نصيحة لملتزم في وسط عائلي منحرف.

walidinho

عضو نشيط
إنضم
8 جانفي 2008
المشاركات
193
مستوى التفاعل
463
بسم الله الرحمن الرحيم

الفتوى رقم: 234
الصنف: فتاوى منهجية

نصيحة لملتزم في وسط عائلي منحرف

السؤال: فضيلة الشيخ لي مشاكل مع والدي، أريد أن أطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن أهلي منعوني من ذلك، ولا أدري ما العمل، فما هي نصيحتكم لي؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالالتزام بشعائر الإسلام والتمسك بأخلاقه والاعتصام بالكتاب والسنة يقتضي وجوبا الصبر واحتمال الأذى في ذات الله ذلك الأذى الذي يواجهه من أقرب الناس إليه نسبا قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران : 200]، لذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ما يلاقيه من أبناء عشيرته من أنواع الظلم والتعدي وكان صبورا حليما يواجه المصائب بحكمة ويتبرأ من أعمالهم ويسأل الله هدايتهم قال تعالى:﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴾[الشعراء:214-215-216]، ومن خلال مكابدته لأنواع الظلم كتب الله له الفوز والنصر بسببه وقد جاء ذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "اعلم أنّ النصر مع الصبر وأنّ الفرج مع الكرب وأنّ مع العسر يسرا"(١).
ثمّ إنّ مصاحبتك للوالدين مأمور بها شرعا ولو كانا مشركين لكن طاعتهما إنّما تكون في المعروف لا في المعصية لقوله تعالى:﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾[لقمان:15]، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّما الطاعة في المعروف"(٢)، وإذا أمرك والدك بما يزيل الهدى الظاهري من لحية وقميص وغير ذلك ويتوعد بإخراجك من البيت فالواجب أن لا تخرج وأن تبقى وتصبر على ذلك الهدي ولو أوجعك ضربا لما هو معهود في السيرة النبوية مع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ما كانوا يلاقونه من التعذيب لكنّهم صبروا على ذلك، والعجب لا ينقطع في امرأة من جملة عموم النسوة في عائلة محافظة زعموا تأبى إلا أن تخرج بغير ضوابط شرعية وتصبر على الأذى الذي يصيبها من قبل الوالدين في سبيل الشيطان وتبقى مصرة على ذلك حتى يلين قلب الوالدين ويصبح المنكر معروفا في حقها فلا يقع عليها لوم ولا عتاب ولا عقاب في خروجها ودخولها في عملها وتبرجها وفي كافة أعمالها بل يصبح والدها مطيعا لها، وإذا كان الأمر كذلك أفما يحق لملتزم أن يجاهد في سبيل الله ويصيِّر المنكر معروفا ولا ينال نصيبه من جهاده؟! هذا وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾[العنكبوت : 69]، فإذا كان الجواب على الإثبات فما عليك إلاّ أن تبذل ما يسعك من أجل الفوز والنصر الذي وعد به المتقون، فالنصر مع الصبر فهو بضاعة الصديقين وشعار الصالحين قال صلى الله عليه وآله وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(٣).
فعليك أن تتحمل وتحتسب ولا تشكو ولا تتسخط، ولا تدفع السيئة بالسيئة وإنّما ادفع السيئة بالحسنة ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾[لقمان : 17].
والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

١- أخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/287)، والديلمي(4/111-112)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. وأخرجه أحمد(2857)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. انظر السلسلة الصحيحة(2382).

٢-أخرجه البخاري في «الأحكام»، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية: (6727)، ومسلم في «الإمارة»، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية:(4765)، وأبو داود في «الجهاد»، باب في الطاعة: (2625)، والنسائي في «البيعة»، باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع: (4205)، وأحمد في «مسنده»: (623)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

٣- أخرجه مسلم في الرقاق(7692)، وأحمد(1944
icon.aspx
، من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه.

