• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

مكتبة الشعراء

أبوطالب

85 - 3 ق. هـ / 540 - 619 م

هو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، اسمه عبد مناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ،من قبيلة قريش كنيته أبوطالب, وقد غلبت عليه هذه الكنية حتى لم يعرف أن أحدا كان يناديه بعبد مناف أبدا، كما أنه كان يلقب بشيخ البطحاء. وأمه هي فاطمة بنت عمرو من بني مخزوم.

خلف أبو طالب أباه عبد المطلب الذي كان أحد سادة قريش في المكانة والوجاهة، ولكن ضيق حالته المالية جعله يكل إلى أخيه العباس شأن السقاية وأعباءها نظرًا لما كان له من ثراء واسع. وكان عبد المطلب أول من طيّب غار حراء بذكر الله، فإذا استهل رمضان صعد حراء وأطعم المساكين ورفع من مائدته إلى الطير والوحوش في رؤوس الجبال. مما يؤثر عن حكمته وحسن تقديره أنه كان أول من سن القسامة في العرب قبل الاسلام وذلك في دم عمرو بن علقمة، ثم جاء الاسلام وأقرها.

كفالته للرسول صلى الله عليه وسلم

كان أبو طالب الأخ الشقيق الوحيد لعبدالله والد النبي. وقد عهد إليه والده عبد المطلب بكفالة محمد .

أبنائه

كان له اربعه بنين هم : طالب وعقيل وجعفر وعلي. وكان كل واحد منهم أكبر من الذي يليه بعشر سنين . فيكون طالب أسن من علي بثلاثين سنة، وبه كان يكنى أبوه. وكان أابي طالب من البنات ثلاث : ام هاني وفاختة وجمانة وامهم جميعا فاطمة بنت اسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يدعوها امي لانها ربته . وكانت من السابقات إلى الاسلام ولما توفيت عليها السلام صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودخل قبرها وترحم عليها .

مساندته لابن اخيه

من أقواله المشهوره في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:


وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ربيع اليتامى عصمة للأرامل

وكان أبو طالب السند لرسول الله فهو الحامي المدافع عنه وذلك لما له من نفوذ قوي في قريش ومكانه عظيمه وكان يعتبر كبير القوم فلا يجترئ أحد على الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وفي هذا الصدد تجلت له جملة من المواقف الشجاعة في وجه سادة قريش ففي بداية ظهور الاسلام ارسلوا لابي طالب عله يثني ابن اخيه عن دعوته فارسل أبو طالب إلى محمد وقال له يا ابن أخي اشراف قومك قد اجتمعوا بك ليعطوك ويأخذوا منك فاجاب الرسول صلى الله عليه وسلم نعم يا عم كلمة واحدة يعطونها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم فوثب أبو جهل من مكانه وقال نعم وابيك عشر كلمات فعرض الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم الاسلام وطلب منهم قول لا الله الا الله فضج القوم واستنكروا وقال أبو جهل اتريد يا محمد ان تجعل الالهة الاة واحد وحاولوا الضغط على أبو طالب بالتلويح بنشوب صراع سيهلك أحد الفريقين فتوجة لاخيه بالا يحمله ما لا يطيق فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم يا عماة والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساريما تركت دعوة ربي فاذا كنت لا تريد ان تحمينيفأنت وشأنك ولي رب يحميني فتأثر أبو طالب وقال اذهب ياابن أخي وقل ما شئت وقد بقي أبو طالب على مساندته للرسول حتى عندما اعلن سادة قريش مقاطعة بني هاشم وقد كان لموت أبو طالب ابلغ الاثر على الرسول صلى الله عليه وسلم إذ توفي في نفس العام التي توفيت فيه زوجته خديجة وكان ذلك أحد الدوافع التي حدت بالمسلمين إلى الهجرة إلى يثرب

قدم أبو طالب الخدمات الجليلة لبذرة الاسلام الصغيرة في بدايتها. اذ كان يقدم الحماية لتحركات ابن اخيه بعد أن آمن برسالة الاسلام كما تشهد بذلك اشعاره ومواقفه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). كما أنه وقف إلى جانب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحصار الشهير في شعب أبي طالب.

من شعره:

يدعو حمزة (رضي الله عنه) لنصرة محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) و مجاهرة قريش بإيمانه
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد و كن مظهراً للدين وفقت صابرا
و حط من أتى بالحق من عند ربه بصدق و عزم لا تكن حمز كافرا
لقد سـرني اذ قلت أنك مـؤمن فكن لرسول الله في الله ناصرا
و بـاد قريشـاً بالذي قد أتـيتـه جهاراً و قل ما كان أحمد ساحرا

و عن استعداده للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
نصـرت رسـول الملـيك ببيض تلألأ كلمع البروق
أذب و أحمي رسول الإله حماية حـام عليه شـفيق
و ما أن أدب لأعـدائــه دبيب البكار حذار الفـنيق
و لكن أزير لهم سـامياً كما زار ليث بغيل مضيق

و قال:
و الله لن يصلوا إليك بجمعـهم حتى أوسـد في التراب دفينا
فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة و ابشر بذاك و قر منك عيونا
و دعوتني و علمت أنك ناصحي و لقد صدقت و كنت ثم أمينا
و لقد عـلمت أن ديـن مـحــمـد من خير أديــان البريـة دينا


و حين اطمئن أصحاب الرسول (ص) في الحبشة بعثت قريش عبدالله بن أبي ربيعة و عمرو بن العاص بن وائل محملين بالهدايا للنجاشي كي يخرجهم من أرضه ، فبعث أبو طالب ببعض الأبيات للنجاشي منها :
تعلم خيار الناس أن محمداً نبي كموسى و المسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به و كل بأمـر الله يهدي و يعصـم
و أنكـم تتـلونه في كتـابكـم بصدق حديث لا حديث الترجم
و أنك ما تأتيك منا عصــابة لفضـلك إلا أرجعوا بالتكـرم

اشتد أذى قريش للنبي و أصحابه بعدما علموا برفض النجاشي لمطالبهم ، فقرروا محاصرة بني هاشم في شعب أبي طالب حتى يسلموهم محمد، فقال أبو طالب:

كذبتم و بيت الله لا تـقـتـلــونه جمـاجم تلقى بالحطيــم و زمزم
و تقطع أرحـام و تنسـى حليـلة حليلاً و تغشى محرماً غير محرم​
 
هاشم الرفاعي

هاشم الرفاعي شاعر مصري التحق بمعهد الزقازيق الديني التابع للأزهر الشريف سنة 1947م وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية في عام 1951م، ثم أكمل دراسته في هذا المعهد وحصل على الشهادة الثانوية سنة 1956م ثم التحق بكلية دار العلوم وقتله جمال عبد الناصر قبل أن يتخرج سنة 1959م، وذلك لهجائه له في قصائده الشعرية وشكواه من تسلط عبد الناصر وأجهزته الأمنية، ومنها قصيدته مخاطبا لعبد الناصر: أنزلْ بهذا الشعب كل هوانِ *** وأعدْ عهود الرق للأذهانِ

أطلقْ زبانية الجحيم عليه مِنْ *** بوليسكَ الحربيِّ والأعوان

اسم الشاعر الحقيقي : سيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي ولكنه اشتهر باسم جده هاشم لشهرته ونبوغه، وتيمنا بما عرف عنه من فضل وعلم وعرف بهذا الاسم وانطوى الاسم الحقيقي عنه.

