• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

"الحـق في المــوت بكرامـة"... « Euthanasia » بين الحِرمة و الرحــمة!

Black_Hole

كبير مراقبي المنتدى العام
طاقم الإدارة
إنضم
30 أكتوبر 2016
المشاركات
3.082
مستوى التفاعل
19.638

المقدمــــة



الســلام عليكـم جمـيعا يا رفـاق




أيا سيدي كي كنت صغير، نتذكر الي كان عند جدي فرس مزيانة جابتلنا نهار حصان صغرون فرحنا بيه ياما فرحة

أيامتها كنا مغرومين بالبطل زورو و اكا الحصان متاعو الي يجي يجري كي يسمع التصفيرة و كانت طموحاتنا و آمالنا أننا على خطى زورو باش يولي عنا "تورنيدو" الخاص بنا كيفو

لكن الايام السعيدة ما تدومش برشا ، تنكبنا نهار على حادثة مست بطلنا الصغير ، اكا النهار المشؤوم الي قاد المهر للوقوع ضحية أحد الفخاخ الي كانت منصوبة للثعالب الي هاجت عالمنطقة

الإصابة كانت بليغة لدرجة أنو "لشهب" كيف ما سميناه ما نجمش يقوم جملة و ساقو من قدام تقريبا قعدت شادة في الجلدة

حاولنا نتلهاو بيه و جربنا الجبيرة و الربطة و الدواء لحمر و الداكان و شي ، الالتهاب زاد و الجرح تعفن و منظرو لا تراه عينيكم

هز جدي روحو نهار و قصد وسط المدينة للبحث عن علاج للمهر

رجع و معاه ساشيات صغار رجعتلنا أمل أنو صديقنا يرجع ينط كيف ما كان، خلطلوا جدي اكا المسحوق الي فيها و شربو للشهب

من وقتها توقف عن الأنين و غمض عينيه و رقد..رقد..و ماعاودش قام بتاتا


ما تتصوروش مقدار حزني و حزن ولاد عمي نهارتها..ما نتذكرش كرهت انسان وقتها مقدار ما كرهت جدي

كان قدامي بمظهر الوحش القاسي الخالي من الرحمة و الرأفة و المحبة

لكني كي كبرت و نسترجع تلك الايام...أيقنت انو على قد حبنا للحصان و قد رغبتنا في رؤيته حيا في سعادة ، على قد حب جدي له ايضا و رغبته في رؤيته "ميت بكرامة و بدون معاناة"

لليوم ما نعرفش الي عملو جدي نهارتها صحيح و لا غالط...لكني الي نعرفوا انو القرار مهما كان ماكانش ساهل و كان صعيب

من جهة صعيب انك تشوف كائن تحبوا و مرتبط بيه عاطفيا برشا يتعذب قدامك و يتألم في كل لحظة مئات المرات أمام ناظريك و انتي تغزرلو عاجز و ما عندك كان الدعاء.. لدرجة تخليك تتمنالو الموت باش يرتاح من عذابه و ألمه و ترتاح انتي من تمزقك و انتي تشوف فيه متعذب..لدرجة انك توصل تسببلوا الموت بيديك باش تمنحوا الراحة الابدية..

من جهة اخرى ، شكون اعطى لجدي الحق انو ينهي حياة "لشهب" ؟

شكون قال انو "لشهب" حب يموت ساعاتها و ما حبش يكبش في الحياة و يصارع من اجلها و من اجل حقه في انو يعيش و يكبر و يتزاوج و يعيش دورة حياته كاملة؟

الشكشوكة الفكرية متاعنا، تزيد تتعقد أكثر و أكثر كان تخرج من عالم الحيوان لتطال عالم البشر

شنوا يكون شعورنا كان جاء مكان "لشهب" انسان؟

شنوا يكون شعورنا و يكون قرارنا كان انسان عزيز علينا برشا و مرتبطين به عاطفيا لدرجة الجنون كابن او والد جاء في وضعية "لشهب"

نشوفه يصارع الألم قدام عينيا و يتعذب و يتجرع مرارة المعاناة صبحا و مساءً و على مدار اليوم و الاسبوع و الشهر و السنة و العمر؟

شنوا يكون قرارنا ؟

شنوا الفعل الصائب ؟

أي مقياس نحتكم إليه باش ناخذوا قرارنا ؟

عاطفتنا و مشاعرنا ؟ القانون؟ الأخلاق؟ الشرائع و الأعراف الدينية؟ المنطق؟ العلم؟ المنفعة الشاملة للجميع؟

تي شنوا الصحيح ؟



نزيدوا نهبلوا أكثر لو الإنسان هذا الي نحبوه برشا و معذبنا حالو ، يطلب بنفسه بأن نمنحه "موتا كريما"

نزيدوا ندخلوا في حيط كي يتوسل لنا بحكم المحبة و القرابة و بحكم الرحمة و الانسانية ان نرحمه من عذابه و نخلصه من جحيم آلامه و نخليوه يرقد في سلام

شنوا نعملوا ؟

نسمعو كلامه و نحترمو رغبته الأخيرة و نرتكبوا جريمة انسانية ؟

نقولولو لا خاطر القانون و لا الدين و لا غيرو يمنعنا و نكونوا انانيين، يبقى هو يتعذب باش احنا ما نهزوش ذنب فوق كرومتنا؟

ماهو القرار الصائب؟



في موضوعنا اليوم سنتناول المسألة في بعدها الدولي و نشوفو اهم الحالات المثيرة للجدل في العالم و كيفاش تجاوب معاها المجتمع

من ثم الجزء الثاني نشوفو الموضوع في تونس شنوا وضعه


سادتي الكرام ، الموضوع ليس هدفه الإفتاء بالتحريم أو الجواز ، و ليس التبييض او التشجيع على أي ممارسة

الموضوع هو فكري أساسا ، نطرحوا قضية باش تدور في مخاخنا بطريقة إنسانية منطقية هدفها الاول و الاخير البحث عن العدالة..البحث عن القرار الصائب الي يكفل تحقيقها..عدالة شاملة من جميع الزوايا لكافة البشر على سطح هذه المعمورة.




يتبع

(الرجاء عدم الرد حتى النهاية و شكرا)
 

الحق في "الموت بكرامة"

أو

الموت الرحيم « Euthanasia »


كلنا نعرفوا الي الحق في الحياة أهم الحقوق الأساسية للإنسان و كلنا نعرفوا الي الديانات السماوية و مختلف الشرائع الدينية و المعتقدات تعتبرو حق مقدس يستند إلى تكريم الإنسان و حرمة الإعتداء عليه بسلبه هذا الحق.

هذاكا الي يخلي جريمة القتل من أبشع الجرائم و أعلاها في سلم الجريمة و كل قوانين العالم تسعى جاهدة لمعاقبة المعتدين بأشد عقاب يمكن

كل الديانات و معظم الفلاسفة و المفكرين يقروا الي الحياة ماهياش ملك الانسان، هي ملك الخالق و هو وحدو الي يحقلو سلب حياة اي انسان

لكن بتقدم الطب و العلم و التفكير الانساني ، لقات البشرية نفسها في معضلة فكرية و منطقية و اخلاقية ، وقت مالحالة الي عشناها مع جدي و حصاننا لشهب تكررت المرة هذي مع البشر ، وقتها كان لازم نعملو شوي recul و نعاودو ننظرو للموضوع من عدة زوايا ، لعل و عسى نلقاو طريق العدالة الانسانية.



« Piergiorgio WELBY » مواطن إيطالي من مواليد 1945، شاعر و فنان و سياسي ، شخصية بارزة في الشارع الإيطالي

من عام 1960 بدات معاناة بيارجورجيو من مرض "حثل العضلات " Muscular dystrophy الي تقريبا عملو شلل كامل في عضلات جسمو الكل

حاول انو يحارب المرض لكن دون جدوى و مالقى حتى حل و الوضعية متاعو ماشية و تسوء

حالة بيارجورجيو الصحية ساءت لدرجة انو إبتداءً من سنة 1997 عضلات الجهاز التنفسي متاعو بدورها تشلت و معادش تجاوب و من وقتها كان لزاما عليه انو يشد السبيطار و يعدي عمرو يعيش تحت جهاز التنفس الاصطناعي

كان المتنفس متاعو الوحيد ، اتصالو بالانترنيت مع العالم الخارجي

لكن مرة اخرى صحتو دخلت في حيط و معادش ينجم يستعمل الحاجة الوحيدة الي كان يستعملها لاستخدام الحاسوب و هوما اصابعو

تعذب برشا و هو يشوف عذاب و معاناة عائلته معاه و الي كانت مجبرة على تحمل تكاليف المستشفى طالما و هو تحت الماكينات

الشئ الي خلاه يفد مالعيشة متاعو الي ما جات شي حسب ما يشوف و يقرر انو يرفض العلاج و يطلب نزع اجهزة التنفس عليه

لكن الطاقم الطبي رفض و محبلوش و خلاه معلق لا حي لا ميت يشوف في المعاناة و ساكت

في 22 سبتمبر 2006 ، بيارجيوجيو عمل محاولته الأخيرة لطلب الموت، عمل فيديو خاطب فيها الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو شخصيا و قالو: « Caro Presidente, lasciami morire » (سيدي الرئيس، خليني نموت)


تفاعل الرئيس الإيطالي معاه و جاوبو : عزيزي بيارجيورجيو أتعاطف معاك بشدة و أحترم رغبتك ، خليني نشوف الفاتيكان تو نرجعلك

و بعدها قالو ليك ربي

انقسم الشارع الإيطالي شقين : ناس معارضة بشدة و أغلبهم بخلفية دينية و ناس ليبرالية تنادي باحترام رغبة الفرد و قراره

بين هذا و هذاك، و بين بلاتوات التلافز الي تحكي و الراديوات و الصحف، قعد بيارجيورجيو يعاني و يقاسي نهار بعد نهار و شي

حتى لين نهار طبيب مبنج ، وحدو وحدو حسم المسألة و فصل أجهزة التنفس على بيارجيورجيو و مكّنوا من حقه في الموت بسلام

شعلت الدنيا عالطبيب و تعرض للملاحقات القضائية و تم فصله من عمله.

رفضت الكنيسة الكاثوليكية إقامة الصلاوات في جنازة بيارجيورجيو و خرجت بيان قالت فيه انو عبر عن رغبته في الموت و هذا في حد ذاته منافي للتعاليم المسيحية و انو بذلك خرج عالملة و لا يجوز تأبينه و لا طلب المغفرة له

الجدل في الموضوع هذا كان حامي برشا ، خاطر لحكاية كانت شكشوكة بالرسمي ، هل بيارجيورجيو عندو حق و إلا لا و علاش و هل الطبيب مذنب و قاتل و لا ما عمل شي سوى انو تعامل بانسانية مع المريض متاعو؟


رسالة المواطن الإيطالي بيارجيورجيو ويلبي للرئيس





يتبع

(الرجاء عدم الرد حتى النهاية و شكرا)

 
التعديل الأخير:
نزيدو نصعبوا الحكاية ، وقت ما طلب الحق في الموت ما يجيش من عند المريض و المعني بالأمر شخصيا ، الي يكون وصل لدرجة معاناة تخليه معادش ينجم يطلب ذلك ، يعني الموافقة الشخصية متاع المريض غير موجودة


نفس الحالة متاع جدي و الحصان متاعنا، وقت ما كناش نعرفوا يا ترى الحصان كان موافق يموت و إلا لا




نفس الحالة متاع قصة الفتاة « Nancy CRUZAN » و هي فتاة أمريكية كان عمرها 25 سنة نهار 11 جانفي 1983 ، مع التسعة متاع الليل في طقس شتوي عاصف و ممطر تفقد السيطرة على سيارتها و تتقلب بيها عدة مرات و تتنطر هي مالسيارة و تجي طايحة في هفهوف



بعد 12 دقيقة، وصلت سيارات الإسعاف و النجدة و لقاوها في حالة كارثية دون تنفس او نبض، لكن بالجهود المبذولة تمكن المسعفون من إنعاش قلبها الي رجع للخفقان و رجعت الحياة فيها من جديد.


هالـ 12دقيقة الي قعدهم قلبها ساكت ، تسببوا أنو الدم يتوقف عن الدوران و تغذية خلايا الجسد و منها خلايا الدماغ الحساسة


للأسف برشا خلايا في مخ نانسي تعرضت للتلف و معادش باش تتجدد نهائيا و أدى هذا بها في نهاية المطاف للوقوع في حالة مرضية نادرة أسمها "الحالة الخضرية الدائمة " « Persistent vegetative state »



نانسي كانت حيّة ، تتنفس و دمها يدور و أعضائها الحيوية تعمل بشكل جيد لكنها فقدت الإدراك و الوعي بمحيطها


نانسي ما عاد عندها حتى إرادة ، فقط بدنها كان يتفاعل و يتحرك بطريقة لا إرادية مستجيبا للمؤثرات الخارجية


حتى بؤبؤ عينيها، ما يتحركوا كان بطريقة لا شعورية وقت ما تصوّب تجاههم ضوء يجهر


نانسي لا عاد تنجم تاكل و لا تشرب و لا تتكلم و لا تعبر و لا تدرك


فقط كائن حي عندو تصرفات و افعال عبارة عن ردات فعل حسية للمؤثرات الخارجية


نانسي أصبحت كيما النباتات تماما بل أسوء ، ما تتنفس كان تحت الاجهزة الإصطناعية و ما تتغذى كان بأنبوب موصول مباشرة بمعدتها


بقات نانسي عالحالة هذي لمدة 5 سنوات ، حتى لين والديها تعبوا و معادش يتحملوا يشوفوا بنتهم نوارة عينيهم في الحالة هذيكا ، مجرد كائن أشبه بالنبتة أو ربطة معدنوس (مع إحتراماتي للذات الإنسانية)


والديها تعذبوا و تعبوا برشا مالنواحي الكل ، نفسانيا و جسديا و ماديا زادا ، بما انو علاج نانسي في المستشفى كان يكلفهم 100.000 دولار امريكي سنويا و هو مبلغ كبير يصعب تحمله لحالة لا تبدو عليها اي بوادر للامل و تقريبا نسبة الشفاء كانت 0%


سنة 1988 والدي نانسي طلبوا رسميا من المستشفى، فصل اجهزة التغذية عن بنتهم و تركها تموت في سلام بعيدا عن الالم و المعاناة ، لكن المستشفى رفض تحمل المسؤولية و طلب إذن قضائي لتنفيذ ذلك


عاد الوالدين اتجهوا للقضاء الأمريكي و رفعوا أول قضية في تاريخ المحاكم الأمريكية تطالب بالحق في الموت الرحيم


في الوقت هذاكا كان الدستور الأمريكي يضمن حق أي مواطن أمريكي في رفض العلاج شريطة أن يكون قراره الشخصي بكل استقلالية و بدون اي ضغوط خارجية


لكن في قضية نانسي ، الحكاية كانت معقدة ، فكيف ما قلنا القرار ما كانش شخصي لنانسي خاطرها اصلا كانت ماهياش واعية و ماهياش مدركة للي يصير ، فوق هذا ما كانتش تتعاطى دواء باش يمنعوه عليها ، بل ما طلبه والداه هو سحب انبوب التغذية منها و تركها تموت من الجوع


في سبيل كسب الحكم لصالحهم، والدي نانسي جابوا صحابها القدامى متاع الجامعة و السكن و العمل و كلهم اجمعوا على انو نانسي كانت انسانة مرحة و حركية و حسب شخصيتها كانت تفضل الموت على ان تحيا حياة كيما هكاك و بذلك كسبوا القضية


لكن جمعيات و منظمات دينية محافظة إستأنفت الحكم و نقضت الحكم


والدين نانسي عقبوا على الحكم و كسبوا حكم قضائي نهائي و بات في سبتمبر 1990 يقضي بفصل انبوب التغذية عن نانسي


نهار 26 ديسمبر 1990 ، نانسي فارقت الحياة بعد 12 يوم من فصل انبوب التغذية عليها و قضيتها الهبت اوساط الشارع الأمريكي



قضية نانسي تخلينا نسألوا هل القرار الي اتخذته المحكمة كان قرار صائب و لا ؟


هل فصل التغذية عن انسان و التسبب بقتله عمدا هو قرار انساني ؟


لكن من جهة اخرى، علاش ما نشوفوش الشطر لاخر من المسألة ، وقت انو شفاء نانسي كان مستحيل و انو الموت كان رحمة ليها هيا و لعائلتها الي تعبت برشا ماديا و نفسيا ، و زادا للمرضى الاخرين الي كانوا هوما اولى ببلاصة نانسي في المستشفى


شنوا القرار الصائب ؟








يتبع

(الرجاء عدم الرد حتى النهاية و شكرا)

 
الشكشوكة و الخبيلة ما تاقفش عند الحد هذا ، كل مرة تطلع حالة أعقد ملي سبقت


قضية نانسي شفنا فيها انو عائلة المريض ينجموا يتفاهموا أنهم ينهيوا حياتو بالنيابة عنو


لكن كان ا ما تفاهموش ، شعملنا و اش جاء مليح ؟


« Terri SCHIAVO »فتاة أمريكية ، يوم 25 فيفري 1990 وقت ما كان عندها 26 سنة من العمر، تيري تعرضت لسكتة قلبية توقف خلالها قلبها عن الخفقان و توقف الدم عن الدوران في جسمها



النجدة جات بسرعة و تم إنعاشها و إنقاذ حياتها ، لكن نقص الأكسجين تسبب في تلف خلايا دماغية عديدة خلاتها تدخل في "الحالة الخضرية الدائمة" تيري كانت في حالة لا وعي ، لا تاكل لا تشرب لا تتنفس لا تتكلم لا تعمل اي حركة إرادية ...فقط كائن حي بالآلات الطبية


بعد 8 سنين من المعاناة و الألم، زوج تيري قدّم طلب بفصل أنبوب التغذية الي كان يغذيها و يخليها على قيد الحياة


وافقت المحكمة على طلب الزوج و تم فصل الانبوب


لكن والدي تيري اعترضوا و خذاو حكم مستعجل باعادة ربط الانبوب ، و رجع كيما كان


لهنا لحمت بين الام و الاب من جهة و بين الزوج من جهة اخرى


الام و الاب كانوا كاثوليكيين و شافوا الي هذا جريمة قتل في حق ابنتهم و ان حياتها بيد الله و ما عندهم ليها كان الدعاء


زوجها كان يشوف ان شفائها مستحيل و لذلك اكراما لها من باب الرحمة انها تموت في سلام و ترتاح و يرتاح هو من تكاليف المستشفى الباهظة و ايضا تفضى بلاصتها في المستشفى لغيرها من المرضى المحتاجين


استمرت المحاكمات و المرافعات 7 سنين كاملة ، اكثر من 14 جلسة للمحكمة ، نقاشات و شهود و منظمات و رجال دين و فلاسفة و اطباء و الشعب الكل دخل في هالشكشوكة


في النهاية ، المحكمة حكمت لفائدة الزوج


تم فصل انبوب التغذية عن تيري في 18 مارس 2005 و توفيت تيري نتيجة الجوع و الجفاف يوم 31 مارس 2005 بعد 15 سنة كاملة من الحالة الخضرية الدائمة ، 15 سنة بنفس الحالة و دون اي تقدم و تحسن في حالتها 15 سنة من المعاناة و الالم و العذاب ليها و للناس الكل الدايرين بيها.





الحالات هذي، تكررت برشا في المشهد الدولي في السنوات الأخيرة و دفعت الدول الأوروبية و مشرعي القوانين و الدساتير إلى إعادة النظر في الموضوع قصد الموازنة بين حقوق الإنسان و الأخلاق و بين رغبة الفرد الذاتية و حق الكرامة الانسانية


في بلجيكا تم إلغاء عقوبة القتل الرحيم و لي يساعد فيه إبتداءً من 22 ماي 2002 و سنة 2014 تم إلغاء القيود العمرية للموت الرحيم لتصبح بلجيكا أول دولة في العالم تجيز الموت الرحيم حتى للاطفال و القصّر


في سويسرا الموت الرحيم مسموح فقط بطلب من المريض شخصيا و بعد إستشارة لجنه طبية عليا


في لوكسمبورغ ، تم تنقيح القوانين المحلية في 16 ماي 2009 تسمح بالموت الرحيم بكافة اشكاله


في فرنسا ، الموت الرحيم ممنوع قانونيا ، لكن من سنة 1998 يتم غض النظر عن تتبع المخالفين عدليا او محاكمتهم باحكام مخففة


في الولايات المتحدة ، اقرت 5 ولايات امريكية رسميا بحق الانسان في الموت بكرامة


في كندا ، في 17 جوان 2016 أصبح الموت الرحيم مشرعا قانونا بكافة اشكاله شريطة الموافقة الطبية



605px-Euthanasia_in_Europe.png

Sans_titre.png




يتبع

(الرجاء عدم الرد حتى النهاية و شكرا)
 
التعديل الأخير:
الموت الرحيم في تونس


في تونس ، طفى موضوع القتل الرحيم على سطح الأحداث لأول مرة في جانفي 2016، عندما ظهر مواطن تونسي اصيل معتمدية بوحجلة (علي السهلاوي) أب لطفلين ذوي إعاقات عضوية متعددة, في إحدى القنوات التلفزية متوجها بنداء استغاثة الى السلط الجهوية من اجل التدخل لإنهاء معاناة ابنيه الصغيرين من جراء الحالة الاجتماعية الصعبة للعائلة وغياب موارد الرزق و قد وجه مطلبا كتابيا في الغرض.


كان ردّ الشارع التونسي مستنكرا، تابعه رد من الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري بلفت نظر و تنبيه للقناة التلفزية التي مررت هكذا موقف.


رسميا نشر ديوان الإفتاء التونسي «فتوى» جديدة ديسمبر 2016 عبر مفتي الجمهورية السيد عثمان بطيخ تفيد بإن «القتل الرحيم» محرّم شرعا و لا يجوز في كل الأحوال تنفيذ وصية المريض الذي يرغب بالموت.


قانونيا لا يوجد في تونس تشريع قانوني يتعاطى المسألة بصورة قاطعة و حاسمة و المشهد القضائي تحومه الضبابية و الفصل الوحيد المقارب الممكن إعتماده في هكذا حالات هو الفصل 214 من المجلة الجزائية و الذي يعاقب بالسجن لمدة 5 سنوات كل من شارك او ساعد في جريمة الاجهاض و هذا ما يطرح العديد من نقاط الإستفهام حول الثغرات القانونية في الموضوع.


علما أن الدستور التونسي نصّ في الفصل 38 أن "الصحة حق لكل إنسان" لكنه لم يذكر مسألة "حق المريض في رفض العلاج"


كيف سيتعاطى القانون مع حالة مريض قرر من تلقاء نفسه رفض العلاج ؟


هل سيتم إجباره على العلاج و خرق ميثاق منظمة الصحة العالمية المقدس لمبدأ "موافقة" المريض ؟


ام سيتم احترام رغبته و منحه "الحق في رفض العلاج" ؟


شنوا الفرق إذن في هذه الحالة بين "رفض العلاج" و "الموت الرحيم" إذا كان العلاج هنا هو الوحيد الضامن لبقاء المريض على قيد الحياة ؟




يتبع

(الرجاء عدم الرد حتى النهاية و شكرا)

 
الخــلاصــــة


ختاما ، الموضوع معقد و موش من الساهل إتخاذ قرار و الحسم في المسألة بصورة جذرية

من جهة فأنو الإقرار بالحق في الموت الرحيم هو إقرار أيضا بتشريع الانتحار و إلا شنوا الفرق بين مريض حب يموت و يرتاح و بين انسان déprimé حب يضع حد لحياته ؟

باهي و كان أقرينا مشروعية الانتحار و سيبنا اللعب من مبدأ حرية الانسان في جسده ، وقتها زادا لازم نقبلوا المتاجرة بالاعضاء البشرية و الدعارة و غيرو من التصرفات اللأخلاقية

