hamadicheffi
عضو جديد
- إنضم
- 14 سبتمبر 2014
- المشاركات
- 12
- مستوى التفاعل
- 11
كنت أراه يحمل صندوقا خشبيّا وضع فيه صيده و يدخل إلى السمّاك بسرعة يلقي به على المدماك الخزفيّ الأبيض... يناقش الثمن... يزن البضاعة... يحشر الأوراق النقديّة في جيبه و ينصرف لم يكن يعدّها...كانت من النوافل.
- قد لا يموت الكهربائي مصعوقا و قد لا يموت رجل الأعمال بالسكتة القلبيّة و قد لا يموت السياسيّ مسموما و إن حصل لا نتعجب... بل قد نقول أنّ الأمر ليس غريبا... بل كان محتمَلًا..
- موت البحار في مكان غير البحر هو خيانة ...هومثل إكمال القصيدة بخاتمة لا ترقى إلى كمونتها البلاغيّة و احتمالاتها الجماليّة الساكنة في جسدها الشعري...لا أتخيّل سوفوكل ينهي تراجيدياه بزواج أنتيغون إنّما هو يسوقها نحو حتفها "بدون بكاء و بدون غناء".
- بين البحر و البحّار علاقة تتجاوز التشابه اللغوي. لأنّ الارتباط أقوى كعلاقة حبّ سريّة فلا يعيشها إلاّ عاشقها و لا يفهم تفاصيلها إلاّه و لا يدرك نهايتها المأساويّة أحد كما يدركها هو... موته الحتميّ في أحضان الحبيب...كان منتظرا بنكهة اليقين.
- البحر ليس خيارا عند البحّار... البحر مصير، شيء يشبه التقاليد الأزليّة المنغرسة في العمق الثقافي و الروحي... هو تلك الجينات المشكّلة للجسديّ في وجهــه و لهجتــه و مصطلحاتـــه و مجازاته و فلسفته... ليس البحر عنده فرضيّة و لا قرارا إنّما أكسجينه الأكيد ... لا مناص منه.