نقاش أزمة الخطاب الديني

Ahmed_Saidi

نجم المنتدى
إنضم
24 فيفري 2012
المشاركات
7.508
مستوى التفاعل
13.312
هل مازالت المنظومة الفقهية التي تعود الى القرنين الثاني و الثالث للهجرة تستجيب لاسئلة المسلم المعاصر الحارقة ؟
الانعيش على وقع منظومة فقهية مرهقة و محرجة امام تسارع العصر و تتالي المستجدات ؟
هل يعيش المسلم عصره بثقة في النفس ام يعيش غربة زمانية؟

ما اقوله ليس ترفا فكريا بل هو حقيقة واقعية يلمسها المسلم وهو يستمع لخطب جمعة بعيدة عن واقعه ، يحدثه الامام عن تقويم سلوكه و عن الصلاة التي تنهى الفحشاء و المنكر لكنه لا يحدثه عن منكر الرشوة و فحشاء الاستغلال ، يحدثه عن تحريم سرقة الرغيف لكنه لا يحدثه عن سرقات الشركات و الغش في تعبيد الطرقات و سرقات اصحاب السلطة و النفوذ .يحدثه عن غض البصر و تجنب غير ذوي المحارم و يتجاهل اننا ندرس معا و نعمل معا و نناضل معا ونعيش زمن العولمة حيث نتواصل عبر الفيسبوك و انستغرام و الواتساب و تويتر .

العالم يميل الى الوحدة و التجميع بفضل تطور وسائل الاتصال و المنظومة الفقهية القديمة تميل الى التقوقع .اغلب سلوكيات المسلم و مرجعيته الفكرية منبعها السنةالنبوية اكثر من القران الكريم، و لعبت الزيادات التاريخية في السنة النبوية دورا كبيرا في تشكيل وعي المسلمين، و هي احاديث موضوعة ناتجة عن الصراع السياسي بين الفرق الاسلامية حيث اختلط الصحيح بالزائف و الحقيقة بالخرافة و قد اتخذه قوم بضاعة يطلبون بها ما عند الناس و استدروا به الولاة ، و حتى جهود علماء الحديث مثل البخاري و مسلم لانتقاء الاحاديث الصحيحة كان على اساس صحة السندلا و المتن . لم يناقشوا مثلا مسالة كيف يمكن ان يكون النبي قد تنبأ بظهور ابي حنيفة . لقد دعا ابن خلدون الى ان يكون تمييز الصحيح من الزائف هو تمييز بين الممكن و المستحيل ، اما ابن عبد البر و النووي فقد نفيا صفة الحديث الصحيح عن كل ما يخالف المنطق .

من ناحية اخرى تحول الاسلام التاريخي الى دين جديد اكثر قداسة من الاسلام المعياري كما ظهر في صفائه الاول ، فتحولت اراء الخلفاء و اجماع العلماءضمن ظروفهم التاريخية مرجعا للمسلم الحديث حتىقيل ان الاموات صاروا يحكمون الاحياء الم يقل ابو حنيفة :"هم رجال و نحن رجال " .
و انه لمن اسباب التنفير من الدين هو تحول بعض المسلمين الى رجال دين رغم انتفاء هذه الصفة في الاسلام ، و ارتدائهم الغريب من اللباس و اطالة اللحى و الوجوه المكفهرّة ، كان الرسول صلى الله عليه و سلم لا يلبس لباس غريبا عن قومه و كان مبتسما و يقول لاصحابه ؛روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فان القلوب اذا كلّت عميت" ، يحدثونهم عن الطاعة العمياء من الزوحة لزوجها و لا يحدثوهم ان الرسول كان يساعد زوجته في شؤون البيت ، و انه عند فتح مكة بنى خيمة قرب قبر خديجة و جلس الى جانب صاحبة خديجة ،
يتناسون ان الزوج و الزوجة يعملان معا و يغادران البيت سويًا و يعودا سويًا و مسؤولية تربية الابناء و شؤون المنزل مشتركة .

نحتاج الى ثورة فكرية و فقهية لن يكون اصحابها فقهاء السلطان الذين يفكرون في السيارات الادارية و وصولات البنزين المجانية . نحتاج الى علماء يفقهون الواقع و مقاصد الاسلام مثلما كان الامر مع خير الدين التونسي و الافغاني و محمد عبدة ، نحتاج فقه المقاصد الذي يحررنا من حرفية النصوص الى الاهداف الكبرى التي جاء بها الاسلام.انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، هكذا قال الرسول الكريم ، فقد كانت رسالات السماء ليكون الدين تحقيقا لسعادة الانسان ، اما اذا تحوّل الى سبب لتعاسته وشقائه و قتله فهو من فعل علماء الجهل و التخلف و المنحطين فكريا واخلاقيا .


الأستاذ سالم بولبابة
 
التعديل الأخير:
الخطاب الديني هو جزء مكمل للتربية ( الأخلاق) و تعليم و لكن إذا هدمت التربية و هدم التعليم فلا قيمة للخطاب مهم كان قويا مزلزلا و منمق للأنه لا يؤثر في سامعه و لا يحرك فيه شيئا لأن متلقي لا يدرك المعاني التي يحملها الخطاب و ليس هناك فرصة لليؤثر على سلوك
 
التعديل الأخير:
لايوجد خطاب ديني في تونس بل هو خطاب شعبة
واحكام ورب العالمين هي نفسها لا تتغير ولا تتبدل وخلل في مسلم الا لم يتقبلها علتّه تقدم وتتطور
 
العالم لا ينتظر ثورة فكرية تأتي أو لا تأتي ....سيتغير هذا الموروث غصبا عنا ...إنه موروث فاشل مفشل لكل تقدم ....كل المشاريع المرتبطة باحدى الموروث تقريبا جربت وبان فشلها ....إنتهى
 
عندما يكون دستور الدولة هو الاسلام سوف يستقيم الجميع
اما ان يكون الدستور لخدمة مصالح الاشخاص فعن اي ثورة فكرية تتحدث (شاهد المنبر الاعلامي الا ماذا يدعو)
و لك ان تطيع الله و تصبر و لك ان لا تطيعه و تظل
لان دين الله باق و نحن فانيون
و الحمد لله انه في بلدنا يوجد من الفقهاء الذين مانفكو يثبتوتنا الا الدين القويم
 
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ..." الحديث .. أي أن لكل زمان رجال يقومون لهذا الدين و لا يخشون في الله لومة لائم ,
لكن المشهد الأعلامي و التوجه السياسي و الحكومات المتعاقبة بعد الثورة كلها تبني على نفس المنوال .. تسلط الضوء على الحداثيين والعلمانيين .. نحن في ظلمة و صلاة الليل جهرية ..و "بشرالمشائين بالظلم بالنور التام يوم القيامة .." الحديث.
 
موش الكل .... لكن للاسف ثمة ناس تطالب بخطاب ديني يحلل الحرام "خدمة للعصر" تحت ضغط اليهود و النصارى
 
الواحد ساعات يمشي للجامع أقسم بالله يجيه النوم بالسيف
 
الخطاب الديني يجب أن ينتهي أصلا و لا نسمع به مجددا.
 
أعلى