marwen124
عضو
- إنضم
- 19 أفريل 2014
- المشاركات
- 1.229
- مستوى التفاعل
- 1.437
انتشرت هذه الصورة في عديد صفحات الفيسبوك
وهي تظهر كرسيين منصوبين في مقدمة المسجد لأصحابها الذين يريدون حجز الصف الأول في المسجد
طبعا هذا لم يأتي من عدم كما يعتقد الكثيرون ولكنه متأتي من عديد الروايات التراثية التي تصف فضل الصف الأول في صلاة الجماعة "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه" صحيح البخاري
وعلى هذه الشاكلة تعج كتب التراث الإسلامي بمثل هذه الرويات التي تمسخ فضل العمل وتعمير الأرض والأخلاق وتختزل مفهوم الدخول إلى الجنة ومغفرة الذنوب في بعض أمور بسيطة يمكن أن يؤديها أي شخص
أمثلة أخرى من هذه الرويات هي الرويات التي يسمونها "الفقهاء" بأحاديث فضائل الأعمال مثل حديث "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا" وأحاديث كثيرة تدعو إلى التكاسل لمغفرة الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر بمجرد بعض الكلمات التي تقال في بضع دقائق
ويمكن أن تكسب بعض الحسنات بقتل حيوانات خلقها الله مثل الوزغ: "من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك"
إن هذه الثقافة الاختزالية المحقرة لقيمة العمل والأخلاق في دورها لدخول الجنة وتهميش تعمير الأرض وتعويضها بمفهوم "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" هو الذي جعلنا في ذيل الأمم وجعلنا قابعين في الأسفل ظانين أن الغرب يتأمرون علينا والحقيقة أن المؤامرة ليست إلا في عقولنا التي جعلتنا نتخيل ذلك لأننا عاجزون عن الحركة ومسلوبو الإرادة
سيقول قائل أنك كاذب في ادعائك فالإسلام يثمن من قيمة العمل والأخلاق وتعمير الأرض لكن هذا يعني وجود العديد من الروايات التراثية التي تتضارب حتى مع القرآن ومع العقل والمنطق والواقع فمالفائدة من انتاج عقل مشوه يتجاذبه مفاهيم متناقضة فيما بينها
المرفقات
التعديل الأخير: