إشكال في أحاديث صيام عاشوراء

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

marwen124

عضو
إنضم
19 أفريل 2014
المشاركات
1.229
مستوى التفاعل
1.437
إن الأحاديث المتناقضة مع كتاب الله، والأخرى التي تتناقض مع بعضها البعض داخل الصحيح الواحد، والأخرى التي تتناقض بين بعضها ولكن بين كل صحيح وآخر كثيرة، فصحيح البخاري يتناقض مع صحيح مسلم، وأحيانا ترى البخاري يتناقض مع البخاري، وأحيانا تجد الاثنين يتناقضان مع القرءان، فكان لا بد أن تكون كافة هذه الأمور تحت بصر ورعاية مجامعنا الفقهية.

وعاشوراء ( يوم 10 من شهر المحرم ) أحد الأيّام التي أصابتني بالأرق من اجتهادات السابقين فيها سواء في حكم صومه أو في سبب صومه، فجميع كتب الفقه على أن صيامه مندوب (مفضّل)ومذاهب تقول أن صيامه سنّة، أمّا السبب ففيه خلاف أيضا.

ومع كامل احترامي لفقهاء الماضي والحاضر فإني أجد أحاديث بصحيحي البخاري ومسلم تنصّ على أنّ صيامه كان قبل أن يفرض على الأمة صيام رمضان فلما فرض صيام رمضان ترك رسول الله صيام عاشوراء.

وأحاديث أخرى تقرر بأن رسول الله ترك صيامه وترك الناس من شاء صامه ومن شاء أفطر.

بينما هناك أحاديث أخرى في صحيح مسلم تدلى بدلوها أن رسول الله كان يصوم عاشوراء حتى قبض، بل إنه صلى الله عليه وسلم كان ينوى صيام التاسع والعاشر من المحرم لكن الموت عاجله فلم يصم إلا عاشوراء ،في الوقت الذي كان يصوم فيه رمضان أيضا، بما يعنى مواظبته على صومه مع صوم رمضان واليك بيان التناقض بين الصحيحين فيما يلي :-

أولا:ـ الاختلافات بين الصحاح في حكم صوم عاشوراء

1- الأحاديث الواردة بصحيح البخاري التي تؤكد ترك رسول الله لصوم عاشوراء بمجرد نزول تشريع صوم رمضان كثيرة وهى عن عائشة وعن ابن عمر وغيرهما، وهي الأحاديث أرقام 1898 كتاب الصوم باب صوم عاشوراء و 4233 و 4234 كتاب تفسير القرءان و 1793 كتاب الصوم، وإليك اثنتين منها على سبيل المثال:-

* عن بن عمر رضي الله تعالى عليهما قال صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه صومه( يعنى يوافق يوم من أيام صيامه تطوعا ) حديث رقم1793 كتاب الصوم.

* وعن عائشة رضي الله عنها ( كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه.حديث رقم1898 كتاب الصوم وبذات المعنى حديث رقم4234.

وهكذا ترى أن ترك الصوم في عاشوراء هو صحيح السنّة عند البخاري لأن رسول الله ترك صومه بمجرد نزول فريضة صوم رمضان، والبخاري رحمه الله كان بعد الأئمة أبو حنيفة ومالك بما يعنى أنه قد عرض عليه قول الفقهاء السّابقين ولكنه تركها ، فضلا عن أننا نقلنا عن فقهائنا جيلا بعد جيل أنّ البخاري هو أصحّ كتاب بعد كتاب الله تعالى.


2- أما صحيح مسلم فله رأى آخر حيث يقول في صحيحه أن رسول الله لم يترك صيام عاشوراء حتى قبض حيث أورد في صحيحه ما يلي:-

*عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى فقال إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله رواه مسلم وأبو داوود، وهناك حديث آخر بذات المعنى ولكن بألفاظ أخرى لذات الرواة(مسلم وأبو داوود).


ولكن لي تعليق على الحديث الذي رواه الإمامين مسلم وأبو داوود وذلك لأن به علل في متنه، فمن يتدبّر نصّ الحديث فسيخرج بنتيجة أن رسول الله صامه مرة واحدة في السنة التي تسبق وفاته مباشرة بدليل أنه يذكر ( لما صام عاشوراء قال الناس إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فـقال إذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع...ولكنه توفى قبل أن يأتي العام التالي... الخ ) وهو الأمر الذي نخرج منه بالدلالات الآتية كنتيجة حتمية لصدور تساؤل من الصّحابة :ـ

1ـ انه صامه بعد فريضة صوم رمضان وليس قبلها لأن قولهم بأنه توفى يعنى أن الحديث كان فى العام التاسع الهجرى.
2ـ ويدل على انه صامه مرة واحدة فقط وتوفى بعدها.
3ـ ويدل على انه كان يتمنى أن يصوم يومي 9 & 10 من المحرم ولكن مشيئة الله لم تمهله.