نشأته

كان هاشم الرفاعي سليلاً لأسرة متدينة، وقد نشأ في بيت يُعنى بالعلم ويهتم بالتفقه في دين الله ويحرص على التربية الإسلامية،وكان والده جامع شيخا لإحدى الطرق الصوفية المنتشرة في مصر ،التحق بمعهد الزقازيق الديني التابع للأزهر الشريف سنة 1947م وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية في عام 1951م، ثم أكمل دراسته في هذا المعهد وحصل على الشهادة الثانوية سنة 1956م ثم التحق بكلية دار العلوم ولقي الله شهيداً قبل أن يتخرج سنة 1959م. وكان في مراحل دراسته كلها بارزاً بين زملائه،وبدأ يقول الشعر ولمّا يبلغ الثانية عشرة من عمره، ويقود الطلبة في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني والأوضاع الفاسدة السائدة في مصر وقتها,ومن شعره في تلك الفترة :

يا مصر قد عاثت بأرضك **** *** باسم الصيانة والحماية أفسدوا

قتلوا شباب الجامعات وجندلوا *** في النهر من بمياهه يستنجدُ

ماذا جنوا حتى أرقْتَ دماءهم *** وبأي حق في المضاجع وسِّدوا

والخطاب في البيت الأخير موجه إلى الملك فاروق الذي أمر بإطلاق النار على الطلبة في مظاهرة كوبري عباس الشهيرة، وأمر بفتح الكوبري على المتظاهرين، فمن نجا من الغرق لم ينج من رصاص الشرطة، وفي واحدة من هذه المظاهرات أصيب هاشم الرفاعي برصاصة طائشة تركت أثراً في أعلى رأسه، وفُصِل من معهد الزقازيق الديني مرتين، كانت الأولى قبل قيام الثورة، وفي هذا يقول الشاعر :

يا فتية النيل الممجَّد إننا *** نأبى ونرفض أن نساق قطيعا

هذا "ابن نازلي" للهلاك يقودنا *** جهراً ويَلقى في البلاد مطيعا

فإلى متى هذا الخنوع وإنه *** جرم أضاع حقوق مصر جميعا

بمثل هذا الحماس المتوقد كانت نفس شاعرنا تشتعل ثورة ضارية لم يستطع أن يكبتها، وأبت إلا أن تعلن عن نفسها في أكثر من موضع من شعره

يا ثورة في ضلوعي *** وما لها من هجوعِ

إلام أقضي حياتي *** في ذلة وخضوعِ؟!

وظل شاعرنا هكذا حتى أشعلت ثورته ثورة أخرى عندما أُعلن عن قيام ثورة الضباط الأحرار في مصر بقيادة اللواء محمد نجيب الذي طرد الملك والإنجليز من مصر، واستقبل المصريون والعرب جميعاً هذه الثورة بالفرحة الغامرة، وكان لشاعرنا الحظ الأوفر من هذه الفرحة، فجاءت قصائده في الإشادة بالثورة وبقائدها نجيب تترى :

أمل تحقق في البلاد عسيرُ *** قد كان في خلد الفقير يدورُ

لمّا أعيد إلى الكنانة مجدها *** وانجاب عنها الليل والديجورُ

بعث الإله إلى البلاد "نجيبها" *** فتحطمت للمفسدين صخور

لا أرجع الرحمن أياماً مضت *** كانت علينا بالشقاء تدور

ولكن سرعان ما انقلبت الثورة على نفسها، وتآمر جمال عبدالناصر وزمرته على محمد نجيب وألقوا القبض عليه في مشهد مهين، وساقوه إلى الإقامة الجبرية بتهمة أنه يستمع إلى الإخوان المسلمين ويفتح لهم بابه، وأعلن جمال نفسه زعيماً ورئيساً لمصر حفاظاً على ما يسمى بمكتسبات الثورة وحماية لها من أعدائها الإسلاميين المتربصين بها! وفتح المعتقلات للإخوان سنة 1954م ودبر تمثيلية "المنشية" الشهيرة ليقدم مبررات لحملته على الإخوان أمام الرأي العام المصري والعالمي، ودخلت البلاد في دوامة حكم شمولي بوليسي لم يأمن فيه الناس على أنفسهم، وقد رأوا السجن الحربي يفتح لهم فاه ويقول هل من مزيد.
 
السموأل





السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي شاعر جاهلي يهودي حكيم واسمه معرب من الاسم العبري (عن العبرية شَمُوأَلْ (שְׁמוּאֵל)، من شَمُو: الاسم، أَلْ:الله، أي سماه الله).

عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي. من سكان خيبر، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق وكان الأبلق قد بني من قبل جده عادياء. أشهر شعره لاميته التي مطلعها:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتـديه جـمــيل

البعض ينسب القصيدة لغيره. له ديوان صغير. وهو الذي تنسب اٍليه قصة الوفاء مع امرئ القيس.

نسب السموأل

ذكر السموأل في قصيدته الشهيرة، أنه من بني الديان، و ذكر القلقشندي ما يلي عن نسب بني الديان:

بنو الديان - بفتح الدال المهملة وتشديد الياء المثناة تحت ونون في الآخرة بطن من بني الحارث بن كعب من القحطانية وهم بنو الديان واسمه يزيد بن قطن بن زيادة الحارث بن كعب بن الحارث بن كعب والحارث قد تقدم نسبه في الألف واللام مع الحاء‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكان لهم الرئاسة بنجران من اليمن والملك على العرب بها وكان الملك منهم في عبد المدان بن الديان وانتهى قبل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان ووفد أخوه على النبي صلى الله عليه وسلم على يد خالد بن الوليد‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ ولم يزل الملك بنجران في بني عبد المدان ثم في بني أبي الجود منهم ثم انتقل إلى الاعاجم الآن‏.‏

قال أبو عبيدة‏:‏ ومن بني عبد المدان هؤلاء الربيع بن زياد أمير خراسان في زمن معاوية وشداد بن الحارث الذي يقول فيه الشاعر‏:‏ يا ليتنا عند شدادٍ فينجزنا ويذهب الفقر عنا سيبة الغدق. إنتهى ما ذكر القلقشندي.

و ذكر ابن قتيبة أن بني الحارث بن كعب، الذين تفرع عنهم بني الديان، كانوا يدينون باليهودية قبل الإسلام.

من هذا النسب رأى البعض بأن السموأل عربي قح، من بني الديان من بني الحارث بن كعب من مذحج من قحطان... بل وذهبوا لأبعد من ذلك أن اتخذوا ذلِك دليلاً على أن يهود الجزيرة العربية كُلُّهُم عرباً.

أشعاره

وأشهر أشعاره عندما أجار الأميرة ابنة الملك المنذر عندما فرت من بطش "كسرى فارس" ، يقول فيها:
تعيرنا بأنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قيلل
وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتـديه جـمــيل
وإن لم يحمل على النفس ضيمها فليس له إلى حسن الثناء سبيل

قال هذه الأبيات بعدما استقلت أميرة المناذرة عددهم في مجابهة الفرس ، وقد قتل ابنه أمام عينيه ولم ينثني عن إجارتها حتى أفنى نفسه وقبيلته عن آخرها بعد أن ألتحقت الأميرة بأحد قبائل العرب ، وبعدها التم شمل العرب وصار شعر السموأل عار على جميع قبائل العرب فاتحدت العرب لأول مرة بتاريخها وهزمت جيوش الفُرس ، في يوم كان يصادف يوم ولادة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
 
عبيد بن الأبرص




عبيد بن الأبرص بن حنتم،وأيضاً عبيد بن عوف بن جشم له أم اسمها أُمامة الأسدي من المضر،زمن مولده غير معروف، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات ويعد من شعراء الطبقة الاولى،قتله النعمان بن المنذر حينما وفد عليه في يوم بؤسه.
ما ذكر عنه

عبيد هو أحد أشهر فرسان قومه وساداتها،قد عاش أيام حجر-والد أمرؤ القيس- وشهد موته ،وكان قبل ذلك أحد منادميه فعندما بلغ حجر شيئاً عن عبيد توعده فقال يخاطبه:
أبلغْ بني كرِبٍ عني وإخوتَهُ قولاً سيذهبُ غوراً بعد أنجادٍ

وسمي أيضاً بعبيد العصا عندما قتل جنود حجر بعصاه،وكان ذلك عندما أبوا دفع الجباية. وحبس منهم في ذلك اليوم عبيد وعمرو بن مسعود فاباح أموالهم وصيّرهم إلى تهامة وأبى أن يساكنهم في بلدٍ. فسارت بنو أسدٍ ثلاثاُ، ثم إن عبيداً قام فقال: أيّها الملك اسمع مقالتي:
يا عين فابكي ما بني أسد، فهم أهل الندامة