من جهة ثانية ما نجموش نغضوا البصر عن المعاناة و الألم و نبرروا سلبيتنا بتشريعات دينية ربما نكون أخطأنا تفسيرها و تأويلها

فمنطقيا شنوا الفرق بين مريض حب يضحي بنفسه باش يرتاح و يرتح عائلتو ماديا و يعطي فرصة لغيرو يستنفع بمكانه في المستشفى و بين جندي عمل عملية استشهادية من اجل عائلته ؟

ما همش حالتين يشبهوا شوي لبعضهم ؟



نعرف الي طولت برشا في الموضوع لكني حاولت نلخص اكثر ما يمكن و نقصت شطر الحالات و الحكايات

في إنتظار تقبل أرائكم و إنطباعاتكم لكم مني جزيل الشكر سلفا


نشوفكم في شكشوكة أخرى و سلاما



إنتهى


إعداد و تقديم :black_hole

فكرة : hamouda1

 
التعديل الأخير:
1
في الحالة الخضرية الدائمة
حسب رايي الاقارب ليس لهم الحق في قرار انهاء حياة المريض ارى انهم اتخذوا قرار اناني
و في حالة المريض الايطالي
المريض اتخذ قرار اناني
=
ليس له الحق في تحريم عائلته من رؤيته فب بعض الاوقات

2
لو لم يتخذوا هذا القرار الاناني ربما يساهموا في انقاذ حياة الاخرين لو انتضروا و تحملوا و امنو بالعلم لربما وجد العلم حلا عن طريقهم !!
صلحلي كان غالط

ملا شكشوكة يا بلاكهول
:85:
 
التعديل الأخير:
يوم الجمعة 2 فيفري 2018 ... الساعة 3 صباحا , والدي في قسم الاستعجالي بالرابطة يعاني من ضيق شديد في التنفس ... شكارة السيرو في يدو ... و الماسك متع الأوكسيجين يغطي وجهو ... و هو يحاول بلا هوادة و بجهد جهيد أنو يرفع يدو و ينزع قناع الأوكسيجين ... و احنا نرجعو , هو ينحيه و احنا نرجعوه ... جيت بجنبو نكلم فيه و نستجدي فيه يا بابا يعيشك يا بابا يهديك نحبوك تبرا نحبوك ترجع لاباس ... ولى يدور في راسو و كأنو يحب يقول حاجة ... نزعت عليه القناع شوية و نشوف فيه كيف استجمع كل ذرة قوة في بدنو بش يقلي بصوت ضعيف و واهن : نحب نموت...
مشيت نجري للطبيب جاه و كتفلو يديه في الفرش و عيط للبقية و انا ماعادش انجم نقعد في الغرفة أكثر و نشوف أكثر بعد ما سمعت بابا شنية آخر كلمة قالهالي ... مشيت لآخر الكولوار و بكيت آش بكيت و قعدت نسأل في اخوتي من بعيد بالاشارة حتى لين جاو جماعة الصباح طردونا الكل ما قعد حد بحذاه أو حتى في الكولوار ...
يوم الجمعة 2 فيفري ... الساعة 10 و نصف ... الوالد في ذمة الله
 
شكشوكة فكرية كيف العادة ..

انا شخصيا نشوف انو رغبة المريض هي المفصلية .. لو لا امل في شفاؤو و هو راغب في الموت الرحيم فله ذلك ..

ما عدا ذلك يعتبر قتل .. في الحالة متاع الخضرية الدائمة بما انو الانسان ماهوش واعي اذا فلا يجوز التدخل و وضع حد لحياته ..

موقفي اقرب للسويسريين ..

رغبة الانسان مع تقرير مفصل من الاطباء بإستحالة علاجه ..

و إن شاء الله الواحد على قد الصحة على قد العمر ..

سلام ..
 

مرض المواطن الإيطالي هو نفس مرض “ ستيفن هوكينغ” والأخير مات موتة ربي بعد حياة حافلة بالإنجازات . كي نشوف هالمثالين أتردد في الإدلاء برأيي .

بالنسبة للجانب للديني : لو كانت مصاريف التداوي على عاتق الدولة راكم شفتو فتاوي يمين ويسار تبيح القتل الرحيم..
 
أعلى