• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

أين المفر العلمانية أمامكم والعلمانية خلفكم

أين المفر العلمانية أمامكم والعلمانية خلفكم


هل يوجد شكل واضح للعلمانية ؟هل التعاريف في أوروبا هي نفسها أم أن التعريف يتخذ نفس الشكل مع الاختلاف في المضمون؟ في فرنسا مثلا كمثال غالبا ما يطلق على العلمانيين اليعاقبة والذين كان لهم عداء واضح للدين ومن شعاراتهم الشهيرة التي رفعوها "شنق أخر ملك بأمعاء أخر قس " مما يدلل على الغلو و العنف الذي يحتويه المفهوم الذي أخذ أوجه مع الثورة الفرنسية في حين يصعب جدا أن نجد مرادف على مستوى الجوهر بين المفهوم الفرنسي والمفهوم البريطاني حيث أن المملكة المتحدة وكما يشير ذلك محتوى العلمانية وفي جوهره يوحد بين مذاهب وقوميات مختلفة تتكون أساسا من غالية وايرلندية واسكتلندية وكل هذا الخليط محكوم بقانون يحتفظ كل منهم بهويته السياسية والدينية وعلى سبيل الذكر لا الحصر فإن الكهنوت الانغليكاني يمكن له عقد الزواج الذي يعترف به القانون المدني ويقره وهذا يجعل من المستحيل خلق تقابل موضوعي بين المفهومين للعلمانية.


الإسلاموية تغفل عمدا هذا الاختلاف و تتوقف عند الطعن و نقض العلمانية من خلال إبراز تناقضاتها مع مكونات الهوية أما في ما يتعدى ذلك فلا تقدم أي تصورات مغايرة غير الشعارات المختزلة والرنانة كما أنه بقدر ما يتوحد المشروع الإسلاموي في عناوينه العامة حول ضرورة إسقاط العلمانية وتجاوزها بقدر ما يفترق افتراق حول المخرجات المؤدية لتحقيق ذلك هناك افتراق وتباين ينطلق من هذه النقطة ليتفرع متخذا شكلا يصبح معه الالتقاء مستحيلا ويتجلى من خلال الأجواء المشحونة حد الاقتتال دون شفقة أو رحمة , يتمسك كل طرف بفهمه ولا يرى فيه أكثر من حقيقة مكتملة إلى درجة يصعب معها أي تسوية أو توافق على حل وسط هناك اختلاف قد مس كل شيء برغم الإدانة الكاملة لكل شيء وهي في الأخير ليست أكثر من إدانة سياسية للمشاريع التغريبة الفاشلة والمسقطة هذا دون أن يكون هناك بديلا حقيقيا لها هناك جدال صاخب يدور حول الكثير من المفاهيم التي كان ينظر إليها كمعطى حقيقي مثال الديمقراطية في ظل الوضعيات المتصفة بالقمع وهيمنة العسكر وهذا في حد ذاته مدخلا ميسرا للإجهاز على مشروع حامل لأبعاد مفاهمية لم تتجاوز الوهم لأنه فعلا الديمقراطية هي الحيز السياسي القادر على قتل أي شائبة من شوائب الحركة الاجتماعية بحكم طابعها الفضائحي والتي بأي حال لا يلتقي مع ثقافة الإخفاء والتمويه التي بنها الفقهاء تاريخيا مما يجعل من الصعوبة بمكان نجاح الإسلاموية في ظل الديمقراطية وفي الغالب هناك محاولات تعسفية لأسلمة الديمقراطية والنظر إليها في سياقاتها الخلدونية لمفهوم السلطة كغلبة , هناك أشكال فجة لتبرير الخيارات الديمقراطية نجدها عند القرضاوي وقيادات النور السلفي في مصر وهذه يمكن أن تفهم في سياقات التأقلم بما أنها تستبطن تقية مفضوحة وهنا تحديدا تكمن العوائق التي تحول دون مراكمة التجارب حتى تقع القفزة المرجوة في أبعادها النوعية .هل أن هذا الخور عائد أساسا في أن الديمقراطية لا يمكن أن تنمو إلا من خلال ربيبتها العلمانية والتي غالبا ما يقع وسمها بأبشع النعوت وتصويرها كمصدر للخطر ؟ أم هناك عوائق بنيوية تمس العقل المنتج ذاته بحكم أنه عقل محدود وعاجز عن التجاوز والمراكمة من حيث قدرته على نحت المفاهيم وأقلمتها؟ إن العلمانية ليست مفهوما حاملا للسياسي بقدر ما هو ذا بعد معرفي أسلوبي يمكن له التعايش والتأقلم مع الوضعيات المختلفة وأكبر دليل الأشكال المختلفة التي اتخذها في أوربا وهذا الشكل بدوره مختلف بأكثر حدة في اليابان حيث تتعايش البناء القديمة في توائم تام مع المفاهيم الحداثية والعقلانية .هل تكون العلمانية هي الحل الأمثل حتى نقطع مع وضعية الكفر التي نعيشها حيث يضرب بعضنا رقاب بعض ؟؟؟
 