فرق قلب حجر بعد أن تفاهم فبعث في أثرهم فاقبلوا ثم غدروا،فهدّدهم ابنه امرؤ القيس بفرسان قحطان، وبأنّه سيحكِّم فيه ظُبى السيوف وشَبَا الأسنّة شفاء لقلبه وثأراً بأبيه. فخاطبه عبيد بقصيدة يفتخر فيها بمآتي قومه ويتحدّاه، قال:
يا ذا المخوّفُنا بقتل أبيه إذلالاً وحينا

موته

هي روايتان ألاولى: مسندةٌ على الشرقيّ بن القطامي، قال: كان المنذر بن ماء السماء قد نادمه رجلان من بني أسد، أحدهما خالد بن المضلِّل والآخر عمرو بن مسعود بن كَلَدة، فأغضباه في بعض المنطق، فأمر بأن يحفر لكلّ منها حفيرة بظهر الحيرة ثمّ يجعلا في تابوتين ويدفنا في الحفرتين، ففُعل بهما ذلك، حتى إذا أصبح سأل عنهما فأُخبر بهلاكهما، فندم على ذلك وغمّه، ثم ركب حتى نظر إليهما فأمر ببناء الغَرِيّين فبنيا عليهما، وجعل لنفسه يومين في السنة يجلس فيهما عند الغريّين أحدهما يوم نعيم والآخر يوم بؤس، فأوّل من يطلع عليه في يوم نعيمه يعطيه مائة من الإبل شؤماً، أي سوداً، وأول من يطلع عليه يوم بؤسه يعطيه رأس ظَرِبان أسود، ثم يأمر به فيذبح ويغرّى بدمه الغريّان. فلبث بذلك برهة من دهره. ثم إن عبيد بن الأبرص كان أوّل من أشرف عليه يوم بؤسه فقال: هلاّ كان الذّبحُ لغيرك، يا عبيد فقال: أتتك بحائن رجلاه، فأرسلها مثلاً. فقال المنذر: أو أجلٌ بلغ أناه. ثم قال له: أنشدني فقد كان شعرك يعجبني. فقال حال الجريض دون القريض، وبلغ الحِزام الطِّبيين، فأرسلها مثلاً. فقال له آخر: ما أشدّ جزعك من الموت! فقال: لا يرحلُ رحلك من ليس معك، فأرسلها مثلاً. فقال له المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك! فقال عبيد: من عزّ بزّ، فأرسلها مثلاً. فقال المنذر: أنشدني قولك: "أقفر من أهله ملحوب" فقال:
أقفر من أهله عبيدُ فليس يُبدي ولا يُعيدُ
عنّت عنّةٌ نَكودُ وحان منه لها وُرودُ

فقال له المنذر: يا عبيد! ويحك أنشدني قبل أن أذبحك. فقال عبيد:
واللهِ إن متُّ لما ضرّني وإن أعِش ما عشتُ في واحدة

فقال المنذر: إنّه لا بدّ من الموت، ولو أن النعمان، أي ابنه، عرض لي في يوم بؤس لذبحته، فاختر إن شئت الأكحل، وإن شئت الأبجل، وإن شئت الوريد. فقال عبيد: ثلاث خصال كسحابات عاد واردها شرّ وُرّاد، وحاديها شرّ حاد، ومعادها شرّ معاد، ولا خير فيها لمرتاد، وإن كنتَ لا محالة قاتلي، فاسقني الخمر حتى إذا ماتت مفاصلي وذَهِلت ذواهلي فشأنك وما تريد. فأمر المنذر بحاجته من الخمر، حتى إذا أخذت منه وطابت نفسه دعا به المنذر ليقتله، فلما مثل بين يديه أنشأ يقول:
وخيّرني ذو البؤس في يوم بؤسه خَصالاً أرى في كلّها الموتَ قد برَق
كما خُيّرتْ عادٌ من الدّهر مرّةً سحائبَ ما فيها لذي خِيرةٍ أنَقْ
سحائب ريحٍ لم تُوكَّل ببلدةٍ فتتركها إلاّ كما ليلةِ الطّلَقْ

فأمر به المنذر ففصد، فلما مات غذي بدمه الغريّان. وقد يضرب المثل بيوم عبيد، عند العرب، لليوم المشؤوم الطالع. أما رواية مقتله في الديوان، فقد رويت في الأغاني أيضاً عن هشام بن الكلبي، على شيء من الاختلاف، كما أشرنا إليه سابقاً، قال: وكان من حديث عبيد وقتله أن المنذر بن ماء السماء بنى الغريّين، فقيل له: ماذا تريد بهما وكان بناهما على قبري رجلين من بني أسد كانا نديميه: أحدهما خالد بن نضلة الفقعسيّ، وكان أُسر يوم جبَلة، والآخر عمرو بن مسعود. فقال: ما أنا بملك إن خالف الناس أمري؛ لا يمرّ أحد من وفود العرب إلا بينهما. وكان له في السنة يومان معروفان بيوم بؤس ويوم نعمة، فكان إذا خرج في يوم بؤسه يذبح فيه أوّل من يلقاه كائناً من كان؛ وإذا خرج في يوم نعمته يصِل أوّل من يلقاه ويحبوه ويُحسن إليه. فبينما هو يسير في يوم بؤسه إذ أشرف له عبيد، فقال لرجل ممّن كان معه: من هذا الشقيّ فقال له: هذا عبيد بن البرص. فأُتي به فقال له الرجل: أبيت اللعن اتركه، فإن عنده من حسن القريض أفضل ممّا تدرك في قتله، مع أنّه من رؤساء قومه وأهل النجدة والشأن فيهم، فاسمع منه وادعه إلى مدحك، فإن سمعت ما يعجبك كنت قد عفت له المنّة فإن مِدْحَته الصنيعة. فإن لم يعجبك قوله كان هنيئاً عليك قتله، فإذا نزلنا فادع به! قال: فنزل المنذر، فطعِم وشرب، وبينه وبين الناس حجاب يراهم منه ولا يرونه، فدعا بعبيد من وراء الستر فقال له رديفة: ما ترى يا أخا أسد. قال: أرى الحوايا عليها المنايا. قال: فعليك بالخروج له ليقرّبك ذاك من الخلاص. قال: ثكلتك الثّواكل، إنّي لا أعطي باليد، ولا أُحضر البعيد، والموت أحبّ إليّ. قال له الملك: أفقلت شيئاً. قال: حال الجريض دون القريض. قال المنذر: أنشدني من قولك "أقفر من أهله ملحوب". قال عبيد:
أقفر من أهله عبيدُ فليس يُبدي ولا يُعيد

قال: أنشدنا أيضاً! فقال:
هي الخمر تكنى بأمّ الطّلاء كما الذّئبُ يدعى أبا جعدةِِ

فقال: قل فيّ مديحاً يسير في العرب! قال: أمّا والصَّبّار فيما عجل فلا! قال: نطلقك ونحسن إليك. قال: أمّا وأنا أسير في يديك فلا. قال: نردّك إلى أهلك ونلتزم رفدك. قال: أمّا على شرط المديح فلا! قال عبيد:
أوَصيِّ بَنِيّ وأعمامهم بأنّ المنايا لهُم راصده
لها مدّةٌ، فنفوسُ العِباد إليها، وإن جهَدوا، قاصِده
فوالله إنْ عشتُ ما سرّني وإن متُّ ما كانت العائده

فقال بعض القوم: أنشِد الملك! قال: لا يرجى لك من ليس معك. قال بعضهم من القوم: أنشد الملك! قال: وأُمِرَّ دون عبيده الوَذَمُ. قال له المنذر: يا عبيد أي قتلة أحبّ إليك أن أقتلك. قال: أيّها الملك روّني من الخمر وافصدني، وشأنك وشأني. فسقاه الخمر ثم أقْطَعَ له الأكحل فلم يزل الدم يسيل حتى نفد الدم وسالت الخمر، فمات.
المعلقة