وهو الأمر الذى يخالف روايات البخاري التي تؤكد أنّه ترك صوم عاشوراء حين فرض علي الأمّة صوم رمضان في يوم الاثنين الموافق 2من شعبان من السنة الثانية من الهجرة.

أما الإمام البخاري فإن أحاديثه بشأن ترك الصوم لعاشوراء بعد نزول فريضة رمضان ففيه استنتاجات هي:ـ

1ـ أنه صام عاشوراء مرة واحدة بالمدينة المنورة وهى السنة الأولى من الهجرة ومكث تسع سنوات بالمدينة لا يصوم عاشوراء ويفطر فيه وذلك لفرضية صيام رمضان فى السنة الثانية من الهجرة.

2ـ أما عن حقيقة حال الناس فمن بلغه انه صلى الله عليه وسلم ترك صوم عاشوراء فهو يترك صومه ومن لم يبلغه فإنه يصوم عاشوراء كما وصله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو التحليل الذي أستنتجه لمعاني ما أقرأ من الأحاديث.

*ومن عجيب ما أتت به كتب الشيخان مسلم والبخاري من تناقض في شأن صيام عاشوراء ،أن مسلم روى في الحديثين 1905و1906 أن رسول الله ترك صوم عاشوراء حين فرض عليه صوم رمضان وروى البخاري أحاديث عن صوم عاشوراء واستحبابه وقال بحرية من شاء الصوم أو الفطر .....وهكذا تجدهما وقد تبادلا المراكز في صيام لعاشوراء وترك صيامه فتجد الشيء ونقيضه في كل الصحاح!!! بل وذكر الإمام مالك أيضا في موطّئه حديثا عن ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لصوم عاشوراء.

ثانيا:ـ اختلاف تاريخ وسبب صوم عاشوراء

1ـ وهناك تناقض آخر عن سبب استحباب رسول الله صيام يوم عاشوراء فبعض الأحاديث تذكر أن رسول الله كان يصومه في الجاهلية في مكّة وأنه لما قدم المدينة أمر الناس بصيامه (صحيح البخارى4234).

2ـ وأحاديث أخرى تذكر أنه صامه لما قدم إلى المدينة حين رأى اليهود تصوم ذلك اليوم وعلم أن سبب صيامهم أن الله قد أنجى في هذا اليوم موسى وأصحابه من فرعون وجنده فقال نحن أحق بموسى منهم.

3ـ وهناك من اعتمد أنّ الاحتفال بيوم عاشوراء هو ذكرى حزينة لمقتل الحسين رضي الله عنه واستشهاده وهؤلاء هم طائفة الشيعة فهم يحزنون أشدّ الحزن في ذمرى ذلك اليوم.

فعلى أىّ منوال يكون عليه الاحتفال، وإذا ما افترضنا حدوث واقعة موسى وواقعة الحسين رضي الله عنه في هذا اليوم ،فإنه لا يصح إلاّ في شريعة الغاب أن تكيد الأمّة لبعضها البعض في هذا اليوم ،فأهل السنّة يأكلون الحلوى ابتهاجا وأهل الشيعة يذرفون الدمع حزنا على سيد شباب أهل الجنّة ، وبين الطائفتين قول المولى عزّ وجلّ يتلى بينهما حيث يقول تعالى(….قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23 .

إنّ هذا المنهج كان في عصور كانت عقول النّاس فيها تتصوّر أنّ العداء بين السنّة والشيعة هو من مواطن القربى لله ، أما في أيامنا هذه فلا شك أن العقول أكثر إدراكا في أنّ هذا المنهاج فيه عداء للقرءان والسنّة ،لأن الله يأمرنا بالاتحاد ولا يأمرنا بزيادة الهوّة بين أهل الإسلام عنادا ،

بل وترى بعض المغالين يقومون بالقتل في هذا اليوم ،فلقد قتل في ذكرى عاشوراء عام 2006 م/1427 هجرية أعدادا كثيرة من المسلمين بأيدي مسلمين في الوقت الذي اتحدت عناصر كثيرة ضدّ رسول الإسلام يسيئون إليه عبر نشر رسوم مستهجنة ، فمتى تنتبه الأمّة ؟؟؟ ....وقام البعض بالاعتداء على قباب قبور يقدّسها الشّيعة، فما كان من الشيعة إلا تخريب خمسة مساجد وإتلاف خمس وعشرون ...كذا قتل المئات من الطرفين الآثمين(كان ذلك أيام20&21&22 من فبراير عام2006 فأي عقول هذه؟؟ ومن أي ثقافة ترتوي؟؟؟.

