طه حتيوش
عضو مميز
- إنضم
- 1 فيفري 2012
- المشاركات
- 1.211
- مستوى التفاعل
- 1.694
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم القيامة أمّا بعد،الطفل يحتاج إلى اللعب في عملية نموه و يحتاج إلى الترفيه على نفسه و إلى بناء عقله من خلال وسائل الترفيه المتاحة و الشرعية و نحن في عصر و الحمد لله كثرت فيه هذه الوسائل و تنوعت على غرار الثمانينات و التسعينات اذ كنّا نلعب الألعاب البسيطة و المبتكرة يدويا.
الآن ظهر جيل جديد من الألعاب الحديثة و السريعة و هذا في صالح الطفل اذ أنّه مطالب بتدريب عقله على سرعة الزمن من خلال سرعة الألعاب و ما تحمله من نشاطات و مراحل يجب عليه تجاوزها.
يقول الله عزّ و جلّ في سورة سيدنا يوسف عليه السلام:"أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) "، هذا دليل على شرعية لعب الأطفال في الاسلام و يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:"ارموا بني عدنان فإن أباكم كان راميا ".
أنا لن أخوض في ما ان كانت الألعاب الحديثة أي الألكترونية حلال أم حرام من خلال الصور التّي تتكون منها و من الموسيقى و عن النرد و غيرها من الأضرار النفسية و الجسدية فهذا الأمر محسوم من ناحية الشرع و فيه اختلاف في موضوع الصور و هذا مجال واسع يصعب الخوض فيه و أترك للقارئ الحديث التالي:
عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .
وهو من أحاديث الأربعين النووية ، وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني ، وحسنه الألباني لغيره في "صحيح الترغيب" (1734) .
من خلال هذا الموضوع، أريد أن أتطرق الى كمية الوقت الضائع في الألعاب التّي لا تنفع لا دنيا و لا آخرة مثل "free fire"، هذه اللعبة انتشرت في ربوع أرض المسلمين انتشار النار في الهشيم، فتجد الطفل منغمسا في لعبها و كأنّه مخدر ممّا يحيله إلى حالة من الغفلة الشديدة إلى درجة أنّه يصبح عدائي فاقدا للأخلاق عنيفا شارد الذهن قليل التركيز.
بالله عليكم أيّها المسلمون، هل هذه ألعاب شرعها الله و رسوله ممّا تنهض بشباب الأمّة؟ و هل أنّ مصنعيها هدفهم ترفيه شبابنا أم اضاعة وقتهم و تلهيتهم عن ذكر الله؟ بالله قولوا لي ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الأعراف.
فلنعد إلى حفظ القرآن و ترتيله كما كنّا سابقا و أن لا نكثر من لعب الألعاب و لننظم أوقاتنا فالوقت حان للرجوع إلى الجادة الصحيحة فالأمم تكالبت علينا و تبث في سمومها علينا في كل وسائل عيشنا.
خلاصة ما أريد أن أقوله ما قاله الامام الشافعي سابقا:"الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"