kossity
نجم المنتدى
- إنضم
- 12 أوت 2010
- المشاركات
- 2.428
- مستوى التفاعل
- 3.895
شاهدت مؤخرا في احدى القنوات التونسية برنامجا اثار ذعري و صدمتي ، برنامج يتحدث على العنف في المحيط المدرسي و الذي بلغ اقصاه باستعمال اسلحة بيضاء داخل المعهد، مفاحشة اطفال صغار ووو .. تحدث البعض صراحة على القنب الهندي الذي يبدو مباحا حسب ما راج مؤخرا من قوانين و حسب اعلامنا الذي يظهر ذلك الشاب كا*** على انه فنان ناجح و قدوة لأبنائنا . اصبحنا نتحدث علنا على تلك الأقراص المخدرة السحرية التي تجعل مستهلكها وحشا بدون عقل.
تاسفنا كثيرا لحادثة العجوز ذات ال85 سنة و ما حدث بها ، لكن ماذا فعلنا؟ لا شيء؟
اعدام المجرم حكم لا يروق للبعض خاصة من يدعون الحداثة و حقوق الإنسان. صمت يجعلنا نتسائل اصلا ما هي الفائدة من القوانين اذا كانت لا تحمي الأفراد؟ ماهي الفائدة من عقوبة لا تتصدى لظاهرة اجرامية كهذه ؟
في الماضي تحدّث القذافي على حبوب الهلوسة ابان الثورة الليبية.
كذلك ماعرف في سوريا بجهاد النكاح، قد يكون حقيقة وقعت بعد تعاطي بعض الإرهابيين هذه الحبوب عن قصد او غير قصد. لقد تقدم العلم كثير حتى لا نتفاجئ بمفعول هذه الحبوب و نحن نعيش بجوار ليبيا ) اتعس دول العالم حاليا (
من ناحية اخرى، قد نشعر احيانا بعدم النجاعة او التقصير او حتى تواطء من بعض الوحدات الحدودية تجاه هذه الممنوعات المخدرة.
تتواصل خطى الدولة المرتعشة فلا نرى تنوعا اعلاميا ،اعلامنا لا ينشغل الا بالعري و الرذيلة ، بالتنسيق مع الوضع المزري من بطالة و فقر ..ماذا ننتظر؟ من المخجل عدد السجناء التونسيين مقابل اجمالي العدد !! هذا يدل حتما على عدم جدوى الأحكام ، من ناحية اخرى هذا العدد من المجرمين يرهق القوات الأمنية و مصالح السجون.
يبدو الأفق مظلما مع هذه الأزمة الإقتصادية و تظاعف اصحاب الشهائد العليا الذين قدمو نموذجا غير مشجع للجيل القادم و هكذا دواليك . قد يري البعض ان الهجرة هي الحل، نعم الهجرة هي الحل فهناك الحياة الٱمنة و الحقوق المحفوظة لكن كيف الوصول؟ الهجرة السرية هي الخطر الأقصى ، هي الرهان بالحياة باسرها .
هجرة الأدمغة ، رغم انهم الأقل معانات من غيرهم الا ان احلامهم و الترحيب الأوروبي يجعلان ذلك شائعا.
تتميز تونس بارقام مفزعة من حيث هجرة الأدمغة، الأدمغة التي من الأجدر أن تكون صمام الرقي بالوطن.
لا يخفى على احد موجة الإضرابات من اجل ترفيع الأجور في القطاع العام ، كل سلك يطالب بمنح اعتباطية مستندا باسلوب " العصا في العجلة" و ضعف الدولة حتى ان سائق الحافلة يتقاضى اكثر من مهندس ميكانيك ، ذلك المنهدس يشتغل في القطاع الخاص و لا يستطيع الحديث عن ترفيع دخله و نتيجة لذلك يسعى مجبرا للإلتحاق باحدى الدول الخليجية أو الأوروبية من اجل العمل .على المدى المتوسط و البعيد ستزيد الوضعية تعقيدا لأن ذلك الموظف بالقطاع العمومي كسول يتمارض و حتى إن اجتهد فهو هزيل معرفيا "مستوى ثاني".
لا ننتظر يوما التغيير من الخارج او حتى من السياسيين الحاليين فكلاهما يسعى لمصالحه و تونس لم تؤسس بعد فكرة المحاسبة ، فيكفي ان اتحدث و اكذب لأصبح رئيسا اعيش في الرخاء مع عائلتي امّا ما اقدمه للشعب فهو ثانوي لأني سأفشل و اعود للشعب لكن بثروة .. لو كان المترشح يعي جيدا ما ينتظره من محاسبة لما تجرأ على تقديم وعود لا يصدقها حتى المختل عقليا. لعل التجربة الفرنسية خير دليل فرغم مجهودات الرئيس السابق "جاك شيراك" الا انه مثل امام القضاء و حتى من بعده ، لا احد ترشح لدورتين او سعى لتنصيب ابنه .
صحيح انه لا مجال لمقارنة الوعي لدى مواطن تونسي و اخر فرنسي لكن الوعي لن يأتي ابدا من خلال برامج 'اراب ايدول' و 'ستاراڭ ' و فكرة سامي الفهري و اولاد مفيدة و مهرجان ' جيسيسي ' ..
صحيح ان الواقع مرير و الحلقة مغلقة لكن الحلول ممكنة اذا اراد الشعب ان يتحد و يحارب كل ما يظره ، منذ هروب الطاغية الى اليوم لا نرى الا تحركات مطلبية ضيقة لا تغير شيء ، الترفيع في الأجور الذي يرافقه رفع الدعم و اسعار مرتفعة لا يسمى شيء غير تضخم مالي . لكن التحرك من اجل اعلام متنوع و حر قد يساعد على كشف الامراض التي تنخر الوطن، تحرك من اجل غلق المواقع اليباحية قد يحد من ظواهر التحرش و الإغتصاب كما يفتح المجال للابداع..
كثيرة هي واجبات المجتمع المدني، صاحب الشرعية الأول لكن الهوان و الأنانية السائدة سيزيد من تقاطع الأحداث نحو نتيجة واحدة..
يتبع..