• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

تجميعية هامة لأغلب قصائد بشار بن برد

عوجا خليليَّ لقينا حسبا




عوجا خليليَّ لقينا حسبا مِنْ زمن أَلْقى عَليْنا شَغْبَا
ما إِنْ يرى النَّاسُ لِقلْبِي قلْبا كلَّفني سلمى غداة َ أتبا
وقد أجازت عيرها الأجبَّا أصْبحْتُ بصْرِيًّا وحلَّتْ غَرْبَا
فالعينُ لا تغفي وفاضت سكبا أمَّلْتُ ما منُّيْتُمانِي عُجْبا
بالخصيبِ لو وافقتُ منهُ خصبا فلا تغرَّاني وغُرَّا الوطبا
إِنِّي وحمْلِي حُبَّ سلْمَى تبَّا كحاملِ العبء يُرجَّى كسبا
فخاب منْ ذاك ولاقى تعبا وقدْ أرانِي أرْيحِيًّا ندْبا
أروي النَّدامى وأجرُّ العصبا أزْمان أغْدُو غزٍلاً أقبَّا
لا أتَّقي دون سليمى خُطبا وما أبالي الدَّهيانَ الصَّقبا
يا سلمَ يا سلمَ دعي لي لبَّا أو ساعفينا قد لقينا حسبا
ما هكذا يجْزِي الْمُحِبُّ الْحِبّا وصاحِبٍ أغْلَقَ دُونِي درْبا
قلتُ لهُ ولم أحمحم رعبا: إنَّ لنا عنك مساحاً رحبا
فأحْمِ جنْباً سوْف نَرْعى جنْبا وفتية ٍ مثلِ السَّعالي شبَّا
مِن الْحُمَاة ِ الْمانِعِينَ السَّرْبا تلْقى شَبَا الكأسِ بِهِمْ والحرْبا
كلَّفتهم ذا حاجة ٍ وإربا عِنديَ يُسْرٌ فَعَبَبنا عَبَّا
منْ مقَدِيٍّ يُرْهِق الأَطِبّاَ أصْفرَ مثْلِ الزّعْفَرانِ ضَرْبَا
كأسِ امرئ يسمو ويأبى جدبا مالَ علينا بالغريض ضهبا
والرَّاح والرِّيحان غضًّا ورطبا وألْقَيْنة ِ الْبكْرِ تُغَنِّي الشَّرْبا
والْعِرْقُ لاندْرِي إِذا ما جبَّى أضاحِكاً يحْكِي لنا أمْ كلْبا
يسْجُدُ لِلْكأْسِ إِذا ما صُبَّا كقارِىء السَّجْدة ِ حِين انْكبَّا
حتَّى إِذا الدِّرْياقُ فِينا دبَّا وجنَّ ليلٌ وقضينا نحبا
رحنا مع اللَّيلِ ملوكاً غلبا مِنْ ذَا ومِنْ ذاك أَصبْنا نهْبَا
وحلبت كفِّي لقومٍ حلبا فلم أرشِّح لعشيرٍ ضبَّا
ورُبَّما قُلْتُ لعمْرِي نَسْبَا الْعضْبُ أشْهَى فأذِقْنِي الْقَضْبا
فالآن ودَّعْتُ الْفُتُوَّ الحُزْبا أعتبتُ من عاتبني أو سبَّا
ورَاجَعَتْ نفْسِي حَجاها عُقْبا فالْحمْدُ للَّه الَّذِي أهبَّا
مِنْ فُرْقة ٍ كانتْ عليْنا قضْباً أتى بِها الْغيُّ فأغْضى الرَّبَّا
وَمَلِكٍ يَجْبي الْقُرى لا يُجْبى نزورهُ غبًّا ونؤتي رهبا
ضخْمِ الرِّواقيْنِ إِذا اجْلعبَّا يخافه النَّاسُ عدى ً وصحبا
كما يخافُ الصَّيدنُ الأزبَّا صبَّ لنا من ودِّهِ واصطبَّا
ودًّا فما خنتُ ولا أسبَّا ثبَّت عهْداً بيْنَنَا وثبَّا
حتَّى افترقنا لم نُفرِّقْ شعْبَا كذاك من ربَّ كريماً ربَّا
والناسُ أخيافٌ ندى ً وزبَّا فصافِ ذا وُدٍّ وجانِبْ خَبَّا
يا صاح قد كنتَ زلالاً عذبا ثمَّ انقلبتَ بعد لينْ صعبا
مالي وقد كنتُ لكم محبَّا أُقْصى وما جاوزْتُ نُصْحاً قصْبا
يا صاحِ قد بلِّغت عنِّي ذنبا وهلْ علمتَ خلقي منكبَّا
وهلْ رأيْتَ فِي خِلاطِي عَتْبَا ألم أزيِّن تاجك الذَّهبَّا
بالبْاقِياتِ الصَّالِحاتِ تُحْبى أضأنَ في الحبِّ وجزن الحبَّا
مِثْل نُجوم اللَّيْلِ شُبَّتْ شبَّا أحِين شاع الشِّعْر واتْلأَبَّا
ونظر النَّاس إِليَّ ألْبَا أبْدلْتِني مِنْ بَعْدِ إِذْن حجْبَا
بئس جزاءُ المرء يأتي رغبا لمَّا رأيتَ زائراً مربَّا
باعدْتهُ وكان يرْجُو الْقُربا فزار غِبًّا كيْ يُزاد حُبَّا

كذلك المحفوظُ يطوي سربا
 
يا دارُ بين الفرع والجنابِ




يا دارُ بين الفرع والجنابِ عفا عليْها عُقَبُ الأَعْقاب
قدْ ذهبتْ والْعيْشُ لِلذَّهابِ لمَّا عرفْناها علَى الْخرابِ
ناديتُ هل أسمعُ من جوابِ وما بدار الحيِّ من كرَّابِ
إلا مطايا المرجلِ الصَّخَّابِ وملعب الأحبابِ والأحبابِ
فِي سامِرٍ صابٍ إِلى التَّصابي كانت بها سلمى مع الرَّبابِ
فانْقلبتْ والدَّهْرُ ذُو انْقِلابِ ما أقربَ العامرَ من خراب
وقدْ أراهُنَّ علَى الْمثابِ يلهون في مستأسدٍ عجابِ
سهلِ المجاري طيِّبِ الترابِ نورٌ يغنِّيهِ رغا الذُّبابِ
في ناضرٍ جعدِ الثّرى كبابِ يلْقى الْتِهاب الشّمْسِ بِالْتِهابِ
مِثْلِ الْمصلِّي السَّاجِدِ التَّوَّاب أيام يبرقن من القبابِ
حورَ العيونِ نزَّه الأحبابِ مثل الدمى أو كمَها العذابِ
فهنَّ أترابٌ إلى أترابِ يمشينَ زوراً عن مدى الحرابِ
فِي ظِلِّ عَيْشٍ مُتْرَع الْحِلاَبِ فابكِ الصِّبا في طللٍ يبابِ
بل عدّهِ للمشهدِ الجوَّابِ وصاحبٍ يدعى " أبا اللَّبلابِ"
قلتُ لهُ والنصحُ للصِّحابِ: لا تَخْذُلِ الْهَاتِفَ تَحْتَ الْهَاب
وانْبِضْ إِذَا حَارَبْتَ غَيْرَ نَابِ يا عقبَ يا ذا القحم الرِّغابِ
والنَّائِلِ الْمَبْسُوطِ لَلْمُنْتَابِ فِي الشَّرَفِ الْمُوفِي عَلَى السَّحَابِ
بَينَ رِوَاقِ الْمُلْكِ والْحِجَابِ مِثْلَ الْهُمَام فِي ظِلاَلِ الْغَابِ
أصبحتَ من قحطانَ في النِّصابِ وفي النِّصَابِ السِّرِّ واللُّبَابِ
من نفرٍ موطَّإ الأعقابِ يُرْبَى عَلَى الْقَوْمِ بِفَضْلِ الرَّابِي
وأنت شغَّابٌ على الشَّغَّابِ للخطَّة ِ الفقماء آبٍ آبِ
من ذي حروبٍ ثاقبِ الشِّهابِ إذا غدتْ مفترَّة ً عن نابِ
وعسْكرٍ مِثْلِ الدجى دبَّاب يعْصِفُ بِالشِّيبِ وبِالشَّبابِ
جُنْدٍ كأسْدِ الْغابة ِ الصِّعاب صبَّحْتَهُ والشَّمْسُ فِي الْجِلْبابِ
بغارة ٍ تحتَ الشَّفا أسرابِ بالموتِ والحرسيَّة ِ الغضابِ
كالْجَنِّ ضرَّابِين لِلرِّقابِ دأبَ امرئٍ للوجلى ركَّابِ
لا رَعِشِ الْقلْبِ ولا هيَّابِ جوَّابِ أهْوالٍ علَى جوّابِ
يُزْجِي لِواءً كجناح الطَّابِ في جحفلٍ جمٍ كعرضِ اللاَّبِ
حتَّى استباحوا عسكر الكذَّابِ بالطَّعنِ بعد الطَّعنِ والضِّرابِ
ثُمَّت آبُوا أكْرم الْمآبِ نِعْم لِزازُ الْمُتْرَفِ الْمُرْتابِ
ونعم جارُ العيَّلِ السِّغابِ يهوون في المحمرَّة ِ الغلابِ
رحبُ الفناء ممرعُ الجنابِ يلقاك ذو الغصَّة ِ للشَّرابِ
بلجَ المحيَّا محصَدَ الأسباب يجري على العلاَّتِ غير كابِ
مستفزعاً جريَ ذوي الأحسابِ ما أحْسنَ الْجُودَ علَى الأَرْبابِ
وَأقبح الْمطْلَ علَى الْوهَّاب أبطأتُ عن أصهاريَ الحبابِ
والشُّهْدُ مِنَّا ولْقَة ُ الْغُرَابِ وأنا منْ عبدة َ في عذابِ
قدْ وعدتْ والْوعْدُ كالْكِتابِ فأنْتَ لِلأَدْنَيْن والْجِنابِ
كالأُّم لا تجْفُو علَى الْعِتابِ فأمضها من بحرك العبابِ
بالنَّجنجيَّاتِ مع الثِّيابِ فَدَاكَ كُلُّ مَلِقٍ خيَّابِ
داني المنى ناءٍ عنِ الطُّلاَّبِ إنِّي من الحبسِ على اكتئاب
فاحْسِمْ تَبَيَّا أوْ تنيلُ مابِي ولا يكُنْ حظِّي انْتِظارَ الْبابِ
 
سَلِّمْ على الدَّارِ بِذِي تَنْضُبِ




سَلِّمْ على الدَّارِ بِذِي تَنْضُبِ فشطِّ حوضى فلوى قعنبِ
واسْتَوْقِفِ الرَّكْبَ عَلَى رَسْمِهَا بل حلَّ بالرَّسمِ ولا تركبِ
لَمَّا عَرَفْنَاهَا جَرَى دَمْعُهُ مَا بَعْدَ دَمْعِ الْعَانِسِ الأَشْيَبِ
طالب بسعدى شجناً فائتاً وهل لما قد فاتَ من مطلبِ
وصاحبٍ قد جنَّ في صحَّة ٍ لاَيَشْرَبُ التِّرْيَاقَ مِنْ عَقْرَبِ
جافٍ عنِ البيضِ إذا ما غدا لم يبكِ في دارٍ ولم يطربِ
صَادَيْتُه عَنْ مُرِّ أخْلاَقِهِ بحلوِ أخلاقي ولم أشغبِ
حتَّى إذا ألقى علينا الهوى أظفارهُ وارتاحَ في الملعبِ
أصفيتهُ ودِّي وحدَّثتهُ بالْحَقِّ عَنْ سُعْدَى وعَنْ زَيْنَبِ
أقول والعينُ بها غصَّة ٌ مِنْ عَبْرَة ٍ هَاجَتْ ولَمْ تَسْكُبِ:
إِنْ تَذْهَبِ الدَّارُ وسُكَّانُهَا فَإِنَّ ما فِي الْقَلْبِ لَمْ يَذْهَبِ
لا غَرْوَ إِلاَّ دَار سُكَّانِنَا تمسي بها الرُّبدُ معَ الرَّبربِ
تنتابها سعدى وأترابها فِي ظِلِّ عَيْشٍ حَافِلٍ مُعْجِبِ
مرَّ علينا زمنٌ مصعبٌ بَعْدَ زَمَانٍ لَيْسَ بالْمُصْعَبِ
فَاجْتَذَّ سُعْدَى بِحَذَافيرِهَا غيرَ بقايا حبِّها المصحبِ
قد قلتُ للسَّائلِ في حبِّها لمَّا دنا في حرمة ِ الأقربِ:
يا صاحِ لا تسأل بحبِّي لها وانْظُرْ إِلَى جِسْمِي ثم اعْجَبِ
من ناحلِ الألواحِ لو كلتهُ في قلبها مرَّ ولم ينشبِ
شتَّانَ مجدودٌ ومن جدُّهُ كالكعبِ إن ترحل بهِ يرتبِ
أغرى بسعدى عندنا في الكرى مَنْ لَيْسَ بِالدَّانِي ولا الْمُصْقَبِ
مكِّيَّة ٌ تبدو إذا ما بدت بالميثِ من نعمانَ أو مغربِ
علِّقتُ منها حلماً كاذباً يا ليتَ ذاكَ الحلمَ لم يكذبِ
وملعبِ النُّونِ يرى بطنهُ من ظهرهِ أخضرَ مستصعبِ
عَطْشَانَ إِنْ تأَخُذُ عَلَيْهِ الصَّبَا يَفْحُشْ عَلَى الْبوصِيِّ أو يَصْخَبِ
كأنَّ أصْوَاتاً بِأرْجَائِه من جندبٍ فاضَ إلى جندبِ
ركبتُ في أهوالهِ ثيِّباً إِلَيْكَ أوْ عَذْرَاءَ لَمْ تُرْكَبِ
لمَّا تَيَمَّمْتُ عَلَى ظَهْرِهَا لمجلسٍ في بطنها الحوشبِ
هيَّأتُ فيها حينَ خيَّستها مِنْ حَالِكِ اللَّونِ ومِنْ أصْهَبِ
فأصبحت جارية ً بطنها مَلآنُ مِنْ شَتَّى فَلَمْ تُضْرَبِ
لا تشتكي الأينَ إذا ما انتحت تهدى بهادٍ بعدها قلَّبِ
رَاعي الذِّرَاعَيْنِ لِتَحْرِيزهَا من مشربٍ غارَ إلى مشربِ
إِذَا انْجَلَتْ عَنْهَا بِتَيَّارِهِ وارْفَضَّ آلُ الشَّرَفِ الأَحْدَبِ
ذكَرْتُ مِنْ هِقْلٍ غَدَا خَاضباً أو هقلة ٍ ربداءَ لم تخضبِ
تصرُّ أحياناً بسكَّانها صَرِيرَ بَاب الدَّار فِي الْمِذْنَبِ
بمِثْلِهَا يُجْتَازُ فِي مِثْلِهِ إِنْ جَدَّ جَدَّتْ ثُمَّ لَمْ تَلْعَبِ
دُعْمُوصُ نَهْرٍ أنْشَبَتْ وَسْطَهُ إن تنعبِ الرِّيحُ لها تنعبِ
إِلى إِمَام النَّاسِ وَجَّهْتُهَا تَجْرِي عَلَى غَارٍ مِنَ الطُّحْلُبِ
إِلى فتًى تَسْقِي يَدَاهُ النَّدَى حيناً وأحياناً دمَ المذنبِ
إذا دنا العيشُ فمعروفهُ دَانٍ بِعَيْشِ الْقَانِعِ الْمُتْرِبِ
زينُ سريرِ الملكِ في المغتدى وغرَّة ُ الموكبِ في الموكبِ
كأنَّ مبعوثاً على بابهِ يدني ويقصي ناقداً يجتبي
إذا رماهُ النَّقرى بامرئٍ لاَنَ لَهَ الْبَابُ وَلَمْ يُحْجَبِ
دأبتُ حتَّى جئتهُ زائراً ثمَّ تعنَّيتُ ولم أدأبِ
ما انشقَّتِ الفتنة ُ عن مثلهِ في مشرقِ الأرضِ ولا مغربِ
أطبَّ للدِّينِ إذا رنَّقت عيناهُ من طاغية ٍ مجربِ
ألقى إليهِ "عمرٌ" شيمة ً كَانَتْ مَوَارِيثَ أبٍ عَنْ أبِ
قوْدَ الْمَطَايَا بِعَمَى مَارِقٍ عوتبَ في الله فلم يُعتبِ
إنَّ يزيداً فادنُ من بابهِ في الضيقِ إن كانَ أو المرحبِ
أجْدَى عَلَى النَّاسِ إِذَا أمْحَلُوا يوماً وأكفى للثأى المنصبِ
دعامة ُ الأرضِ إذا ما وهت سماؤهُ عن لاقحٍ مقربِ
الْجَالِبُ الأُسْدَ وأشْبَالَهَا يزرنَ من دورينِ في المجلبِ
بِعَسْكَرٍ ظَلَّتْ عَنَاجِيجُهُ في الْقودِ مِنْ طِرْفٍ ومِنْ سَلْهَبِ
مجنوبة َ العصرينِ أو عصرها بسيرِ لا وانٍ ولا متعبِ
يتبعنَ مخذولاً وأشياعهُ بالْعَيْنِ فالرَّوْحَاء فالْمَرْقَبِ
حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَنَ مِن كَبْوَة ٍ وكُنَّ مِنْهُ لَيْلَة الْمِذَّبِ
خَرَجْنَ من سَوْدَاءَ في غِرِّة ٍ يردينَ أمثالَ القنا الشُّرَّبِ
لَمَّا رَأوْا أعْناقَهَا شُرَّعاً بالموتِ دونَ العلقِ الأغلبِ
كانوا فريقينِ فمن هاربٍ ومقعسٍ بالطّعنِ لم يهربِ
مثل الفزاريِّ الَّذي لم يزل جَدَاهُ يَكْفِي غَيْبَة َ الْغُيَّبِ
أنزلنَ عبدَ الله من حصنهِ إذ جئنهُ من حيثُ لم يرهبِ
وانْصَعْنَ لِلْمَخْدُوع عَنْ نَفْسِهِ يَذُقْنَ ما ذَاقَ فَلَمْ يُصْلَبِ
وَلَوْ تَرَى الأَزْدِيَّ فِي جَمْعِهِ كانَ كضلِّيلِ بني تغلبِ
أيَّامَ يهززنَ إليه الرَّدى بكُلِّ مَاضِي النَّصلِ والثَّعْلَبِ
حتَّى إذا قرَّبهُ حينهُ منها ولولاَ الحينُ لم يقربِ
خاضَ ابنُ جمهورٍ ولو رامها مطاعن الأسدِ على المشربِ
وزرنَ شيبانَ فنامت بهِ عَيْنٌ ولَمْ تَأرَقْ عَلَى مُذْنِبِ
أجْلَى عَنِ الْمَوْصِلِ مِنْ وَقْعِهَا أو خرَّ من حُثحُوثها المطنبِ
هُنَاكَ عَادَ الدِّينُ مُسْتَقْبَلاً وانتصبَ الدّينُ على المنصبِ
وَعَاقِدُ التَّاجِ عَلَى رَأسِهِ يبرقُ والبيضة ُ كالكوكبِ
لا يضعُ الَّلأمة َ عن جلدهِ وَمِحْمَلَ السَّيْفِ عَنِ الْمَنْكِبِ
جلاَّبُ أتلادٍ بأشياعهِ قلتُ لهُ قولاً ولم أخطبِ
لَوْ حَلَبَ الأَرْضَ بأخْلاَفِهَا دَرَّتْ لَكَ الْحَرْبُ دَماً فَاحْلُبِ
يا أيها النَّازي بسلطانهِ أدللتَ بالحربِ على محربِ
الْغِيُّ يُعْدِي فاجْتَنِبْ قُرْبَهُ واحْذَرْ بُغَى مُعْتَزَلِ الأَجْرَبِ
أنهاكَ عن عاصٍ عدا طورهُ وألهبَ القصدَ على الملهبِ
لاَ تَعْجَلِ الْحَرْبَ لَهَا رَحْبَة ٌ تغضبُ أقواماً ولم تغضبِ
إن سرَّكَ الموتُ لها عاجلاً فاستعجلِ الموتَ ولا ترقبِ
مَا أُحْرِمَتْ عَنْكَ خَطَاطِيفُهُ فَارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أوْ قَبْقِبِ
إِنَّ الأُلَى كَانُوا عَلَى سُخْطِهِ من بينِ مندوبٍ ومستندبِ
لمَّا دنا منزلهُ أطرقوا إِطْراقَة َ الطَّيْرِ لذِي الْمِخْلَبِ
 
يا مالكَ النَّاسِ في مسيرهمُ




يا مالكَ النَّاسِ في مسيرهمُ وَفِي الْمُقَام الْمُطِير مِنْ رَهَبِهْ
لاَ تَخْشَ غَدْرِي وَلاَ مُخَالَفَتِي كلُّ امرئ راجعٌ إلى حسبهِ
كشفتَ عن مرتعٍ دجنَّتهُ عوداً وكنتَ الطَّبيبَ من وصبه
وَلَسْتَ بِالْحَازِم الْجَلِيلِ إِذَا اغْتَـ رَّ ولاَ بالمغترِّ في نسبه
وَرُبَّمَا رَابَنِي الَّنذِيرُ فَعَمَّيْتُ رَجَاءَ الأَصَمِّ عَنْ رِيَبِهْ
عِنْدِي مِنْ الشُّبْهَة ِ الْبَيَانُ وَمَا تَطْلُبُ إِلاَّ الْبَيَانَ مِنْ حَلَبِهْ
إن كنتَ تنوي بهِ الهلاكَ فما تَعْرِفُ رَأسَ الْهَلاَكِ مِنْ ذَنَبِهْ
وإن يدافع بكَ الخطوبَ فما دافعتَ خطباً بمثلهِ ملبهْ
سيفكَ لا تنثني مضاربهُ يهتزُّ من مائهِ وفي شطبهْ
تَرْنُو إِلَيْهِ الْعَرُوسُ عَائِذَة ً فَلاَ يَمَلُّ الْحَدَّابُ مِنْ عَجَبِهْ
يصدق في دينهِ وموعدهِ نعم ويُعطى النَّدى على كذبه
لله ما راحَ في جوانحهِ مِنْ لُؤْلؤٍ لاَ يُنَامُ عَنْ طَلَبِهْ
يخرجنَ من فيهِ للنَّديِّ كما يخرجُ ضوءُ السِّراجِ من لهبه
زورُ ملوكٍ عليهِ أبَّهة ٌ تَعْرِفُ مِنْ شِعْرِهِ ومِنْ خُطَبِهْ
يقومُ بالقومِ يومَ جئتهمُ وَلاَ يخِيبُ الرُّوَّادُ فِي سَبَبِهْ
مُؤَبَّدُ الْبَيْتِ وَالْقَرَارَة ِ والتَّلْعَة ِ في عُجْمِهِ وفي عَرَبِهْ
لو قام بالحادثِ العظيمِ لما عَيَّ بِعُمْرَانِهِ وَلاَ خَرِبِهْ
لاَ يَعْبُدُ المالَ حِينَ يَجْمَعُهُ ولاَ يُصلِّي للْبَيْتِ من صُلُبِهْ
تلعابة ٌ تعكف النِّساءُ بهِ يَاخُذْنَ مِنْ جِدِّهِ ومِنْ لَعِبِهْ
يَزْدَحِمُ الناس كل شَارقة ٍ بِبابه مُشْرعين في أدَبِهْ
شابَ وقد كانَ في شبيبته شهماً يبول الرِّئبالُ من غضبهْ
حَتَّى إِذَا دَرَّت الدَّرُورُ لهُ وَرَغَّثَتْهُ الرُّوَاة ُ فِي نَسَبِهْ
قضى الإمامُ المهديُّ طعنتهُ عن رأسِ أخرى كانت على أربهٍ
فَالحَمْدُ للَّه لا أُسَاعِفُ بِاللْهْوِ وَلا أنْتَهِي بِمُكْتَئِبِهْ
 
طال المقامُ على تنجَّزِ حاجة ٍ




طال المقامُ على تنجَّزِ حاجة ٍ عِنْدَ الإِمَامِ وَقَدْ ذَكرْتُ إِيابِي
فَجرت دُمُوعِي من تَذكُّرِ مَا مَضَى وَكأنَّ قَلْبِي في جَنَاح عُقَابِ
وأحولُ من شرفِ العشيرة ِ مُبسقٌ قَوْماً وَأُمسكُ عَنْ هُمَام الْغَابِ
«يعقُوبُ» قَدْ وَرَدَ الْعُفَاة ُ عَشِيَّة ً متعرِّضينَ لسيبكَ المنتابِ
فسقيتهمْ وحسبتني كمُّونة ً نَبَتَتْ لِزَارِعِهَا بَغَير شَرَابِ
مَهْ لا أبَا لَكَ إِنَّني رَيْحَانَة ٌ فاشمُمْ بِأَنْفِكَ وَاسْقِهَا بِذِنَابِ
تعطي الغزيرة ُ درَّها فإذا أبتْ كانَتْ مَلامَتُهَا على الْحَلاَّبِ
طال الثَّواءُ بحاجة ٍ محبوسة ٍ شَمِطتْ لدَيْك، فَمُرْ لهَا بِخِضَابِ
 
طال ليْلِي مِنْ حُبِّ




طال ليْلِي مِنْ حُبِّ مَنْ لا أَرَاهُ مُقَارِبِي
أبداً ما بدا لعيـ نكَ ضوءُ الكواكبِ
أو تغنَّت قصيدة ً قَيْنَة ٌ عِنْدَ شَارِبِ
فتعزَّيتُ عن "عبيـ دة " والحبُّ غالبي
تِلْكَ لوْ بِيعَ حُبُّهَا ابْـ ـتَعْتُهُ بِالْحَرَائبِ
وَلَو اسْطَعْتُ طائعاً فِي الأُمورِ النَّوَائب
لفَدَاهَا مِنَ الرَّدَى هاربي بعد قاربي
عتبت خلَّتي وذو الحـ ـحُبِّ جَمُّ الْمَعَاتِبِ
من حديثٍ نمى إليـ ها بهِ قولُ كاذب
فتقلَّبتُ ساهراً مقشعرَّ الذًّوائبِ
عجباً من صدودها وَالْهَوَى ذُو عَجَائبِ
ولقد قلتُ والدُّمـ عُ لباسُ التَّرائبِ
لو بدا اليأسُ من "عبيـ دة َ " قد قامَ نادبي
«عَبْدَ» باللَّه أطْلِقِي من عذابٍ مواصبِ
رَجُلاً كانَ قَبْلكُمْ رَاهِباً أوْ كرَاهِبِ
يَسْهَرُ اللَّيْلَ كُلَّهُ نظراً في العواقبِ
فثناهُ عنِ العبـ ـادَة ِ وَجْدٌ بِكاعِبِ
شغلتهُ بحبِّها عن حسابِ المحاسبِ
عَاشِقٌ لَيْسَ قَلْبُهُ مِنْ هَوَاهَا بِتَائبِ
يشتكي من فؤادهِ مِثْل لسْع الْعَقَاربِ
وكذاك الْمُحِبُّ يَلْقَى قى بذكرِ الحبائبِ
ولقد خفتُ أن يرو حَ بنعشي أقاربي
عَاجِلاً قَبْل أنْ أرَى فِيكمُ لينَ جَانِبِ
فإذا ما سمعتِ با كِيَة ً مِنْ قَرَائِبِي
ندبت في المسلِّبا تِ قَتِيل الْكوَاعِبِ
فاعلمي أنّ حبَّكم قادني للمعاطبِ!
 
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا




عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا أتجعلُ من هويتَ عليك ربَّا
بأيِّ مشورة ٍ وبأيِّ رأيٍ تُمَلِّكُهَا وَلا تَسْقِيك عَذْبَا
تحنُّ صبابة ً في كلِّ يومٍ إلى "حبِّى " وقد كربتك كربا
وتهتجرُ النِّساء إلى هواها كأنكَ ضامنٌ منهنَّ نحبا
أمِنْ رَيْحَانَة ٍ حَسُنَتْ وَطابَتْ تَبِيتُ مُرَوَّعاً وَتَظَلُّ صَبَّا
تروعَ من الصِّحابِ وتبتغيها معَ الوسواسِ منفرداً مكبَّا
كأنَّكَ لاَ تَرَى حَسَناً سِوَاها وَلا تَلْقَى لهَا فِي النَّاسِ ضَرْبَا
وَكمْ مِنْ غَمْرَة ٍ وَجَوازِ فَيْن خلوتَ بهِ فهل تزدادُ قربا
بَكيْتَ مِنَ الْهَوَى وَهَوَاكَ طِفْلٌ فويلك ثمَّ ويلك حينَ شبَّا
إذا أصبحتَ صبَّحك التَّصابي وَأطْرَابٌ تُصَبُّ عَليْك صَبَّا
وَتُمْسِي وَالْمَسَاءُ عَليْك مُرٌّ يقلِّبك الهوى جنباً فجنبا
أظنَّك من حذارِ البينِ يوماً بِدَاء الْحُبِّ سَوْفَ تَمُوتُ رُعْبا
أتظهرُ رهبة ً وتُسرُّ رغباً لقد عدَّبتني رغبا ورهبا
فَمَا لك في مَوَدَّتِهَا نَصِيبٌ سِوَى عِدَة ٍ فخُذْ بِيَدَيْكَ تُرْبَا
إذا ودٌّ جفا وأربّ وُدٌّ فجانب من جفاك لمن أربَّا
ودع شغبَ البخيلِ إذا تمادى فإنّ لهُ معَ المعروفِ شغبا
وقالت: لا تزالُ عليَّ عينٌ أراقبُ قيِّماً وأخافُ كلبا
لقَدْ خَبَّتْ عَليْك وَأنْتَ سَاهٍ فَكْنُ خبّا إِذَا لاقَيْتَ خبَّا
ولا تغررك موعدة ٌ "لحبَّى " فإنّ عداتها أنزلنَ جدبا
ألا يا قلبُ هل لك في التَّعزِّي فقد عذَّبتني ولقيتُ حسبا
وما أصبحتَ تأملُ من صديقٍ يعدُّ عليك طول الحبِّ ذنبا
كأنَّكَ قَدْ قَتَلْتَ لَه قَتِيلاً بحُبِّك أوْ جَنَيْتَ عَلَيْهِ حَرْبَا
رَأيْتُ الْقَلْبَ لا يأتِي بَغِيضاً ويؤثرُ بالزِّيارة ِ مَن أحبِّا
 
خفِّض على عقبِ الزَّمانِ العاقبِ




خفِّض على عقبِ الزَّمانِ العاقبِ ليسَ النَّجاحُ معَ الحريصِ الناصبِ
تأتي المقيمَ -وما سعى - حاجاتهُ عَدَدَ الْحَصَى وَيَخِيبُ سَعْيُ الْخَائِبِ
فاترك مشاغبة َ الحبيبِ إذا أبى ليس المحبُّ على الحبيبِ بشاغبِ
غَلَبَتْكَ «أمُّ مُحَمَّدٍ» بِدَلاَلِهَا وَالْمُلْكُ يُمْهَدُ لِلأَعَزِّ الْغَالِبِ
واهاً "بأمِّ محمَّدٍ" ورسولها ورقادِ قيِّمها وسُكْر الحاجبِ
لم أنسَ قولتها: أراكَ مشيَّعاً عبثَ اليدينِ مولَّعاً كالشَّاربِ
أحْسِنْ صَحَابَتَنَا فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ بَعْضَ اللُّبَانَة ِ باصْطِنَاعِ الصّاحب
وَإِذَا جَفَوْتَ قَطعْتُ عَنْكَ مَنَافِعِي والدَّرُّ يقطعهُ جفاءُ الحالبِ
لله درُّ مجالسٍ نُغِّصتها بَيْنَ الْجُنَيْنَة ِ والْخَلِيجِ النَّاكِب
أيْنَ الذينَ تَزُورُ كُلَّ عَشِيَّة ٍ يَأتِيك آدبهم وَإِنْ لَم تَأدبِ
ذهبوا وأمسى ما تذكَّرُ منهمُ هَيْهَاتَ مَنْ قَدْ مَاتَ لَيْسَ بِذَاهِبِ
منعتكَ "أمُّ محمَّدٍ" معروفها إِلا الْخَيالَ، وَبِئْسَ حَظُّ الْغَائبِ
نَزَلتْ على بَرَدى وَأنْتَ مَجَاوِرٌ حَفْرَ الْبُصَيْرَة ِ كالْغَريبِ الْعاتِبِ
لا تشتهي طرفَ النَّعيم وتشتهي طَيَّ الْبِلاَدِ بِأَرْحَبيٍّ شَاحِب
وَإِذَا أرَدْتَ طِلاعَ ”أمِّ محَمَّدٍ” غَلَبَ الْقَضَاء وَشُؤْمُ ”عَبْدِ الْواهِبِ”
عِلَلُ النِّساء إِذَا اعْتَللْنَ كثِيرَة ٌ وسماحهنَّ منَ العجيب العاجبِ
فاصبِرْ على زَمَنٍ نَبَا بِك رَيْبُهُ ليْسَ السُّرورُ لنا بحتمٍ وَاجب
وَلقَدْ أزُورُ على الْهَوى وَيَزُورُنِي قَمَرُ الْمَجَرَّة ِ في مَجَاسِدِ كاعِبِ
أيَّامَ أتَّبِعُ الصِّبَا وَيَقُودُنِي صَوْتُ الْمَزاهِرِ وَالْيَرَاع القاصِبِ
سقياً "لأُمِّ محمد" سقياً لها إِذْ نَحْنُ في لَعِبِ الشَّبَابِ اللاَّعب
بَيْضَاء صَافِيَة الأَدِيم تَرَعْرَعَتْ في جلدِ لؤلؤة ٍ وعفَّة ِ راهبِ
فَإِذَا امْتَرَيْتَ لبُونَ «أمِّ محمَّد» رجعت يمينك بالحلابِ الخائب
فَارْجِع كمَا رَجَعَ الْكرِيمُ وَلا تَكُنْ كمُقَارِفٍ ذَنْباً وَلَيْسَ بِتَائِب
ورضيتَ من طولِ الرَّجاء بيأسه وَالْيَأسُ أمثلُ مِن عِدَات الْكاذِب
 
بَلَغَ الْمُرَعَّثَ في الرَّحِيلِ




بَلَغَ الْمُرَعَّثَ في الرَّحِيلِ لِ خرائدُ منهنَّ نحبُهْ
فَجَفَتْ يَدَاهُ عَنِ النُّسو عِ وَشَدَّ بالأَنْسَاعِ صَحْبُهْ
وَثَنَاهُمَا عَنْ رَحْلِهِ دمعٌ يبلُّ الجيبَ سكبهْ
وَنَحِيبُ مَطْرُوفِ الْفُؤا دِ ثوى معَ الأحبابِ لبُّهْ
فَالدَّمْعُ مُنْحَدِرُ النِّظا مِ إذا ترقرقَ فاضَ غربهْ
وَعَقَاربُ الْحبِّ الذي يخفي من الوسواسِ قلبهْ
فَإِذَا أَرَادَ النَّوْمَ أرَّ قَهُ وَسَاوِسُ تَسْتَهِبُّهْ
من ذكر مَن تَبَلَ الفؤا دَ فَحَسبه مِن ذَاك حَسْبهْ
سقَط النِّقَابُ فَرَاقَنِي إِذْ رَاح قُرْطاه وقُلْبُهْ
وَمُؤشَّرٌ ألْمَى اللثَا تِ شَهِيُّ طعْم الرِّيقِ عَذْبُهْ
أحبب إليَّ بهِ وإنْ كَان الوِصالُ لِمَنْ يرُبُّهْ
من نازحٍ حسنِ الدّلا لِ أبى لك التغميضَ حبُّهْ
شَحَطَ الْمَزَارُ بِهِ وَلوْ يدنو إليك شفاك قربهْ
انْكرْتَ عَيْشكَ بَعْدَهُ وَالدَّهرُ ضَاقَ عَليْك رَحْبُهْ
وكَذاك دهرُك للمُحبِّ يَرُوحُ إِذْ لمْ يَغْدُ شَغْبُهْ
أحببتَه ونأى به ودٌّ لآخر لا يحبُّه
ومن الْعجائب أنَّهُ في غير شعبكَ كان شعبهْ
وَغَوِيِّ قوم هَرّني دونَ الذي أحببتُ كلبهْ
فصفحتُ عنهُ لعلَّهُ فيما أريدُ يذلُّ صعبهْ
وَأخُو النِّساء مُوَارِبٌ يوماً إذا لم يصفُ شربهْ
فَدَعِ الْغَوِيَّ وَذَنْبَهُ فَعَليْهِ ليْس عَليْك ذَنْبُهْ
وسلِ التي أحببتها إِنْ كانَ ذَاك عَرَاك حَرْبُهْ
ما تأمرينَ بعاشقٍ عيَّ الطَّبيب به وطبُّهْ
قدْ ماتَ أوْ هوَ ميِّتٌ إِنْ لمْ يُعَاف اللَّه رَبُّهْ
غصبتْ "عبيدة ُ " قلبهُ أيحلُّ في الإسلام غصبهْ
صبٌّ إليها لو تني منها الرِّسالة ُ أو تغبُّهْ
لغدت عليهِ منيَّة ٌ وَلمَات أوْ لازدَادَ كَربُه
 
ألا قلْ لتلك المالكيَّة ِ أصحبي




ألا قلْ لتلك المالكيَّة ِ أصحبي وإِلاَّ فمنِّينا لقاءَكِ واكْذبِي
عِدِينَا فإِنَّ النَّفْسَ تُخْدَعُ بالمنى وقلبُ الفتى كالطَّائر المتقلِّب
وقدْ تأمَنِي منْ لا يزالُ مُباعِداً على قربِ من يدنو بسهلٍ ومرحبِ
فإِنَّك لوْ تجْفُوك أمٌّ قريبة ٌ تجافيتَ عنها للبعيدِ المقرِّب
إِذَا يَئِسَتْ نفْسُ امْرىء ٍ من قَرينة ٍ تبدَّل أخرى مركباً بعد مركبِ
فلا تُمْسِكيني بالهوان فإِنَّني عن الهونِ ظعَّانٌ لقصدِ الملحَّبِ
حَبَسْتُ عليك النَّفس حولينِ لا أرى نوالاً ولا وعداً بنيلٍ معقَّبِ
وماكُنْتُ ـ لوْ شمَّرْتُ ـ أوَّلَ ظَاعنٍ بِرَحْلِيَ عَنْ جَدْبٍ إِلى غيْرِ مُجْدِبِ
ولكِنَّني أُغْضِي جُفُوناً على القَذَا وأحفظُ ما حمَّلتني في المغيَّبِ
وأنتِ بما قرَّبتني واصطفيتني خلاءٌ وقدْ باعدتني بُعدَ مذنبِ
كقائلة ٍ: إِنَّ الحِمار ـ فنحِّهِ عن القتِّ - أهلُ السِّمسم المتهذِّبِ
وما الحبُّ إلاَّ صبوة ً ثمَّ دنوة ٌ إذا لم يكنْ كان الهوى روغَ ثعلبِ
 
أعلى