• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

مكتبة الشعراء

أبو العتاهية




إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق، من موالي قبيلة عنزة، ولد في عين التمر سنة 130 هـ/747 م، ثم أنتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، وأتصل بالخلفاء، فمدح المهدي والهادي والرشيد.

أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون (اضطراب في العقل) ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء و كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه.[بحاجة لمصدر] اتصاله بالخلفاء: كان أبو العتاهيه قد قدم من الكوفه إلى بغدادمع إبراهيم الموصلي,ثم افترقا ونزل شاعرناالحيره,ويظهر انه كان اشتهر في الشعرلان الخليفه المهدي لم يسمع بذكره حتى اقدمه بغداد,فامتدحه أبو العتاهيه ونال جوائز.واتفق ان عرف شاعرناعتبهجاريه مهديه,فاولع بهاوطفق يذكرهابشعرهزفغضب المهدي وحبسهوولكن الشاغر استعطفه بابياته.فرق له المهدي وخلى سبيله.

وتوفي في بغداد، أختلف في سنة وفاته فقيل سنة 213 هـ، 826م وقيل غيرها.

من شعره
نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى
مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى
لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى
وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى


ومن شعره أيضا:

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ


فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ، نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ

عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضا ً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيب

ُ فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً، فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
 
بديع الزمان الهمذاني





أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحي بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همذان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمذان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي و موطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وراوية حديث.

أخذ اللغة عن الأديب الكبير واللغوي الشهير صاحب المجمل في اللغة أبو الحسين أحمد بن فارس، وتتلمذ لابن لال وابن تركان، وعبد الرحمن الإمام، و أبي بكر بن الحسين الفراء.

في عام 380 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه و بين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور ، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي, ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا, فلم يحسن الأول استقبال الثاني و حصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس و هيأوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته, و قوة بديهته . فزادت هده الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك و الرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة, والتف حوله الكثير من طلاب العلم, فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبقى منها سوى اثنتان وخمسون).

لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور و غادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام, لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا, فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه, فغادرسجستان صوب غنزة حبث عاش في كنف السلطان محمود معززا مكرماً, وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات, و في آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة و سادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة, وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة سنة(395هجرية/1007ميلادية) ولم يكن قد بلغ الأربعين من عمره، فودع الحياة التي خبرها .

مآثره
صفحة من مقامات بديع الزمان الهمداني
صفحة من مقامات بديع الزمان الهمداني

* مجموعة رسائل
* ديوان شعر
* مقامات (وهي أبرز ما خلفه بديع الزمان) طبقت شهرتها الآفاق, وقد كانت و ما زالت منارة يهتدي بها من يريد التأليف في هذا الفن, فيمتع الناس بالقصص الطريفة والفكاهة البارعة, و يزود طلاب العلم بما يلزمهم من الدرر الثمينة في ميدان سحر الأسلوب, و غرابة اللفظ و سمو المعنى.

المقامات

يعتبر كتاب المقامات أشهر مؤلفات بديع الزمان الهمذاني الذي له الفضل في وضع أسس هذا الفن وفتح بابه واسعاً ليلجه أدباء كثيرون أتوا بعده و أشهرهم أبو محمد القاسم الحريري و ناصف اليازجي .

والمقامات مجموعة حكايات قصيرة متفاوتة الحجم جمعت بين النثر والشعر بطلها رجل وهمي يدعى أبو الفتح الإسكندري و عرف بخداعه و مغامراته و فصاحته و قدرته على قرض الشعر و حسن تخلصه من المآزق إلى جانب أنه شخصية فكاهية نشطة تنتزع البسمة من الشفاه و الضحكة من الأعماق. و يروي مغامرات هذه الشخصية التي تثير العجب و تبعت الإعجاب رجل وهمي يدعى عيسى بن هشام.

و لهذا المؤلف فضل كبير في ذيوع صيت ' بديع الزمان الهمذاني لما احتواه من معلومات جمة تفيد جميع القراء من مختلف المشارب و المآرب إذ وضعه لغاية تعليمه فكثرت فيه أساليب البيان و بديع الألفاظ و العروض, و أراد التقرب به من الأمير خلف بن أحمد فضمنه مديحاً يتجلى خاصة فيالمقامة الحمدانية و المقامة الخمرية فنوع و لون مستعملاً الأسلوب السهل, واللفظ الرقيق, والسجع القصير دون أدنى عناء أو كلفة.

