MAFIA 007
نجم المنتدى
- إنضم
- 30 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 3.164
- مستوى التفاعل
- 6.425
ظاهرة العنف اللفضي في شوارعنا
ما من منكر لانتشار ظاهرة العنف في شوارع خضرائنا، و العنف الذي أقصد شامل للعنف اللفظيّ و العنف الماديّ، فلا يمرّ يوم إلاّ و تقرع آذاننا فيه آلاف من العبارات النابية في كلّ مكان تقصد، في الطريق العام و في الحافلة و المحلات و بطبيعة الحال في المقاهي، و الظاهرة على خطورتها، صارت تسبّب حرجا للعديد منّا فإذا كان معك زوجك أو ابن من أبنائك، فإنّك تحاذر ألاّ تخدش حياءك عبارة نابية، و لا بدّ أن تقع في هذا المطبّ أنّى ذهبت، فتتلهّى بالإستغفار و بإثارة حديث يُنسي من برفقتك قبح ما استمع إليه، أو تغرق في الصمت و تلعن اللحظة التي فكّرت فيها بالمرور من مثل هذا المكان...
إنّ الكيل قد طفح، و القضيّة أخطر من أن نتجاهلها، لأنّها ذات أبعاد عدّة من وجهة نظري وهي إلى ذلك، ملفّ يجب أن نقلّب أوراقه كي نعرف أسباب وجوده فنفكّر في أدويه للتخلّص منه..
تبدأ هذه الكلمات في التطفّل على خطابنا العاديّ في فترة الشّباب خاصّة، فالكثير يرى فيها مظهرا من مظاهر الإعلان عن انتقاله من طور الطفولة إلى طور الرّجولة، حتّى تتلبَّسه و تصير كجلده الذي يحمله و صعب التخلّص منه..
البعض الآخر يتعامل مع هذه الكلمات النابية و الأفعال العدوانيّة باعتبارها اثبات للذات و الوجود، فهو يرفع بها صوته و يجْهر بها كي تنظر إليه و لم يكُ قبْلَها شيّا..
البعض الآخر يعتقد أنّ مثل هذه الممارسات كفيلة بجعله مَثار اهتمام من قبل الطرف الآخر، فيكثر منها كي ينال الإعجاب...
و القاسم المشترك بين كلّ هذه الحالات التي ذكرت و غيرها كثير ممّا لم أذكر، هو أنّ هذا الشباب الذي نُعوِّل عليه كثيرا لبناء تونس الغد، يحتاج منّا لرعاية و عناية أكبر، كي نخلّص شوارعنا من آفات و أمراض تسبّب فيها من حيث يدري و لا يدري