• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

| ⏪ فيلم ''بنزين'' يجسّد معاناة عائلات المهاجرين المفقودين |

الشريط الروائي ''بنزين'' لسارة العبيدي يرصد الحياة اليومية لفئة من الشباب بالجنوب التونسي



- قدّمت المخرجة التونسية سارة العبيدي شريطها الروائي الطويل الأول "بنزين" في عرض خاص بالإعلاميين،
يوم الأربعاء بالمعهد الفرنسي بتونس. وهو فيلم يدوم 90 دقيقة من إنتاج شركة "سينرجي"،
وتمّ تصوير أحداثه بولاية قابس في نوفمبر سنة 2015.

وشارك في أحداث الشريط كل من الممثلين سندس بلحسن وعلي اليحياوي وفاطمة بن سعيدان
وجمال شندول ومكرم الصنهوري وفتحي بوسهيلة وعبد الحي مجيد
ومنصور الصغير الى جانب عدد آخر من الممثلين أصيلي المنطقة التي تم فيها التصوير.

ويعدّ فيلم "بنزين" الفيلم الروائي الطويل الأول في رصيد مخرجته سارة عبيدي التي انطلقت
في تصويره في شهر نوفمبر من سنة 2015 بولاية قابس.

وهو يتناول ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط،
ويصوّر هذه المأساة من خلال قصة شاب متحصل على شهادة جامعية في الإعلامية يهاجر خلسة إلى إيطاليا،
إلا أنه يضطر للعودة إلى أرض الوطن ليبيع البنزين على قارعة الطريق.

وتتقصّى سارة العبيدي في فيلمها أوجاع عائلة من الجنوب التونسي من خلال الأم "حليمة"
(سندس بلحسن) والأب "سالم" (علي اليحياوي) وهي صورة لمأساة مئات العائلات التونسية
التي فقدت أبناءها في عرض البحر في ظل عجز الدولة عن تشغيلهم.

والـ "بنزين" في هذا الشريط هو إشارة إلى الصورة القاتمة للشباب الذي بتعاطى مهنة بيع الوقود المهرّب
على قارعة الطرقات، نتيجة قساوة الحياة اليومية، رغم أن المخرجة لا تحمّل المسؤولية للدولة فحسب في الفيلم،
بل لبارونات تهريب البنزين أيضا لأنهم يعرّضون الشباب إلى رحلات محفوفة بالمخاطر.
وتجد الأسر نفسها متواطئة مع شبكات التهريب حتى وإن "عن غير قصد".

وتطرّقت المخرجة في الفيلم، إلى مخلفات الهجرة غير الشرعية على الأسر التونسية،
وما "سالم" و"حليمة" بطلا الفيلم إلا عيّنة من بعض الأسر التونسية التي عانت من فقدان أبنائها
الذين اختاروا الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا بعد أيام قليلة من اندلاع الثورة التونسية.

كما يصوّر الفيلم مشاهد من الطبيعة في الجنوب التونسي، فبدت قاحلة ومتقلبة، وما هذا الاختيار لتلك المشاهد
إلا للدلالة على عمق الحياة في تونس حيث استفحال ظاهرة التهريب والتوتر الاجتماعي والسياسي.

وسيتم تقديم الفيلم يوم 19 جانفي الحالي بقاعة الكوليزي بالعاصمة في عرض ما قبل الأول،
ليكون بعد ذلك متاحا للجمهور العريض بقاعات السينما بداية من 24 جانفي، علما أنه سيشارك
في المسابقة الرسمية للدورة السابعة من مهرجان الأقصر للسينما الافريقية بمصر التي ستقام
من 16 الى 22 مارس 2018 بعد أن كان قدم في عرضه العالمي الأول
في مهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور (بلجيكا) الذي أقيم من 29 سبتمبر إلى 6 أكتوبر 2017 .
 
المليارات التي تصرف على الأفلام و المسلسلات بحجة أنها تمثل الواقع لو صرفت على الواقع لغيرته !
 
أعلى