Ali.GHRIBI
المسؤول الاول بالتكوين المهني والهوايات والترحيبطاقم الإدارة
- إنضم
- 18 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 11.991
- مستوى التفاعل
- 61.886

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة مقتبسة من رواية أرض زيكولا للكاتب عمرو عبد الحميد
يقول المثل الشعبي " تعاركت الأرياح جات في روس المراكب " ...
باهي هو آش مدخلوا فيهم يتعاركوا ع الورث والا ما يتعاركوش ... هو أصلا ما يعرفش أمو وما عندوا ليها حتى تصويرة ... ما يعرف عليها كان الأوصاف اللي توصفها بيها العباد كل ما يتذكروها ... آش مدخلوا هو أصلا في عركة بين أخوالو وأولاد عمهم ع الإرث ...
حتى أخوالو عمرهم ما تذكروه والا زاروه أو سألوا على أحوالو ... كان هو مشى هانو راهم كان ما مشاش يا من حيا للعيد الجاي ... يسلم ويعيد عليهم كيفهم كيف الناس الكل بعد صلاة العيد ...
اتكى أحمد ع الحيط وجبد نفس طويل من سيقاروه وقال " أنا آش مدخلني ... أصلا ... يبعدوني والسماح "
اتكى على جنبو وجبد ستيلو وكراسة وبدى يكتب :
" أنا أحمد أبلغ من العمر حاليا 28 عام يتيم الأبوين أعيش مع جدي والد أبي متحصل على الإجازة الأساسية في الإعلامية والملتيميديا رفضت للمرة الرابعة عند تقدمي لخطبة حنان حبي الأول والأخير ... ولا زلت مصرا "
سكر الكراسة وهز حطها على الطاولة وترمى على الفرش ... دق الباب ودخل جدو للبيت وقالو وهو يضحك :
- تعيش وتاكل غيرها ...
- وما نسلمش فيها
- إن شاء الله تكون من نصيبك وليدي
- يا جدي المرة اللي فاتت قال ما نعطيش بنتي لبطال وتوة هاني دبرت خدمة ... صحيح سرفور في قهوة وخدمة على قدها
- خدمة النهار ما فيها عار
- وتوة علاش ... قلي يعيش جدي
- وليدي ماك عارف ... من غير ما نحيروا المواجع
- آش مدخلني أنا في الوراث والورث ... نمشيلو نقلو نتنازلك على باي أمي في الورث كان عطاوهولي أخوالي ... أنا أصلا ما حاجتيش بيه.
- لا يعيش ولدي ما تهبط خشمك لحتى حد ... هكاكة تعيش طول حياتك تعاني ... "لا تسقني ماء الحياة بذلة" كيما قال الشاعر.
- باهي وانا توة آش نعمل.
- ولدي أنا نعرفك ... ونعرفك أكثر من نفسك ... إنت نسخة من بوك الله يرحمو ... وبوك نسخة مني ... الكلنا عندنا نفس الطبيعة ... انت مشكلتك موش في الرفض انت مشكلتك مع روحك ما تحبش شكون يقلك لا ... تحب تفرض روحك بلغة أخرى انت قاعد تحب تثبت نفسك.
سكت أحمد وقال ... ممكن.
خرج الجد وقعد أحمد وحدو في بيتو مرة يفكر في حنان ... مرة في بو حنان ومرة في كلام جدو ... بدا أحمد يعاود في كلام جدو بالحرف بالحرف وقام تنفض من بلاصتو يجري كاينو تذكر حاجة وجرى لبيت الصالة ...
- جدي .. جدي
- ان شاء الله خير ..
- جدي ثمة حكاية يلزمني نفهمها .... واليوم يلزمها تتفض
استوى الجد في قعدتوا وحط كتاب القرآن على جنب وقال:
- خوفتني وليدي ... ان شاء الله خير
- منين كنت صغير ... كيف نسالك على بابا وماما تقلي اللي هوما مسافرين ... وكيف كبرت شوية ووليت نلح عليك أكثر في الأسئلة قلت لي اللي هوما ماتوا في حادث الاثنين فرد نهار ... وقتها صدقت أما توة ما نيش عارف علاش مانيش مصدق.
- وراس ولدي كل كلمة قلتهالك صحيحة ... والله
- ما نصدقش .. حاجة مستحيل نصدقها ... باهي وين فلوس التامين ... ما تقليش ما ثماش
- وراس ولدي ...
قاطعوا أحمد وقال ...
- يا جدي مسامحك كان صرفتهم ياخي أنا شكون كبرني وشكون ردني راجل بين أندادي ...أما حاسس اللي ثمة حاجة موش مقابلة بعضها ... وزيد ليطمئن قلبي.
- اسمع أحمد .... كل كلمة قلتهالك صحيحة ... بوك وامك سافروا لبلاصة ما نعرفهاش سافروا من غير ما يشاوروني ... خلوك في البيت وتحت راسك جواب ... ولدي والبلاصة اللي مشالها أمك وبوك ما مشالها حد في وقتنا هذا وحتى اللي سافرولها من الجدود ... قالوا ما رجع منها حد ... أنا واحد من ناس وليدي حاولت في صغري نمشيلها ورجعت من أول الثنية ... اصبر هاني باش نحكيلك.
قعد احمد على الكرسي بجنب جدو وقالوا:
- ما نعرفشي يا جدي نفرح والا نخاف ... كمل الحكاية يرحم والديك.
قال الجد :
- بلادنا وليدي بلاد فلاحة وزيتون وخيرات ... من أول الزمان موش من توة ...
وقص على كلامو صوت دقان الباب.
يتبع ...
التعديل الأخير: