سلسلة المرأة -الدكتور إياد قنيبي

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

thameur007

مراقب المنتدى الاسلامي
طاقم الإدارة
إنضم
30 جانفي 2014
المشاركات
18.152
مستوى التفاعل
48.396
بداية القصة في الغرب: المرأة مظلومة..لا بد من رفع الظلم عنها...مطلب عادل. طيب كيف يُرفع الظلم؟ هل هناك شريعة ربانية تُرَسِّم الحدود وتبين حقوق المرأة وواجباتها على أساس الحق والعدل؟ لا..ليست هذه الشريعة هي المطروحة في الغرب. بل الدين التقليدي الذي يدينون به يصف المرأة بأنها مصدر الخطيئة. فهذا الدين خصم وليس حكماً، هذا الدين جزء من منظومة الظلم بالنسبة للمرأة . إذن على أي أساس "تُنصَف" المرأة؟ على أساس القيم التي يدعي الغرب أنه يحتكم إليها: قيم الحرية والمساواة. إذن لا بد أن تحقق المرأة الحرية وأن تحقق المساواة مع الرجل. هذه هي البوصلة في ثورة المرأة. انطلقت حملة "تحرير المرأة" الغربية (woman liberation)، رافعة شعارات نسوية (feminist)، منها: أن الرجل لا يؤتمن أبداً، وأن المرأة لا بد أن تكون نداً له، وتنافسه في كل شيء.. وأن المرأة يجب ألا تضحي من أجل أي شخص.."لا أحد يستحق تضحيتك إلا نفسك وبنات جنسك. "يجب ألا يكون لأحد سلطة عليك وألا تحتاجي أحداً، فلست بحاجة إلى زوج ولا إلى أخ ولا أبناء". "قدرتك على الإنفاق على نفسك هي مصدر احترامك لذاتك، "فإذا سمحت لأحد أن ينفق عليك فقد فقدت كرامتك وأصبحت مستعبدة. فلا بد من أن تستقلي مالياً". هنا، ظهرت بعض الأصوات العاقلة منادية أنه إذا أصبحت قيمة المرأة تقاس بإنتاجها المادي، فمن سيرعى الأبناء؟ وإذا أصبحت العلاقة مع الأزواج ندية، فمن سينفذُ رأيه في النهاية؟ هذا كله يهدد بتدمير كيان الأسرة. أولاد؟ أسرة؟ فليذهبوا إلى الجحيم! أنتم تريدون استعباد المرأة من جديد تحت هذه المسميات البراقة! قلنا لكم: لا أحد يستحق تضحيتي إلا أنا وطموحاتي وتحرير بنات جنسي. لن أسمح لشيء أن يقف عائقا في طريق مطالبي العادلة. أنا مظلومة..كفاكم ظلماً. وبهذا تم التنميط (stereotyping) لكل الأصوات المطالبة بحماية كيان الأسرة والمجتمع بأنها تحارب حرية المرأة وتريد العودة بها إلى الاستعباد والظلام. وتم تغذية عقدة المظلومية لدى المرأة لتبرر أي تصرف مهما كان...ظُلمَت كثيراً...ماذا فيها حتى وإن ظلمت قليلا لتحصل حريتها ومساواتها؟ هذه المرأة المظلومة، الثائرة، التي كل تصرفاتها مبررة..كانت غنيمة لتجار القضايا من الساسة وكبار الرأسماليين ودعاة الفوضى الأخلاقية وأصحاب الأجندات الخاصة، وعامتهم من الرجال بالمناسبة! فركب هؤلاء موجة النسوية و"تحرير المرأة"؟ ثالثاً: سياسةُ فرق تسُد و تعزيز الفردية والفئوية بحيث تكون "الدولة"، أو بالأصح من يرسم سياساتها هم الحكم بين الأفراد في خلافاتهم، مما يُضعف التوجهات المطالبة بالحد من جشع وتسلط أصحاب رؤوس الأموال في هذا العالم الذي يمتلك 1% منه أكثر من نصف ثروته ماذا عن المرأة، والتي استُخدمت كأداة لهذا كله؟ هل حصَّلت لنفسها حقا أو عدلا كما كان ينبغي أن تكون مطالباتها؟ بل هل حققت حرية ومساواة كما أوهموها؟ تعالوا الآن نرى قصتها بحقائق وإحصائيات من كبار المواقع غربية...وأظنكم إخواني وأخواتي ستُصدمون بما ستسمعون اليوم. تعالوا نرافقها محطة محطة: بلغت الفتاة "الحرة..المستقلة" سن الثامنة عشرة، وهي الآن في بيت والديها أو أمها أو متبنيها إذا كان أحد والديها أو كلاهما مجهولاً..وهي الآن تحت رحمة هؤلاء...إما أن يُسمح لها بالبقاء، أو أن تُطرد من البيت.. تُطرد؟! نعم، تُطرد..هل نسيت أنها مستقلة؟! ليس لأحد سلطة عليها، ولا لوالدها. فإلغاء القوامة من الذكور عليها يعني أيضاً إلغاء مسؤوليتهم عنها..وتبدأ الفتاة ترى الوجه الآخر لِلُّعبة التي سموها: "حرية"! هل إلقاء الفتيات في الشارع حالات شاذة؟ أبداً...ادخل على يوتيوب واكتب Homeless teen، يعني مراهق أو مراهقة بلا مأوى. وستجد عدداً كبيراً جدا من الفديوهات والمقابلات مع شباب وفتيات طرد بعضهم في الذكرى ال18 لميلاده أو ميلادها. اكتب مثلاً Natasha homeless لترى حال هذه الفتاة التي أمضت أربع سنوات في شوارع لندن من بعد أن أصبح عمرها 18 عاماً، تعاني برد الشتاء وحر الصيف وتصاب بأمراض خطيرة، والتي تقول أن أمنيتها في الحياة أن تُحَصل مكاناً لتأوي فيه، أي مكان مهما كان صغيراً. الفتاة المرمية في الشارع، إذا لم تتحمل هذا الوضع وأرادت بعض المال، فسيتلقفها تجار الرقيق الذين يتاجرون بها وبصورها...أذكر أثناء دراستي في الولايات المتحدة كيف كانت المجلات التي تعرض أجساد النساء تباع عند الكاش في المولات كبرى..وأذكر كيف كان بعض الموظفين في مركز تكساس الطبي إذا دخل الحمام تصفح مجلة من هذه المجلات أثناء قضاء حاجته، ثم ألقاها على أرض الحمام وخرج! الفتاة "الحرة" في بيت أهلها أو التي في الشارع وتريد أن تصرف على نفسها أو تدرس في الجامعة، لكن ليس معها مال..ما الحل؟ هناك ظاهرة أخرى في "بلاد الحرية"، اسمها (sugar daddy)، حيث تبيع هذه الفتاة المحتاجة للمال، تبيع عرضها لرجل يكبرها سناً، في سن والدها، فتبيت معه مقابل مبلغ من المال. يعني بغاء مع تغيير الاسم، ويسمى هذا الزاني: (sugar daddy) بينما تسمى الفتاة الزانية (sugar baby). في بحث منشور سؤل عدد من الأمريكان عن الصفة التي يقدرونها أكثر شيء في الرجال والنساء، فجاءت الأمانة والأخلاق على رأس القائمة بالنسبة للرجال، بينما في حالة النساء كانت الصفة الأهم التي يقدرها الشعب الأمريكي هي (physical attractiveness)-الجاذبية الجسمية. إذن، تقدير المرأة مرهون بجاذبيتها الجسمية، وهذا يقود إلى ظاهرة مهمة يسمونها: Self-Objectification of women، يعني التسليع الجنسي للمرأة، التعامل مع المرأة على أنها شيء للاستعمال، سلعة جنسية، لا إنسانة تقيم بإيمانها وأخلاقها وأمانتها، ولا بذكائها ومهاراتها.


