بين الواقع و الإفتراض...أين نحن ؟!!

بين الواقع و الإفتراض...أين نحن ؟!!!​

عالم المنتديات, عالم يختزل عالما مصغرا بحد ذاته في فضاء النت, هو بمثابة جزر و أرخبيلات متناثرة في محيط الأنترنيت, لكل جزيرة مساحتها و تضاريسها و مناخها و معطياتها البشرية و الإثنية من كثافة سكانية و لغة و دين و عادات و تقاليد...و لكل جزيرة نظامها الخاص و سياستها الخارجية التي قد تتماشى مع سياسة الدول التي تتبعها هذه الجزر. فلكل منتدى إطاره العام و ظوابطه و خط سيره, إضافة الى خلفيته الثقافية و الفكرية و الدينية و حتى إنتماؤه السياسي.
في البدء, إستهوتنا هاته المنتديات بزخارف واجهاتها البارقة, و بحسن عرض بضاعتها, و بفسيفساء الجنسيات العربية التي تختزلها, و بخدماتها المجانية من قبيل التحميل و جديد الأخبار, أو لسد الهوة المهولة التي تخلفها بطالة واقعية و إسقاطها على عالم إفتراضي و الاستفادة منها بشكل إيجابي, رغم أني لم ألمح يوما وجها واحدا مشرقا للبطالة, أو لأنها تشكل ثقافة جديدة على أحفاد قحطان و عدنان...تعددت دوافعنا, و لكل منا دافعه في إختيار منتدى بعينه دون سواه, و منا من لا يقيم وزنا لمنتدى بحد ذاته بقدر ما تستهويه السياحة و ركوب أمواج بحر النت, رغبة في تسلية عابرة أو جني لأكبر قدر من الإستفادة...و هلم جرا.
تسجلنا, إما إذعانا منا لبروتوكولات هذه المنتديات في قبول العضويات, أو رغبة منا لتخليد إسم لنا من بنات أفكارنا خططناه بأناملنا و جعلناه هويتنا, أو لتسجيل حضورنا بالعالم الرقمي مواكبة منا لضرورة من ضروريات العصر, أو فقط من أجل تحميل رنة هاتف أو برنامج أو مقطع فيديو, و الحصول على جديد عالم الفن العفن, أو فضولا منا أو لدعوة صديق...أو لحاجة في نفس يعقوب.
ملأنا إستمارة البيانات, لأن التسجيل لا يتم في الغالب الا بملئها, أو مصادقة منا على تصريح ولادة كائن رقمي جديد, أو للفت إنتباه الفضوليين و المتجسسين, أو لحشد شعبية...و في الغالب فلا علاقة للمصداقية بملأ البيانات بل هو أمر خاضع للأهواء و المزاج...و عادة ما تصادف خانات فارغة عن قصد, من قبيل سن و يمكنك التلاعب به و وقف تأثير الزمن عليه, و وظيفة و يمكنك الحصول على وظيفة رئيس دولة فضلا عن الشواهد العليا, و حتى بلد و يمكنك إختيار بلاد الواق واق, فلكل أسبابه المنطقية و غير المنطقية...و في الغالب و تبعا للعقلية السائدة في المنتديات, فعادة ما تكون البيانات معلومات ساخرة.
فصلنا عضويات على هوانا و وفق رؤيتنا, مرت بجميع منتديات الموقع حتى أقرت لها منتدى و جعلته منزلا و مستقرا لها, و في مراحل تطورها تعرفت على جنسيات و ثوابت و خلفيات متناقضة سواء أكانت فكرية أو ثقافية أو عقائدية أو مذهبية أو سياسية..., تجاذبتها فيما بينها حتى أقرت لها على ثوابت ترتكز عليها تختزل جانبا من شخصيتنا. زينا هذه العضويات بصور قد تمتلك مفاتيح فهم فكرنا و تطلعاتنا و ذواتنا, فكما يقال : الكتاب يقرأ من عنوانه, فضلا عمن لا يقيم أصلا وزنا للصورة التي تجسده أو من يفضل المقاطعة.
تمضي الأيام الرقمية, و في كل يوم تمضي فيه, تؤرخ لرد أو مشاركة أو تعليق أو موضوع, تفاعلنا من خلاله مع فكرة أو فكر ما, إما بشكل إيجابي أو سلبي أو بحياد أو بإكتفاء بشكر أو مجاملة عابرة, فنكتسب مع مرور الوقت صداقات, و نكتشف إخوة أفاضل و أخوات فاضلات نكن لهم كامل التقدير و الاحترام, و نحمد الله تعالى كثيرا على لم الشمل و صلة الرحم, و يبدو أنه لو أمضينا بقية عمرنا نفتش عنهم لما كتب لنا اللقاء, لأسباب واقعية منها حدود و حواجز و تضاريس و خلافات سياسية, و لا ننكر مع ذلك حظنا من العداوات أساسها إختلاف دارج في الطبيعة البشرية...في غمرة كل هذا, نجد أن علاقة حميمية و قد أينعت و زادت من تعلقنا بهذه العضويات, التي شكلت لنا متنفسا للتعبير عن ذواتنا و لو بشكل رقمي إفتراضي, بعد أن قمعنا و همشنا في عالم واقعي...
فقد جعلنا من عالم رقمي صرف منزلا لنا, و من الإخوة الأعضاء أهلنا لنا, و من حرية التعبير في منتدياته منبرا لنا...حتى تفتقت المشاعر و الأحاسيس الإنسيانية فياضة تغمر أرقام عالم رقمي.​

إخوتي الأعضاء أود أن أطرح عليكم الأسئلة التالية :
من يؤثر على من ؟!
هل شخصياتنا الواقعية تؤثر على شخصياتنا الرقمية الإفتراضية ؟!!
أم أن شخصياتنا الافتراضية الرقمية هي من يؤثر على شخصياتنا الواقعية ؟!!!
و هل يمكن الحديث عن تطابق و توافق بين الشخصية الرقمية و الشخصية الواقعية ؟!!!!
و ما هي حدود العلاقة بينهما ؟!!!!​

​

 

أخي أسألة يصعب الأجابة عليها
و لكن الحقيقة أن العديد يتأثرون بشخصية الرقمية فأن مثلا منهم
أهنأك على هدا الموضع المهم
و أرجو لك المزيد من التوفيق في المضوع القادم

 

أنا أيضا لا أنكر تأثري الكبير بالشخصية الرقمية لكن لا أتخلى أبدا على شخصيتي العادية في الحياة اليومية مع العائلة و الأصحاب
​