موعظة النية حبيبة رب العالمين

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

طه حتيوش

عضو مميز
إنضم
1 فيفري 2012
المشاركات
1.211
مستوى التفاعل
1.694
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم القيامة ثمّ أمّا بعد،
رجع بي الزمان اليوم إلى قصة كان يحكيها لنا أبي و نحن صغار عنوانها "نهّاق و نهّوق"، حاولت أن أبحث عنها لكنّي ما وجدتها في محرك البحث غوغل،
المهم تحكي هذه القصة عن أخوين من الحمير أحدهما اسمه نهّاق و الآخر نهّوق، نهّاق ذو طباع شريرة نفسه ماكرة بينما نهّوق طيّب النفس محب مسالم.
ذات يوم جائت رحلة تجارية لصاحب الحمارين و أراذ كالعادة الاستعانة بهما لنقل السلعة عليهما، السلعة كانت صوفا و ملحا، نهّاق الخبيث ذو النوايا الشريرة أراد أن يتحايل على أخيه الطيب نهّوق فتحيّل لكي يحمل الصوف بدل الملح و يترك الملح الثقيل لأخيه المسكين، نهّوق لم يكن يبالي بل كانت نيّته أن يحمل السلعة و لا يكترث هل هي ثقيلة أم لا.

جاء اليوم الموعود و حًمِلت السلعة على الحميرين و انطلقوا في أرض الله يسيرون و نهّاق فرح مسرور ببضاعته الخفيفة و نهّوق المسكين يتكبد عناء الثقل و السفر معا.فجأة و من دون سابق انذار و بمشيئة الله القادر هطلت الأمطار بصفة قوية أجرت الوديان و الأنهار ممّا لم يجعل للحميرين فرصة للاحتماء،
العجيب في الأمر أنّ هذه الحادثة قلبت موازين الأمور، فنهّوق الذي كان يعاني من ثقل حمله المتمثل في الملح أصبح سريعا خفيفا بفضل الله ثمّ بفضل المطر الذّي أذاب الملح و نهّاق أصبح المسكين المبتلى فقد امتلأ الصوف بالماء فأصبح أضعاف كتلته ممّا جعله يعاني من ثقل يهد الجبال فلقى حتفه و مات في أحد الوديان.
العبرة في القصّة أنّ الأعمال بالنيّات كما روى سيدنا عمر رضي الله عن نبينا عليه أفضل الصلاة و السلام و أنّ النيّة روح العمل و رأسه و من عمِل عل تحسين نيّته عمِل الله على تحسين عمله و الله و رسوله أعلم.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى