- إنضم
- 17 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 308
- مستوى التفاعل
- 1.006
هل الرجولةُ ذكورة؟
بداهة،لا تُوجد كلمة تحمل نفس المدلول لكلمة أُخرى، لأنّ ذلك يُفقد اللغة دقّتها واتّساعها لمختلف المعانى مهما كانت متقاربة، و تدليلا على ذلك نحصر الاهتمام في كلمتين يتوهّم البعضُ أنّهما مُتماثلتان في المعنى مع أنّهما تجريان على ألسنتنا باطّراد دون الشّعور بالفرق بين مدلوليهما...فالذُكورة جنس وهى اضطرار، و الرجولة موقف وهى اختيار ...أن يوُلد المرءُ "ذكرا" فذاك خارج عن ارادته، لا حول له في ذلك، وبالتّالى لا فضل له بهذه الذكورة..و أن يكون "رجلا"، فذاك اختياره، وما يترتّب عنه من تقييم اعتبارىّ...و قد تضمّن القرآن جملة من الدلالات الإيجابية لمعانى الرجولة و مشتقّاتها...فقد قال في سياق...:" رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله" النور37... و قال في سياق مختلف...:"...من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"الأحزاب 23...و قال في سياق ثالث..."و جاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ..."يس20..فقد اختزل القرآن كلّ المعانى الإيجابية للمواقف النبيلة في -الرجولة و مشتقاتها- اذ تُصبح الكلمة حقلا دلاليّا مُنبتا لقيم سلوكيّة رافعة، و يتساوق هذا التّوجّه مع التّكريم الذى حظي به الانسان لمّا أمر الله الملائكة بالسّجود له، و ذلك تتويجا لخصوصية الانسان المُميّز بالنّفخ الالاهى فيه..."فإذا سوّيته و نفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين"الحجر 29 ..و هذا-النّفخُ-في آدم و منه في ذرّيته -ايناثا و ذكورا-شامل لا يُقصى أحدا فالذّكر و الأنثى معنيان بهذا التكريم على حدّ سواء..اذ هما مُؤهّلان لتعمير الكون المُسخّر لهما اعتبارا للخلافة التي تفرّدا بها دون سائر المخلوقات الأخرى..والفساد الذى يظهر في البرّ و البحرمُخالف للمطلوب منهما لأنّ الله لا يُحبّ الفساد...و يجدر - في نهاية المطاف- رفع الالتباس فالرجولة سلوك اختيارى لا علاقة له بالجنس، كلما كان في اتّجاه تحقيق القيم المنشودة لتعمير الحياة بالحب و الخير والحقّ و الجمال و العدل... يكون رُجُوليّا في مُستوى النّفخ...و كلّما كان غير ذلك يُردّ أسفل سافلين...و كم كُثرُ هم الّذّكور الذين ليسوا رجالا..اولائك الذين غيّروا و تنصّلوا من التّكريم...و كم هنّ كثيرات اللائى واجهن جحافل الباطل باصرار، و حرصن على الوفاء للنّفخ....
عبدالله منصور
بداهة،لا تُوجد كلمة تحمل نفس المدلول لكلمة أُخرى، لأنّ ذلك يُفقد اللغة دقّتها واتّساعها لمختلف المعانى مهما كانت متقاربة، و تدليلا على ذلك نحصر الاهتمام في كلمتين يتوهّم البعضُ أنّهما مُتماثلتان في المعنى مع أنّهما تجريان على ألسنتنا باطّراد دون الشّعور بالفرق بين مدلوليهما...فالذُكورة جنس وهى اضطرار، و الرجولة موقف وهى اختيار ...أن يوُلد المرءُ "ذكرا" فذاك خارج عن ارادته، لا حول له في ذلك، وبالتّالى لا فضل له بهذه الذكورة..و أن يكون "رجلا"، فذاك اختياره، وما يترتّب عنه من تقييم اعتبارىّ...و قد تضمّن القرآن جملة من الدلالات الإيجابية لمعانى الرجولة و مشتقّاتها...فقد قال في سياق...:" رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله" النور37... و قال في سياق مختلف...:"...من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"الأحزاب 23...و قال في سياق ثالث..."و جاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ..."يس20..فقد اختزل القرآن كلّ المعانى الإيجابية للمواقف النبيلة في -الرجولة و مشتقاتها- اذ تُصبح الكلمة حقلا دلاليّا مُنبتا لقيم سلوكيّة رافعة، و يتساوق هذا التّوجّه مع التّكريم الذى حظي به الانسان لمّا أمر الله الملائكة بالسّجود له، و ذلك تتويجا لخصوصية الانسان المُميّز بالنّفخ الالاهى فيه..."فإذا سوّيته و نفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين"الحجر 29 ..و هذا-النّفخُ-في آدم و منه في ذرّيته -ايناثا و ذكورا-شامل لا يُقصى أحدا فالذّكر و الأنثى معنيان بهذا التكريم على حدّ سواء..اذ هما مُؤهّلان لتعمير الكون المُسخّر لهما اعتبارا للخلافة التي تفرّدا بها دون سائر المخلوقات الأخرى..والفساد الذى يظهر في البرّ و البحرمُخالف للمطلوب منهما لأنّ الله لا يُحبّ الفساد...و يجدر - في نهاية المطاف- رفع الالتباس فالرجولة سلوك اختيارى لا علاقة له بالجنس، كلما كان في اتّجاه تحقيق القيم المنشودة لتعمير الحياة بالحب و الخير والحقّ و الجمال و العدل... يكون رُجُوليّا في مُستوى النّفخ...و كلّما كان غير ذلك يُردّ أسفل سافلين...و كم كُثرُ هم الّذّكور الذين ليسوا رجالا..اولائك الذين غيّروا و تنصّلوا من التّكريم...و كم هنّ كثيرات اللائى واجهن جحافل الباطل باصرار، و حرصن على الوفاء للنّفخ....
عبدالله منصور