المسالة المطروحة اليوم ذات أهمية بالغة ،فالعلمانية باعتبارها"موضة العصر" أصبحت تشكل بديلا واعدا للشعوب المغلوبة على امرها وخاصة الشعب العربى الذى يمر بمرحلة مزلزلة لمركزية الدين في حياته ..فبعد ان تخلى المسلمون -لاسباب يطول شرحها-عن صدارة العالم و اصبحوا الى حد بعيد مولعين بتقليد الغالب على حد تعبير -ابن خلدون- اخذ التراجع عن "التدين"الواعي يشق طريقة في ظل غياب الاخذ باسباب المعرفة المسبنيرة حتى غاب الفكر النقدى و اصبح الماضى بكل ترهاته هو المرجعية الملزمة بدأت الشقة تتسع بين الإسلام الذى كان ذات يوم فاعلا أساسيا في الحضارة الكونية الا ان الامر تغير اليوم فمنتوجات الغرب التي تغزو العالم باقتدار حتى أدى ذلك ببعض"المثقفين" الى تحميل الدين نفسه ذلك التردى...بينما المسالة اعمق من ذلك كثيرا..فالدين من منطلق انه منزل يفرض سلطته العلوية على معتنقيه فلا يرضون له منافسا مهما كان ماتاه،و ان كان هؤلاء المعتنقون عاجزين عن تفهم النص الدينى وانطوائه على التجدد تبعا لتطور الحياة و تشعبها...فان كان -الإسلام- صادرا عن الاه كامل فمستحيل -عقلا-ان لا يكون اماميا...فان بدا كما هو واقع الان في -حالة متحفية- فذلك لان نوافذ الابداع فيه معطلة...فالفكر النقدى المستنير هو الكفيل بالتنقيب عن مناقبه و تقديم الإجابات المقنعة عن الأسئلة المحيرة اليوم..فان لم ينجز هذا الامر فان العلمانية تحاصر ابناءه من الامام و من الخلف...لان الصورة التي يروجها معظمهم اليوم فاترة ان لم اقل منفرة...لا يكفى ان تقول ان الإسلام صالح لكل زمان و مكان لان ذلك -بلسم مسكن لا يزيل المرض-و انما ان يكون المرء في مستوى"الاستخلاف" ليعمر الحياة بما يستجيب لرغبات الانسان و طموحاته المشروعة التي تضمن له "الكرامة"..."و لقد كرمنا بنى آدم" و لقد امر الله ملائكته بالسجود لآدم رفعا من منزلته بين مخلوقاته لانه مخصوص بروح الابداع النى نفخها الله فيه .اذ قال...:فاذا سويته و نفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين...و هل يُعقل ان يكون-من سجدت له الملائكة-متخلفا بطىء الفهم سفاكا للدماء رجعيا يثير التهكم و الاشمئزاز من الجميع و خاصة من المقابلين للمشروع الاسلامى في الطرف الآخر...العلمانىة لها مشتقات عديدة الى حد التضاد..وان المثال الفرنسي منها الطف و افضل من دواعش العصر فهى تجعل -سلطة القوة- في ايدى من افرزتهم الانتخابات عكس ما يرعب به بعض متاسلمى اليوم----نحكموكم او نقتلوكم...
 
المسالة المطروحة اليوم ذات أهمية بالغة ،فالعلمانية باعتبارها"موضة العصر" أصبحت تشكل بديلا واعدا للشعوب المغلوبة على امرها وخاصة الشعب العربى الذى يمر بمرحلة مزلزلة لمركزية الدين في حياته ..فبعد ان تخلى المسلمون -لاسباب يطول شرحها-عن صدارة العالم و اصبحوا الى حد بعيد مولعين بتقليد الغالب على حد تعبير -ابن خلدون- اخذ التراجع عن "التدين"الواعي يشق طريقة في ظل غياب الاخذ باسباب المعرفة المسبنيرة حتى غاب الفكر النقدى و اصبح الماضى بكل ترهاته هو المرجعية الملزمة بدأت الشقة تتسع بين الإسلام الذى كان ذات يوم فاعلا أساسيا في الحضارة الكونية الا ان الامر تغير اليوم فمنتوجات الغرب التي تغزو العالم باقتدار حتى أدى ذلك ببعض"المثقفين" الى تحميل الدين نفسه ذلك التردى...بينما المسالة اعمق من ذلك كثيرا..فالدين من منطلق انه منزل يفرض سلطته العلوية على معتنقيه فلا يرضون له منافسا مهما كان ماتاه،و ان كان هؤلاء المعتنقون عاجزين عن تفهم النص الدينى وانطوائه على التجدد تبعا لتطور الحياة و تشعبها...فان كان -الإسلام- صادرا عن الاه كامل فمستحيل -عقلا-ان لا يكون اماميا...فان بدا كما هو واقع الان في -حالة متحفية- فذلك لان نوافذ الابداع فيه معطلة...فالفكر النقدى المستنير هو الكفيل بالتنقيب عن مناقبه و تقديم الإجابات المقنعة عن الأسئلة المحيرة اليوم..فان لم ينجز هذا الامر فان العلمانية تحاصر ابناءه من الامام و من الخلف...لان الصورة التي يروجها معظمهم اليوم فاترة ان لم اقل منفرة...لا يكفى ان تقول ان الإسلام صالح لكل زمان و مكان لان ذلك -بلسم مسكن لا يزيل المرض-و انما ان يكون المرء في مستوى"الاستخلاف" ليعمر الحياة بما يستجيب لرغبات الانسان و طموحاته المشروعة التي تضمن له "الكرامة"..."و لقد كرمنا بنى آدم" و لقد امر الله ملائكته بالسجود لآدم رفعا من منزلته بين مخلوقاته لانه مخصوص بروح الابداع النى نفخها الله فيه .اذ قال...:فاذا سويته و نفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين...و هل يُعقل ان يكون-من سجدت له الملائكة-متخلفا بطىء الفهم سفاكا للدماء رجعيا يثير التهكم و الاشمئزاز من الجميع و خاصة من المقابلين للمشروع الاسلامى في الطرف الآخر...العلمانىة لها مشتقات عديدة الى حد التضاد..وان المثال الفرنسي منها الطف و افضل من دواعش العصر فهى تجعل -سلطة القوة- في ايدى من افرزتهم الانتخابات عكس ما يرعب به بعض متاسلمى اليوم----نحكموكم او نقتلوكم...

