marwen124
عضو
- إنضم
- 19 أفريل 2014
- المشاركات
- 1.230
- مستوى التفاعل
- 1.443
العين حق !!!
ما رأيكم لو نجمع جيشا من "العائنين" - إن صح التعبير - و نوجه قوة أشعة أعينهم الضارة صوب إسرائيل، فنستأصل شأفة الصهاينة من أساسها و نمحوهم من هذا الوجود ؟
لماذا تستنكرون علي هذا القول ؟
أليست العين حق ؟
أليس باستطاعة العين إلحاق الضرر بالناس بمجرد رؤيتهم ؟
لماذا تستبعدون إذن إمكانية هزم إسرائيل بأعيننا الفتاكة ؟
من يؤمن بأن العين حق، يؤمن اضطرادا بأننا نستطيع أن ننتصر على إسرائيل بمجرد إمعان النظر في أسلحتها النووية .. و إلا فهو ينافي أبسط أبجديات علم المنطق، أو يعيش حالة من الشيزوفرينيا ..
خرافة "العين" تشغل حيزاً هاماً في الموروث اﻹجتماعي الثقافي و الكهنوتي، و هي لا تشذ عن القاعدة، شأنها في ذلك شأن معظم اﻷساطير و الخرافات التي لا تنافي العقل و المنطق و حسب بل تضرب بعرض الحائط كل قوانين الطبيعة و علوم الفيزياء ..
يساعد على انتشار و تجذر خرافة "العين" و غيرها، اﻹستعداد الفطري لدى اﻹنسان لتبني معتقدات "ما وراء طبيعية" بغية تفسير الظواهر الطبيعية التي يعجز عن إيجاد فهم و تفسير مادي منطقي لها ؛ فقد عبد اﻹنسان الشمس و القمر و الرعد و البرق عندما لم يجد تفسيراً لوجود هذه الظواهر و اعتبرها آلهة تستحق أن تعبد و تستلزم تقديم القرابين لها تحت إشراف و إمرة السحرة و المشعوذين ..
و نحن في هذا لا نختلف كثيراً عن إنسان ما قبل التاريخ ؛ إذ يتواجد بيننا اليوم كهنة يذوذون عن الخرافة و يحمونها تحت غطاء الدين حتى يتسنى لهم جمع اﻷموال في شكل أجور عن الرقى الواقية المزعومة، من العين الحاسدة المتوهمة ..
هكذا تتحول خرافة مثل "العين" إلى عقيدة إيمانية يصعب محوها أو حتى مناقشتها عقليا و منطقياً ..
إن التصور الشائع بين الناس عن قدرة العين على إلحاق الضرر باﻷشياء أو بالشخص المحسود هو تصور ميثولوجي خرافي بائس ! يعطي لعيون الحاسدين سلطة على الناس و قدرة على التحكم في مصائرهم و أحوالهم، وهو ما ينافي صريح المنطق القرآني الذي أكد غيرما مرة بأنه لا سلطان لمخلوق على على مخلوق آخر !
الحسد كما جاء في القرآن الكريم هو مجرد تمني زوال النعمة عن الغير .. و لا قيمة لهذا الحسد إلا إذا انتقل من مرحلة التمني إلى مرحلة التطبيق الفعلي المادي؛ أي أن يشرع الحاسد في إلحاق الضرر بالمحسود ..
يقول رب العالمين : { و من شر حاسد إذا حسد }
أفهم من اﻵية الكريمة أن الحاسد لا سلطان له إلا إذا حسد، أي أن رغبة و تمني زوال النعمة هي شعور يحتاج لتطبيق على أرض الواقع بدلالة وجود [ إذا ] في اﻵية و هي أداة شرط تشترط الفعل العيني لوقوع شر الحاسد و إلا لكانت تستقيم اﻵية بقوله تعالى [ من شر حسد الحاسد ] أو [ من شر عين الحاسد ] ...
فمن حسد جاره على سيارته الجديدة لن يصيبها بسوء بمجرد الشعور بالحسد و إمعان النظر بالعين المجردة، حتى ولو بقي يحذق فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. لكن لو كان حسده شديدا ربما ستؤزه نفسه اﻷمارة بالسوء حتى يقوم بإحداث ثقب في إطارات السيارة باستعمال اداة حادة مثلا ..
و هنا يكمن شر الحاسد ..
شر الحاسد عمل فعلي ملموس خاضع لقوانين الفيزياء و سنن الكون التي سنها الخالق عز وجل و التي لا تبديل لها إلا بإذنه !
إن تدخل اﻹنسان في مجريات اﻷحداث لا يخرج عن قوانين الطبيعة التي يسير بها الخالق هذا الكون !
و كل ما يشاع عن شر حاسد بمجرد النظر بالعين فهو محض هراء و تخريف !
في نور القرآن أيضا، عندما حسد إبليس سيدنا آدم عليه السلام و تمنى زوال النعمة عليه، لم تكن ﻹبليس سلطة على آدم إلا حين قام بتتبعه و إغوائه فانتقل الحسد هنا من مرحلة التمني إلى مرحلة التطبيق و العمل؛ ولو كانت للعين قدرة على التأثير لكان حسد إبليس ﻵدم كافياً ﻹخراجه من الجنة ..
و يقول عز وجل :
{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ }
اﻵية الكريمة هنا تبطل مفهوم الحسد و سلطة العين الشائعة بين الناس و تؤكد قدرة اﻹنسان على التغيير من نفسه و تنفي سلطة اﻵخريين على تغييره و بالتالي ليست لهم أدنى قدرة على إلحاق الضرر به.
حاول البعض اﻹستدلال بالقرآن الكريم ﻹثبات صحة اﻹعتقاد بالعين و ذلك من خلال اﻵيتين التاليتين :
الأولى قوله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام في وصيته لأبنائه :
{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }
فقد فُسِّرت دعوة يعقوب لأولاده بالتفرق بأنها حماية لهم من العين، لأنهم كانوا ذوي جمال وهيئة وكمال.
لكن التفسير المذكور غير تام إذ من الممكن أن يكون السبب وراء أمرهم بالتفرق هو حمايتهم من الأذى والملاحقة في حال دخولهم مجتمعين من باب واحد، ثم أنه لا يوجد أي شيء يدل على العين في اﻵية لا من قريب ولا من بعيد.
الثانية قوله تعالى :
{ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وما هو إلاّ ذكر للعالمين}
و هنا حمل قوله "ليزلقونك بأبصارهم" على معنى: يهلكونك ويصيبونك بأعينهم.
ويلاحظ على ذلك: بأنّ دلالة الآية على الإصابة بالعين غير واضحة، وغاية ما تدل عليه، أن الذين كفروا لشدة غيظهم ينظرون إلى رسول الله نظرات ملؤها الحقد والغضب تكاد تصرعه، وهذا التعبير متعارف ومألوف ويراد به بيان حدة النظرة ولؤم صاحبها، دون أن يكون لها تأثير سلبي واقعاً، ونظيره ما يتردد على الألسنة في التعبير عن النظرة الحانقة:"يكاد يأكلك بعينيه".
سؤال يطرح نفسه :
هل يعقل أن تكون العين بهذه الخطورة على اﻹنسان و يخلو القرآن الكريم الذي جعله الله تبيانا لكل شيء من أي تحذير صريح منها ؟
و بخصوص اﻷحاديث و الروايات في مسألة العين فهي ليست بحجة على كتاب الله، خصوصاً أن العين من القضايا ذات البعد اﻹعتقادي الذي يحتاج إلى أدلة تفيد اليقين و الوثوق، وهو ما لا يتأتى في قضايا اﻹيمانيات الغيبية إلا بآيات قرآنية قطعية الثبوت و قطعية الدلالة !
فاﻷحاديث التي يقال فيها أن [ العين من قدر الله ] و أن [ أكثر من يموت من اﻷمة بعد قضاء الله و قدره يموت بالعين ] هي في واقع الأمر روايات لا يقبلها العقل السليم، ﻷن القدر فيها يصبح خاضعا لسلطة اﻹنسان مما يترتب عليه إهانة الذات العلية و انتقاص شرط من شروط اﻹيمان؛ ونحن ننزه الرسول الكريم عن هذه اﻷقوال المنسوبة إليه زوراً و تدليسا !
و تجدر اﻹشارة إلى أن اﻹعتقاد بالعين ـ رغم شهرته ـ لم يحظ بإجماع إسلامي فقد أنكره أيضًا العديد من العلماء و الفقهاء
إن اﻹعتقاد بالعين يصيب المنظومة الكونية باظطراب كبير، يستحيل معه ظبط إيقاع الكون ..
و يولد الشك و التوجس من أشخاص طيبين بريئين من هذه التهمة ..
كما يرسخ في اﻷذهان اﻹعتراض على قضاء الله و قدره ؛ إذ يبحث الكل عن العين الضارة المسؤولة كلما أصابتهم مصيبة، متناسين قدرة الله و إرادته عز وجل ..
العين و هم كبير و خيال صنعه الفاشلون و جعلوا منها شماعة يعلقون عليها فشلهم و يبررون بها خيباتهم ..
ما رأيكم لو نجمع جيشا من "العائنين" - إن صح التعبير - و نوجه قوة أشعة أعينهم الضارة صوب إسرائيل، فنستأصل شأفة الصهاينة من أساسها و نمحوهم من هذا الوجود ؟
لماذا تستنكرون علي هذا القول ؟
أليست العين حق ؟
أليس باستطاعة العين إلحاق الضرر بالناس بمجرد رؤيتهم ؟
لماذا تستبعدون إذن إمكانية هزم إسرائيل بأعيننا الفتاكة ؟
من يؤمن بأن العين حق، يؤمن اضطرادا بأننا نستطيع أن ننتصر على إسرائيل بمجرد إمعان النظر في أسلحتها النووية .. و إلا فهو ينافي أبسط أبجديات علم المنطق، أو يعيش حالة من الشيزوفرينيا ..
خرافة "العين" تشغل حيزاً هاماً في الموروث اﻹجتماعي الثقافي و الكهنوتي، و هي لا تشذ عن القاعدة، شأنها في ذلك شأن معظم اﻷساطير و الخرافات التي لا تنافي العقل و المنطق و حسب بل تضرب بعرض الحائط كل قوانين الطبيعة و علوم الفيزياء ..
يساعد على انتشار و تجذر خرافة "العين" و غيرها، اﻹستعداد الفطري لدى اﻹنسان لتبني معتقدات "ما وراء طبيعية" بغية تفسير الظواهر الطبيعية التي يعجز عن إيجاد فهم و تفسير مادي منطقي لها ؛ فقد عبد اﻹنسان الشمس و القمر و الرعد و البرق عندما لم يجد تفسيراً لوجود هذه الظواهر و اعتبرها آلهة تستحق أن تعبد و تستلزم تقديم القرابين لها تحت إشراف و إمرة السحرة و المشعوذين ..
و نحن في هذا لا نختلف كثيراً عن إنسان ما قبل التاريخ ؛ إذ يتواجد بيننا اليوم كهنة يذوذون عن الخرافة و يحمونها تحت غطاء الدين حتى يتسنى لهم جمع اﻷموال في شكل أجور عن الرقى الواقية المزعومة، من العين الحاسدة المتوهمة ..
هكذا تتحول خرافة مثل "العين" إلى عقيدة إيمانية يصعب محوها أو حتى مناقشتها عقليا و منطقياً ..
إن التصور الشائع بين الناس عن قدرة العين على إلحاق الضرر باﻷشياء أو بالشخص المحسود هو تصور ميثولوجي خرافي بائس ! يعطي لعيون الحاسدين سلطة على الناس و قدرة على التحكم في مصائرهم و أحوالهم، وهو ما ينافي صريح المنطق القرآني الذي أكد غيرما مرة بأنه لا سلطان لمخلوق على على مخلوق آخر !
الحسد كما جاء في القرآن الكريم هو مجرد تمني زوال النعمة عن الغير .. و لا قيمة لهذا الحسد إلا إذا انتقل من مرحلة التمني إلى مرحلة التطبيق الفعلي المادي؛ أي أن يشرع الحاسد في إلحاق الضرر بالمحسود ..
يقول رب العالمين : { و من شر حاسد إذا حسد }
أفهم من اﻵية الكريمة أن الحاسد لا سلطان له إلا إذا حسد، أي أن رغبة و تمني زوال النعمة هي شعور يحتاج لتطبيق على أرض الواقع بدلالة وجود [ إذا ] في اﻵية و هي أداة شرط تشترط الفعل العيني لوقوع شر الحاسد و إلا لكانت تستقيم اﻵية بقوله تعالى [ من شر حسد الحاسد ] أو [ من شر عين الحاسد ] ...
فمن حسد جاره على سيارته الجديدة لن يصيبها بسوء بمجرد الشعور بالحسد و إمعان النظر بالعين المجردة، حتى ولو بقي يحذق فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. لكن لو كان حسده شديدا ربما ستؤزه نفسه اﻷمارة بالسوء حتى يقوم بإحداث ثقب في إطارات السيارة باستعمال اداة حادة مثلا ..
و هنا يكمن شر الحاسد ..
شر الحاسد عمل فعلي ملموس خاضع لقوانين الفيزياء و سنن الكون التي سنها الخالق عز وجل و التي لا تبديل لها إلا بإذنه !
إن تدخل اﻹنسان في مجريات اﻷحداث لا يخرج عن قوانين الطبيعة التي يسير بها الخالق هذا الكون !
و كل ما يشاع عن شر حاسد بمجرد النظر بالعين فهو محض هراء و تخريف !
في نور القرآن أيضا، عندما حسد إبليس سيدنا آدم عليه السلام و تمنى زوال النعمة عليه، لم تكن ﻹبليس سلطة على آدم إلا حين قام بتتبعه و إغوائه فانتقل الحسد هنا من مرحلة التمني إلى مرحلة التطبيق و العمل؛ ولو كانت للعين قدرة على التأثير لكان حسد إبليس ﻵدم كافياً ﻹخراجه من الجنة ..
و يقول عز وجل :
{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ }
اﻵية الكريمة هنا تبطل مفهوم الحسد و سلطة العين الشائعة بين الناس و تؤكد قدرة اﻹنسان على التغيير من نفسه و تنفي سلطة اﻵخريين على تغييره و بالتالي ليست لهم أدنى قدرة على إلحاق الضرر به.
حاول البعض اﻹستدلال بالقرآن الكريم ﻹثبات صحة اﻹعتقاد بالعين و ذلك من خلال اﻵيتين التاليتين :
الأولى قوله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام في وصيته لأبنائه :
{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }
فقد فُسِّرت دعوة يعقوب لأولاده بالتفرق بأنها حماية لهم من العين، لأنهم كانوا ذوي جمال وهيئة وكمال.
لكن التفسير المذكور غير تام إذ من الممكن أن يكون السبب وراء أمرهم بالتفرق هو حمايتهم من الأذى والملاحقة في حال دخولهم مجتمعين من باب واحد، ثم أنه لا يوجد أي شيء يدل على العين في اﻵية لا من قريب ولا من بعيد.
الثانية قوله تعالى :
{ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وما هو إلاّ ذكر للعالمين}
و هنا حمل قوله "ليزلقونك بأبصارهم" على معنى: يهلكونك ويصيبونك بأعينهم.
ويلاحظ على ذلك: بأنّ دلالة الآية على الإصابة بالعين غير واضحة، وغاية ما تدل عليه، أن الذين كفروا لشدة غيظهم ينظرون إلى رسول الله نظرات ملؤها الحقد والغضب تكاد تصرعه، وهذا التعبير متعارف ومألوف ويراد به بيان حدة النظرة ولؤم صاحبها، دون أن يكون لها تأثير سلبي واقعاً، ونظيره ما يتردد على الألسنة في التعبير عن النظرة الحانقة:"يكاد يأكلك بعينيه".
سؤال يطرح نفسه :
هل يعقل أن تكون العين بهذه الخطورة على اﻹنسان و يخلو القرآن الكريم الذي جعله الله تبيانا لكل شيء من أي تحذير صريح منها ؟
و بخصوص اﻷحاديث و الروايات في مسألة العين فهي ليست بحجة على كتاب الله، خصوصاً أن العين من القضايا ذات البعد اﻹعتقادي الذي يحتاج إلى أدلة تفيد اليقين و الوثوق، وهو ما لا يتأتى في قضايا اﻹيمانيات الغيبية إلا بآيات قرآنية قطعية الثبوت و قطعية الدلالة !
فاﻷحاديث التي يقال فيها أن [ العين من قدر الله ] و أن [ أكثر من يموت من اﻷمة بعد قضاء الله و قدره يموت بالعين ] هي في واقع الأمر روايات لا يقبلها العقل السليم، ﻷن القدر فيها يصبح خاضعا لسلطة اﻹنسان مما يترتب عليه إهانة الذات العلية و انتقاص شرط من شروط اﻹيمان؛ ونحن ننزه الرسول الكريم عن هذه اﻷقوال المنسوبة إليه زوراً و تدليسا !
و تجدر اﻹشارة إلى أن اﻹعتقاد بالعين ـ رغم شهرته ـ لم يحظ بإجماع إسلامي فقد أنكره أيضًا العديد من العلماء و الفقهاء
إن اﻹعتقاد بالعين يصيب المنظومة الكونية باظطراب كبير، يستحيل معه ظبط إيقاع الكون ..
و يولد الشك و التوجس من أشخاص طيبين بريئين من هذه التهمة ..
كما يرسخ في اﻷذهان اﻹعتراض على قضاء الله و قدره ؛ إذ يبحث الكل عن العين الضارة المسؤولة كلما أصابتهم مصيبة، متناسين قدرة الله و إرادته عز وجل ..
العين و هم كبير و خيال صنعه الفاشلون و جعلوا منها شماعة يعلقون عليها فشلهم و يبررون بها خيباتهم ..