و تنطوي المقامات على ضروب من الثقافة إذ نجد بديع الزمان'‘ يسرد علينا أخباراً عن الشعراء في مقامته الغيلانية'‘ و'‘ مقامته البشرية و يزودنا بمعلومات ذات صلة بتاريخ الأدب و النقد الأدبي في مقامته الجاحظية و القريضية و الإبليسية, كما يقدم فيالمقامة الرستانية و هو السني المذهب, حجاجاً في المذاهب الدينية فيسفه عقائد المعتزلة و يرد عليها بشدة وقسوة, ويستشهد أثناء تنقلاته هذه بين ربوع الثقافة بالقرآن الكريم و الحديث الشريف, وقد عمد إلى اقتباس من الشعر القديم و الأمثال القديمة و المبتكرة فكانت مقاماته مجلس أدب و أنس و متعة و قد كان يلقيها في نهاية جلساته كأنها ملحة من ملح الوداع المعروفة عند أبي حيان التوحيدي في "الامتناع و المؤانسة", فراعى فيها بساطة الموضوع, و أناقة الأسلوب, و زودها بكل ما يجعل منها:

* وسيلة للتمرن على الإنشاء و الوقوف على مذاهب النثر و النظم.
* رصيد لثروة معجمية هائلة
* مستودعاً للحكم و التجارب عن طريق الفكاهة
* وثيقة تاريخية تصور جزءاً من حياة عصره و إجلال رجال زمانه.

كما أن مقامات الهمذاني تعتبر نوا ة المسرحية العربية الفكاهية, و قد خلد فيها أوصافاً للطباع الإنسانية فكان بحق واصفاً بارعاً لا تفوته كبيرة ولا صغيرة, وأن المقامات هذه لتحفة أدبية رائعة بأسلوبها و مضمونها و ملحها الطريفة التي تبعث على الابتسام والمرح، و تدعو إلى الصدق و الشهامة و مكارم الأخلاق التي أراد بديع الزمان إظهار قيمتها بوصف ما يناقضها، وقد وفق في ذلك أيما توفيق
 
جرير





جرير هو أبو حرزة جرير بن عطية اليربوعي التميمي (ت.110هـ) شاعر ينتمي إلى قبيلة كليب من بني تميم. ولد في اليمامة (في منطقة الرياض حاليا) في خلافة عثمان بن عفان ، إشتهر في المدح والهجاء توفي بعد موت الفرزدق بشهور سنة 110هـ. و قد بقي لبنيه أملاك في بلدة أثيثية (منطقة الوشم شمال غرب الرياض حالياً) إلى زمن ياقوت الحموي في القرن السابع الهجري. كان من فحول شعراء الإسلام، وكانت بينه وبين الشاعر الفرزدق صولات وجولات، ولكنه رثاه بعد مماته.

حياته

كانت اسرته ليست على شئ من الجاه والشرف والثروة،وعلى ذلك فاخر بها وبأبيه الشعراء الكثيرين الذين تعرضوا له بالهجاء، فأخزاهم جميعا ولم يثبت له الا الفرزدق والأخطل، والتحم معهم في الهجاء زهاء اربعين سنة مملوء بالفحش والشتائم والبذاءة،وهو أحد فحول الشعراء الإسلاميين، وبلغاء المداحين الهجائين، ولد باليمامة سنة 42هـ ونشأ بالبادية، وفيها قال الشعر ونبغ، وكان يذهب إلى البصرة لطلب الميرة ومدح الكبراء ، ورأى الفرزدق فيها ونظر إلى ماأكسبه الشعر من منزلة عند الأمراء والولاة وهو تميمي مثله،وود لو سبقه إلى ماناله، وأغراه قومه به للتنويه بشأنهم، فوقعت بينهم المهاجاة عشر سنين لعوامل سياسية واجتماعية،وكان أكثر اقامة جرير في البادية وكان الفرزدق في البصرةيملأ عليه الدنيا هجاء وسبا، فما زال به بنو يربوع حتى أقدموه البصرة، واتصل بالحجاج ومدحه فأكرمه ورفع منزلته عنده،فعظُم أمره، وشرّق شعره وغرّب حتى بلغ الخليفة عبد الملك فحسد الحجاج عليه،فأوفده الحجاج مع ابنه محمد إلى الخليفة (يزيد بن معاوية) بدمشق ليصل بذلك إلى مدحه، ومن وقتئذٍ عُدّ من مدّاح خلفاء بني أمية، ومات باليمامة سنة 222هـ.

شعره

اتفق علماء الأدب، وأئمة نقد الشعر، على انه لم يوجد في الشعراء الذين نشأوا في ملك الإسلام أبلغ من جرير والفرزدق والأخطل، وانما اختلفوا في أيهم أشعر، ولكل هوى وميل في تقديمه صاحبه، فمن كان هواه في رقة النسيب، وجودة الغزل والتشبيب، وجمال اللفظ ولين الأسلوب، والتصرف في أغراض شتى فضّل جريراً، ومن مال إلى إجادة الفخر، وفخامة اللفظ، ودقة المسلك وصلابة الشعر،وقوّة أسره فضّل الفرزدق، ومن نظر بُعد بلاغة اللفظ، وحُسن الصوغ إلى إجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواه وصف الخمر واجتماع الندمان عليها ، حكم للأخطل،وإن لجرير في كل باب من الشعر ابياتاً سائرة، هي الغاية التي يضرب بها المثل، و من ذلك قوله في الفخر:
إذا غَضِبَتْ عليكَ بنو تميم حَسِبْت الناس كلَّهُم غِضابا

وقوله في مدح عبد الملك بن مروان:
ألـَسْتُم خَيَرَ مَنْ ركب المطايا وأندى العالمين بطونَ راحٍ

وقوله في هجاء الراعي النميري:
فَغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نُميرٍ فلا كعْبا بلغتَ ولا كِلابا
 
عمر بن أبي ربيعة



عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي شاعر قريش و فتاها، وهو أحد شعراء الدولة الأموية. (ولد 644 م)، أبو الخطاب، هو أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب سنة 23هـ، فسمي باسمه.

شب الفتى المخزومي على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لهى مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في المدينة والطائف وغيرهما.

رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن، ويرافقهن، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:


ليت ذا الدهر كان حتما علينا كل يومين حجة واعتمارا


جعل من الغزل فناً مستقلاً. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه. و كان عبدالله بن عباس رضي الله عنه معجب باشعار عمر.


يقال أنه رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك. وعندما تقدم به السن, أقلع عن اللهو و المجون و ذكر النساء إلى أن توفي عام 93 هـ.

بعض أشعاره:

أرسلت هندا

أرسلت لما

أبت البخيلة

ألا يا هند

أشارت إلينا

أرقت ولم آرق

أيها العاتب

بانت سليمى

حن قلبي

طال ليلي واعتادني

طال ليلي فما

صرمت حبالك

من عاشق

نعق الغراب

كتبت تعتب

ومن لسقيم

يا ثريا الفؤاد
 
الفرزدق


هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي وكنيته أبو فراس. وهو من سلالة مضر بن نزار. شاعر من النبلاء وعظيم الأثر في اللغة، وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه، ومعناها الرغيف ، لقب بذلك لجهامة كانت في وجهه ، وقيل لقبح ودمامة، إذ كان وجهه كالرغيف المحروق .
كان جده يشتري المؤودات في الجاهلية ثم أسلم أبوه بعد ظهور الإسلام .

ولد الفرزدق في كاظمة (في الكويت حاليا) عام 38هـ الموافق سنة 658 م . نشأ في البصرة، وتربى في البادية فاستمد منها فصاحته و طلاقة لسانه. ونبغ في الشعر منذ صغره .

وعُرف الفرزدق بأنه من شعراء الطبقة الأولى من الأمويين، ويشبه في شعره زهير بن أبي سلمى.

وهو من نبلاء قومه وسادتهم، يقال أنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، وكان الفرزدق كثير الهجاء، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر. حيث تبادل الهجاء هو وجرير طيلة نصف قرن حتى توفيا سنة 728م.
تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم .

نظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح. مدح الخلفاء الأمويين بالشام، ولكنه لم يدم عندهم لتشيعه لآل البيت. كان معاصرا للأخطل ولجرير الشاعرأيضا ، وكانت بينهما صداقة حميمة ، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسدا وكرها، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق ، ولجرير في الفرزدق رثاء جميل.
كانت للفرزدق مواقف محمودة في الذود عن آل البيت، وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا. يقول أهل اللغة: "لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية "

كان مقدما في الشعراء ، وصريحا جريئا ، يتجلى ذلك عندما يعود له الفضل في إحياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت.

من قوله:
إذا مت فابكيني بما أنا أهله *** فكل جميل قلته فيّ يصدق
وكم قائل مات الفرزدق والندى *** وقائلة مات الندى والفرزدق



توفي في بادية البصرة سنة 110 هـ الموافق 728 م .​
 
لبيد بن ربيعة
( ... - 41 هـ = ... - 661 م)
هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، أبو عقيل، من هوازن قيس. كان من الشعراء المعدودين وأحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم. يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. ترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً.

اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن لبيد في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: عاش أيضاً في الجاهلية والإسلام. عمر طويلاً وترك نظم الشعر بعد إسلامه. قصة إسلامه أسطورة ورعٍ، إذ أن أخيه أربد قدم إلى الرسول بتفويض من كلاب وقد عزم، كما يقال، على غدره وقتله. حين نطق بعض كلمات عاقة ضربته صاعقة برق واختفى.
قدم وفد آخر ضمنه لبيد الذي ألصق على باب الكعبة في مكة قصيدة مطلعها:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل
أعجب كل أهل مكة بهذه القصيدة، ولم يجرؤ أحد على منافسته. لكن بعد فترة وجدت قصيدة أخرى بجانبها. عندما رآها لبيد وأدرك أنها مرسلة إلى الرسول انحنى الشاعر الطاعن في السن احتراماً للشاب معترفاً به كرسول الله.

رغم تأكيد المتقين للحكاية، إلا أنها لا تشكل تاريخاً معتمداً، وتبدو غير محتملة. ما هو مؤكد أنه في سن متقدمة جداً، يقال مئة عام، اعتنق الإسلام وعاش مكرماُ حتى عهد معاوية.

أقوال لبيد في أيامه الأخيرة غزيرة، وإن لم يذكر من أيام جاهليته شيئاً إلى حد ما، ربما لأنه أراد بنفسه أن تنسى. الحكاية الوحيدة المثيرة للاهتمام هي عندما كان صبياً ومسافراً مع بني جعفر حدثت القصة التالية:
وفد أبو براء ملاعب الأسنة- وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.
وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.
فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.
فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:
أكل يوم هامتي مقزعه *** يا رب هيجاً هي خير من دعه
ومن خيار عامر بن صعصعه *** نحن بنو أم البنين الأربعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه *** المطعمون الجفنة المدعدعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه *** يا واهب الخير الكثير من سعه
يخبر عن هذا خيبر فاسمعه *** مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
إن استه من برص ملمعه *** وإنه يدخل فيها إصبعه
كأنما يطلب شيئاً أطعمه *** يدخلها حتى يواري أشجعه
فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره.
فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.
وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك.
ويبدو أن لبيد نظم معلقته بعد هذه القصة إذ أنها تتضمن تلميحات لما حدث في الحيرة ويظهر شبابية نبرتها أنها تعود إلى لغة حديث بدو تلك الأيام. ربما ليس في المعلقات من وصف يضاهي هذه في وصف بقر الوحش أو الظبي، حيوان نادر لا يوجد إلا في النفود. هذا وحده دليل على أنها نظمت في صباه في الصحراء.

وقال دبليو إى كلوستون عن لبيد، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: دعي لبيد بن ربيعة من بني كلاب من سخاء كرمه بكنية "ربيعة المقترن" وكذلك أبو عقيل. كان عمه أبو براء عامر بن مالك، ملاعب الأسنة. رافق في صباه المبكر وفداً من قبيلته يرأسه عمه إلى بلاط النعمان ملك الحيرة، حيث نظم قصيدة هجاء ألقاها أمام الملك أثارت غضب أحد رجالات البلاط الذي كان مكروهاً لدى القبيلة.

كان لبيد شاعراً مخضرماً شهد الجاهلية والإسلام. هناك عدة روايات حول إسلامه. وفق الأغاني كان لبيد ضمن وفد ذهب إلى الرسول بعد وفاة أخ لبيد أربد، الذي قتلته صاعقة بعد يوم أو يومين من إلقائه خطبة ضد مباديء العقيدة الإسلامية. وهناك اعتنق الإسلام وكان طاعناً في السن. يقول آخرون إن تعليق القصائد على باب الكعبة كان عادة الشعراء كتحد عام في سوق عكاظ القادم، وهذا ما جعل لبيد يقول:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل *** وكل نعيم لا محالة زائل
كانت القصائد تستحوذ على إعجاب الجميع ولا يجرؤ أحد على منافستها حتى وضع محمد آيات من الجزء الثاني من القرآن بجانبها. دهش لبيد لسموها وأعلن أنها لابد من إلهام إلهي فمزق معلقته واعتنق الإسلام في الحال. ترك الشعر بعد ذلك ويقال إنه لم ينظم سوى بيتاً واحداً من الشعر حول إسلامه:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه- والمرء يصلحه القرين الصالح
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم إن شعراء الجاهلية لم ينظموا شعراً أنبل من شعر لبيد.

استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية) في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام.

أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ لبيد الجزء الثاني من القرآن الكريم (سورة البقرة) وقال عندما انتهى " منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً."

عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضها لبيد. حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض راتب الشاعر، ذكره لبيد أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن لبيد توفي قبل أن يصل المبلغ الكوفة.
 
أبو دُلامة

أبو دُلامة هو زند أو زيد بن جون ، و كان غلاماً حبشياً أسوداً ، و هو أحد الشعراء المعاصرين لخلفاء بني العباس الثلاث الأوائل و هم السفاح و المنصور و المهدي ، بل يعتبر شاعرهم و نديمهم الخاص ، إلا أنه لم يكن من الملتزمين دينياً ، شأنه شأن المقربين للعباسيين ، فكان يهوى المحرمات .
فقد ذُكر أن الناس في أيام المهدي صاموا شهر رمضان في صميم الصيف ، و كان أبو دُلامة إذ ذاك يطالب المهدي العباسي بجائزة وعدها إياه ، فكتب إلى المهدي رقعة يشكو إليه فيها ما لقي من الحر و الصوم ، فقال فيها :
أدعوك بالرّحم التي جمعت لنا * في القرب بين قريبنا و الأبعد
ألا سمعت و أنت أكرم من مشى * من منشد يرجو جزاء المنشد
حلّ الصيام فصمتُه متعبداً * أرجو ثواب الصائم المتعبد
و سجدت حتى جبهتي مشجوجة * مما أكلّف من نطاح المسجد
وشعره هذا مما يدل على عدم احترامه للأحكام الشرعية كما ينبغي .
و يُروى أن أبو دُلامة عندما أجبر المنصورُ الناسَ على لبس القلانس الطوال المفرطة الطول ، و كانوا فيما ذكر يحتالون لها بالقصب من الداخل كي تصبح طويلة ، فقال أبو دُلامة في ذلك :
و كنا نرجو من إمام زيادة * فزاد الإمام المصطفى في القلانس
تراها على هام الرجال كأنها * دنان يهود جُلِّلت بالبرانس
 
أعشى قيس

أعشى قيس ت(7 هـ/629 م) هو ميمون بن قيس، من بني قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل. لقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر، والأعشى في اللغة هو الذي لا يرى ليلا ويقال له : أعشى قيس والأعشى الأكبر . ويكنى الأعشى : أبا بصير، تفاؤلاً .

هو من فحول الشعراء في الجاهلية. وسئل يونس عن أشعر الناس فقال : "امرؤ القيس اذا غضب ، والنابغة اذا رهب، وزهير اذا رغب، والأعشى اذا طرب".

له القصائد الطوال الجياد . يتغنى بشعره فسموه : "صناجة العرب" - ويقولون ان الأعشى هو أول من انتجع بشعره، يقصدون بذلك انه كان يمدح لطلب المال. ولم يكن يمدح قوماً الا رفعهم، ولم يهج قوماً الا وضعهم لأنه من أسير الناس شعراً وأعظمهم فيه حظاً . ألم يزوج بنات المحلق بابيات قالها فيه، كما جاء في كتب الأدب اشتهر بمنافرة له مع علقمة الفحل . امتاز عن معظم شعراء الجاهلية بوصف الخمر .

شعره من الطبقة الأولى. وجود في أبواب الشعر كافة. الا أن معظم شعره لم يتصل بنا ولا نعلم له الا قصائد معدودة أشهرها "ودع هريرة" وقد عدها البعض من المعلقات .

أما معلقته فمطلعها :

ما بكاء الكبير في الأطلال / وسؤالي وما ترد سؤالي

وقد ترجم بعض قصائده الطوال، المستشرق الالماني "غاير" منها : قصيدته المعلقة، والقصيدة الثانية "ودع هريرة". وقد عني بشرحها مطولاً، وطبعت معلقته في كتاب : المعلقات العشر .

من قصيدة "هيفاء مثل المهرة":
صَحَا القَلبُ مِن ذِكرَى قُتَيلَةَ بَعدَمَا يَكُونُ لَهَا مِثلَ الأَسِيرِ المُكَبَّلِ
لَهَا قَدَمٌ رَيَّا ، سِبَاطٌ بَنَانُهَ قَدِ اعتَدَلَت فِي حُـسنِ خَلقٍ مُبتَّلِ
وَسَاقَانِ مَارَ اللَّحمُ مَورَاً عَلَيهِما إلَى مُنتَهَى خَلخَالِهَا المُتَصَلصِلِ
إذَا التُمِسَت أُربِيّتَاهَا تَسَانَدَت لَهَا الكَفُّ فِي رَابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِ
إلَى هَدَفٍ فِيهِ ارتِفَاعٌ تَرَى لَهُ مِنَ الحُسنِ ظِلاً فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ
 
المهلهل بن ربيعة

المهلهل بن ربيعة - الزير سالم هو عدي بن ربيعة بن الحارث بن مرة بن هبيرة التغلبي الوائلي بني جشم، من تغلب (توفي 94 ق.هـ/531 م). وهو شاعر عربي وهو أبو ليلى و شعبة، المكنى بالمهلهل، ويعرف أيضاً بالزير سالم من أبطال العرب في الجاهلية. وهو جد الشاعر عمرو بن كلثوم حيث أن أم عمرو هي ليلى بنت المهلهل[1]، وذهب البعض إلى انه خال الشاعر الكبير امرئ القيس. كان من أصبح الناس وجهاً ومن أفصحهم لساناً. ويقال أنه أول من قال الشعر، عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسمي (زير النساء) أي جليسهن. ولما قتل جساس بن مرة أخاه وائل بن ربيعة المعروف بلقب كليب، ثار المهلهل فانقطع عن الشراب واللهو إلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب (حرب البسوس)، التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة. يقول الفرزدق: ومهلهل الشعراء ذاك الأولُ، وهو القائم بالحرب ورئيس تغلب أسر في آخر أيامهم ففك أسره وقصته معروفه وأسر مرة أخرى فمات في أسره و بنو شعبة اليوم في الحجاز هم ذرية ابن له غير مشهور كان جدا جاهليا يقال له شعبة .



ألقابه وكنيته

لقب عدي بن ربيعة بألقاب عديدة من أشهرها :

* الزير سالم

اختلف في اسمه فقيل أن اسمه سالم كما هو معروف وقيل أن اسمه عدي كما ذكر في عدة قصائد منها قصيدته الشهيرة وهو في الأسر التي كانت سببا غير مباشر في مقتله والتي قال
طَـفـَـلــة مـا ابْنة المـحـللِ بـيــضــــــــاء لــعـوب لــذيـــــذة فـــي الـعـــنـــــــــاقِ
فاذهبي مــــا إليك غـيـــر بـعـــيــــــــد لايــؤاتــــي العــنـاق مــــن في الــوثـــاقِ
ضــربـت نـحــــــــرهــا إلــى وقــالــــت ياعديا ، لــقــد وقــتــــك الأواقـــــــــــي

أما تسميته بالزير فقد سماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.

* المهلهل وقد قيل لقب مهلهلا لأنه كان يلبس ثياباً مهلهلة، وقيل لقب بسبب قوله:

لما توغل في الكراع هجينهن هلهلت من أثار مالك أو منبلا

كما يقال أنه لقب مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقّه وكان فيه خنث وهو من الشعراء الكذبة لبيت قاله وهو :
ولولا الريح أسمع أهل حجرٍ صليل البيض تقرع بالذكور

قالت فيه ابنته [[ بنت اخ المهلهل](سليمى بنت كليب)] لما قتل:
من مبلغ الحيين أَنّ مُهلهلا أَضحى قتيلاً في الفلاة مُجندَّلا

* أبي ليلى وهي كنيته وذلك لأنه في صغره رأى رؤيا ينجب فيها فتاة واسمها ليلى وأنه لها شأن، فلما تزوج أسمى فتاته بذاك الإسم وزوجها كلثوم بن مالك من بني عمومتها وولد منها عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلّقة.



الزير سالم في الثقافه الشعبيه العربية

دخل الزير سالم وقصته في الأدب العربي والأدب والفلكلور البدوي حتى حيكت حوله العديد من القصص والتي تناقلت كلامياً منذ العصر الجاهلي مروراً بالعصر الأموي والعباسي حيث تم توثيق القصة. وقد كانت القصة متناقلة بشكل كبير بين حكواتيي (قاصي القصص الشعبية) سورية.

حيث قال عنه الناقد الجزائري الكبير الدكتور صلاح الدين فوحان أنه من أبرز شخصيات العالم منذ عصره
 
جمـيـل بـثيـنة




يكاد يكون جميل بن معمر أشهر ذوي الصبابة والعشق من شعراء عذرة ، بل مقدماً عليهم جميعاً في رأي ابن سلام صاحب طبقات الشعراء .

وهو جميل بن معمر بن الحارث بن ظبيان العذري وينتهي نسبه إلى قضاعة .وكانت أسرته على جانب مرموق من الجاه والثروة وكان هو غض الشباب وسيم الطلعة فنشأ موفور العيش يتيه بقومه وينعم بالرخاء ويزهو بشبابه ، وكان شأنه في حداثته شأن سائر أبناء البادية يسرح بأغنام قومه ويأتي بها مواضع الكلأ وقد لقي بثينة لأول مرة في بعض تلك المراتع . وكان كثيـّر عزة يعترف لجميل بثينة بالشاعرية ويقدمه على نفسه ، ويتخذه إماماً له ...

أما كيف وقع جميل بحب بثينة فكتب الأدب تورد لذلك خبراً طريفاً يؤكد أن العشق العارم أحياناً قد ينبثق من الشحناء . جاء في الأغاني : - كان جميل ينسُب بأم الجسير ، وكان أول ما علق بثينة أنه أقبل يوماً بإبله حتى أوردها وادياً يقال له بغيض ، فاضطجع وأرسل إبله مصعده ، وأهل بثينة بذنب الوادي ، فأقبلت بثينة وجارية لها واردتين الماء ، فمرتا على فِصال له بُروك فعرّمتهن – أي نفرتهن – وهي إذ ذاك جويرية صغيرة ، فسبها جميل ، فافترت عليه ، فمُلح إليه سبابُها فقال:-

وأول ما قادَ المودة بينـنا بوادي بغيضٍ يا بثينَ سبابُ

وقُلنا لها قولاً فجاءت بمثله لكـلِّ كلامٍ يا بثينَ جوابُ

غير أن التقاليد البدوية وكيد العاذلين حاصرت هذين المتحابين اللذين بات الهوى شغلهما ، فراح قوم بثينة يمنعونها من لقاء جميل ومانعوا في زواجها منه بعد أن ذكرها في شعره وردد أسمها على لسانه ، فأضرم ذلك جذوة هواه وألهب شاعريته . ثم أن أهله أرغموه على الارتحال ، فذهب إلى مصر ولبث هناك حتى مات . وقد نعى نفسه لبثينة حين أرسل لها بأبيات :

صَدعَ النعيَّ ، وما كنَى بجَميلِ وثوى بمصرَ ثواءَ غيرِ قَفُولِ

ولقد أجُرُّ الذيلَ في وادي القُرى نشوانَ ، بينَ مَزارعٍ ونَخيلِ

بكـرَ النعيُّ بفارسٍ ذي هِمّةٍ بطَـلٍ إذا حُمّ اللقاءُ مُذيـلِ

قومي بثينةُ فاندبي بعـويـلِ وابكي خليلَكِ دونَ كلِّ خليلِ

فقالت وهي تندبه حتى صعقت :

وإن سلُوّي عن جميلٍ لساعـةٌ من الدهر ما حانت ولا حان حينها

سواءٌ علينا يا جميل بن معـمر إذا مـتّ بأسـاء الحياة ولينها
 
أعلى