تصور معقول هكذا تحديدا يمكن مراكمة المعرفي ودفع القديم للانزواء والتقلص لفسح المجال لبروز الجديد الذي حتما سيولد من رحم القديم وحاملا لخصائصه الجينية كما أنه مختلف عنه شكلا ومضمونا .إن الإسلام لعب دورا عظيما في تاريخ شعوبنا ولازال قادرا على فعل ذلك ولعب هذا الدور من جديد من خلال تخليصه من هيمنة النمطية والاحتكارية نحو فضاء أرحب يتميز بالتعامل النقدي مع المنتوجات القديمة بما أنها أبرز عائق يحول دون إنتاج المعنى في اللحظة التاريخية الراهنة .هناك نزعات علمانية في الإسلام والعلمانية ليست فلسفة بل هي تقنية قادرة على التوائم والانبعاث وفق شروط محددة سلفا وهذا ما لا تريده الإسلاموية الجوفاء والعاجزة والتي تسعى جاهدة أن تجعل نفسها الممثل الوحيد للإسلام هذا الإسلام الذي اختلفنا حوله وفيه كما التقينا حوله وفيه لكنا كان التقاؤنا شكلانيا لا تحكمه قوانين لذا لا غرابة قديما وحديثا أن يقتل المسلم _المسلم لقد قال عمر وهو الأب الحقيقي لمفهوم مدنية الدولة كيف أقاتل قوم يقولون لا إله إلا الله في حين ذهب أبو بكر يقاتلهم ويقتلهم هكذا تقريبا هو الحال داعش تقتل والقاتل يكبر كما أن المقتول ينطق بالشهادتين هنا تحديدا تدفعنا الوقائع للبحث عن أسلوب ما حتى لا يضرب بعضنا رقاب بعض وهذا الأهم .لقد أوردت مقارنة من خلال العلمانية في بريطانيا ونقيضها في فرنسا الأولى ترتكز على تعايش البناء في حين الأخيرة استئصاليه دموية ثم انطلقت من خلال ذلك حتى أبين عجز الإسلاموية لمدة قرن حتى تبدع أسلوبا يمكن من خلاله أن نتحول نوعيا لكن ماذا تقول للذين يتمعشون من الدين والتدين وغايتهم السلطة مثلهم مثل غيرهم سيرون أي هجوم على فهمهم للدين هو هجوم على الإسلام وهذا يقع فعلا ...
 
إن الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني..عبد الرحمان الكواكبي
 
الكواكبي مفكر إصلاحي إسلامي سوري؛ عاش في العصر الأخير من الدولة العثمانية، واشتهر بنضاله الفكري ضد الاستبداد السياسي، وقاسى في سبيل ذلك الكثير من آلام الغربة والهجرة ووحشة السجن وعذاب الاضطهاد.

المولد والنشأة
وُلد عبد الرحمن بن أحمد بن مسعود الكواكبي عام 1854 في مدينة حلبالسورية لأسرة يرجع نسبها إلى "آل البيت"، ميسورة الحال عريقة في العلم والأدب. توفيت والدته "عفيفة بنت مسعود آل نقيب" (مفتي أنطاكية) وهو لمّا يتجاوز السادسة من عمره، فنشأ بأنطاكية في كنف خالته صفية التي كان لها أعظم الأثر في نشأته وصقل شخصيته.

الدراسة والتكوين
تعلم الكواكبي في المدرسة الكواكبية التي كان والده مدرسا فيها ومديرا لها، وأتقن الفارسية والتركية إلى جانب العربية، وكان له اطلاع واسع على سائر المعارف خاصة في المجال السياسي والفلسفي والقانوني حيث انكبّ على دراسة الحقوق حتى برع فيها.‏

الوظائف والمسؤوليات

عندما بلغ الكواكبي الثانية والعشرين من عمره (عام 1876) عُين محررا للجريدة الحكومية "فرات" بقسميها العربي والتركي، وسرعان ما تركها ليصدر في حلب عام 1877 أول جريدة له باسم "الشهباء"، وذلك بالاشتراك مع هاشم العطار.

