• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

التحدّي

عبد الله منصور

عضو مميز بالمنتدى العام
عضو قيم
إنضم
17 ديسمبر 2016
المشاركات
308
مستوى التفاعل
1.006
التحدّي

...قال لها ..إن نجحت في الإيقاع بذاك ، و- أشار الى رجل في سنّ الخمسين.. عليه جلالٌ ، و يحفُّ به وقار - تنالي منّي أكثر ممّا تتمنّيْن...فقالت ..: "إنْ نكثْتَ...فأنت لا تعرف كيد النساء" ثمّ أبطأت ْ ساعةً ، و توجّهت حيث نظرتْ إلى وجهها في المرآة ..و قالت..: "وجها و قدّا و شعرا و غُنجا فأنّى له النجاة ؟ " ثمّ خرجت يسبقُها عطرٌ كأمواج النّسيم واقتربت منه و جذبت الكرسيَّ واستوتْ جالسة قُبالته...فنظر إليها مُستفسرا...؟ قالت..لقد أشاروا عليَّ بك ...فأنت أهل لأسراري.. و ليس لي سواك مُعينا...ثمّ أخذت تبثُّ شكواها بنبرات تُراوح بين عزم و إصرار ، و لين واسترقاق...إنّ الحلّ الذي استقرّ عندها الفراق قبل كتابة الصداق...و ليس له إلّا أن يكون مُرشدا..فالأبُ في غيب القبور و الأمُّ لا تملك إلّا الدّمعة تُرسلها و عبارة واحدةً تردّدُها.."حسبي الله و نعم الوكيل.." ثمّ قالت.. "هذه بدايةٌ و للحديث بقيّةٌ..." في مثل هذا الوقت من كل خميس..وانصرفت تجرُّ وراءها خيالات عاصفة ، و أوجاع من الماضي صاعقة...رجع صاحبنا الى البيت تحوطه دوّامة زعزعتْ ثوابته...إنّها شابّة تملك الكثير و قادرة على الأكثر من ذا الذي ينجو من مفاتنها..؟...و جاء الموعدُ ، فأصلح من ثيابه..وانطلق..و ما إن اقترب لاحت له وحيدة في زاوية من المقهى فقال .."لقد أحسنَتْ اختيارا.." ثمّ سلّم و جلس..فبادرته..."كنتُ سأُغادر المكان لولا أمل بسيط أثقل رحيلي..."...ثمّ تواصلا ..و تواشجا..و تناجيا.."فالخطيب ..قد خلع..و الرقيب قد ثابر و ليس من همّ لها إلّا ان تحوز كهلا في سنّه تُذهبُ به طيش الشباب ووعود السّراب..و لمّحتْ فأفصحَ و أشارتْ فوضّحَ..وانقلب الحوار من استشارة الى استثمار..ومن بحث عن حلّ الى حلّ...و تواعدا مُجدّدا وانصرف الى بيته واعدا وموعودا...وانصرفت هي واثقة من الحُسْنَيَين..الجائزة و الجواز...التقيا هذه المرّة...بعقلية جديدة..فهو كان..قد عزم ..أن لا ثالثة بعد أن غدرت به الأولى و ماطلته الثانية...وهي كانت مرتبطة بشاب تذروه رياح الحياة أنّى تشاء لا يستقرُّ على رأي..ففُكَّ الرّباط...رأت فيه نقيضا لما كان ، و أملا لما سيكونُ..وهو..كان عازفا صادًّا ، ما دامت القيمُ قد تدهورتْ..لكنّها أثارت فيه مودّة مطموسةً ، و أنشأت فيه رغبة مكبوتةً...كانا معا...وجها لوجه...كلُّ واحد يراجع حساباته و يُحاسب انفعالاته..لا بُدَّ من الاقدام..نظرت إليه فأدامت النظرَ...قالت..."أردتُ بك في البداية واحدةً ، فنلت بك الآنَ ثلاثةً...آه لو أبلغ الخمسة...؟"...أجاب.." دعك من الغُموض ألا سبيل الى الإفصاح ؟ " ..ابتسمتْ..قالتْ.."أردت في البداية أن أكسب التحدّي ، فحُقّتْ لي الجائزةُ..ثمّ يسّر الله الفصالَ ، فتمّ الفراقُ..ثمّ راح الغسوقُ ، و آبَ الشروقُ..أمّا الرابعة...و سكتتْ.. ثمَّ قالت ..."حصانٌ من طمع الرّاغبين..."..و الخامسة..."زينة الحياة الدنيا...".. ففهم... و مدّ يده مُصافحا قائلا..."و السّادسة...خير البرّ عاجلُهُ..."...و كان...و مرّتْ أعوامٌ ..و اذْ بسيّارة فارهة تتوقّفُ ..و ينزل منها خمسةٌ ... زوجان و بنتٌ تتوسّطُ أخوين...يتوجّه الجميع الى المكان الذي جمعهما أوّل مرّة...يجلسون..ترى في المكان المقابل ذاك الذي راهنها تطلبُ من زوجها أن يُرافقها...تُسلّم عليه بحرارة..تلتفت إلى زوجها.. تقولُ..."هذا الذي حدّثتك عنه... و كان سببا..."...يبتسم الزوجُ...يقولُ... "هل من تحدّ جديد..؟"
 
التحدّي

...قال لها ..إن نجحت في الإيقاع بذاك ، و- أشار الى رجل في سنّ الخمسين.. عليه جلالٌ ، و يحفُّ به وقار - تنالي منّي أكثر ممّا تتمنّيْن...فقالت ..: "إنْ نكثْتَ...فأنت لا تعرف كيد النساء" ثمّ أبطأت ْ ساعةً ، و توجّهت حيث نظرتْ إلى وجهها في المرآة ..و قالت..: "وجها و قدّا و شعرا و غُنجا فأنّى له النجاة ؟ " ثمّ خرجت يسبقُها عطرٌ كأمواج النّسيم واقتربت منه و جذبت الكرسيَّ واستوتْ جالسة قُبالته...فنظر إليها مُستفسرا...؟ قالت..لقد أشاروا عليَّ بك ...فأنت أهل لأسراري.. و ليس لي سواك مُعينا...ثمّ أخذت تبثُّ شكواها بنبرات تُراوح بين عزم و إصرار ، و لين واسترقاق...إنّ الحلّ الذي استقرّ عندها الفراق قبل كتابة الصداق...و ليس له إلّا أن يكون مُرشدا..فالأبُ في غيب القبور و الأمُّ لا تملك إلّا الدّمعة تُرسلها و عبارة واحدةً تردّدُها.."حسبي الله و نعم الوكيل.." ثمّ قالت.. "هذه بدايةٌ و للحديث بقيّةٌ..." في مثل هذا الوقت من كل خميس..وانصرفت تجرُّ وراءها خيالات عاصفة ، و أوجاع من الماضي صاعقة...رجع صاحبنا الى البيت تحوطه دوّامة زعزعتْ ثوابته...إنّها شابّة تملك الكثير و قادرة على الأكثر من ذا الذي ينجو من مفاتنها..؟...و جاء الموعدُ ، فأصلح من ثيابه..وانطلق..و ما إن اقترب لاحت له وحيدة في زاوية من المقهى فقال .."لقد أحسنَتْ اختيارا.." ثمّ سلّم و جلس..فبادرته..."كنتُ سأُغادر المكان لولا أمل بسيط أثقل رحيلي..."...ثمّ تواصلا ..و تواشجا..و تناجيا.."فالخطيب ..قد خلع..و الرقيب قد ثابر و ليس من همّ لها إلّا ان تحوز كهلا في سنّه تُذهبُ به طيش الشباب ووعود السّراب..و لمّحتْ فأفصحَ و أشارتْ فوضّحَ..وانقلب الحوار من استشارة الى استثمار..ومن بحث عن حلّ الى حلّ...و تواعدا مُجدّدا وانصرف الى بيته واعدا وموعودا...وانصرفت هي واثقة من الحُسْنَيَين..الجائزة و الجواز...التقيا هذه المرّة...بعقلية جديدة..فهو كان..قد عزم ..أن لا ثالثة بعد أن غدرت به الأولى و ماطلته الثانية...وهي كانت مرتبطة بشاب تذروه رياح الحياة أنّى تشاء لا يستقرُّ على رأي..ففُكَّ الرّباط...رأت فيه نقيضا لما كان ، و أملا لما سيكونُ..وهو..كان عازفا صادًّا ، ما دامت القيمُ قد تدهورتْ..لكنّها أثارت فيه مودّة مطموسةً ، و أنشأت فيه رغبة مكبوتةً...كانا معا...وجها لوجه...كلُّ واحد يراجع حساباته و يُحاسب انفعالاته..لا بُدَّ من الاقدام..نظرت إليه فأدامت النظرَ...قالت..."أردتُ بك في البداية واحدةً ، فنلت بك الآنَ ثلاثةً...آه لو أبلغ الخمسة...؟"...أجاب.." دعك من الغُموض ألا سبيل الى الإفصاح ؟ " ..ابتسمتْ..قالتْ.."أردت في البداية أن أكسب التحدّي ، فحُقّتْ لي الجائزةُ..ثمّ يسّر الله الفصالَ ، فتمّ الفراقُ..ثمّ راح الغسوقُ ، و آبَ الشروقُ..أمّا الرابعة...و سكتتْ.. ثمَّ قالت ..."حصانٌ من طمع الرّاغبين..."..و الخامسة..."زينة الحياة الدنيا...".. ففهم... و مدّ يده مُصافحا قائلا..."و السّادسة...خير البرّ عاجلُهُ..."...و كان...و مرّتْ أعوامٌ ..و اذْ بسيّارة فارهة تتوقّفُ ..و ينزل منها خمسةٌ ... زوجان و بنتٌ تتوسّطُ أخوين...يتوجّه الجميع الى المكان الذي جمعهما أوّل مرّة...يجلسون..ترى في المكان المقابل ذاك الذي راهنها تطلبُ من زوجها أن يُرافقها...تُسلّم عليه بحرارة..تلتفت إلى زوجها.. تقولُ..."هذا الذي حدّثتك عنه... و كان سببا..."...يبتسم الزوجُ...يقولُ... "هل من تحدّ جديد..؟"
ما اقسى كيد النساء ومكرهن ، ربي يبعدنا عليهم
 
أعلى