استراتيجية جديدة لدعم السياحة الرمضانية فى تونس

cortex

كبار الشخصيات
إنضم
11 نوفمبر 2006
المشاركات
7.362
مستوى التفاعل
5.252
427p.jpg

أنوار تونس العاصمة طقس رمضانى خاص

أيام قليلة ويغادر رمضان بلاد المسلمين بعد أن أقام فيها شهرا كاملا لتعود الحياة اليومية الى طبيعتها بالنسبة إليهم، بعد أن انقلبت الموازين وأصبح ليلهم نهارا ونهارهم ليلا، وتقلص عدد السياح فيها متأثرا بأجواء رمضان الذى حكم عليهم بمجاراة نسقه.

وتعتمد أغلب الدول العربية والإسلامية خاصة لدفع عجلة إقتصادها على السياح الذين يتوافدون عليها سنويا بالآلاف والذين تراجع عددهم بشكل ملحوظ حسب افادات أهل الإختصاص.

ومن بين هذه الدول نجد تونس التى تسعى جاهدة إلى الخروج من هذا الإشكال بخلق أفكار جديدة تجعل السائح لا يغير وجهته إلى مكان آخر خلال شهر رمضان.

المتجول نهارا فى العاصمة التونسية يلحظ أنها تستفيق متأخرا كسلى إلا من بعض المؤسسات ذات الصبغة الإدارية لتنطلق بعض المطاعم والمقاهى "بخجل" فى تقديم الوجبات لغير الصائمين مخفية ألذ الأطباق بستائر من كل الجهات وتقول هنا السائحة الإيطالية ايفون: "قدمت إلى تونس فى النصف الثانى من هذا الشهر، وكنت أعلم أنه شهر الصيام عند المسلمين رغبة منى فى معرفة تفاصيله عن كثب، وقد وجدته قاس نوعا ما، إن لم يكن على التونسين فإنه عليّ كسائحة، فأنا أسعى جاهدة أن لا أتناول شيئا أمامهم احتراما منى لمشاعرهم، وتضيف ايفون أن انعدام الحركة ساعات الإفطار شيء جميل ويدعو للتساؤل، كيف يوحّد هذا الشهر بين المسلمين فى كل شيء، ساعة الإفطار، تشابه الاطباق المقدمة وغيرها؟".

وختمت ايفون حديثها فقالت: "زرت تونس فى الصائفة الماضية وعدت إليها هذه السنة لأكتشف أنها أجمل بعيدا عن شهر الصيام".

وقد ساند الفرنسى فريدريك ايفون الرأى وأضاف فقال: "إن ليل تونس خلال شهر رمضان أجمل بكثير من نهارها، فالعاصمة تسهر حتى الصباح فى أجواء ممتازة وخاصة فى المدينة العتيقة، سواء من خلال المقاهى المنتشرة فى كل الأماكن والمقدّمة لأقداح من الشاى والقهوة العربى والحلويات التونسية، زائد الدندنات التى يقدّمها عازف عود فى بعض المحال، دون أن أنسى ذاك الطبق الفنى الشهى الذى يقدّمه لنا مهرجان المدينة بتونس، لكن العيب الوحيد هنا هو أن المدينة العتيقة تذهب فى سبات عميق نهارا".

*أجواء رمضانية فى النزل

تراجع عدد السياح القاصدين الوجهة التونسية خلال شهر رمضان يؤكده أصحاب النزل وقد قال مدير أحد الفنادق بالعاصمة محمد زهران بوسعايدي: "عادة ما يشهد الموسم السياحى فى تونس خلال هذه الفترة تراجعا فى عدد الوافدين بعد انتهاء فصل الصيف، زد على ذلك قدوم شهر رمضان الذى كان له تأثير على وجهة السياح لإدراكهم بأنه شهر صيام عندنا، بالنسبة لنا ولتنشيط الأجواء فى نزلنا نسعى إلى تعريفهم بهذا الشهر ونشركهم عند الإفطار بما أننا نجهزه للعرب المقيمون عندنا، وهو ما نال استحسانهم كما تعجبهم السهرات الرمضانية هنا".

ويضيف محمد بوسعايدى فيقول: "يجب أن تتضاعف الجهود فى المواسم القادمة لتلافى الوقوع فى خطر هجر السياح للوجهة التونسية، والبحث عن البديل بسبب شهر رمضان لأن البوادر تؤكد ذلك".

* لم تراجع عدد السياح العرب؟

إذا كان شهر الصيام هو سبب تقلص عدد السياح الأجانب إلى تونس وخاصة العاصمة بما أن باقى المدن السياحية لم تتأثر كثيرا بهذا الشهر، فإنه سبب رئيسى فى تراجع عدد السياح العرب - ونسبتهم هامة فى السياحة التونسية تصل إلى ثلاثين بالمئة- خلال هذه الفترة وهو ما تؤكده ايمان المعمرى مسؤولة تجارية بأحد نزل العاصمة معللة حسب ما أفادت به أن غياب الأجواء الرمضانية عن العاصمة السبب الرئيسي، لذلك فالمآذن لا تنطلق فى تلاوة القرآن إلا قبيل الإفطار بدقائق مع الغياب الكلى للمدائح والأذكار التى تصدح بها مختلف المحلات، فلا دليل على شهر رمضان فى تونس حسب رأيهم إلا عند خلو الشوارع من المارة موعد الافطار.
ليتجه السائح العربى "من ليبيا والجزائر خاصة" فى هذه الفترة إلى مصر والمغرب بحثا عن هذه الأجواء المفقودة فى تونس".

* دراسة شاملة لتأثير رمضان على السياحة التونسية

تعى السلطات التونسية بهذا التراجع وتسعى إلى إيجاد حل جذرى له فى المواسم القادمة بما أن شهر رمضان سيحل فى فصل الصيف موسم الذروة بالنسبة إلى السياحة التى يرتكز عليها الإقتصاد التونسى بنسبة هامة.

وقد انطلقت وزارة السياحة وكل المسؤولين عن هذا القطاع فى اعداد دراسة شاملة واستراتيجية عمل على مدى الأعوام التسعة القادمة التى سيحل رمضان فيها صيفا.
فهل ستتمكن هذه الدراسة من ارضاء السياح الاجانب -عربا وأوروبيين- أم أنه سيقع تفضيل جهة عن أخرى؟

الأكيد أن السياحة التونسية والعربية مطالبة فى هذه الفترة بخلق أفكار جديدة تخرج بسياحتها من مجرد توفير بحر وأماكن أثرية إلى دمج شهر رمضان كوسيلة لجلب السياح باستغلال العديد من النقاط الإيجابية فيه لتطوير السياحة فيكون بذلك نقطة قوة لديها لا العكس.


 
فعلا أخي كلامك صحيح السائح لم يجد النكهة اليومية في رمضان الا أن الدولة تسعي الي تطوير السياحة قدر الامكان إلى دمج شهر رمضان كوسيلة لجلب السياح
 
أعلى