التوقيت : الخامسة صباحا او يجاوزها قليلا
الميترو رقم 4، أو ميترو الكادحين و المغضوب عليهم. لم ارى بؤسا كما رأيت في وجوه ركاب الميترو الرابع. تفقد الدولة مدنيتها في هذا الحشد الرهيب من زحام الفقر و المرض و لا ترى لها اثرا بين هذه الخيالات التي اعيتها الحياة و ادمتها الأقدار..
تسقط امرأة خمسينية أو تزيد أو ربما تنقص فلا تستطيع استبيان الأعمار تحت تجاعيد رسمتها الفاقة و الحاجة، تظل طريحة أرضية الميترو بضع دقائق حتى يستوعب الناس المشهد برمته ليهب من يهب لنجدتها. "خلوني بجاه ربي خلوني" ترد حشرجة ضعيفة آذان الركاب ليتركها مسعفها مكانها، ترد قطع الحلوى من كل حدب و قطرات ماء لعل المرأة تجد فيها مبتغاها و ما يرد رمقها. "طايحلك السكر برشا يا ميمة لازم تمشي لسبيطار" تشخيص أولي لحالتها لكنها تأبى الذهاب رغم وعدها بالعلاج المجاني و التكفل بها إلا انها ترد عن نفسها إحسان الركاب الا من بعض الطعام و الماء. "خلوني ماشية نخدم" تردد المرأة هذه الجملة تكرارا، وصل الميترو إلى محطة البساج و تمتد يد إليها حتى توقفها من أمام الباب لتردها عنها ألم اعتلى وجهها "وليدي راني مكسورة" فنتقبض اليد إلى صاحبها محملة بألم أشد من ألم العجوز. عجز و فاقة و سكري ثم يد مكسورة، اي عذاب اجبرك على هذا الحمل الشديد يا خالة، أ أطفال جياع أم يتامى ترومين سترهم ام شيخ تردين دينه...
ماذا حل بك يا بلادي و ما أهم العباد، من ألوم؟ أ نظام و ساسة؟ أم الناس أحق باللوم؟ أو ضمير حي يقف عند كل ألم؟ ما أحق القدر باللوم إذ رماني صباحا أمام هذه المرأة التي استصغرت أمامها شقائي و بؤسي و كم في بلادي من شقاء.
الميترو رقم 4، أو ميترو الكادحين و المغضوب عليهم. لم ارى بؤسا كما رأيت في وجوه ركاب الميترو الرابع. تفقد الدولة مدنيتها في هذا الحشد الرهيب من زحام الفقر و المرض و لا ترى لها اثرا بين هذه الخيالات التي اعيتها الحياة و ادمتها الأقدار..
تسقط امرأة خمسينية أو تزيد أو ربما تنقص فلا تستطيع استبيان الأعمار تحت تجاعيد رسمتها الفاقة و الحاجة، تظل طريحة أرضية الميترو بضع دقائق حتى يستوعب الناس المشهد برمته ليهب من يهب لنجدتها. "خلوني بجاه ربي خلوني" ترد حشرجة ضعيفة آذان الركاب ليتركها مسعفها مكانها، ترد قطع الحلوى من كل حدب و قطرات ماء لعل المرأة تجد فيها مبتغاها و ما يرد رمقها. "طايحلك السكر برشا يا ميمة لازم تمشي لسبيطار" تشخيص أولي لحالتها لكنها تأبى الذهاب رغم وعدها بالعلاج المجاني و التكفل بها إلا انها ترد عن نفسها إحسان الركاب الا من بعض الطعام و الماء. "خلوني ماشية نخدم" تردد المرأة هذه الجملة تكرارا، وصل الميترو إلى محطة البساج و تمتد يد إليها حتى توقفها من أمام الباب لتردها عنها ألم اعتلى وجهها "وليدي راني مكسورة" فنتقبض اليد إلى صاحبها محملة بألم أشد من ألم العجوز. عجز و فاقة و سكري ثم يد مكسورة، اي عذاب اجبرك على هذا الحمل الشديد يا خالة، أ أطفال جياع أم يتامى ترومين سترهم ام شيخ تردين دينه...
ماذا حل بك يا بلادي و ما أهم العباد، من ألوم؟ أ نظام و ساسة؟ أم الناس أحق باللوم؟ أو ضمير حي يقف عند كل ألم؟ ما أحق القدر باللوم إذ رماني صباحا أمام هذه المرأة التي استصغرت أمامها شقائي و بؤسي و كم في بلادي من شقاء.