معلقة عبيد الأبرص

أقفـرَ من أهلهِ مَلْحـوبُ *** فالقُطبيَّــات فالذَّنـــوبُ

فَراكِـسٌ فثُعَيـلٍبــاتٌ *** فَـذاتَ فَـرقَـينِ فالقَـلِيبُ

فَعَـرْدةٌ ، فَقَفــا حِـبِرٍّ *** لَيسَ بِها مِنهُــمُ عَـريبُ

وبُدِّلَتْ مِنْ أهْلِها وُحوشًا *** وغًـيَّرتْ حالَها الخُطُــوبُ

أرضٌ تَوارَثَهـا الجُدوبُ *** فَكُـلُّ من حَلَّهـا مَحْـروبُ

إمَّـا قَتيـلاً وإمَّـا هَلْكـًا *** والشَّيْبُ شَـيْنٌ لِمَنْ يَشِـيبُ

عَينـاكَ دَمْعُهمـا سَـروبٌ *** كـأنَّ شَـأنَيهِمـا شَـعِيبُ

واهِيــةٌ أو مَعـينُ مَـعْنٍ *** مِنْ هَضْبـةٍ دونَها لَهـوبُ

أو فَلْجُ وادٍ بِبَطْـنِ أرضٍ *** لِلمـاءِ مِنْ تَحْتِهـا قَســيبُ

أوْ جَدولٌ في ظِلالِ نَخْـلٍ *** لِلمـاءِ مِنْ تَحتِهـا سَـكوبُ

تَصْبو وأنَّى لكَ التَّصابي ؟ *** أنَّي وقَد راعَـكَ المَشـيبُ

فإنْ يَكُـنْ حـالَ أجْمَعِهـا *** فلا بَـدِيٌّ ولا عَجـيبُ

أوْ يـكُ أقْفَـرَ مِنها جَـوُّها *** وعادَها المَحْـلُ والجُـدوبُ

فكُـلُّ ذي نِعْمـةٍ مَخلـوسٌ *** وكُـلُّ ذي أمَـلٍ مَكـذوبُ

فكُـلُّ ذي إبِـلٍ مَـوْروثٌ *** وكُـلُّ ذي سَـلْبٍ مَسْـلوبُ

فكُـلُّ ذي غَيْبـةٍ يَـؤوبُ *** وغـائِبُ المَـوْتِ لا يَغـيبُ

أعاقِـرٌ مِثْـلُ ذاتِ رَحْـمٍ *** أوْ غـانِمٌ مِثْـلُ مَنْ يَخـيبُ

مَنْ يَسْـألِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ *** وســــائِلُ اللهِ لا يَخـيبُ

باللهِ يُـدْرَكُ كُـلُّ خَـيْرٍ *** والقَـوْلُ في بعضِـهٍِ تَلغـيبُ

واللهُ ليسَ لهُ شَــريكٌ *** عـلاَّمُ مـا أخْفَـتِ القُلُـوبُ

أفْلِحْ بِما شِئْتَ قدْ يَبلُغُ بالضَّعْـ *** ـفِ وقَدْ يُخْـدَعُ الأرِيبُ

يَعِـظُ النَّاسُ مَنْ لا يَعِـظُ الدْ *** دَهْـرُ ولا يَنْفَـعُ التَّلْبِيبُ

إلاَّ سَــجِيَّـاتُ ما القُلُـو *** بُ وكمْ يُصَـيِّرْنَ شائنًا حَبِيبُ

سـاعِدْ بِأرضٍ إنْ كُنتَ فيها *** ولا تَقُـلْ إنَّنـي غَـريبُ

قدْ يُوصَلُ النَّازِحُ النَّائي وقد *** يُقْطَـعُ ذو السُّـهْمَةِ القَـريبُ

والمَرْءُ ما عاشَ في تَكْذيبٍ *** طُـولُ الحَيــاةِ لـهُ تَعْـذيبُ

يا رُبَّ مـاءٍ وَرَدتُّ آجِـنٍ *** سَـــبيلُهُ خـائفٌ جَـدِيبُ

رِيشُ الحَمـامِ على أرْجائِهِ *** لِلقَـلبِ مِنْ خَـوْفِـهِ وَجِـيبُ

قَطَعتـهُ غُـدْوة مُشِــيحًا *** وصــاحِبي بـادِنٌ خَبــوبُ

غَـيْرانةٌ مُوجَـدٌ فَقـارُهـا *** كـأنَّ حـارِكَهــا كَثِـيبُ

أخَـلَّفَ بـازِلاً سَـــديسٌ *** لا خُـفَّـةٌ هِـيَ ولا نَـيُـوبُ

كـأنَّهـا مِنْ حَمـيرِ غـاب *** جَـوْنٌ بِصَفْحـَتِــهِ نُـدوبُ

أوْ شَـبَبٌ يَـرْتَعي الرُّخامِي *** تَـلُـطُّـهُ شَـمْألٌ هَـبُـوبُ

فـذاكَ عَصْـرٌ وقدْ أرانـي *** تَحْمِـلُنـي نَهْـدَةٌ سَـرْحوبُ

مُضَـبَّرٌ خَلْـقُهـا تَضْـبيرًا *** يَنْشَـقُّ عَنْ وَجْهِهـا السَّـبيبُ

زَيْـتِـيَّـةٌ نائـمٌ عُـروقُهـا *** ولَـيِّنٌ أسْــرُها رَطِـيبُ

كـأنَّهـا لِقْــوَةٌ طَـلُـوبٌ *** تَـيْـبَسُ في وَكْـرِها القُـلُوبُ

بَـانَـتْ علَى إرْمٍ عَـذوبـًا *** كـأنَّهـا شَــيْخةٌ رَقُــوبُ

فَأَصْـبَحَتْ في غَـداةِ قُـرٍّ *** يَسْـقُطُ عَنْ رِيشِـها الضَّـريبُ

فَأبْصَرَتْ ثَعْلَـبًا سَـريعـًا *** ودونَـهُ سَــبْسَـبٌ جَـديـبُ

فَنَفَّـضَتْ رِيشَـها ووَلَّـتْ *** وَهْـيَ مِنْ نَهْضَـةٍ قَـريـبُ

فاشْـتالَ وارْتاعَ مِنْ حَسِيسٍ *** وفِعْلـهُ يَفعَــلُ المَـذْؤوبُ

فَنَهَضَـتْ نَحْـوَهُ حَثِـيثـًا *** وحَـرَّدتْ حَـرْدَهُ تَسِــيبُ

فَـدَبَّ مِنْ خَلفِهـا دَبيبـًا *** والعَـيْنُ حِمْـلاقُهـا مَقْلـوبُ

فـأدْرَكَتْـهُ فَطَـرَّحَتْــهُ *** والصَّـيْدُ مِنْ تَحْتِهـا مَكْـروبُ

فَجَـدَّلَـتْـهُ فَطَـرَّحَتْــهُ *** فكَـدَّحَتْ وَجْهَـهُ الجَـبوبُ

فعـاوَدَتْـهُ فَـرَفَّـعَـتْـهُ *** فـأرْسَـلَـتْـهُ وهُوَ مَكْـروبُ

يَضغُو ومِخْلَـبُهـا في دَفِـهِ *** لا بُـدَّ حَـيْزومُـهُ مَنقُــوبُ
 
أبو فراس الحمداني


أبو فراس الحمداني شاعر وأمير عربي من الأسرة الحمدانية، ابن عم ناصر الدولة، وسيف الدولة الحمداني امير حلب . حارب الروم وأسروه، واشتهر بقصائده المعروفة بالروميات.

اسمه الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني، وأبو فراس كنيته، وُلد عام 320 هـ، وقُتل في 357 هـ في موقعة بينه وبين ابن أخته أبو المعالي بن سيف الدولة ، نشأ في كنف ابن عمه وزوج أخته سيف الدولة الحمداني في حلب بعد أن قتل ناصر الدولة أباه سعيد بن حمدان، فنشأ عنده كريماً عزيزاً، وولاه منبج من أعمال الشام بالقرب من حلب كما صحبه في حربه ضد الروم. اغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.

استقرّ أبو فراس في عاصمة الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى امارة منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله. كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره. وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.

علم سيف الدولة ب حلب أن أبا فراس فارس طموح، فخاف على ملكه منه، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر.

ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى، رغم انه ابن عمه، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني.

سقوط الفارس في ساحة الميدان

بعد سنة من افتداء الشاعر، توفي سيف الدولة (967) م وخلفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة في امارة حلب ، وهو ابن أخت الشاعر. وكان أبو المعالي صغير السن فجعل غلامه التركي فرعويه وصياً عليه. وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه فرعويه، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

وهكذا نجد أنّ رأي سيف الدولة الحمداني فيه كان صادقاً وفي محله. فقد كان أبو فراس الحمداني طموحاً الأمر الذي جرّ عليه الويلات ، وقد بقيت قصائد ابوفراس وشعره علامة هامة على طموحة وبداعه .

أشعاره :

قال الصاحب بن عباد: بُدء الشعر بملك، وخُتم بملك، ويعني امرأ القيس وأبو فراس.

* يقول:

لم أعدُ فـيـه مفاخري ومديح آبائي النُّجُبْ
لا في المديح ولا الهجاءِ ولا المجونِ ولا اللعبْ

* هو صاحب البيت الشهير:

الشعر ديوان العرب أبداً وعنوان الأدب

* وفي قصيدة "أراك عصيّ الدمع" الشهيرة يقول:

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟
بلى أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ
إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ

* وفي بيت اخر من نفس القصيدة يقول:

فان عشت فالانسان لابد ميتاً وان طالت الايام وانفسح العمر
ولا خير في دفع الردى بمذلة كما ردها يوماً بسوءته عمرو

* ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنبجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ
ولكان لي عمّا سألت من فدا نفـس أبــيّهْ

* وفي قصيدة أخرى إلى والدته وهو يئن من الجراح والأسر، يقول:

مصابي جليل والعزاء جميلُ وظني بأنّ الله سوف يديلُ
جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ أهمّكَ؟ أنّـي بعدها لحمولُ

* وأثناء أسره في القسطنطينية بعث إلى سيف الدولة يقول:

بمن يثق الإنسان فـيمـا نواه؟ ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟

* وقبل وفاته رثى نفسه بأبيات مشهورة موجهة إلى ابنته.

أبنيّتـي لا تـحزنـي كل الأنام إلى ذهـــابْ
أبنيّتـي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ
نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ
قولـي إذا ناديتنـي وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ
زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

* واجمل قصائده القصيدة الميمية التي ينصر فيها آل الرسول يقول:

الحق مهتضم والدين مخترم وفي آل رسول الله منقسم
يا باعة الخمر كفو عن مفاخركم {{{2******

الى ان يقول:
يا للرجال اما للحق منتصر من الطغاة وما للدين منتقم

ثم يقول في مقطع جميل:
لا يطغين بني العباس ملكهم بنو علي مواليهم وان زعموا
اتفخرون عليهم لا ابالكم حتى كأن رسول الله جدكموا

* ثم يقايس بين آل العباس وبين اهل البيت في مناقشة ومقارنة جميلة يقول مثلاً:

ليس الرشيد كموسى في القياس ولا مأمونكم كالرضا لو انصف الحكم
تتلى التلاوة في ابياتهم سحراً وفي بيوتكم الاوتار والنغم
كانت مودة سلمان لهم رحماً ولم تكن بين نوح وابنه رحم

* ثم يقول:

منكم عليه ام منهم وكان لكم شيخ المغنيين إبراهيم اذا ام لهم
 
صفي الدين الحلي


عبدالعزيز بن سرايا بن أبي القاسم السنبسي الطائي و الملقب بصفي الدين الحلي (1277 - 1349 م ) شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها. عاش في الفترة التي تلت مباشرة دخول المغول لبغداد وتدميرهم الخلافة العباسية مما أثر على شعره ، نظم بيتا لكل بحر سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها.له العديد من دواوين الشعر المعروفة ومن أشعاره الشهيرة التي لا تزال تتداول حتى أيامنا هذه :


سـلي الـرماح الـعوالي عن معالينا واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
بيــض صنائـعـنــا سود وقـائعـنا خضر مرابعنا حمر مواضينا
لا يمتطي المجد من لم يركـــــب الخطرا ولا ينال العلا من قدم الحــذرا


عاش صفي الدين الحلي في الحلة و الموصل و القاهرة و ماردين و بغداد التي توفي فيها.

كان أول من نظم البديعيات . له ديوان ( درر النحور ) في مدح الملك منصور الأرتقي ملك ماردين، و الذي يحتوي على 29 قصيدة كل منها يتكون من 29 بيتا تبدأ أبيات كل قصيدة منها و تنتهي بأحد أحرف اللغة العربية.

وقد كان ينظم الحلّي في فنون الشعر باللهجة المحكية في زمانه، كالزجل والموشح والقومة، كما كان أول من صنف كتاباً مختصاً بالشعر العربي العامي، و هو كتاب العاطل الحالي، أورد فيه نماذج من ذلك الشعر في زمنه ضمت أشعراً نظمها بنفسه.

أعماله

* درر النحور و التي تعرف أيضا بالأرتقيات .
* العاطل الحالي
* الأغلاطي
* صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء
* الخدمة الجليلة
 

محمود سامي البارودي



"محمود باشا سامي البارودي "، الملقب بـ شاعر السيف والقلم
ولــد في
6 أكتوبر 1839
القاهرة، مصر
توفي في
12 ديسمبر 1904
القاهرة، مصر

محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري شاعر عربي ولد في 6 أكتوبر عام 1839 م في حي باب الخلق بالقاهرة لأبوين من أصل شركسي من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي). . وكان أجداده ملتزمي إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة. يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً، ولقب باسم فارس السيف والقلم.

أتم دراسته الابتدائية عام 1851 م ثم التحق بالمرحلة التجهيزية من المدرسة الحربية المفروزة وانتظم فيها يدرس فنون الحرب، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر وتخرج من المدرسة المفروزة عام 1855 م ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني.

عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 م وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863. ثم عاد إلى مصر في فبراير 1863 م عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.

ضاق البارودي برتابة العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله. تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل.

اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة أقريطش (كريت) عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة. وكان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882 م.


العمل السياسي

بعد عودة البارودي من حرب البلقان تم تعيينه مديرًا لمحافظة الشرقية في (ربيع الآخر 1295هـ = إبريل 1878م)، وسرعان ما نقل محافظًا للقاهرة، وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، بعد أن غرقت البلاد في الديون، وتدخلت إنجلترا وفرنسا في توجيه السياسة المصرية، بعد أن صار لهما وزيران في الحكومة المصرية، ونتيجة لذلك نشطت الحركة الوطنية وتحركت الصحافة، وظهر تيار الوعي الذي يقوده "جمال الدين الأفغاني" لإنقاذ العالم الإسلامي من الاستعمار، وفي هذه الأجواء المشتعلة تنطلق قيثارة البارودي بقصيدة ثائرة تصرخ في أمته، توقظ النائم وتنبه الغافل، وهي قصيدة طويلة، منها:

جلبت أشطر هذا الدهر تجربة
وذقت ما فيه من صاب ومن عسل

فما وجدت على الأيام باقية
أشهى إلى النفس من حرية العمل

لكننا غرض للشر في زمن
أهل العقول به في طاعة الخمل

قامت به من رجال السوء طائفة
أدهى على النفس من بؤس على ثكل

ذلت بهم مصر بعد العز واضطربت
قواعد الملك حتى ظل في خلل


وبينما كان محمد شريف باشا رئيس مجلس النظار يحاول أن يضع للبلاد دستورًا قويمًا يصلح أحوالها ويرد كرامتها، فارضًا على الوزارة مسؤوليتها على كل ما تقوم به أمام مجلس شورى النواب، إذا بالحكومة الإنجليزية والفرنسية تكيدان للخديوي إسماعيل عند الدولة العثمانية لإقصائه الوزيرين الأجنبيين عن الوزارة، وإسناد نظارتها إلى شريف باشا الوطني الغيور، وأثمرت سعايتهما، فصدر قرار من الدولة العثمانية بخلع إسماعيل وتولية ابنه توفيق.

ولما تولّى الخديوي توفيق الحكم سنة (1296هـ = 1879م) أسند نظارة الوزارة إلى شريف باشا، فأدخل معه في الوزارة البارودي ناظرًا للمعارف والأوقاف، ونرى البارودي يُحيّي توفيقًا بولايته على مصر، ويستحثه إلى إصدار الدستور وتأييد الشورى، فيقول:

سن المشورة وهي أكرم خطة
يجري عليها كل راع مرشد

هي عصمة الدين التي أوحى بها
رب العباد إلى النبي محمد

فمن استعان بها تأيد ملكه
ومن استهان بها لم يرشد


غير أن "توفيق" نكص على عقبيه بعد أن تعلقت به الآمال في الإصلاح، فقبض على جمال الدين الأفغاني ونفاه من البلاد، وشرد أنصاره ومريديه، وأجبر شريف باشا على تقديم استقالته، وقبض هو على زمام الوزارة، وشكلها تحت رئاسته، وأبقى البارودي في منصبه وزيرًا للمعارف والأوقاف، بعدها صار وزيرًا للأوقاف في وزارة رياض.

وقد نهض البارودي بوزارة الأوقاف، ونقح قوانينها، وكون لجنة من العلماء والمهندسين والمؤرخين للبحث عن الأوقاف المجهولة، وجمع الكتب والمخطوطات الموقوفة في المساجد، ووضعها في مكان واحد، وكانت هذه المجموعة نواة دار الكتب التي أنشأها "علي مبارك"، كما عُني بالآثار العربية وكون لها لجنة لجمعها، فوضعت ما جمعت في مسجد الحاكم حتى تُبنى لها دار خاصة، ونجح في أن يولي صديقه "محمد عبده" تحرير الوقائع المصرية، فبدأت الصحافة في مصر عهدًا جديدًا.

ثم تولى البارودي وزارة الحربية خلفًا لرفقي باشا إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بعزل رفقي، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجند، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً، فخرج من الوزارة بعد تقديم استقالته (25 من رمضان 1298 = 22 من أغسطس 1881م)؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي دس له عند الخديوي.
[تحرير] وزارة الثورة

عاد البارودي مرة أخرى إلى نظارة الحربية والبحرية في الوزارة التي شكلها شريف باشا عقب مظاهرة عابدين التي قام بها الجيش في (14 من شوال 1298 هـ = 9 من سبتمبر 1881م)، لكن الوزارة لم تستمر طويلاً، وشكل البارودي الوزارة الجديدة في (5 من ربيع الآخر 1299هـ = 24 من فبراير 1882م) وعين "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال؛ ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة؛ لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها.

وافتتحت الوزارة أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون موائمًا لآمال الأمة، ومحققًا أهدافها، وحافظا كرامتها واستقلالها، وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق، ثم عرضه على مجلس النواب.
[تحرير] الثورة العرابية

تم كشف مؤامرة قام بها بعض الضباط الجراكسة لاغتيال البارودي وعرابي، وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين، فقضت بتجريدهم من رتبهم ونفيهم إلى أقاصي السودان، ولمّا رفع "البارودي" الحكم إلى الخديوي توفيق للتصديق عليه، رفض بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا، فغضب البارودي، وعرض الأمر على مجلس النظار، فقرر أنه ليس من حق الخديوي أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فاجتمع أعضاؤه في منزل البارودي، وأعلنوا تضامنهم مع الوزارة، وضرورة خلع الخديوي ومحاكمته إذا استمر على دسائسه.

انتهزت إنجلترا وفرنسا هذا الخلاف، وحشدتا أسطوليهما في الإسكندرية، منذرتين بحماية الأجانب، وقدم قنصلاهما مذكرة في (7 من رجب 1299هـ = 25 من مايو 1882م) بضرورة استقالة الوزارة، ونفي عرابي، وتحديد إقامة بعض زملائه، وقد قابلت وزارة البارودي هذه المطالب بالرفض في الوقت الذي قبلها الخديوي توفيق، ولم يكن أمام البارودي سوى الاستقالة، ثم تطورت الأحداث، وانتهت بدخول الإنجليز مصر، والقبض على زعماء الثورة العرابية وكبار القادة المشتركين بها، وحُكِم على البارودي وستة من زملائه بالإعدام، ثم خُفف، في 3 ديسمبر 1882، إلى النفي المؤبد إلى جزيرة سرنديب (سري لانكا).
[تحرير] البارودي في المنفى

أقام البارودي في الجزيرة سبعة عشر عامًا وبعض عام، وأقام مع زملائه في "كولومبو" سبعة أعوام، ثم فارقهم إلى "كندي" بعد أن دبت الخلافات بينهم، وألقى كل واحد منهم فشل الثورة على أخيه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.

وطوال هذه الفترة قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد إلى مصر في (6 جمادى الأولى 1317هـ/12 سبتمبر 1899م) وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد أنشودة العودة التي قال في مستهلها:
أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ


[تحرير] شعر البارودي
اقرأ نصاً ذا علاقة في

محمود سامي البارودي


يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.

وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.

وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.

وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.
وفاته

بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".

ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 ديسمبر 1904 م).

توفي البارودي في 12 ديسمبر 1904 م بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل استقلال مصر وحريتها وعزتها.
 
عائشة التيمورية

نسبها:

هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور[1]. ولدت السيدة عائشة سنة 1256هـ الموافق 1840م لوالدة شركسية الأصل تدعى بـ" ماهتاب هانم". أما والدها فقد كان وكيل دائرة محمد توفيق باشا ولي عهد الخديوية المصرية. توفي والدها عام 1289هـ،أي بعد 33 عاما، أما والدتها فقد توفيت عام 1285هـ - 1868م. وهي من عائلة علم، فقد كانت عائشة أختاً للمرحوم العلامة المحقق أحمد تيمور باشا، إلا أنه كان من أم أخرى وهي " مهريار هانم " وهي أيضاً شركسية الأصل[2].

تزوجت عائشة بكاتب ديوان ( همايون ) سابقاً السيد الشريف محمود بك الإسلامبولي ابن السيد عبدالله أفندي الإسلامبولي سنة 1271هـ. وبعد زواجها اقتصرت على المطالعة والإنشاد وتفرغت لأعمال المنزل. أنجبت عائشة بنتان وولد، أسمت الكبرى منهما بـ " توحيدة "*، أما ولدها فقد أسمته بـ"محمود بك".

أحسنت عائشة تربية ابنتيها وولدها، فقد أوكلت إلى ابنتها الكبرى " توحيدة" مهام المنزل حتى باتت مدبرته. ولكنها توفيت وهي لم تبلغ بعد من العمر 18عاماً، فحل بعائشة حزن وأسى ثقيلان على فقدانها ابنتها، وتركت العروض والعلوم وأمضت سبعة أعوام متواصلة ترثي ابنتها إلى أن أصاب عينيها الرمد. ولم تنفك عائشة عن رثاء ابنتها إلا بعد محاولات مضنية من الأهل والأولاد استمرت سبع سنوات، وبعدها بدأت عائشة بالتوقف شيئاً فشيئاً عن رثاء ابنتها التي كانت مقربة جداً منهاً ومدبرة منزلها[3].

كان الأدب في عصر السيدة عائشة أمراً غير مستحسناً من البنات، فقد كانت والدتها ترفض عزوف عائشة عن دروس الخياطة والتطريز لتتفرغ للكتابة والأدب، وكانت غالباً ما تجبرها على تعلم التطريز[4]، إلا أن إجبار الأم لم يأت بنتيجة إيجابية، فقد كانت عائشة تزداد نفوراً من التطريز كلما ازدادت الأم إصراراً على تعليمها1. وقد لاحظ والدها ميل ابنته الشديد لتحصيل الأدب، فكان يقول لأمها: " دعي هذه الطفيلة للقرطاس والقلم ودونك شقيقتها فأدبيها بما شئت من الحكم"2.

لقد كانت عائشة تصغي إلى نغمات الكتاب، فحين لفت ميلها للأدب انتباه والدها، أحضر لها من المعلمين والمعلمات الأفاضل لتعليمها الشعر والأدب والعروض في اللغتين العربية والفارسية والتركية. وكان من أهم معلميها الأستاذ إبراهيم أفندي مؤنس، وقد كلف بتعليمها القرآن والخط والفقه، أما الأستاذ الثاني فهو خليل أفندي رجائي، وقد كلف بتعليمها علم الصرف واللغة الفارسية، وبعد وفاة زوجها، حكمت نفسها بنفسها، فأحضرت لنفسها اثنتين من الأساتذة لهما إلمام كبير بالنحو والعروض، إحداهما ( فاطمة الأزهرية)، والثانية ( ستيتة الطبلاوية) حتى برعت عائشة في ذلك المجال وأبدعت فيه3. وحين أكملت عائشة تعليمها للقرآن الكريم، توجهت إلى مطالعة الكتب الأدبية وبشكل خاص الدواوين الشعرية. ونهلت من علوم معلميها ما نهلت حتى ارتقى مستوى شعرها إلى أعلى الرتب، وفاقت نساء عصرها في الشعر وعلوم الأدب والنحو والعروض. هذا وقد تولى والدها عهدة تعليم ابنته بنفسه؛ لأنه لم يرغب باختلاطها بالرجال فقام بتدريبها كل ليلة بعد العشاء ساعتين، تارة في كتاب الشاهنامة للفردوسي، وتارة في المثنوي لجلال الدين الرومي، وكلاهما من عيون الأدب الفارسي والتصوف الإسلامي4.

أدبــــــها ( شعرها ):

قسمت السيدة عائشة شعرها إلى خمسة أقسام، فكان منه الغزلي والأخلاقي والديني والعائلي وشعر المجاملة[5]، وقد تميز شعرها بكل أنواع الصدق والمشاعر الخالصة، إلا أن شعر الرثاء كان له نصيب الأسد من الصدق والعمق والتأثير وجودة التصوير على حد سواء، ولا سيما رثاؤها ابنتها " توحيدة" التي توفيت وهي في مقتبل العمر[6]، ومما قالته في ابنتها:

أمـــــاه قد عز اللقـــــــاء وفي غد سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي هو منزلي وله الجموع تصير

قولــــــي لرب اللحد رفقــاً بابنتي جاءت عروســـاً ساقها التقدير



إلى أن تقول:
أمــــــــاه! لا تنسي بحــــق بنوتي قبري لئــــــلا يحزن المقبـــور

ثم تقول:

صوني جهاز العرس تذكاراً فلي قد كان منه إلى الزفاف سرور[7]

وبالنسبة لشعرها الغزلي، فلم يكن منه إلا من قبيل " تمرين اللسان "[8]، وذلك بسبب افتقاد روحها للبهجة والسعادة، وحزنها على ابنتها طال نصيباً واسعاً من روحها؛ مما أثر على شعرها العربي وأضفى عليه صبغة من الحزن والأسى لا تخفى على القارئ والمتذوق. فكان منه:

فيا إنسان عيني غاب عنها وبدلني به طول المـــلال
عسى ألقاك مبتهجاً معافى وأصبح منشداً أملى صفــالي

لتهنأ مقلتي بسنا حبيـب بديع الحسن محمود الخصال

وأنظم أحرفي كالدر عقداً به جيد الصحائف كان حالي[9]

كما استرسلت عائشة التيمورية في كتابة الشعر بكل ما أوتيت به من مواهب شعرية، ليس فقط بالعربية والتركية ، بل وبالفارسية أيضاً، فكان منه أنها في ليلة من الليالي كانت جالسة في حديقة قصرها تنظر إلى نور القمر وروعة الأزهار، وكانت تمسك في يدها باقة من الورد، وقد كانت تتمعنّها بكل هدوء وسكون وشعر، وإذا بوالدتها تقطع عليها ذلك السكون والتأمل، فتذهب إلى والدتها، وعندما عادت رأت أن باقة ورودها مبعثرة، فقالت قصيدتها بالفارسية وهي:

أيا مهتاب تابنده شكوفه م شد برا كنده ترابخشم خفارتها كدامك كرد بزمرده

جـــــه داغ ! آن داغ جمـــــر آســــــا جــــــــو بينـــــــم دستـــــــــــه آزرده[10]

وقد جاء تفسير هذه القصيدة كالتالي:

"أيها القمر الباهر إن باقة وردي تشتت، وقد كنت وكلتها إليك، فمن الذي بعثرها وشتتها؟ كلما أرى باقتي مبعثرة هكذا أشعر في نفسي بحسرة شديدة فوا حرقتاه"1.

وكان لها من الشعر أيضا ماً قالته عن زعماء الثورة بعد نفيهم والتنكيل بهم وكان منه:

ظلموا نفوسهم بخدعة مكرهم والمكر يصمى أهله ويحيق

فرقت شمل جموعهم فمكانهم في الابتعاد وفي الوبال سحيق2

كما كان لها أيضاً من الشعر:

حبـــذا حلية الطراز أنت من مصر تزهو باللؤلؤ المنظــوم

حلية للعقول لا حلية الوشى وكـــر المنطوق والمفهوم

أنشأته كريمة من ذوات المـــــــجد والفخر فرع أصل كريم

شمس علم تأتى القصائد منها ســــائرات في الأفق سير النجوم

كـل بيت بكــل معنى بديـع ما على السركفية من تحريـم

قد أعاد الزمان عائــشة فيها فعاشت آثار علم قديم

هام قلبي على السماع وأمسى ذكرهـا لذتى وفيهـا نعيمــي

هي فخـر النساء بل وردة في جيد ذا العصر زينت بالعلـوم

فأدام المــــولى لها كل عـــــز ما بــدا الصبح بعــد ليــل بهيم3

كذلك قالت في والدها بعد وفاته:

أبتـــــاه، قد حش الفراق حشاشتي هل يرتضي القلب الشفوق جفائي؟

يــــــا من بحسن رضاه فوز بنوتي وعزيـــــز عيشتــه تمـــام رخائي

إن ضاق بي ذرعي إلى من أشتكي من بعــــد فقدك كافـــلا ًبرضائي؟4

مؤلفاتـــــها:

وبالنظر إلى مؤلفات عائشة التيمورية، نجد أنها ارتفعت إلى أعلى الرتب، ووردت إليها التقاريظ من الأدباء، وجميع ما ورد لها من التقاريظ مكتوب في مؤلفاتها، ومن هذه التقاريظ ما جاء من السيدة وردة اليازجي الذي أبدعت فيه لرقت معانيه على ديوان حلية الطراز وما جاء فيه:

سيدتي ومولاتي:

إنني قد تشرفت باطلاعي على حلية طرازكم التي تحلى بها جيداً العصر، وأخجلت بسبك معانيها خنساء صخر، ألا وهي الدرة اليتيمة التي لم تأت فحول الشعراء بأحسن منها، وقصر نظم الدر عنها وشنفت بحسن ألفاظها مسامعنا حتى غدا يحسدها السمع والبصر، وسارت في آفاقنا مسير الشمس والقمر، ولقد تطفلت مع اعترافي بالعجز والتقصير بتقريظ لها وجيز حقير، فكنت كمن يشهد للشمس بالضياء أو بالسمو للقيمة الزرقاء راجية من لدنكم قبوله بالإغضاء، ولا زلتم للفضل مناراً يسطع، وبين الأدباء في المقام الأرفع بمن الله وكرمه1.

أما مؤلفاتها فهي كالتالي:

1. نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال:

· هو كتاب عربي، فيه قصص لتهذيب النفوس، أسلوبه إنشائي وقد تم طبعه سنة 1305هـ - 1888م.

2. مرآة التأمل في الأمور:

وهي رسالة باللغة العربية، تتضمن 16 صفحة في الأدب، وقد تم طبعه قبل سنة 1310هـ - 1893م.

3. حلية الطراز:

وهو ديوان لمجموعة أشعارها العربية، وقد تم طبعه في القاهرة آخرها سنة 1327هـ وأولها قبل عام 1289هـ.



