• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

"قد يحرمك نقدك لشخص ما من محبّته".

حسن الولهازي

عضو نشيط
إنضم
13 ديسمبر 2014
المشاركات
128
مستوى التفاعل
216
"قد يحرمك نقدك لشخص ما من محبّته".

يبدو أنّ هناك نوعيْن من النقد: يمكن أن ننقد بهدف الإصلاح كنقد الأب لابنه، ويمكن أن ننقد بهدف التجريح كنقد السيّد لعبده. وسنهتمّ هنا بالنوع الأوّل من النقد. في هذا النوع من النقد عادة ما يهدف الناقد (أب أو مدرّس أو صديق أو فرد من العائلة...) إلى توعية المنقود ببعض الجوانب التي تبدو له سلبية في شخصية هذا المنقود (أفكاره، وسلوكه...). لكن ماذا يجب أن نفعل إذا كان الشخص الذي ننقده لا يستفيد من نقدنا ولا يستجيب لنصيحتنا وأخذ نقدنا على أنّه استنقاص من شأنه وحطّ من قيمته ؟

الواقع أن النقد الذي يهدف إلى الإصلاح واجب. ولكن يجب أن يتعدّل حسب مدى استجابة الطرف المقابل. فالنقد أو الإصلاح أو النصيحة إذا لم تُسمع، أو إذا شك المنقود في صدق نوايا الناقد، فمن الأفضل للناقد أن يصمت ويترك الأيام هي التي تعلّم كلّ معاند ومكابر. لكن قد يكون هذا التوجّه ممكنا تجاه أشخاص ليست لنا بهم علاقة وطيدة، أولئك الذين ننصحهم فإذا عاندوا نتركهم وشأنهم. لكن ماذا نفعل تجاه المقرّبين المكابرين، المعاندين، أولئك الذين نحبّهم وننصحهم بهدف إصلاحهم فلا ينصلحون مهما فعلت معهم؟ الأفضل أن نتجنّب الوقوف على ما يقولون وما يفعلون. من الأفضل أن لا نتتبّع أخبارهم أو نسأل عنهم. وليس ذلك بدافع الاحتقار أو التجاهل. أبدا، العكس هو الصحيح، الدافع لذلك هو المحبّة والرغبة في المحافظة على ما تبقّى من احترامنا له. إذا تتبّعنا أخبارهم وقفنا على أخطائهم، وإذا وقفنا على أخطائهم تألّمنا بسبب عنادهم وفقدنا غصبا عنّا محبّتنا لهم. فلا هم انصلحوا وأراحونا ولا نحن جننا ولم نعد نرى عيوبهم. أليس الأفضل في مثل هذه الحالة هو عدم الوعي بعيوبهم، عسى أن يأتي الصمت يوما ما، بما لم يستطع أن يأتي به الكلام.
 
أعلى