لكن الأتراك -الذين كانوا يحكمون سوريا آنذاك- لم يتركوه ينشر من صحيفته أكثر من 16 عددا، فقد ظهرت فيها مواهبه الفكرية والبلاغية عبر مقالاته النارية الناقدة للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لكنه لم يستسلم فأسس جريدة "اعتدال" عام 1879، وواصل فيها كتابة مقالاته الحادة حتى أغلقت هي الأخرى.

تقلد عدة مناصب في ولاية حلب؛ فقد عُيّن عضوا في لجنتيْ المالية والمعارف العمومية في حلب، ورئيسا فخريا للجنة الأشغال العامة فيها فتحقق في عهده الكثير من المشاريع الهامة التي استفادت منها الولاية، وفي عام 1892 عُين رئيسا لبلدية حلب، كما تولى إدارة مطبعة الولاية.
top-page.gif

التجربة الفكرية
يعتبر الكواكبي عَلما من أعلام تيار الإصلاح في العالم الإسلامي خلال العصر الحديث، وكانت معركته الكبرى مع الاستبداد السياسي الذي سخّر حياته وقلمه وفكره لمحاربته والتوعية بأخطاره على الشعوب وتقدمها، وقاسى في سبيل ذلك الكثير من آلام الغربة والهجرة ووحشة السجن وعذاب الاضطهاد.

كان شعور الكواكبي بالظلم ورهافة إحساسه بالحرية وعشقه الكبير لها دافعه الأول في مواقفه وآرائه المناهضة للسلطة العثمانية، وقد آزره في ذلك تأييد الناس الكبير له ومساندتهم لجهوده وجهاده، بوصفه حامل الراية الأبرز في التنظير لمقارعة الحكام المستبدين.

وعندما بلغت حدة الصراع بين الكواكبي -الذي كان يُطلق على نفسه لقب "السيد الفراتي"- والسلطة العثمانية في حلب ذروتها وبدأت المكائد تُحبك ضده، قرر الهجرة إلى مصر التي وصلها -حسب أصح التواريخ- عام 1899.

في مصر وجد الكواكبي المناخ الحُر والجو المفتوح الذي يتيح له نشر أفكاره بعيدا عن الملاحقة والتضييق، لأن الاحتلال الإنجليزي في مصر كان يتيح قدرا من الحرية لمعارضي الأتراك.

وفي عام 1901 قام الكواكبي برحلة شهيرة استغرقت ستة أشهر زار فيها شرقأفريقيا وجنوبيها، ودخل الحبشة وسلطنة هرر والصومال وشبه الجزيرةالعربية.

وزار سواحل آسيا الجنوبية والهند وبلغ جاوة (إندونيسيا) وطاف في السواحل الجنوبية للصين، وكانت دراسته لهذه البلاد تشمل -إلى جانب الناس والثقافات- الاقتصاد والأرض ومعادنها وكل ما يهم المثقف الموسوعي.

أودع نتائج هذه الرحلة أصول كتاب لم تمهله المنية حتى يخرجه إلى النور، ثم ضاعت هذه الأصول. كما حال الموت بينه وبين رحلة كان يزمع القيام بها إلى بلاد المغرب ليستكمل عمليا النظرة الفاحصة العميقة للوطن الكبير الذي عاش له وناضل في سبيل تحقيق أمانيه.

تحدث الكواكبي -بوصفه مصلحا إسلاميا- في كثير من آثاره الفكرية عن المنهج الإسلامي في الإصلاح السياسي وعن نظام الحكم الذي يسميه "الإسلامية"، فالتمس أصول الإصلاح وفلسفاته وقوانينه من "الإسلامية" ومن التجارب التاريخية لتطبيقاتها في الاجتماع الإسلامي.

وأكد أن داء الأمة يكمن في فساد السياسة وإنتاج المستبد الذي "يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدي، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتّداعي لمطالبته".

ومن هنا قرر الكواكبي في كتاباته أنه "يلزم أولا تنبيه حس الأمة بآلام الاستبداد، ثم يلزم حملها على البحث في القواعد الأساسية للسياسة المناسبة لها بحيث يشغل ذلك أفكار كل طبقاتها"، مضيفا أن "أن الخلاص إنما يكون في الشورى الدستورية".

وهو يضع على الأمة مسؤولية كبيرة في التحرر من الاستبداد الداخلي لأن وجوده مقدمة لتمكن الاستبداد الخارجي، وإذا "لم تحسن أمة سياسة نفسها أذلها الله لأمة أخرى تحكمها، ومتى بلغت أمة رشدها وعرفت للحرية قدرها استرجعت عزتها، وهذا عدل".
top-page.gif

ويلخص الكواكبي رؤيته للحرية ومشكلات الاستبداد بقوله إن الهدف من الديمقراطية والحرية والعدالة هو خدمة المجموع وسعادته، وهو لا يقصد فقط الحرية السياسية بل كان يرى للديمقراطية مضمونا اجتماعيا، ويراها التزاما للإنسان إزاء قومه ومجتمعه بقدر ما هي تحرير لهذا الإنسان.

ومن كلماته المأثورة في تمجيد الحرية والحث على مقارعة الاستبداد، قوله: "إن الهرب من الموت موت!.. وطلب الموت حياة!.. (...) والحرية هي شجرة الخلد، وسقياها قطرات الدم المسفوح.. والإسارة (العبودية) هي شجرة الزقوم، وسقياها أنهر من الدم الأبيض، أي الدموع!".

ومن المشكلات التي تناولتها كتابات الكواكبي "مشكلة الأقليات الدينية"، إذ خاطب المسيحين العرب قائلا لهم إن وحدة الأوطان لا تشترط وحدة الدين، وإن الوفاق الجنسي بينهم وبين المسلمين -باعتبار أن أغلبية العرب منهم- أقوى من الوفاق المذهبي بينهم وبين المستعمرين الأوروبيين.

ويرى الدكتور محمد عمارة -في كتابه "عبد الرحمن الكواكبي.. شهيد الحرية ومجدد الإسلام"- أن الكواكبي كان قوميا عربيا لكنه لا يعزل عروبته وقوميته عن دائرة الجامعة الإسلامية، وكان مصلحا إسلاميا يعمل لتجديد الإسلام كي تتجدد به دنيا المسلمين، لكنه يشدد على تميز الأمة العربية في إطار المحيط الإسلامي الكبير.

المؤلفات
ترك الكواكبي كتبا قليلة في عددها لكنها نوعية في مضمونها، من بينها مؤلفه الشهير "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" الذي كتبه أثناء إقامته في مصر، وكتاباه "أم القرى" الذي نشره باسمه المستعار "السيد الفراتي"، و"صحائف قريش" الذي لم يطبع.
 
مسألة الماسونية مسألة فيها وجهة نظر ولا يوجد دليل قاطع يدين الرجل في هذا الباب كما أن التهمة التصقت بالكثير من المصلحين والمثقفين العرب حتى شخص مثل عبد الناصر لم يسلم من هذه التهمة وفي اعتقادي يبقى العامل الإيديولوجي هو الدافع كما أن مقال الجزيرة حول الكواكبي فيه الكثير من الإنصاف .
 
و هل يوجد الا اتجاهين في هذا الكون
الامام و الخلف
يوجد الاعلى و الاسفل
اليمين و اليسار
و يوجد فوق كل هذا الاتجاه القويم و المستقيم
و هو الاتجاه الرباني ( اتجاه كتاب الله و سنة الحبيب المصطفى )
 
أعلى