4. شكوفة أو (ديوان عصمت):

هو ديوان أشعارها التركية، وهو يحتوي على بعض الأبيات التي قالتها الشاعرة في أبنتها توحيدة، ومن هذا المنطلق ذهب الناس إلى أن هذا الديوان فارسي وتركي، وهو في الحقيقة غير صحيح لأن الشاعرة صرحت بأن أشعارها الفارسية كانت عند ابنتها توحيدة، وقد أحرقتها مع ما أحرقت من مخلفاتها الخصوصية، فمن ذلك نستنتج أنه ليس لها ديوان فارسي مستقل2.
 
العبــاس بـن مـرداس السلـمي

رضي اللة عنه

هو العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد قيس بن رفاعة بن يحيى بن الحارث بن بهثة بن سُليم ويكنى أبو الهيثم .

وهو من صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم ومن المؤلفة قلوبهم وقد كان سيداً كريماً أبياً وممن حرم الخمرة في الجاهلية، وقد روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان من القواد في فتح مكة وغزوة حنين .

و كان العباس فارسا مغواراُ ً شاعراً مخضرماً شديد العارضة والبيان سيداً في قومه مطاعاً فيهم .

أسلم العباس بن مرداس ، قبل فتح مكة وقد حضر مع الرسول صلى الله علية وسلم فتح مكة في تسعمائة ونيف من قومه بالقنا والدروع على الخيل ، وكان إسلامه قبل فتح مكة بيسير من الزمن ، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية ، وهو ينـظـم الشعـر ، وكـان لـقـاءه للـرسـول صـلـى الله عليه وسلم وهو يسير حين هبط المشلل _ وادي قديد _ وبنو سُليم في آلة الحرب ، والحديد ظاهر عليهم ، والخيل تنازعهم الأعنة ، فصفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى جنبه أبو بكر وعمر ، وكان رايتهم حمرا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا عيينة هذه بنو سُليم قد حضرت بما ترى من العدة والعدد . فقال عيينة : يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني . ثم حدث بينه وبين العباس بن مرداس كلام شديد ، ورد بعضهما على بعض فأومى إليهما النبي بيده حتى سكتا ، وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن مرداس مع من أعطى من المؤلفة قلوبهم وكان أعطاه إياه أربعين من الإبل ، فعاتب النبي صلى الله علية وسلم في شعر قال منه :

فأصبح نهبــي ونـهـب العـبـيـد بــيــن عـيــــــيـنــة والأقــــــــرع

إلا أفــــــــائل أعــطـيـتـهــــــــــا عــــديـد قـــوائمهــــا الأربـــــــع

وما كــــان حصن ولا حـــــابس يفوقـــان مـرداس في المجمـع

وقـد كنـت في الحــرب ذا تـدرأ فـــلـم أعــط شيــئا ولـم أمنـع

ومـاكنت دون إمـــرئ مـنـهـمـا ومـن تخفـض اليــوم لا يـــُرفـع



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقطعوا عني لسانه: ( لسان عباس بن مرداس ) فأعطاه مائة من الأبل ، وقد عاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقـال لـه : (أتقـول في الشعر؟) فأعتذر وقال : (بأبي أنت وأمي إني لاأجد للشعر دبيباً على لساني كدبيب النمل ثم يقرصني كما يقرص النمل فلا أجد بدا من قول الشعر) فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : ( لاتدع العرب الشعر حتى تدع الأبل الحنين ).

وقد كان العباس يغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ويرجع إلى بلاد قومه .
 
الإمام الشافعى


هو محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن هشام بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصى ، ولد بمدينة غزة بفلسطين سنة 150 هـ ، حيث خرج إليها والده إدريس من مكة فى حاجة له ، فمات بها و أمه حامل به فولدته فيها ثم عادت به بعد سنتين إلى مكة ، و قد حفظ الشافعى القرآن فى سن السابعة و حفظ موطأ مالك فى سن العشرين فقد كان شديد الذكاء شديد الحفظ حتى إنه كان يضع يده على المقابلة للتى يحفظها لئلا يختلطا حيث أنه كان يحفظ من أول نظرة للصفحة .. و قد إختلط الشافعى بقبائل هذيل الذين كانوا من افصح العرب فاستفاد منهم و حفظ أشعارهم و ضرب به المثل فى الفصاحة . و قد تلقى الشافعى فقه مالك على يد الإمام مالك و تفقه فى مكة على يد شيخ الحرم و مفتيه (مسلم بن خالد الزنجى) و (سفيان بن عيينه الهلالى) و غيرهما من العلماء ثم رحل إلى اليمن ليتولى منصبا جاءه به (مصعب بن عبد الله القرشى) قاضى اليمن ثم رحل إلى العراق سنة 184 هـ و أطلع على ما عند علماء العراق و أفادهم بما عليه علماء الحجاز و عرف (محمد بن الحسن الشيبانى) صاحب أبى حنيفة و تلقى منه فقه أبى حنيفة ، و ناظره فى مسائل كثيرة و رفعت هذه المناظرات إلى الخليفة هارون الرشيد فسر منه ، ثم رحل الشافعى بعدها إلى مصر و إلتقى بعلمائها و أعطاهم و أخذ منهم ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة 195 هـ فى خلافة الأمين و أصبح الشافعى فى هذه الفترة إماما له مذهبه المستقل و منهجه الخاص به و إستمر بالعراق لمدة سنتين عاد بعدها إلى الحجاز بعد أن ألف كتابه (الحجة) ثم عاد مرة ثالثة إلى العراق سنة 198 هـ و أقام بها أشهرا ثم رحل إلى مصر سنة 199 هـ و نزل ضيف عزيزا على (عبد الله بن الحكم) بمدينة الفسطاط و بعد أن خالط المصريين و عرف ما عندهم من تقاليد و أعراف و عادات تخالف ما عند أهل العراق و الحجاز أعاد النظر فى مذهبه القديم المدون بكتابه (الحجة) و جاء منه ببعض المسائل فى مذهبه الجديد فى كتاب (الأم) الذى أملاه على تلاميذه فى مصر و يمكن إعتبار فقه الشافعى وسط بين أهل الحديث و أهل الرأى .. و قد رتب الشافعى أصول مذهبه كالآتى كتاب الله أولا و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم ثانيا ثم الإجماع و القياس و العرف و الإستصحاب و قد دون الشافعى مذهبه بنفسه.
و يعد الشافعى أول من ألف فى علم أصول الفقه و يتضح ذلك فى كتابه المسمى (الرسالة) و قد كتبها فى مكة و أرسلها إلى (عبد الرحمن بن مهدى) حاكم العراق حينذاك - مع الحارث بن شريح الخوارزمى البغدادى الذى سمى بالنقال بسبب نقله هذه الرسالة و لما رحل الشافعى إلى مصر أملاها مرة أخرى على (الربيع بن سليمان المرادى) و قد سمى ما أملاه على الربيع (بالرسالة الجديدة) و ما أرسله إلى (عبد الرحمن المهدى) (بالرسالة القديمة) ، وقد ذهبت الرسالة القديمة و ما بين أيدينا هو الرسالة الجديدة التى أملاها على الربيع .. و من أقوال الشافعى (من حفظ القرآن نبل قدره و من تفقه عظمت قيمته و من حفظ الحديث قويت حجته و من حفظ العربية و الشعر رق طبعه و من لم يصن نفسه لم ينفعه العلم) و من أشعاره: "نعيب زماننا و العيب فينا - و ما لزماننا عيب سوانا \ و نهجو ذا الزمان بغير ذنب - و لو نطق الزمان لنا هجانا \ و ليس الذئب يأكل لحم ذئب - و يأكل بعضنا بعضا عيانا" و قد إنتشر مذهب الشافعى فى الحجاز و العراق و مصر و الشام و فلسطين و عدن و حضر موت و هو المذهب الغالب فى أندونيسيا و سريلانكا و لدى مسلمى الفلبين و جاوه و الهند الصينية و إستراليا.
و قد إستمر الشافعى فى مصر يفتى و يعلم حتى توفى - رحمه الله - سنة 204 هـ.
 
أعلى