المصـــــــــــــدر:

لا تضع روابط


 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جيد وبالغ الأهمية بارك الله فيك

مما لا يخفى على أحد أنه هنالك صحوة نوعا ما في مجتمعنا وإزداد إهتمام الناس بالأمور الدينية وخاصة في فئة الشباب, والمشكل الذي واجهه السائل يواجهه العديد من شبابنا اليوم فالوالدين وأحيانا بعض أفراد الأسرة لا يقبلون هذا التغير الذي يكون في نظرهم مفاجئ في سلوك أحدهم فالله سبحانه يهدي من يشاء فهو قادر أن يغير من حال إلى حال
فمن الصعب على بعضهم (والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه) أن يقبل أن تلبس إبنته الحجاب والبعض يرفض أن يتشبه ولده بالرسول صلى الله عليه وسلم في مظهره إلى آخره..
فالوالدين تحكمهم أحيانا العاطفة فيجرهم خوفهم الزائد عن حده على أبنائهم أن يظنوا أنه ربما يصبح متعصبا في فكره مما يسبب له مشاكل
في حين أنهم بهذا السلوك ربما يزرعون فيه هذه الأفكار فلنضرب مثالا
مثلا شاب يواضب على الصلاة في المسجد جماعة فيأتي والده وينهاه عن هذا الفعل بتعلة أنه يخاف عليه مع ان هذا الشاب لازال في أول طريق إلتزامه هو يعلم أن هذه سنة للرجال وفيها ثواب عظيم أتراه مازال يستمع من والبده نصيحة بعدها سيحس أن والده يمنعه على أن يطبق دينه وربما يأتي يوم لا قدر الله ويتعرف على اناس متعصبين في أفكارهم ربما يدخلونه معه في متاهات تقضي على مستقبله وهي أبعد ما يكون على مايدعو إليه ديننا هو أصلا كان في غنى عنها
فلو أن الأب كان أقرب لإبنه ولم يمنعه من تطبيق أمور هي لا غبار عليها من تعاليم ديننا بتعلة الخوف عليه لأعانه على أن يكون أكثر توازنا حتى لا يدخل في متاهات كما قلت هو في غنى عناه وإلا سيكون هو من ألقى به في الهاوية ثم تجده يتحسر..
هذه الفئة موجودة وهم الذين يمنعون أبنائهم من تطبيق أبجديات دينهم ولم يبذلوا ولو جهدا في مصاحبتهم وتوعيتهم فكل شئ عندهم ممنوع

وهنالك فئة اخرى تجد الأبوين يعطون أبنائهم الحرية في التصرف مع المتابعة أحيانا إلا أنها تحز في نفس الملتزم فمثلا في العائلة تجد فتاة محجبة و أختها غير ملتزمة بالحجاب مع ان الأب واحد والأم واحدة و الأب لا يبذل جهده حتى للنصيحة مع أنه يصلي ويقوم بالفرائض فالكل حر في تصرفاته فتجد تلك الفتاة أو الشاب يحاول أن ينصح أهله فينجح تارة ويفشل تارة ولكن ماذا تراها تفعل يد واحدة هل تصفق؟ و أحيانا عندما يكثر في الإلحاح والنصيحة ربما تنقلب الدائرة عليه ليقال له أصبحت متعصب الفكر
مع أن ذلك يحز في النفس فأي واحد عرف طريق الحق يريد أن يعيش في محيط ومناخ يهيأ له أن تتحسن أحواله ويجد من يعينه على الطاعة
وعليه هنا أن يصبر فالله يهدي من يشاء

وهنالك فئة أخرى أنعم الله عليهم تجد العائلة كلها بكبيرها وصغيرها عرفت طريق ربها فينشأ أبنائها أكثر توازنا في التفكير وهذه الفئة ستتربى أبعد ما يكون عن التعصب
وتكون كالبنيان المرصوص
 
أعلى