• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

بوشكارة داخل في الربح خارج من الخسارة

peter1977

نجم المنتدى
إنضم
20 أوت 2007
المشاركات
26.918
مستوى التفاعل
29.676
img.jpg


كتب ابوذاكر الصفايحي

هذا مثل تونسي قديم يقوله التونسيون منذ سنين واعوام وقرون اذ هناك نوع من السمك واظنه القاروص يخرج في وقت معين من السنة الى ضفاف الشاطئ فيهرع اليه الصيادون ليتصيدوا منه ما يملأ السلال ويسبي العيون ويشبع البطون ويتبعهم في هذه الموسم مواطنون عاديون حاملين معهم الاكياس أو الشكاير أو غيرها من الماعون فان جمعوا منه شيئا عادوا فرحين مسرورين.. وان لم يعودوا بشيء من هذا السمك فانهم لا يغضبون ولا يتأسفون ولا يتلاومون لأنهم ليسوا في الأصل من الصيادين ولا هم يحزنون وانهم لم يخسروا شيئا في كل هذه العملية...
بلا شك انهم قد قضوا احلى واجمل وامتع صبحية او عشوية حتى قال فيهم الصيادون تلك القولة او تلك العبارة(بو شكارة داخل في الربح خارج من الخسارة).
ولقد تذكرت هذا المثل التونسي الاصيل وانا اقرأ لمن كتب فقال ان التونسيين بعد ان فرحوا وسروا واستبشروا بحملة رئيس الحكومة يوسف الشاهد الشرسة المفاجئة على الفساد والمفسدين في هذه البلاد تغير حالهم سريعا ووقعوا في شيء من الخوف والرهبة وغمرتهم مختلف التساؤلات عن هدف وغاية هذه الحملة فأصبحوا يتساءلون هل سيكون لهذه الحملة حقا وفعلا ثمار لذيذة أو غلة؟ ام سيقع التونسيون اثرها وبعدها في الف ورطة ووحلة؟ اما صاحب هذه اليومية الرمضانية فيقول لهم بلغة فصيحة عربية ولماذا انتم خائفون او مرهوبون او حائرون ؟..
الم يقم الشعب التونسي بعد الثورة وخاصة منهم الزوالية بغاية وقصد ونية محاسبة هذا الفئة الافسادية؟ ألم يلم التونسيون المنهكون المحرومون المعذبون الحكومات السابقة لهذه الحكومة على تقاعسهم وترددهم في مقاومة الفساد ودخلوا في شبه ثورة او فوضى او انتفاضة جديدة كادت ان تزلزل وتمزق وتقطع استقرار ووحدة صف وكلمة اهل هذه البلاد؟ ثم ومهما كانت النوايا الحقيقة لهذه الحملة السياسية التنظيفية ومهما كانت نتائجها المستقبلية اليست افضل من بقاء البلاد في حالة تململ واضطراب تصورها وتؤكدها يوميا الحالة المزرية التي يعيشها الشعب التونسي وخاصة فئة الشباب التي تشير كل يوم باصابع الاتهام الى من يستاثرون دون غيرهم ويتمعشون ويتكالبون ويتحاربون ويتصارعون على الاستحواذ وحدهم على ثروات وخيرات هذه البلاد؟ اولا يتوجب على رئيس الحكومة والحالة تلك ان يجد حلا لهذه الاوضاع المتوترة المهددة لسلامة ووحدة هذه وصفو البلاد؟ ثم اننا لا نظن في اتعس التوقعات وابشع الانتظارات ان يتضرر الشعب الزوالي من هذه الحملة اوان يعيش ظروفا عسيرة اعسر مما يعيشها الآن وقد بلغ الغلاء في كل شيء مداه ويكاد قلقه وخوفه اليومي ان يبلغ قمته ومنتهاه..
ثم الا يجب على العقلاء ان يعملوا بتلك الحكمة التي قالها خاتم الرسل والانبياء ونصح بها كل متسائل وكل حائر(نحن قوم نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر؟= او لا يقول هذا الظاهر ان هذه الحملة جاءت في وقتها المناسب وان زعيمها شريف ونظيف وطاهر؟وعلى كل حال فاننا نطمئن الخائفين والقلقين والمتسائلين من جميع الشرائح الاجتماعية ومن جميع الأطياف بذلك المثل الذي يقول(لا تعمل يدك ولا تخاف)..
اما اذا اردنا ان نزيد في تاكيد هذا الكلام الواضح المبين الموزون فاننا لا نجد افضل مما يقوله تعالى الذي يرانا جميعا بعينه التي لا تغمض ولا تنام فقد قال وحذر وبشر في كتابه المكنون كل الخائفين وكل المفسدين في نفس الأن وفي نفس الحين( وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون)


الصريح
 
نحن قوم نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر
ليس حديثا
إنما قاله االشافعي فظن أنه مرفوع
بقية كلامه لا يستحق النقاش
 
أعلى