• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

" ما الجواب عن سؤال التوحش والإرهاب؟ "

ابن الداهية

متدبّر في العلوم الإسلاميّة
إنضم
23 ماي 2015
المشاركات
4.657
مستوى التفاعل
5.361
" ما الجواب عن سؤال التوحش والإرهاب؟ "

« كلما وأينما غابت المثالية ظهرت الهمجية »
ولا تبدأ أول مراحل تشكل الشخصية الهمجية إلا عندما يوجد إحساس عميق بالغبن والاضطهاد يجعل الشخص دائم الاستعداد للانتقام من مضطهديه شديد الحرص على التشفي من ظالميه فيفقده حقده وغضبه وسعيه الحثيث لاسترداد حقوقه وتوقه إلى التحرر نعمتي التعقل والتبصر كما يكسبه شعورا مخادعا بالعظمة والطهرانية لأنه يمتلك الحقيقة الدينية أو المشروعية الثورية التي تكسب كل أفعاله وأقواله القداسة أو الصدقية وتحجب عن مخالفيه إحساسه العميق بالإدانة وبالدونية ما يجعله لا يُظهر الندم إذا أجرم فيتجرد من إنسانيته يقتل ولا يتردد يستعذب التعذيب لا يتعاطف مع ضحياه ولا يجد تبريرا لهمجيته إلا بمظلوميته لأن هذا الضرب من الناس كان ومازال يحس أنه ضحية المجتمع الذي استبعده ولم يحتويه لذلك ينفر منه ويعاديه ثم يحاول جاهدا أن يؤذيه ليتخلص هو وذويه من الاستبعاد الاجتماعي والتهميش الجماعي الذي كانت فئته وما زالت تعانيه وتسبب في عجز هذه الشريحة المستبعدة عن بلورة هوية اجتماعية تنتسب إليها وعند غياب الانتساب تشعر هذه الفئات المهمشة المضطهدة المستبعدة بالاغتراب وتصبح بيئة طافحة بالتوحش مصدرة للإرهاب
والسؤال الملح ما هو هذا المجتمع البديل؟
ما هي هوية منتسبيه؟
ما مشروعهم؟
ما دوافعهم؟

كيف يمكن اتقاء شرهم؟
وهل من الممكن ردهم إلى رشدهم؟
من أين يستمدون قوتهم؟
من وما يبرر لهم همجيتهم؟
وهل من وسيلة لكبح جماحهم؟
ولا يُجاب عن هذه الأسئلة إلا بفهم السبب الذي يدعوهم إلى إزهاق أرواحهم؟
فما الجواب عن سؤال التوحش والإرهاب؟
هل الأمراض النفسية الاجتماعية هي أول أسباب تفشي الإرهاب؟
إنها المثالية التي كلما وأينما غابت ظهرت الهمجية
 
لا شيئ غير حياد الدولة وتعاليها يستوعب كل تباينات مواطنيها ويظهر إنسانية القوانين في أرقى معانيها
 
وأخيرا أُعْلِنَ انتقال الثورة المفلسة
من مأسسة الإرهاب
إلى إرهاب المؤسسة

إذا جن الليل خرب الثوار بلادي
أما لصوص النهار فساسة البلاد
يستبيحنا الكهنوت حينا باسم الجهاد
وأحيانا نُستباح من الساسة والأوغاد
 
التعديل الأخير:
أعلى