• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

نقد وتحليل وجوه عزازيل

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

ابن الداهية

متدبّر في العلوم الإسلاميّة
إنضم
23 ماي 2015
المشاركات
4.657
مستوى التفاعل
5.361
نقد وتحليل وجوه عزازيل
نقطة البحث
" لماذا ظهر عزازيل في كل مكان وأطل بوجهه من خلال كل إنسان؟"
عزازيل تحفر عميقا في تاريخ المقدس لتجتث من الأعماق بذر الوهم برأسيه عقدة الكهنوت وعقيدة الكهان ثم تفصل بينهما وبين الإيمان في أجمل ملحمة نقدية لتسييس ثم تطويع الأديان وهي من الروائع السردية ليوسف زيدان الذي ألبسها لبوس الدراسة اللاهوتية ونفخ فيها روح محقق المخطوطات التراثية ليتسنى له محاكمة التاريخ واستنطاق الماضي متحررا من كل القيود التي تحد من حرية المؤرخ وتمنع المحقق حتى من مجرد ابداء الرأي ليحافظ عملهما الأكادمي على سمتيْ الحياد والتجرد وهذا ما لا يُشترط في عمل الأديب والروائي والقاص فما لا يقوله المؤرخ وما يتهيبه المحقق ينطق به الروائي لا يخاف اللوم ولا التثريب لا لجهله بالوقائع أو لعدم اطلاعه على المصادر بل لأنه ليس مطالبا بكل هذا التحري والتدقيق فذا أمر متروك لأهل الدراية والتحقيق لذلك تجد يوسف زيدان الروائي يذكر أحداثا لم تقع وأخرى وقعت على وجه غير الذي ذكره في روايته وهذا ما ينطبق على عزازيل الذي تحمل الرواية اسمه لكنها تقدمه بوجه غير الذي ظهر به في الكتاب المقدس حيث ظهر بصورة أشبه ما تكون بصورة السامري في القران لكن الراوي ذكر أن عزازيل شيطان ثم جعل منه صوتا للحقيقة يحب الحياة ويتكلم بالحكمة بعد أن كان في الكتاب المقدس مغضوبا عليه مهددا بالذبح كقربان من قرابين عيد الكفارة ثم طُرد وعزل فاعتزل الجميع وهام على وجهه في الصحراء
هذا هو بطل الرواية بوجوهه الثلاثة
-يظهر مرة بوجه شيطان
-وأخرى بوجه حكيم
-وثالثة بوجه ضحية
وهذه الوجوه الثلاثة هي الأكثر ظهورا في الرواية وعليها مدار أحداثها وشخصياتها وقد اجتهد زيدان في تعريتها وإماطة اللثام عنها واسقاط كل أقنعتها لتظهر على حقيقتها أي أن عزازيل قد ظهر في كل أحداث وأشخاص الرواية فهو أظهر معالمها واللبنة الأهم في تشكيل عالمها
لقد ظهر عزازيل في كل مكان وأطل بوجهه من خلال كل إنسان
-ظهر عزازيل بوجوهه الثلاثة في بيت " هيبا " الشخصية الأهم في الرواية ظهر هناك في الصعيد في بيت ريفي يسكنه صياد وزوجه وابنهما هيبا الذي يحدثنا عن أهل قريته المسيحيين الذين كانوا يقاطعون الوثنيين ويعتزلونهم لينزوي كهان المعبد الفرعوني في جزيرة يقيمون عليها معبدهم ويتفرغون لعبادتهم وكان والد " هيبا " يبيعهم سمكه فوشت به زوجته وحدثت أهل القرية بصنيعه فبادروا إلى قتله أمام كهان المعبد الذين وقفوا عاجزين وكان " هيبا " يراقب هذا المشهد الدامي في عجز تام واستسلام لقد فقد والده وأمه التي تزوجت أحد قتلة أبيه ومع ذلك لم يحدثنا عن باقي التفاصيل بعد أن كشف لنا في أمه أقبح وجوه عزازيل لقد اجتمع في أمه وأبيه وجهي الشيطان والضحية وفيه ظهر وجه الحكيم الذي فقد أمه ووالده ولم يفقد عقله لم يواجه قتلة أبيه بل هجرهم على أمل أن يخلصهم يوما من عللهم بعد أن يتعلم الطب والرهبنة فيداوي بالطب أجسامهم ويشفي بالدين أرواحهم لم يدر الانتقام ولا القصاص بخلده ولم يبيت الشر لأهل بلده بل عقد العزم على أن يصبح من الكهان ليخلص أهله وأمه من أقبح وجوه عزازيل ألا وهو وجه الشيطان
كيف سيحقق هذا اليتيم المكلوم هدفه وماذا سيفعل هيبا المضطرب المذبذب المبلبل
لن يتخلص هذا الحكيم من الاضطراب الذي يعمق فيه كل حين الاحساس بالاغتراب وهذا ما يظهر جليا في كل مراحل حياته وفي معلوماته
ولنضرب لذلك أمثلة
كان هيبا يمقت رق الرهبنة وأغلالها ومع ذلك يسعى جاهدا ليصبح من رجالها ولما نالها حرص على اعتزالها مزق ثيابها أكثر من مرة لكنه كان يعود إليها في كل مرة ليرتدي سربالها متناسيا رقها وأغلالها ولعله ما غاص في اليم إلا ليتخلص من الألم
ومذ دخل الإسكندرية بدأت رحلة المتناقضات روح تحلق في سماء الفضيلة وجسد متلطخ بدنس الرذيلة
صاحب القداسة هيبا يستعذب خيانة أوكتافيا ويعذب مرتا أما هيباتيا فتشعره لأول مرة بوحشية القتل على الهوية وتذكره مصيبته المنسية فيغضب على المسيحية ولولا نسطور لطمس كل مشاعل النور ومع كل هذا الجد والتشمير فإن مواقف هيبا تظهره بمظهر الغر الساذج الصغير الذي يعتقد أنه سينال الخلاص والقداسة في هذه الدنيا وينسب إلى شعائر دينه ما ليس منها
-يوجب الحج عنده إلى بيت المقدس
-يقدم عيد القيامة على أسبوع الآلام
-ينسب إلى الكتاب المقدس ما ليس منه ويخلط بين الأناجيل والأسفار
-يخبر أن يوحنا إبن خالة المسيح عليه السلام
وهذا دليل على أن عزازيل ظهر في هيبا بكل وجوهه ظهر فيه بوجه الحكيم كما أسلفنا وظهر فيه بوجه الضحية الذي يتجرع ألم القتل ولوعة الفراق فيحيا مضطربا في غاية الاضطراب والحيرة ولا أدل على ذلك من فلتات لسنه التي ذكرنا بعضها ولعل أبرزها إحساسه بالموت قبل الموت كيف يحس بهذا الإحساس راهب مدار حياته على المجاهدة والتزكية لولا ما يعانيه من الاغتراب والتيه بسبب مآسيه
" لماذا نموت قبل أن نموت؟ "
وكل هذا الألم لم يعصمه من أقبح وجوه عزازيل الذي ظهر فيه بوجه الشيطان في أكثر من مكان صاحبه من بيت أوكتافيا إلى كوخ مارتا أو مرتا
لذلك وغيره فراهبنا هيبا لا يشبه رجل الدين المسيحي يحن إلى أرض تتجاور فيها المعابد يحزن لأفول دين الفراعنة وخراب معابدهم وغياب الهتهم
كأن هيبا أراد منا أن نقول للكهان
" لا تنظروا إلى معبد الإنسان ولا إلى كنيسته بل انظروا فقط إلى إنسانيته "

خطه عبد الملك بن طاهر ضيفي
ابن الداهية

31950265_2095478740468172_5581292134088048640_n.jpg
 
و يا حبذا نشر البهجة و السرور و الموجات الأجابية عوض عزرايين في هذا الطقس الخروفي.
 
و يا حبذا نشر البهجة و السرور و الموجات الأجابية عوض عزرايين في هذا الطقس الخروفي.
صديقي عزازيل هو الإسم العبري لابليس أو الشيطان وهو ليس بعزرائيل ملك الموت في موروثنا الاسلامي.
ادعوك لقرائة الرواية القيمة جدا بالحقائق التاريخية الواردة فيها وبالأسلوب الروائي المنتهج لسرد وقائع جدت في فترة من أحلك فترات المسيحية عرفت صراعات بين الكنائس.
 
طرح يوسف زيدان المسلم عن طريق رواية عزازيل ومن وجهة نظر تاريخية بصفته باحث وعالم مخطوطات عدة تساؤلات ظلت لقرون محل صراع بين المسيحيين.
شخصيا، اعتبر الرواية عمل فني وتاريخي ممتاز استطاع الروائي من خلاله النبش في الموروث الديني والانساني بصفة عامة وأرغم القراء على البحث والتدقيق في عديد الوقائع التاريخية التي كانت مغيبة.
 
وعلى ذكر قصة عزازيل انصح أيضا بمشاهدة فيلم AGORA رغم تحفظي على الطريقة التي صور فيها اليهود كملائكة مقابل المسيحين.
 
البهجة والسرور والإقبال على الحياة أمور طيبة لا يفسدها نقد أو تحليل هذا النص

و يا حبذا نشر البهجة و السرور و الموجات الأجابية عوض عزرايين في هذا الطقس الخروفي.
 
التعديل الأخير:
كيف يُتهم يوسف زيدان بسرقة روايته لمجرد مشاحنة بين أقران تلقفها الإعلام ثم نفخ فيها لكنه لم يورد أي دليل يعززها أو يظهر وجاهتها
وهو لا يعترف بوجود المسجد الاقصى في فلسطين
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى