charrada
عضو ذهبي بالمنتدى العام- إنضم
- 24 فيفري 2012
- المشاركات
- 2.733
- مستوى التفاعل
- 6.701
لا شك أن الكاتب و أمثاله يعلمون جيدا أن المسألة تتجاوز الخاشقجي و بدوي و غيرهم فلو كانت المسألة مسألة مبادئ لانتفض هؤلاء عند إغتيال الصحفية المالطية "دافنة غاليزيا" منذ سنة أو ضد الإغتيالات و الإيقافات التي تطال الصحافيين يوميا في شتى أنحاء العالم. قد يستغرب الكاتب و منتهجي مذهبه أن أهل جلدتهم، أي اليسار الجديد، هم السبب في كل المصائب التي حدثت و تحدث فهُم في إطار طموحهم الكوني (العولمة) يريدون طمس كل ماهو أصيل و تقليدي سواء كان ذلك متأتيا من اليمين المسلم، المسيحي أو غيرهما. نفس هذا اليسار إنزعج كثيرا من فوز ترامب بالإنتخابات ليس بسبب توجهاته اليمينية أو لأنه لن يخدم مصالحهم فذلك أمر مفروغ منه و لكن لعدم ضمانهم أن يقوم بالمهمة في صمت كما فعل أسلافه.. بصفتي مهاجر كان يمكنني أن أكون من مشجعي اليسار الجديد لا سيما بسبب شعاراته الرنانة حول العدل، الإنسانية، حق الهجرة و التنقل و ما إلى ذلك إلا أن - و بالعودة إلى المبادئ- مبادئي تمنعني لأنني أعلم جيدا الفرق بين ما يقوله المرء، ما يَنشُدُهُ و ما يمكنه تحقيقه.
السعودية من الدول القليلة التي وقفت ولا تزال تقف في وجه هذه الموجة اليسارية الكونية التي تضحك على العقول و تحاول إقناعها -أي هاته العقول- بأنها وجدت الوصفة المناسبة لعالم حر و نقي من الحروب و المشاكل.. و لذلك لن نتوقف عن مساندتها.
كان يمكن للمرء أن يتغاضى مثل العادة عن ما يروجه أمثالك من تهم زائفة وأراجيف مفضوحة, كما كان يمكن أن لا يعير المرء أي اهتمام للخلط الفظيع للمفاهيم ومحاولات تركيب الأمور بطريقة تشبه سرير بروكرست إلى جانب الشخصنة والتهم الباطلة’ غير أنه ما ورد في أخر ما كتبت يعتبر تجني ودعششة مفضوحة بما أن السعودية هي في نهاية المطاف ليست أكثر من داعش التي نجحت ,كان يمكن أن تكون اليوم الرقة تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الرياض غير أن التاريخ ليس التاريخ .هل يمكن أن نعتبر من يقول أنه يقف مع السعودية شخص سوي وخاصة في موضوع يتناول بالتحديد القتل البشع والمتعمد لشخص مسالم دخل يقضي شأن ما في قنصلية بلاده ومن المفروض أن تكون تلك القنصلية مصدر للأمان والطمأنينة غير أن المسكين قطع قطع صغيرة وألقي بجسده في المواسير أي دولة هاته التي تساندها حتى الميت لا يهنئ فيها بقبر .أنت فعلا في حاجة إلى مراجعة حقيقية لقناعاتك التي تتبجح بها والتي منعتك من مساندة اليسار الجديد .السعودية التي تقف ضد هذا اليسار المزعوم بودي أن تبين للقراء ذلك .ما هو هذا اليسار نظريا على الأقل وكيف عمليا كانت السعودية تقف أمام ما يضمره للمسلمين من شرور مخفية ومفضوحة ,إلا إذا كنت تعتبر كندا دولة يسارية , فوفق ذلك تصبح معذورا وكما يقال ليس على العاجز أو نحوه حرج .