قال تعالى:""مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.صم بكم عمي فهم لا يرجعون"" البقرة الآية 17 هذا المثل ورد في أوصاف المنافقين وفيه ما فيه من روائع القرآن في الإيجاز والإعجاز. قال العلامة ابن القيم رحمه الله:تأمل قوله تعالىذهب الله بنورهم) ولم يقل : ذهب الله بنارهم ، مع أنه مقتضى السياق ليطابق أول الآية(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) فإن النار فيها إشراق وفيها إحراق، فذهب الله بما فيها من الإشراق وهو النور ، وأبقى ما فيها من الإحراق وهو النارية.وتأمل كيف قالبنورهم) ولم يقل بضوئهم، لأن الضوء زيادة في النور، فلو قيل :ذهب الله بضوئهم ،لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل. وتأمل كيف وحد النور وجمع الظلمات( ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات) فإن الحق واحد لا يتعدد هو صراط الله المستقيم ، الذي لا صراط يوصل سواه ، بخلاف طرق الباطل ، فإنها متعددة ومتشعبة..... والله أعلم