- إنضم
- 30 أكتوبر 2016
- المشاركات
- 3.082
- مستوى التفاعل
- 19.638
المقدمــــة
الســلام عليكـم جمـيعا يا رفـاق
أيا سيدي كي كنت صغير، نتذكر الي كان عند جدي فرس مزيانة جابتلنا نهار حصان صغرون فرحنا بيه ياما فرحة
أيامتها كنا مغرومين بالبطل زورو و اكا الحصان متاعو الي يجي يجري كي يسمع التصفيرة و كانت طموحاتنا و آمالنا أننا على خطى زورو باش يولي عنا "تورنيدو" الخاص بنا كيفو
لكن الايام السعيدة ما تدومش برشا ، تنكبنا نهار على حادثة مست بطلنا الصغير ، اكا النهار المشؤوم الي قاد المهر للوقوع ضحية أحد الفخاخ الي كانت منصوبة للثعالب الي هاجت عالمنطقة
الإصابة كانت بليغة لدرجة أنو "لشهب" كيف ما سميناه ما نجمش يقوم جملة و ساقو من قدام تقريبا قعدت شادة في الجلدة
حاولنا نتلهاو بيه و جربنا الجبيرة و الربطة و الدواء لحمر و الداكان و شي ، الالتهاب زاد و الجرح تعفن و منظرو لا تراه عينيكم
هز جدي روحو نهار و قصد وسط المدينة للبحث عن علاج للمهر
رجع و معاه ساشيات صغار رجعتلنا أمل أنو صديقنا يرجع ينط كيف ما كان، خلطلوا جدي اكا المسحوق الي فيها و شربو للشهب
من وقتها توقف عن الأنين و غمض عينيه و رقد..رقد..و ماعاودش قام بتاتا
ما تتصوروش مقدار حزني و حزن ولاد عمي نهارتها..ما نتذكرش كرهت انسان وقتها مقدار ما كرهت جدي
كان قدامي بمظهر الوحش القاسي الخالي من الرحمة و الرأفة و المحبة
لكني كي كبرت و نسترجع تلك الايام...أيقنت انو على قد حبنا للحصان و قد رغبتنا في رؤيته حيا في سعادة ، على قد حب جدي له ايضا و رغبته في رؤيته "ميت بكرامة و بدون معاناة"
لليوم ما نعرفش الي عملو جدي نهارتها صحيح و لا غالط...لكني الي نعرفوا انو القرار مهما كان ماكانش ساهل و كان صعيب
من جهة صعيب انك تشوف كائن تحبوا و مرتبط بيه عاطفيا برشا يتعذب قدامك و يتألم في كل لحظة مئات المرات أمام ناظريك و انتي تغزرلو عاجز و ما عندك كان الدعاء.. لدرجة تخليك تتمنالو الموت باش يرتاح من عذابه و ألمه و ترتاح انتي من تمزقك و انتي تشوف فيه متعذب..لدرجة انك توصل تسببلوا الموت بيديك باش تمنحوا الراحة الابدية..
من جهة اخرى ، شكون اعطى لجدي الحق انو ينهي حياة "لشهب" ؟
شكون قال انو "لشهب" حب يموت ساعاتها و ما حبش يكبش في الحياة و يصارع من اجلها و من اجل حقه في انو يعيش و يكبر و يتزاوج و يعيش دورة حياته كاملة؟
الشكشوكة الفكرية متاعنا، تزيد تتعقد أكثر و أكثر كان تخرج من عالم الحيوان لتطال عالم البشر
شنوا يكون شعورنا كان جاء مكان "لشهب" انسان؟
شنوا يكون شعورنا و يكون قرارنا كان انسان عزيز علينا برشا و مرتبطين به عاطفيا لدرجة الجنون كابن او والد جاء في وضعية "لشهب"
نشوفه يصارع الألم قدام عينيا و يتعذب و يتجرع مرارة المعاناة صبحا و مساءً و على مدار اليوم و الاسبوع و الشهر و السنة و العمر؟
شنوا يكون قرارنا ؟
شنوا الفعل الصائب ؟
أي مقياس نحتكم إليه باش ناخذوا قرارنا ؟
عاطفتنا و مشاعرنا ؟ القانون؟ الأخلاق؟ الشرائع و الأعراف الدينية؟ المنطق؟ العلم؟ المنفعة الشاملة للجميع؟
تي شنوا الصحيح ؟
نزيدوا نهبلوا أكثر لو الإنسان هذا الي نحبوه برشا و معذبنا حالو ، يطلب بنفسه بأن نمنحه "موتا كريما"
نزيدوا ندخلوا في حيط كي يتوسل لنا بحكم المحبة و القرابة و بحكم الرحمة و الانسانية ان نرحمه من عذابه و نخلصه من جحيم آلامه و نخليوه يرقد في سلام
شنوا نعملوا ؟
نسمعو كلامه و نحترمو رغبته الأخيرة و نرتكبوا جريمة انسانية ؟
نقولولو لا خاطر القانون و لا الدين و لا غيرو يمنعنا و نكونوا انانيين، يبقى هو يتعذب باش احنا ما نهزوش ذنب فوق كرومتنا؟
ماهو القرار الصائب؟
في موضوعنا اليوم سنتناول المسألة في بعدها الدولي و نشوفو اهم الحالات المثيرة للجدل في العالم و كيفاش تجاوب معاها المجتمع
من ثم الجزء الثاني نشوفو الموضوع في تونس شنوا وضعه
سادتي الكرام ، الموضوع ليس هدفه الإفتاء بالتحريم أو الجواز ، و ليس التبييض او التشجيع على أي ممارسة
الموضوع هو فكري أساسا ، نطرحوا قضية باش تدور في مخاخنا بطريقة إنسانية منطقية هدفها الاول و الاخير البحث عن العدالة..البحث عن القرار الصائب الي يكفل تحقيقها..عدالة شاملة من جميع الزوايا لكافة البشر على سطح هذه المعمورة.
يتبع
(الرجاء عدم الرد حتى النهاية و شكرا)