بسم الله الرحمان الرحيم
تونس في 6 مارس 2020
11 رجب 1441
ببالغ الصّدمة والسّخط، تصحو بلادنا مرّة أخرى على عمليّة إرهابيّة مجرمة، تستهدف أمنها واستقرارها ومسارها الانتقاليّ المظفّر، نحو الانعتاق من سلطة الاستبداد والمافيات وعملاء الاستخبارات الأجنبيّة.
وإنّ المتأمّل في توقيت هذه العمليّة الجبانة، يلاحظ بكلّ سهولة تقاطعها مرّة أخرى مع الأحداث السياسيّة الكبرى ببلادنا، مثل انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء تحت إشراف رئيس الجمهوريّة، وعودة القوى الوطنيّة الحرّة للضّغط من أجل فتح ملفّ البترول والثروات المنهوبة.
كما لا يفوت أيّ مراقب أن ينتبه إلى العلاقة المفضوحة بين حالة التّعطيل والتّسخين والشّحن الفاشيّ الّتي تمارسها كتلة التّجمّع المنحلّ داخل البرلمان، مدعومة بأذرعها الإعلامية في المنابر ذات الأجندات المشبوهة، وبين هذه العمليّة القذرة، الّتي تحمل في شكلها ومكانها وتوقيتها بصمات مخابراتيّة واضحة للقوى المعادية للثّورة وللدّيموقراطيّة العربيّة الوحيدة النّاجية من طوفان الاستبداد والإرهاب.
وإنّ ائتلاف الكرامة إذ يدين بأقوى العبارات هذه الجريمة الجبانة، يترحّم على روح الشّهيد البطل الملازم أوّل توفيق الميساوي، كما يدعو بالشّفاء العاجل لأبنائنا الأمنيّين الأبطال، وباللّعنة والخزي والعار على الإرهابيّين المجرمين، هم ومن جنّدهم ومن حرّكهم ومن يوظّف الإرهاب الإعلاميّ بعد كلّ عمليّة لبثّ الفتنة بين التّونسيّين وإشاعة أجواء الخوف وتأجيج الأحقاد والكراهية وتصفية الحسابات القذرة على حساب دماء التونسيّين وأمنهم واستقرارهم.
كما يدعو ائتلاف الكرامة إلى الكشف عن مآلات التّحقيق في هذه الجريمة و في كلّ الجرائم الإرهابيّة السّابقة، كي يعرف الشّعب التّونسيّ ما يحاك ضدّ ثورته واستقراره من مؤامرات وخيانات.
وإنّا على العهد باقون، حماة للوطن، دروعا ضدّ الإرهاب والاستبداد لأنّهما وجهان لعملة واحدة، ولن نقايض الحرّيّة بالأمن ولا الأمن بالحرّية!
عاشت تونس العظيمة، المجد للشهداء، والخزي والعار والفناء لكلاب الإرهاب مهما كانت أسماؤهم وألوانهم ومواقعهم.
عن الناطق الرسمي باسم ائتلاف الكرامة:
سيف الدين مخلوف.