netloger
نجم المنتدى
- إنضم
- 14 جويلية 2014
- المشاركات
- 5.152
- مستوى التفاعل
- 7.453
السلام عليكم و رحمة الله
الإمام النووي (رحمه الله)
اعلم أن لأهل العلم في أحاديث الصفات قولين:
أحدهما: وهو مذهب معظم السلف أو كلهم أنه لا يتكلم في معناها، بل يقولون: يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته، مع اعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة، وعن سائر صفات المخلوق، وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين، واختاره جماعة من محققيهم، وهو أسلم. .
والقول الثاني: هو مذهب معظم المتكلمين أنها تؤول على ما يليق بها على حسب مواقعها، وإنما يسوغ تأويلها لمن كان من أهله، بأن يكون عارفة بلسان العرب وقواعد الأصول والفروع ذا رياضة في العلم”
اختلفوا في آيات الصفات، وأخبارها هل يخاض فيها بالتأويل أم لا؟ فقال قائلون: تتأوّل على ما يليق بها، وهذا أشهر المذهبين للمتكلّمين، وقال آخرون: لا تتأوّل بل يمسك عن الكلام في معناها، ويوكل علمها إلى الله تعالى، ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى، وانتفاء صفات الحادث عنه، فيقال مثلاً: نؤمن بأنّ الرحمن على العرش استوى، ولا نعلم حقيقة معنى ذلك، والمراد به، مع أنّا نعتقد أنّ الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، وأنّه منزّه عن الحلول، وسمات الحدوث، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم، وهي أسلم، إذ لا يطالب الإنسان بالخوض في ذلك، فإذا اعتقد التنزيه فلا حاجة إلى الخوض في ذلك، والمخاطرة فيما لا ضرورة بل لا حاجة إليه، فإن دعت الحاجة إلى التأويل لردّ مبتدع، ونحوه تأوّلوا حينئذ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن العلماء في هذا، والله أعلم
(قوله ﷺ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» هذا من أحاديث الصفات وفيها القولان السابقان قريبا:
أحدهما: الإيمان بها من غير تعرّض لتأويل ولا لمعرفة المعنى، بل يؤمن بأنها حق، وأنّ ظاهرها غير مراد. قال الله تعالى: ﴿ ليس كمثله شيء﴾.
والثاني: يتأوّل بحسب ما يليق بها فعلى هذا المراد المجاز كما يقال فلان في قبضتي وفي كفي لا يراد به أنه حال في كفه بل المراد تحت قدرتي، ويقال فلان بين إصبعي أقلبه كيف شئت، أي إنه منّي على قهره والتصرف فيه كيف شئت) اهـ
وقال: (أما قوله ﷺ «عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ» فهو من أحاديث الصفات، وقد سبق في أوّل هذا الشرح بيان اختلاف العلماء فيها وأن منهم من قال: نؤمن بها ولا نتكلم في تأويله ولا نعرف معناه لكن نعتقد أن ظاهرها غير مراد وأن لها معنى يليق بالله تعالى، وهذا مذهب جماهير السلف وطوائف من المتكلمين) اهـ
الامام أبو سليمان الخطابي رحمه الله : كان أبو عبيد ، وهو أحد أئمة أهل العلم ، يقول : نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ لها المعاني » . ونحن أحرى بأن لا نتقدم فيما تأخر عنه من هو أكثر علما وأقدم زمانا وسنا ، ولكن الزمان الذي نحن فيه قد صار أهله حزبين : منكر لما يروى من نوع هذه الأحاديث رأسا ، ومكذب به أصلا ، وفي ذلك تكذيب العلماء الذين رووا هذه الأحاديث وهم أئمة الدين ونقلة السنن ، والواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والطائفة الأخرى مسلمة للرواية فيها ذاهبة في تحقيق الظاهر منها مذهبا يكاد يفضي بهم إلى القول بالتشبيه ونحن نرغب عن الأمرين معا ، ولا نرضى بواحد منهما مذهبا ، فيحق علينا أن نطلب لما يرد من هذه الأحاديث إذا صحت من طريق النقل والسند ، تأويلا يخرج على معاني أصول الدين ، ومذاهب العلماء ، ولا نبطل الرواية فيها أصلا ، إذا كانت طرقها مرضية ونقلتها عدولا .
الامام الجويني رحمه الله : ذهب أئمة السلف إلى الانكفاف، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب تعالى
الامام السيوطي رحمه الله وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها
ورد عن الامام احمد رحمه الله حين سئل عن آيات الصفات وأحاديثها فقال: نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف و لا معنى
الامام ابن الجوزي رحمه الله
فيبقى الناس رجلين: أحدهما، المتأول بمعنى أنه يقرب برحمته والثاني، الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنزيه
نقـل الحـافظ ابن حجر عن الحافظ ابن الجوزي معنى قولهم: أمـروهـا كمـا جاءت. قال:
أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ـ يشير إلى حديث يضحك الله إلى رجلين ـ ويمرونه كما جاء، وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه
الإمام النووي (رحمه الله)
اعلم أن لأهل العلم في أحاديث الصفات قولين:
أحدهما: وهو مذهب معظم السلف أو كلهم أنه لا يتكلم في معناها، بل يقولون: يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته، مع اعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة، وعن سائر صفات المخلوق، وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين، واختاره جماعة من محققيهم، وهو أسلم. .
والقول الثاني: هو مذهب معظم المتكلمين أنها تؤول على ما يليق بها على حسب مواقعها، وإنما يسوغ تأويلها لمن كان من أهله، بأن يكون عارفة بلسان العرب وقواعد الأصول والفروع ذا رياضة في العلم”
اختلفوا في آيات الصفات، وأخبارها هل يخاض فيها بالتأويل أم لا؟ فقال قائلون: تتأوّل على ما يليق بها، وهذا أشهر المذهبين للمتكلّمين، وقال آخرون: لا تتأوّل بل يمسك عن الكلام في معناها، ويوكل علمها إلى الله تعالى، ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى، وانتفاء صفات الحادث عنه، فيقال مثلاً: نؤمن بأنّ الرحمن على العرش استوى، ولا نعلم حقيقة معنى ذلك، والمراد به، مع أنّا نعتقد أنّ الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، وأنّه منزّه عن الحلول، وسمات الحدوث، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم، وهي أسلم، إذ لا يطالب الإنسان بالخوض في ذلك، فإذا اعتقد التنزيه فلا حاجة إلى الخوض في ذلك، والمخاطرة فيما لا ضرورة بل لا حاجة إليه، فإن دعت الحاجة إلى التأويل لردّ مبتدع، ونحوه تأوّلوا حينئذ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن العلماء في هذا، والله أعلم
(قوله ﷺ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» هذا من أحاديث الصفات وفيها القولان السابقان قريبا:
أحدهما: الإيمان بها من غير تعرّض لتأويل ولا لمعرفة المعنى، بل يؤمن بأنها حق، وأنّ ظاهرها غير مراد. قال الله تعالى: ﴿ ليس كمثله شيء﴾.
والثاني: يتأوّل بحسب ما يليق بها فعلى هذا المراد المجاز كما يقال فلان في قبضتي وفي كفي لا يراد به أنه حال في كفه بل المراد تحت قدرتي، ويقال فلان بين إصبعي أقلبه كيف شئت، أي إنه منّي على قهره والتصرف فيه كيف شئت) اهـ
وقال: (أما قوله ﷺ «عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ» فهو من أحاديث الصفات، وقد سبق في أوّل هذا الشرح بيان اختلاف العلماء فيها وأن منهم من قال: نؤمن بها ولا نتكلم في تأويله ولا نعرف معناه لكن نعتقد أن ظاهرها غير مراد وأن لها معنى يليق بالله تعالى، وهذا مذهب جماهير السلف وطوائف من المتكلمين) اهـ
الامام أبو سليمان الخطابي رحمه الله : كان أبو عبيد ، وهو أحد أئمة أهل العلم ، يقول : نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ لها المعاني » . ونحن أحرى بأن لا نتقدم فيما تأخر عنه من هو أكثر علما وأقدم زمانا وسنا ، ولكن الزمان الذي نحن فيه قد صار أهله حزبين : منكر لما يروى من نوع هذه الأحاديث رأسا ، ومكذب به أصلا ، وفي ذلك تكذيب العلماء الذين رووا هذه الأحاديث وهم أئمة الدين ونقلة السنن ، والواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والطائفة الأخرى مسلمة للرواية فيها ذاهبة في تحقيق الظاهر منها مذهبا يكاد يفضي بهم إلى القول بالتشبيه ونحن نرغب عن الأمرين معا ، ولا نرضى بواحد منهما مذهبا ، فيحق علينا أن نطلب لما يرد من هذه الأحاديث إذا صحت من طريق النقل والسند ، تأويلا يخرج على معاني أصول الدين ، ومذاهب العلماء ، ولا نبطل الرواية فيها أصلا ، إذا كانت طرقها مرضية ونقلتها عدولا .
الامام الجويني رحمه الله : ذهب أئمة السلف إلى الانكفاف، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب تعالى
الامام السيوطي رحمه الله وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها
ورد عن الامام احمد رحمه الله حين سئل عن آيات الصفات وأحاديثها فقال: نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف و لا معنى
الامام ابن الجوزي رحمه الله
فيبقى الناس رجلين: أحدهما، المتأول بمعنى أنه يقرب برحمته والثاني، الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنزيه
نقـل الحـافظ ابن حجر عن الحافظ ابن الجوزي معنى قولهم: أمـروهـا كمـا جاءت. قال:
أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ـ يشير إلى حديث يضحك الله إلى رجلين ـ ويمرونه كما جاء، وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه