة الحارقة قليلا وشعرت انى احادث صديقا يقص على مشكلة وليس زوجى وسألته : ليه كانت ايه المشكلة بينكم ؟
- المشكلة كانت جرأتها الشديدة وانها دائما مقتحمة وتكلم اى شاب او رجل بمنتهى البساطة والود ولو ما كنتش عارف اخلاقها وتربيتها واسرتها لشكيت فى اخلاقها .... ولكن تكوينى كرجل شرقى متدين ماقدرتش انى اقبل وضع زى ده وكلمتها عدة مرات ولكن بلا فائدة فثقافتها وطريقة دراستها وتربيتها المميزة تجعلها شديدة الثقة بنفسها حتى لا ترى ان حاجز الحياء فى الفتاة له مبرر ... وهكذا أخذت قرار نهائى بالابتعاد وخاصة انى لم اكلمها فى شىء صريح عن مشاعرى وابتعدت عن هذه الشقة لمدة عامين حتى لا اراها .. ودخلتها فقط فى شهر العسل اللى حبيبتى عاوزة تقلبه غم !!
- هدئت دموعى وانا أشعر بحرارة صدق كلامه لأنه لم يكن مضطر ان يخبرنى كل هذه التفاصيل لو لم يكن صادقا : طيب يعنى حبيتها بجد ؟
- أجاب بسرعة : لا والله بجد كان مجرد انجذاب مش حب والا كنت اتغاضيت عن عيوبها وخطبتها .... انا ما حبتش فى حياتى الا مجنونة واحدة عمالة تعيط زى الاطفال !!
- امال بتكلمك كده ليه زى ماتكون مراتك وقفشتك مع واحدة تانية ؟
- يا بنتى ماهى اسلوبها كده أعملها ايه يعنى ؟ خلاص بقى يا سارة هو احنا نخلص من الضيوف تطلع لنا الست هانم دى ؟ سبحان الله ده انا سمعت عن شهر العسل ده حواديت الف ليلة وليلة ... واضح انك اخدت مقلب يا واد يا عمر يا ريتك كنت اتجوزت شيرين !!!
- شيرين ؟! طيب روح لها بقى يا أخويا خليها تنفعك!!!

وأخذت أدفعه خارج الحجرة وأغلقت الباب على نفسى من الداخل وانا أشعر ان جبل قد أزيح من على صدرى وانى ضخمت الموضوع بغباء قبل ان اعرف الحقيقة ... كم هى قاسية الغيرة وكم أعشق هذا الرجل الاسمر بجنون !!
- افتحى يا سارة الله يهديكى ... يا بنتى افتحى انا تعبت ... طيب علشان خاطرى ... ده الضيوف أهون يا شيخة ... يا مجنونة افتحى ... طيب يا سارة خلاص براحتك انا ح انزل شوية بس خلى بالك الاودة اللى انتى فيها دى كان دايما فيها فار !!!... باى يا حبيبتى بقى !!
- وطبعا فتحت الباب كالملسوعة وانا اصرخ فاااااااااار وأجرى كى ألحق عمر قبل ان يتركنى مع الفاروحدى نقضى شهر العسل سويا !! وخطوت خطوة واحدة .. وجدت نفسى بين ذراعيه وهو يضحك ولم أستطع الهرب ولا الكلام.............وووووووسكتت شهرزاد عن الكلام المباح ...............
الحلقة الخامسة
الحمد لله انى لم اتزوج واحدة مجنونة تخنقنى بغيرتها وخناقها وعصبيتها .... فعلا الثقافة والقراءة بتفرق جدا فى عقلية البنت .... لو كانت سارة واحدة دماغها فاضية من بتوع الموضة والاغانى وخلاص كانت قلبت دماغى على حكاية شيرين وقلبت بوزها 6 سنين وكل ما ح نشوف واحدة حلوة ح تبص لى زى المخبرين فى قسم البوليس ما بيصطادوا مجرم وهاتك يا تحقيق .... بجد لو كانت عملت كده ما كنتش ح احكى لها حاجة ابدا بعد كده واريح دماغى وخلاص ... ربنا يهديكى يا سارة وتفضلى عاقلة كده !!!
منظر البحر ساحر والاحلى انى مع حبيبى ولا اخاف ان يرانى أحد بل بالعكس اتمنى ان يعرف جميع الموجودين على الشاطىء انى عروسة فى شهر العسل من فرط سعادتى واحساسى بالراحة .. مر على أجمل اسبوع فى حياتى كله فسح وخروج وسهر وحب فى حب ...مش عاوزة ابعد عن عمر ولا ثانية ....

فعلا لازم يسموه شهر عسل قصدى اسبوع عسل بس يا خسارة ده اخر يوم ونعود الى القاهرة غدا ... نظرت الى عمر فوجدته شارد يفكر ... ياترى بتفكر فى مين يا عمر ؟ فى شيرين ؟ مش معقول كفاية تفاهة بقى يا سارة واياك تفتحى الموضوع ده ابدا ... انا ما صدقت انى كسبت نقطة وخليته يثق فى كصديقة عاقلة قبل ما اكون زوجة غيورة بس بجد كنت ح اموت من الغيرة ... بس يعنى لو صرخت وبوذت وخاصمته ح اخليه ينسى اى واحدة ومايبصش لواحدة غيرى مش ممكن طبعا ده ح يبعد عنى اكتر .... لا ياسى عمر ده انا ح اكون قدامك ووراك وجنبك وفى كل مكان حتى تحت جلدك ... ده انا عاملة لك حتة خطة الليلة دى مش ح تخليك تفتكر لا شيرين ولا سعدية وتحلف ان مفيش فى الدنيا بنت غيرى .... بس استنى على !!!!!
المصاريف خرمت خالص يا واد يا عمر !!! وباين علينا ح نقعد قدام المرسى ابو العباس نكمل الاسبوع ... فطار وغدا وعشاء برة البيت ده غير الفسح !! ماشاء الله على الشحاتة المتوقعة..الحمد لله ان العربية فيها بنزين ترجعنا مصر بكرة ان شاء الله وراجع جرى على بيت السيد الوالد طبعا علشان منحة ابوية تانية حاجة تكسف بجد .... بس الحقيقة كان اسبوع يجنن كان نفسى يبقى شهر دول العزاب دول غلابة ياعم!!! قال ويقول لك محلاها عيشة الحرية !!! ده قصر ديل يا باشا[!!
- ايه يا سى عمر انا ح اموت من الجوع وانت اخر طناش ايه خير ؟ انت ح تصوم الستة البيض من النهاردة ؟
- يا ساتر يارب مش انا لسه يا بنتى مفطرك من 8 ساعات !!! ده انتى ح تاكلينا لما نروح !!
- ياباى على الغلاسة .. يابنى ح اموت من الجوع والناس اللى جنبنا دول ما بطلوش اكل من ساعة ما وصلوا وحتى الست صعبت عليها لما لقيتنا مدينها ترمس ولب من ساعة ماجينا قامت عزمت على بطبق محشى وانت بتصلى العصر ... بس انا عملت فيها العروسة الشيك وقلت لها ميرسى يا طنط ... يا خسارة المحشى !!!

- محشى ؟!! ياريتك جبت لنا طبقين ... دى الفلوس اللى معانا يادوب تأكلنا كشرى واحتمال مفيش عشاء كمان ... لازم يخلوا العرايس يطبخوا فى شهر العسل علشان العرسان ما تشحتش يا حبيبتى .
- طيب ح نموت من الجوع ولا ايه النظام ؟ فهمنى علشان اروح الحق طنط بتاعة المحشى بسرعة دول دخلوا فى المسقعة !!!
- لا يا ستى اخر وجبة ح ناكلها هنا وأمرى الى الله ح نروح ناكل فى مطعم قريب من البيت وبعدين بالليل فيه ناس قرايبنا هنا ابنهم عمل حادثة وح اضطر اروح أشوفه شوية ... تحبى تيجى معايا ولا بتخافى من المستشفيات ؟
- لا باخاف روح انت ... وبعدين عاوزة أحضر الشنط وانام بدرى النهاردة معلش يا عمر لو جيت ولقيتنى نايمة ما تصحنيش علشان خاطرى ...
