- إنضم
- 15 جويلية 2008
- المشاركات
- 2.352
- مستوى التفاعل
- 9.440
في السّابق كانت أغلب المقابلات مع المشاهير وخاصّة الفنّانين تكون أغلبها عبر الصّحف والمجلات أو في برامج مسجّلة! فيظهر الفنّان بأحلى صورة، ويكون كلامه كلّه درر وجواهر، وفي الصّور يظهر وهو يشير بيده أو يكتب أو يفكّر أو يناقش، ونحن نصدّق بكلّ هذا، غير أنّ هذه المقابلة تعتمد في الواقع اعتمادا كليا على ثقافة الصّحفي و حنكته وقدرته على صياغة وتجميع كلام الفنان بعد رحيله! أو على المخرج الذي يحذف لقطات و يركّب أخرى حتّى يظهر محاسن الفنّان ويخفي مساوئه.
أما الآن فقد ابتليت معظم القنوات التّلفزيّة و للأسف بالبث المباشر، وأصبح الكثير من الفنانين يظهرون للمشاهد على حقيقتهم بدون فبركة، و منهم من سقط عنه القناع أثناء البحث الحيّ و تعرّت شخصيته بصورة فاضحة أمام الجمهور الذي يكنّ له الإعجاب.
يبدو أنّ البثّ المباشر هو بمثابة الماء للغطّاسين، فغرق الكثير من المشاهير الذين من بينهم ما يكفيه كأس ماء ليغرق ويُغرق معه المشاهدين في شطحاته!الفنّان القدير محمد عبده الملقّب بفنّان العرب، ظهر في مقابلة تلفزيّة مباشرة بإحدى القنوات الفضائية و يا ليته ما ظهر حتّى لا تهتزّ صورته في أذهان محبّيه، إذ خلال محاورته مع المذيع و بينما هو في لجّ الحديث الفلسفي قال: " أي فنان، أي جملة موسيقية! أي شاعر! أي إبداع !.. يا أخي الرسول صلّى الله عليه وسلّم سعودي!! "، فما كان من الحاضرين في الأستوديو إلا أن ضحكوا ملء شدقيهم و شرعوا يصفّقون بحرارة على إبداع محمد عبده في الفلسفة!لا أدري أولاً ما هو وجه المقارنة بين الجمل الموسيقية والرّسول صلّى الله عليه وسلّم ؟
نسي محمد عبده أن يخبرنا عن جنسية أبي جهل! ومن أي منطقة مسيلمة الكذاب؟
ونسي أيضاً أن يخبرنا عن أبرهة الحبشي عندما أتى من الحبشة ليهدم الكعبة هل اجتاز الحدود خلسة أم كان يحمل تأشيرة سياحية .
لقد آلمني مشهد هذا الصّرح الفنّي وهو يتقزّم أمام أعين المشاهدين و وسط ضحكاتهم السّاخرة، و تمنّيت لو لم تتجاوز مشاركة فنان العرب حدّ الغناء في هذا البرنامج حفاظا على ماء وجهه. .
هذه الحادثة المضحكة المبكية ذكّرتني بما يروى عن الفيلسوف اليوناني سقراط حين قال لأحد تلاميذه الجدد: " تكلم حتى أراك ! " ليعرف ماهية حقيقة الشّخص الذي أمامه،و ليعلم كيف يقيمه ويقيم عقله
هذه الحادثة كثيرا ما تقع أمامنا فنصدم في أشخاص كنا نتوسم فيهم الرشاد و العقلانية وحين نراهم ينطقون ننتظر منهم الصواب و السداد فإذا بصمتهم نعمة جهلناها
أما الآن فقد ابتليت معظم القنوات التّلفزيّة و للأسف بالبث المباشر، وأصبح الكثير من الفنانين يظهرون للمشاهد على حقيقتهم بدون فبركة، و منهم من سقط عنه القناع أثناء البحث الحيّ و تعرّت شخصيته بصورة فاضحة أمام الجمهور الذي يكنّ له الإعجاب.
يبدو أنّ البثّ المباشر هو بمثابة الماء للغطّاسين، فغرق الكثير من المشاهير الذين من بينهم ما يكفيه كأس ماء ليغرق ويُغرق معه المشاهدين في شطحاته!الفنّان القدير محمد عبده الملقّب بفنّان العرب، ظهر في مقابلة تلفزيّة مباشرة بإحدى القنوات الفضائية و يا ليته ما ظهر حتّى لا تهتزّ صورته في أذهان محبّيه، إذ خلال محاورته مع المذيع و بينما هو في لجّ الحديث الفلسفي قال: " أي فنان، أي جملة موسيقية! أي شاعر! أي إبداع !.. يا أخي الرسول صلّى الله عليه وسلّم سعودي!! "، فما كان من الحاضرين في الأستوديو إلا أن ضحكوا ملء شدقيهم و شرعوا يصفّقون بحرارة على إبداع محمد عبده في الفلسفة!لا أدري أولاً ما هو وجه المقارنة بين الجمل الموسيقية والرّسول صلّى الله عليه وسلّم ؟
نسي محمد عبده أن يخبرنا عن جنسية أبي جهل! ومن أي منطقة مسيلمة الكذاب؟
ونسي أيضاً أن يخبرنا عن أبرهة الحبشي عندما أتى من الحبشة ليهدم الكعبة هل اجتاز الحدود خلسة أم كان يحمل تأشيرة سياحية .
لقد آلمني مشهد هذا الصّرح الفنّي وهو يتقزّم أمام أعين المشاهدين و وسط ضحكاتهم السّاخرة، و تمنّيت لو لم تتجاوز مشاركة فنان العرب حدّ الغناء في هذا البرنامج حفاظا على ماء وجهه. .
هذه الحادثة المضحكة المبكية ذكّرتني بما يروى عن الفيلسوف اليوناني سقراط حين قال لأحد تلاميذه الجدد: " تكلم حتى أراك ! " ليعرف ماهية حقيقة الشّخص الذي أمامه،و ليعلم كيف يقيمه ويقيم عقله
هذه الحادثة كثيرا ما تقع أمامنا فنصدم في أشخاص كنا نتوسم فيهم الرشاد و العقلانية وحين نراهم ينطقون ننتظر منهم الصواب و السداد فإذا بصمتهم نعمة جهلناها