s.sabry
كبار الشخصيات
- إنضم
- 3 أفريل 2008
- المشاركات
- 6.183
- مستوى التفاعل
- 23.778
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
التوضيح المحايد في موضوع وصول ثواب القرآن للميت
اراء المدارس الفقهية الاربعة في هذه المسألة
المذهب الحنفي
مذهب السادة الحنفية : " ويُستحب إذا دُفِن الميت أن يجلسوا ساعة عند القبر بعد الفراغ بقدر ما يُنحر جزور ويقسم لحمها ؛ يَتْلُونَ ، ويَدْعُون للميت " ا هـ ، وذكر أن ذلك قول الإمام محمد بن الحسن رحمه الله ، وأن مشايخ الحنفية أخذوا به
آراء المالكية
أصل مذهب المالكية : كراهة قراءة القرآن للميت ، وذهب المتأخرون منهم إلى جوازها ووصول ثوابها إلى الميت على الراجح .
مثال من آرائهم :قوله تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) فهو مقيد بما إذا لم يهد ثواب عمله للغير كما حققه صاحب الفتح ، وقال الشوكاني في نيل الأوطار وعموم الآية مخصوص بالصدقة والصلاة والحج والصيام وقراءة القرآن والدعاء من غير الولد أ هـ
نقل ابن فرحون أن الراجح كما ذكره ابن زيد في الرسالة أن وصول ثواب العبادات مشروط بهبتها من العابد ، وقال الإمام ابن رشد محل الخلاف ما لم تخرج القراءة مخرج الدعاء بأن يقول قبل قراءته اللهم أوصل ثواب ما أقرؤه لفلان فإن خرجت مخرج الدعاء كان الثواب لفلان قولا واحدا وجاز من غير خلاف . وقال القرافى من أئمة المالكية وهذه المسألة وإن كان مختلفا فيها فينبغي للإنسان أن لا يهملها فلعل الحق هو الوصول إلى الموتى فإن هذه أمور خفية عنا
وعلي هذا يوافق كثيرين من أئمة المالكية ؛ كالقرطبي و أبي سعيد بن لُبٍّ ، وابن حبيب ، وابن الحاجب ، واللخمي ، وابن عرفة ، وابن المواق ، وغيرهم
ففي حاشية الدسوقي على "الشرح الكبير" : " ذهب ابن حبيب إلى الاستحباب وتأوَّل ما في السماع من الكراهة قائلاً : إنما كره ذلك مالك إذا فعل ذلك استنانًا ، نقله عنه ابن رشد ، وقاله أيضًا ابن يونس ، واقتصر اللخمي على استحباب القراءة ولم يعول على السماع ، وظاهر " الرسالة " أن ابن حبيب يستحب قراءة يس ، وظاهر كلام غيرهما أنه استحب القراءة مطلقًا " ا هـ .
انظر الإمام القرطبي المالـكي [ ت 671 هـ ] في كتابه " التذكرة في أحـوال الموتى وأمور الآخرة
مذهب الشافعية
ذهب الشافعية في المشهور إلى وصول ثواب القربات إلى الميت ما عدا العبادات البدنية المحضه كالصلاة والصوم وتلاوة القرآن والذكر وذهب المتأخرون منهم إلى وصول ثواب ذلك إلى الميت، ويتصل بهذه المسألة الدعاء للميت وقراءة القرآن
انظر : الحافظ السيوطي الشـافعي [ ت 911 هـ ] في " شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور " ، والحافظ السيد عبد الله بن الصِّدِّيق الغماري [ ت 1413 هـ ] في كتابه " توضيح البيان لوصول ثواب القرآن " .
آراء الفقه الحنبلي
ذهب الحنابلة إلى وصول ثواب جميع العبادات والقربات إلى الميت وانتفاعه بها إذا جعل ثوابها إليه
أخذ الحنابلة وصول ثواب القراءة إلى الميت من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه ؛ لأن الحج يشتمل على الصلاة ، والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها ، وما وصل كله وصل بعضه ، وهذا المعنى الأخير وإن نازع فيه بعضهم إلا أن أحدًا من العلماء لم يختلف في أن القارئ إذا دعا الله تعالى أن يهب للميت مثل ثواب قراءته فإن ذلك يصل إليه بإذن الله ؛ لأن الكريم إذا سُئِل أعطَى وإذا دُعِيَ أجاب . - وعلى ذلك جرى عمل المسلمين جيلاً بعد جيل وخلفًا عن سلف من غير نكير ، وهذا هو المعتمد عند أصحاب المذاهب المتبوعة ، حتى نقل الحافـظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي الإجماع على ذلك – كما سبق - ، ونقله أيضًا الشيخ العثماني في كتابه " رحمة الأمة في اختلاف الأئمة " ، ونص عبارته في ذلك : " وأجمعوا على أن الاستغفار والدعاء والصدقة والحج والعتق تنفع الميت ويصل إليه ثوابه ، وقراءة القرآن عند القبر مستحبة " ا هـ
انظر الإمـام أبـو بكر الخلاَّل الحنبلي [ ت 311 هـ ] في جزء " القراءة على القبور " من كتاب " الجامع " ، ومثلُه الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقـدسي الحنبلي في جزءٍ أَلَّفه في هذه المسألة