- ياسلام ؟ لا والله ؟ كده يا سارة ... وتسيبينى أسهر لوحدى ؟
- معلش يا عمر بجد تعبانة وعاوزة انام بدرى الظاهر ح اخد دور برد ... ما تزعلش علشان خاطرى ...
- لا يا حبيبتى خلاص ... انا عاوزك ترتاحى ... بس افتكريها !!!
اخيرا عمر مشى وراح المشوار بتاعه قدامى حوالى 3 ساعات علشان أرتب أجمل ليلة ح يعيشها فى عمره ... رتبت الشنط بسرعة جدا وكلمت حلوانى مشهور فى اسكندرية لأؤكد حجز تورتة حجزتها من امس على شكل قلب احمر ومكتوب عليها اسمينا انا وعمر وعليها كلمة ( الى حبيبى ....أحبك !)
ثم أخرجت صندوق المفاجات الذى كنت محضراه من القاهرة والذى رفضت ان يطلع عليه احد حتى امى ... وأخرجت منه مجموعة من الشموع الحمراء والوردية ووزعتها فى جميع انحاء المنزل ... لن أوقدها الا عندما يأتى حبيبى ...
ومجموعة من الورود المجففة جميلة الشكل نثرتها على الارضية بشكل أسهم تشير الى غرفة نومنا ... وثم مجموعة من البطاقات الوردية والملونة التى كتبت عليها عبارات غرامية اليه ووزعتها فى كل المنزل بشكل مرتب ومتسلسل ...
ثم دخلت الحمام وأخذت شاور سريع ... ثم ملأت البانيو بماء ساخن ورغاوى صابون منعشة لعمر عندما يأتى ونثرت فوق المياة مجموعة من القلوب الحمراء الطافية .. وكتبت على مراية الحمام بالروج بخط صغير ( كان أجمل اسبوع عسل فى العالم يا حبيبى ...)
ثم دخلت الى حجرة النوم ورتبتها ورشيت معطر جو لم استخدمه من قبل ولم انسى الشموع طبعا ... ثم ارتديت طقم جديد ساحر كنت أخفيه ... ورشيت عطررائع وجلست أضع الماكياج بدقة شديدة وكأنى سأتزوج مرة أخرى هذه الليلة ....هكذا سينسى اى امراة اخرى سواى وليس بالنكد ... يارب ارضى عنا ..
عمر يركن سيارته تحت المنزل الحمد لله اننا فى الدور الخامس امامى وقت لبقية الخطة ... وضعت التورتة فى الصالة وحولها الشموع ليراها اول ما يدخل .... ورتبت البطاقات وأغلقت انوار الشقة كلها وتركت باب الشقة مفتوح قليلا ودخلت أختبىء فى غرفتى ...
ايه يا سارة ده انتى نمتى وسبتى الباب مفتوح ؟ ربنا يستر ... ايه ا لنور مقطوع ولا ايه ؟ سارة انتى فين ؟ ايه ده ايه ده انا مش مصدق عينى ... مش ممكن ... الله الله لا يمكن انا اكيد فى حلم ... سارة انتى فين ؟ ايه التورتة الرهيبة دى ؟ يااااااااااااااه ده انا حاسس انى ملك .... ساااااااااارة ...
وايه الكروت اللى على الارض دى ؟
اول واحد مكتوب فيه( ... لو كنت بتدور على اتبع الاسهم !!) ااه ده فيه اسهم بالورود على الارض كمان ايه الرقة دى ؟ ... واللى بعده مكتوب عليه ( حد يمشى ورا الاسهم برضه ؟ امشى ورا قلبك يا حبيبى وانت تلاقينى ..!! )
ودخلت الحمام وجدته مجهز لملك او امير بجد بحبك يا سارة ... انتى فين يا حبيبتى ... اكيد هنا فى اودتنا وكمان كارت على باب الحجرة مكتوب عليه ( انا باعشق احلى رجل فى الدنيا ... هو انت ) ...
وفتحت الحجرة لأجد سارة تنتظرنى فى أجمل صورة ممكن ان اتخيلها .. أميرة نائمة وسط الشموع والورود ... هل ممكن ان ترضى زوجة رجلها وتسعده بهذا الشكل الا زوجتى الرائعة .... وسكت شهريار هذه المرة عن الكلام المباح !!!!!!!!!!!!!!!!
 
أعلى