ويا ترى أيّ القصّتين نعتمدها في سبب الصوم وتاريخه؟؟ وهل نحتفل ابتهاجا بيوم عاشوراء أم نذرف الدّمع حزنا استظهارا للمودة لأهل بيت رسول الله ؟؟؟.......وهل نتعادى في هذا اليوم أم نتّحد؟؟؟ وهل يحطّم بعضنا مقدّسات بعض أم نتلاقى فكريا عبر حوار هادئ؟؟.

فكان علىّ كمسلم أن أسأل مجامعنا الفقهية عن التناقض بين كتب الصحاح وفى كتب الصحاح؟؟ وما سر هذا التناقض بين ماهو مدوّن بصحيحي البخاري ومسلم وموطأ الإمام مالك عن ترك صوم عاشوراء وبين ما يقوله الفقهاء ؟؟ وما سرّهذا التناقض العملي الصارخ بين فئات المسلمين وعلى أي المنوالين يجب أن يكون أمرنا في هذا اليوم (فرح أم حزن)وهل هذه مسألة هامشية كما يدعى أصحاب الهوامش ؟؟؟.

هل البحث عن حقيقة السنّة من الهوامش؟؟ وهل طلب إزالة التناقض بكتب الصحاح من الفرعيات التافهة ؟؟؟ وهل اتحاد الأمّة شيء هيّن ؟؟وهل من اتخذ حديث الترك للصوم هل يكون تاركا للأحاديث التي تذكر الصوم ؟؟؟وهل من يصوم يكون مخالفا لما فعله رسول الله من ترك صوم عاشوراء.؟؟؟وما هي مهمة مركز السنّة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ؟؟؟ وما هي مهمة أساتذة الحديث بمعاهدنا العلمية؟؟؟.

إن كانت مهمة هذه الصروح إعادة طبع وتدريس الموجود فالمسألة غير محتاجة لمجهود كبير ومناصب عليا فالسنّة موجودة والمطابع موجودة وسيتم الطبع دوما للكتب بتناقضاتها ولا نحتاج كل هذه المراكز والألقاب لإبقاء الحال على ما هو عليه فالحال سيبقى رغم أنف الجميع.

والسنّة التي يجب إتّباعها في مثل هذا الأمر هو ما كان عليه رسول الله وما اختاره هو لنفسه فلا يصح من فقيه أن يقدّم مرجوحا على الرّاجح ويجب أن نرجّح فعل رسول الله في إفطار عاشوراء على تصريحه للغير بقوله من شاء صام ومن شاء أفطر فذلك هو الفكر السديد في المقارنة والاستنتاج ، ولندع ما تركه رسول الله من صوم ذلك اليوم فذلك هو عين السنّة،فضلا عمّا يحمله منهج الاحتفال بيوم عاشوراء من عدم اهتمام المحتفلين بمشاعر الآخرين من إخوانهم المسلمين الذين يتذكّرون ذلك اليوم بالحزن ،وكفانا احتفالا بنجاة سيدنا موسى في الوقت الذي لا نكترث فيه باستشهاد سيد شباب أهل الجنة ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فذلك منهج يليق بيزيد قاتل سيدنا الحسين والذي اتّخذ من أهل بيت رسول الله من النساء أسرى وسبايا تم اقتيادهن إليه في موكب نصره الملعون.

وليعلم المسلم أنه ليس بالضرورة أن يكون كلّ فكره صحيحا وكلّ فكر الآخرين خطأ فذلك عين الخطأ.
 
لا حول ولا قوة الا بالله وحسبي الله ونعم والوكيل في من كتب هذا المقال وفي من نقله
وفي من يصر اصرارا على نقل الشبه والتلبيس على الناس دينه
موضوعك لا يحتاج اجابة فقد دسست فيه ما دسست
بل الاجابة عنه نقطة نقطة ستفتح نقاشا عقديا حاد بين ما يعتقده السنة وما يعتقدة الشيعة
على كل من اراد بيان الحق في هذه المسالة فليبحث عنه خاصة في منتديات رد شبهات الشيعة
كذلك يجب عليه ان يتعلم كيف يتادب ويقول تعارض الاحاديث وليس تناقض
وكذلك وجب عليه تعلم كيفية الجمع بين الاحاديث والتمكن من اصول الفقه وعلم الحديث
هذا دين وليست عملية حسابية
وفي الاخير اقول رضي الله عن يزيد واسال الله في من يرمونه بهتانا بقتل الحسين ان يعاملهم بعدله
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى