حرق الفضلات بصفة عشوائية يسبب عديد الأمراض

لإتلاف الفضلات والتخلص من روائحها يتعمد الكثير من المواطنين تجميعها في مكان واحد وإحراقها وهي عملية يعتبرها البعض عادية ويكررونها عديد المرات وكلما تجمعت لديهم كميات في الفضلات سواء في المدن أو في الأرياف..

ولئن تتسبب عمليات الإتلاف هذه في إزعاج المتساكنين نظرا للدخان المنبعث منها فإنها تخلصهم من فضلات غير مرغوب فيها.. ولكن جلهم لا يدركون أن تلك العملية لها تأثيرات سلبية جدا على الصحة..

ونظرا لتسببها في كثير من الأمراض الخطيرة خاصة منها السرطان أطلق الدكتور خالد زروق رئيس قسم التحاليل الغذائية بالمعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية صيحة فزع رغبة في إيقاف عمليات الحرق العشوائي للفضلات ودعا إلى تقنين هذه العمليات.

وبين أن وزارة البيئة والتنمية المستديمة مدعوة إلى التفكير بجدية في إيجاد حلول لهذه الظاهرة لأنه لا يعقل على حد تعبيره أن تتواصل بهذه الحدة.. في وقت أصبح يدرك فيه الجميع مخاطر مادة الديوكسين على الصحة..

وقال إنه عاين أمس على مقربة من المركب الجامعي بالمنار دخانا قاتما منبعثا من محرقة عشوائية لشتى أنواع الفضلات وصادف أنه عاين عمليات مماثلة في ظرف وجيز خلال زيارات قام بها في عدة ولايات من الجمهورية إذ أن المواطنين يقومون بحرق الفضلات بصفة تلقائية..

وبين أن الأبخرة والغازات المنبعثة من تلك الفضلات المحروقة وخاصة الديوكسين تعلق بسرعة في المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية والخضروات وهي بمثابة السموم التي نقتات منها نحن عندما نتناول تلك الأغذية دون علم مسبق بالأمر.. لأن مادة الديوكسين تعد من بين أخطر المواد الكيميائية على صحة الإنسان..

مخاوف

قدم الدكتور خالد زروق مثالا عن حالة الفزع التي عاشها المواطنون في بلجيكا قبل سنوات قليلة بعد أن تأكد العثور على مادة الديوكسين في الأعلاف كما تسبب تسرب الديوكسين المسبب لعدة أمراض في السلسلة الغذائية في بعض البلدان الأخرى في ذعر غذائي عالمي..

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة تحذر من هذه المادة لأن الأنسجة الشحمية من جسم الإنسان أو الحيوان تمتص مادة الديوكسين ، الأمر الذي يتسبب في الإصابة بالسرطان وبإمكان مادة الديوكسين أن تلوث الأراضي المزروعة ومجاري المياه لاسيما المنخفضة منها ، كما أنها تتمتع بقدرة عالية للغاية على المقاومة لعمليات التنظيف الكيماوية والبيولوجية .

أما منظمة الصحة العالمية فتعتبر الديوكسينات من بين الملوثات البيئية المنتمية إلى المجموعة القذرة الخطرة نظرا لقدرتها العالية على إحداث التسمم. ويؤدي تعرض الإنسان على المدى المتوسط لمستويات عالية من الديوكسينات إلى إصابته بأمراض جلدية واختلال وظيفة الكبد وعلى المدى البعيد يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اختلال في الجهاز المناعي وعرقلة تطور الجهاز العصبي والوظائف الإنجابية.. وتعد الأجنة حسب معطيات المنظمة أكثر الفئات حساسية للديوكسينات..

ولا شك أن مثل هذه المسألة حرية بالاهتمام لأنها ترتبط بصحة الإنسان وخلص الدكتور خالد زروق إلى أن حرق المواد الملوثة بالطرق السليمة هو أفضل وسيلة للوقاية من التعرض للديوكسينات وغيرها من الغازات السامة.
 
أعلى