إخسر وفارق ...

[Ali.GHRIBI]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخسر وفارق وقول ملا راحه *** وخلي كلام العيب في مطراحه

لميت زادي وزوادي وعبيت المخلة بما تيسر من بسيسة وشريحة كرموس وزبيب وكل حاجة نستحقها لسد الرمق وتكون خفيفة وتصبر أكثر وقت ممكن تفقدت الصوارد اللي عندي حسبتهم وخبيتهم تحت دبشي.

قررت الهجرة من ها البلاد اللي ماعادش فيها قعاد ... وناس باكري قالوا اللي يبيعك بالفول بيعوا بالقشور ... والله حتى القشور ياسر فيهم.

عمي اللي هو أقرب الناس ليا ... سندي وقت اللي تطيح بيا الدنيا باعني بلا دلال .. ياخي موش قالوا كان جعت عليك بأخوالك وكان إنظمت عليك بعمامك ... وكيف يجيك الظيم من عمك ؟؟؟ على شكون باش تتكى ولشكون باش تشكي همك؟

مات بابا وأنا صغير دوب ما بديت نفهم الدنيا ... والوالدة جاو أخواتها وهزوها بالسيف وعطوها لولد عمهم ... آش قلك تهجلت صغيرة والناس ما ترحمش.
تربيت في دار عمي في وسط أولادو كايني واحد منهم وما حسيتش الفرق بيني وبينهم لين جاء النهار الأحرف اللي خطب فيه الشيخ متاع البلاد مريم بنت عمي لولدو ... تعرضت وقلت أنا ولد عمها أولى الناس بيها والظفر ما يطلعش م اللحم ... ياخي عمي طفاني وحقرني وضحك عليا قدام الميعاد.

شديت صحيح وبعثتلو أعيان البلاد ... ترجيتو ... جبهيت عليه ... النافع ربي ... ظلامت الدنيا في عينيا وطلبت رزقي وحقي اللي كان يتصرف فيه م اللي مات بابا في بالي باش نضغط عليه ويعطيني مريم ...

الشكوى لربي يا اللي خصيمك الحاكم ... عمي حكَم الشيخ بيناتنا وكان حكم الشيخ عادل عادل عادل ... رزقي وحقي ياخوهم عمي تعويض على لهوتو بيا وتربيتو ليا طيلة خمسطاش عام.

رميت المخلة وقربة الماء فوق الحصان تلفتت ورايا نودع في البلاد سملت بسم الله وقصدت ربي هايم على وجهي ما نعرفش وين ماشي.



يتبع

 

[Ali.GHRIBI]

هزيت زادي وزوادي ... توكلت على الله وانطلقت مانيش عارف وين نمشي سوى أني متجه نحو الغرب.
عمري ما خرجت ولا سافرت م اللي خلقت ... حدي حد الكتاب والدار والسانية.
عمي الله يسامحو تاجر وفلاح وكان يخرج كل مرة مع واحد من أولادو للتجارة وأنا كنت لاهي بالفلاحة ما نفهمها كان هي حرث وزرع وحصيدة وتربية مواشي وخيول ... ع القليلة تعلمت منها الصبر وركوب الخيل وتعلمت زادة نصنع أكثر الأدوات الفلاحية ونصلحها وزيد تعلمت نداوي الهوايش ... خرجني من هاذم نضيع.

قصدت ربي في الصباح بكري بعد ما تفقدت صفايح الحصان وحطيت تحتي سكينة صغيرة وقادومة " شكون يدري ع البلاء " كيف زرقت الشمس كنت بعيد ع القرية مسافة عشرة أميال والا أكثر ... كنت دوب ما شاد اللجام ومسيب الحصان يمشي وحدو وأنا كل مرة نشرد مع أفكاري ويسرح عقلي وتتعدى حياتي الكل قدام عينيا ... لوجت على تصاور بابا وأمي ما نلقى كان تصاور مضببة وموش واضحة ... وكل مرة نلقى تصويرة مريم وعمي وشيخ البلاد.

مع نصف النهار خلطت لغابة نلقى في أطرافها عين متاع ماء ... وقفت باش نرتاح ويرتاح الحصان ويسرح ويشرب ... بردت حالتي وكليت ما كتب وجيت في ظل شجرة وتكيت ... سرحت كيف العادة مع أفكاري لين خذاتني عيني ورقدت.

يتبع

 

[Ali.GHRIBI]

فقت م النوم على حس حوافر متاع خيل جاية من بعيد ... جبدت الحصان ماللجام متاعو ودخلت نجري للغابة ... ربطت الحصان بعيد شوية ورجعت نشوف آش ثمة ...

نلقى قافلة فيها يجي 40 نفر ... منهم عشرة على الخيل مسلحين والباقي على ساقيهم ومعاهم بغال وجمال محملين بالسلع ... أيا قلت هذه قافلة متاع تجار ناب عليا بيها ربي تونسني في سفرتي وهميت باش نهبط نمشيلهم ... نتلفت نلقى واحد منهم رابط حصاني ويكركر فيه وماشي للقافلة وهو يقول :
- يا قايد ... نهار اليوم قسمو جراي هانا زدنا دبرنا حصان
قام واحد م جماعة القافلة وهو حاط يديه على السيف متاعو باين عليه القايد اللي كان متوجهلو الراجل بالكلام وقال :
- قوموا زيدوا لوجولي على مولاه أكيد تخبي كيف شافنا ... ما ترجعولي كان بيه ... خلينا نزيدوا نبيعوه مع العبيد.

جمدت في بلاصتي وتقطع عليا النفس وسبيت اللحظة اللي خممت نرقد فيها واللحظة اللي خممت فيها في الهجة ... وقعدت نلوم في روحي على رجوعي نطل على القافلة وندمت اللي ما هربتش.

أما ساعة القضا ليها غفلة ...

بديت نجبد في روحي بالشوية بالشوية لتالي وأنا كل خطوة نقول تشديت لين لقيت حفرة كبيرة تحت شجرة دخلت فيها وبديت نجبد في الأغصان والقش ونغطي في روحي ... وقلت لازم يمشوا خليني نمنع روحي ومن بعد يعمل الله دليل وقعدت هكاكة لين طاح الليل وظلامت الدنيا وهوما مازلوا نازلين عند العين ما مشوش ... وبدى الجوع والعطش يعطوا في مفعولهم وبديت نخمم نمشي نسلم روحي واللي عاملو ربي يصير.


يتبع

 

[Ali.GHRIBI]

كلاني الجوع والعطش وأنا متخبي في الحفرة وبديت نخمم باش نقوم نسلم روحي ومن بعد رجعلي شاهد العقل وقلت طول عمري عايش تحت جناح عمي لحمي ودمي نخدم فيه بحق وحقيقة وما لقيتش فيه الخير وباعني بلفتة يا من قال يشدوني ويشريني واحد بالفلوس ... الموت ما تجي كان مرة واحدة وإذا نموت حر توة خير من نموت عبد محكوم فيا نتباع ونتشرى كيف الزايلة بعد 100 سنة.

قررت باش نقعد في بلاصتي ونستنى للصباح ... العين قريبة نشرب منها بالنسبة للماكلة هاي الغابة واللي ينوب بيه ربي مليح وقعدت هكاكة في الحفرة ... جوع وعطش وكمل عليا البرد.

مع الفجر نفيق كان في الدنيا ماكلة بعضها سيوف تضرب في بعضها وعياط وزياط خرجت راسي شوية باش نشوف نلقى جماعة العصابة نازلين في بعضهم ضرب الميت ميت والمجروح مجروح وهاك الأسرى هاربين داخلين للغابة اليدين والساقين مسلسلين ... قعدت متردد نخرج من بلاصتي والا لا ومن بعد قلت خليني نشوف الساعة وين باش ترصي

ساعة من زمان وما يبقى م العصابة كان زوز أفراد وكان ماكلهم التعب وزيد مجاريح ... ما اهتموش بحالتهم والا باصحابهم اللي ماتوا ركبوا كل واحد على حصان ودخلوا للغابة يلوجوا على الأسرى


يتبع ....

 

[Ali.GHRIBI]

الزويز اللي منعوا م العصابة ما تلهاوش بحالتهم ركبوا عالحصنة ودخلوا للغابة يلوجوا ع الأسرى اللي هربوا ...

وقتها أنا استغليت الفرصة وخرجت من بلاصتي مشيت نجري شربت وهزيت في يدي شوية ماكلة نلقاها في بلاصتهم وسيف نلقاه قدامي ورجعت طول للحفرة تخبيت لين تركح الرجل ويبات الحس ونخرج.
أنا رجعت للبلاصة والجماعة جابوا الأسرى وجاوا ... حطوهم قدامهم فرد صف يجي ثلاثين نفر مسلسلين وهبط واحد من حصانو حط سيفو على كتفو وبدا يمشي ويجي قدامهم وهو يصيح :
- الله لا تربحكم ... وجوه البومة ... ثمانية رجال قتلوا بعضهم في جرتكم ... توة تقولولي شكوني الطفلة اللي تعاركوا عليها والا والله لا يبقى منكم واحد حي
ويهز سيفو للسماء ويهبط على رقبة راجل يجيب الراس في شيرة والجهامة في شيرة ... وبدا العياط والبكا في صفوف الأسرى ... يرجع القطعي يمشي ويجي قدامهم ويقول :
- هذا ماهو الا البداية ... كل مرة نسأل السؤال وما تجاوبونيش نهبط على راس واحد منكم ... وكل واحد وزهرو ... وتوة قولولي على شكون كانو يتعاركوا ؟
هو هز سيفو الفوق باش يهبط على واحد منهم وأنا ما نعرفش آش صارلي هزيت السيف وخرجت من بلاصتي وقتلو :
- توري في رجوليتك على أسرى مسلسلين وشطرهم نساء ... إيجاني راجل لراجل توة نوريك
وجريتلتو وانا مشرع السيف للسماء ... يتلفتلي ويقول :
- شكون ها الكلب اللي ينبح
ويجري جايني وعينيه تقول شاعلة فيها النار


يتبع ....

 

[Ali.GHRIBI]

القطعي جرى وجاني ... والأسرى ما يكونوش م العاكسين يجروا جرية وحدة ويطيحوه يكبوه على وجهو ويبركوا عليه وقدر ربي أنو السيف متاعو ترشق في كرشو طاح ميت على بلاصتو ... القطعي الثاني كيف شاف المشهد يلكز الحصان وسشق الخلاء .

هاك الوقت تلفتت للجماعة وحمدت ربي على سلامتهم وحليتلهم قيودهم ... أنا هكاكة مازلت مانيش مستوعب الحكاية يجيني راجل كبير م الأسرى يحط يدو على كتفي ويقلي :
- الله يرحم والديك وليدي ... منتعنا الله يمنعك من شبايك البلاء
- ما عندي حتى مزية
- آش اسمك الساعة
- غسان يا بابا
- نتشرفوا ... تعرف وليدي اللي أحنا توة ولينا ملكك بحكم قانون الرق اللي سايد في البلاد ...
هو ما زال ما كملش وان قتلو :
- عتقكتم ... أنتم أحرار
وتعالت الزغاريد والعياط في صفوف الأسرى لكن الراجل الكبير هز يدو يسكت فيهم وقال .
- الله يرحم والديك وليدي ... لكن هذا موش كافي القطعي اللي هرب عدك بيه يجيب جماعتو ويجي وكاينك لا منعتنا لا عتقنا ... أول حاجة يلزمنا نهربوا من هنا قبل ما يجونا.
- وين نمشوا يا بابا
- وليدي أحنا برشة والخيل الموجودة شوية وزيد حرام نهربوا ونخلوا ها الرزق مطيش لذلك لازمنا نعرفوا وين نمشوا.
- أول حاجة نبعدوا صاحبكم الميت من هنا ونهزوا ندفنوه في بلاصة أخرى وفي الثنية نخمموا وين نقصدوا ربي.

لمينا ما تبقى م القافلة والخيل والبل والبضايع وهزينا الميت وقصدنا ربي ...



يتبع ....

 

[Ali.GHRIBI]

عبينا القرب بالماء ولمينا القافلة والخيل والسلاح متاع القطعية وهزينا الميت وقصدنا ربي ... في وسط الغابة أكرمنا الميت ودفناه بعد ما صلينا عليه الجنازة ... ومن بعد تلمينا باش نتفاهموا على حل ... قام عم محمود الراجل الكبير وقال :
- حسب رايي ما يمنعنا كان الجبل " جبل الاكليل " بعيد وفيه برشة مغاوير نتخبوا فيه مديدة لين نمنعوا ومن بعد كل واحد يقصد ربي وين يحب
قام واحد آخر قال :
- يا عم محمود جبل الاكليل بعيد مشي سبعة أيام وفي كل لحظة يمكن العصابة تخلط علينا
قال عم محمود :
- بعيد مشي سبعة أيام صحيح كيف نتوجهولوا طول للغرب أما أحنا باش نطولوا الثنية باش نضيعوا العصابة ... نمشوا للجنوب سبعة أيام ومن بعد سبعة أيام للغرب ومن بعد سبعة أيام للشمال.
هنا قلت أنا :
- السفرة طويلة وخطيرة وأحنا خمسة وأربعين شخص كل واحد والراي والهدف متاعو ... يلزمنا أول حاجة نتفاهموا على قايد للرحلة ووللقافلة.

وتفاهمنا اللي عم محمود هو القايد وانطلقت الرحلة ... نمشوا في الليل ونتخبوا ونرتاحوا في النهار وعملنا ثمانية خيالة عالخيل ناس تمشي قبلنا تستكشف وناس تتبع فينا من بعيد من تالي بالكش تخلط علينا العصابة وجماعة أخرين يدوروا منا ومنا لعل وعسى.


يتبع ...

 

[Ali.GHRIBI]

توكلنا على الله وبدات السفرة ... وكانت الرحلة طويلة ومرهقة ... الليل للمسير والنهار للنوم ... للي يجيه النوم وكنا نتناوبو ع الحراسة ... خوفنا ما كانش م العصابة اللي هربنا منها فقط ... الخوف كان م الطريق وقطاع الطريق و الذيوبة والحنوشة والهوش ... كنا نمشوا على ضو القمرة ترشدنا النجوم اللي يعرف عم محمود يقراها مليح والحق متاع ربي أنا بديت نتعلم منو ... كان تبارك الله عليه راسم خريطة في مخو وعامل برنامج واضح ... وقتاش نوصلو لبير والا لعين ... وقتاش نوصلو لبلاصة نتخباو فيها ... الى غير ذلك

أنا كنت بحكم صغر سني وقلة خبرتي ما نيش مكلف بحوايج كبار ... كنت مكلف بتقسيم الطعام على القافلة وعلفة الزوايل وتفقدها ... كان عم محمود يتجنب المرور بالدواوير والقرى خوفا من طمعهم فينا وفي البضايع اللي عندنا خاصة اللي البلاد تعيش سنين جفاف وتفاقم للفقر ... وكذلك خوفا لا يدلوا علينا العصابة ... مشينا أربعة ليالي لا جديد فيها يذكر ولا اي حاجة تثير الاهتمام ... في النهار واحنا متخبين في واد م الوديان اللي في الثنية نشوفوا في قافلة تمشي من بعيد جمال محملة وخيالة دايرة بيها ما ومنا ... لمينا بعضنا وبدينا نتشاوروا واحد يقول ننضمولهم وواحد يقول لا نكملوا ثنيتنا لجبل الاكليل ... وفي الاخر كان القرار نكونوا على استعداد ونستنوا بالكش يفيقوا بينا ووقتها لكل حادث حديث ... أحنا هكاكة أعصابنا متوترة نراقبوا في القافلة المتعدية وتهجم عليها مجموعة م الفرسان ويسركلوها من رابع شيرة.


يتبع ...

 

[afifkr]

يا سي علي نسيت الحكاية ولا كيفاش ههههه

 

[Ali.GHRIBI]

يا سي علي نسيت الحكاية ولا كيفاش ههههه

نعود قريبا