تحرير المرأة الغربية - القصة الكاملة


 
كيف كيف أصبحت المرأة الغربية ضحية للانفلات الجنسي والعنف الهمجي؟ تصوروا الآن كيف أن هؤلاء الذين استخدموا المرأة ثم أهانوها في الغرب يأتون إلى بلادنا كـ(رامبوهات)-جمع رامبو- تحت أي عنوان؟ إنقاذ المرأة المسلمة! كيف؟ بالقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، بتحطيم مفهوم القوامة والولاية عليها، بمساواتها مع الرجل في الميراث، بمنحها "الحرية الجنسية".. يتعرض بعض النساء في العالم الإسلامي لأشكال من الظلم بالفعل. هل الحل في شريعة ربانية صحيحة تنصف الجميع؟ أم يمكن أن يكون لدى رامبو الحل بالفعل؟ في هذه الحلقة سنرى ما يعرضه رامبو وقرعاق، وما يريدانه من المرأة مقابل كأس الماء، ثم نوجه أربعة أسئلة لرامبو حتى نرى إن كان مؤهلاً لمهمة إنقاذ المرأة. فإن كان مؤهلاً، وإلا بحثنا عن الحل الصحيح. عام 1979، أقرت الجمعيةالعامة للأمم المتحدة اتفاقية بعنوان: (القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة)، والمعروفة اختصارا بسيداو. ووقعت عليها عامة الدول تباعاً، منها دول العالم الإسلامي. وتحفظت بعض الدول على بعض بنودها... الظريف في الأمر أن الولايات المتحدة الأميريكية، والتي وقعت على الاتفاقية وتساهم في فرضها على العالم الإسلامي، لم تحولها إلى قوانين حتى الآن،(Did not ratify CEDAW) بعد مرور أربعين عاماً عليها ! مع أن تقنينها نوقش عدة مرات، لكن كان ينتهي برفض تفعيلها، رفض تحويلها إلى قوانين: شكلت في الأمم المتحدة لجنة متابعة تنفيذ سيداو. وأصبحت سيداو هي الدِّين الذي يجب أن يُفرض على العالم، خاصة العالم الإسلامي. لا يخفاكم أن كل حصون المجتمعات الإسلامية قد تم هدمها: تم هدم مؤسسة المساجد، مؤسسة التعليم، مؤسسة الإعلام، بقي الحصن الأهم وهو حصن الأسرة. الآن ما الذي يحصل؟ اسم سيداو نفسه أصبح مبتذلاً ومثيراً لحفيظة الواعين، لذلك لن نستخدمه كثيراً...وإنما سنسعى إلى تطبيق مضامين سيداو بهدوء وبنفَس طويل. سنستخدم عبارات جذابة (تمكين المرأة)، وسنركز على النماذج المشوهة السيئة من ظلم المرأة في العالم الإسلامي، بحيث كلما انتقد أحدٌ أعمالنا عملنا له تنميطاً (stereotyping) وتأطيراً (framing) بأنه يدافع عن ظلم المرأة وتسلط الرجل عليها.إن لم تكن معنا فيما نفعله للمرأة فأنت مع الظلم والاضطهاد والضرب والعنف والتسلط وحرمانها من حقوقها. طيب كيف سنغري المسلمين بالسير في هذا الطريق؟ هنا يأتي دور الهيئات الأجنبية (يعني الرامبوهات) لتعرض منحاً على دول العالم الإسلامي تحت مسمى تمكين المرأة. طيب أية جهة تريد الحصول على هذا الدعم، ما الأهداف التي يجب أن تحققها؟ هي نفس الأهدف التي تشكل أهدافاً مرحلية (mile stones) لسيداو، دون إظهار اسم سيداو بالضرورة. وهذه الهيئات من دول أجنبية كثيرة جدا، بل وبعض الدول الشرقية كاليابان. طيب مهما حاولنا تجميل هذا العمل، أليس من الممكن أن تحس الشعوب المسلمة بأنه تدخلٌ فيها يعارض دينها وأخلاقها؟! هنا يأتي دور قرعاق، القريب العاق، الذي سيقوم بدور المستغيث برامبو أن: (يا رامبو أغثنا، فالمرأة في بلادنا مظلومة!)...فيأتي رامبو على جناح السرعة حاملاً كأس الماء وعارضاً حضن الأمان للمرأة المسلمة المضطهدة ! وعلى قرعاق أن يقوم بتقديم تقرير كل 4 سنوات للجنة متابعة تنفيذ سيداو في الأمم المتحدة. وإذا لم تعجب اللجنة سرعة السير نحو سيداو فإنها ترسل استجوابات للبلد البطيء: هل بالفعل لا زلتم تميزون في الإرث؟ هل فعلاً زواج المرأة لا زال يحتاج لولي عندكم؟ هل بالفعل تجرمون الحرية الجنسية للمرأة على أنها زنا؟ اسمها (استجوابات)...لتبقى هذه (تهماً) يجب على البلاد التخلص منها. حتى يضمن رامبو أن المرأة تسير حثيثاً للارتماء في أحضانه هرباً من زوجها الشرير ! ومدى الصراحة في تطبيق سيداو أو تخبئة هذه الأجندة يعتمد على البيئة المحلية لكل بلد من بلاد المسلمين. فإذا كان الناس نايمين ومحدش داري عن حد..تسحب التحفظات التي تحفظتها الدول في ليلة ما فيها ضو قمر، ويطالب رامبو صراحة بتنفيذ سيداو...وإذا كان هناك بقية حياة فإن رامبو يعطي فرصة لقرعاق لتهيئة الأجواء بنفَس طويل. وما تراه يحصل في بلد مسرع نحو رامبو هو ما يتوقع حصوله في البلاد (المحافظة) إذا خبتْ فيها أصوات المصلحين ونام الناس عما يجري لهم. في تقرير مشترك لمنظمات دولية ومحلية في فلسطين عن المرأة الفلسطينية صدر العام الماضي، أوصى التقرير بالإسراع في تنفيذ اتفاقية سيداو من خلال إجراءاتٍ منها ما يلي: إلغاء المادة 284 التي تحظر الزنا إلغاء تجريم الإجهاض، طبعاً لتسهيل الزنا دون تحمل تبعاته..وتذكروا ما ذكرناه عن الإجهاض في الحلقة الماضية السماح للمرأة أن تسجل ابنها عند الولادة تحت اسم العائلة الذي تشاء دون الحاجة لعقد زواج..يعني لا داعي لإثبات أنها متزوجة، ويمكنها وضع اسم عائلة من اختيارها. سن تشريعات تلغي أي متمييز ضد المثليات، يعني الشاذات جنسياً رفع الحد الأدنى لسن الزواج إلى 18 إلغاء القوامة ومساواة المرأة بالرجل في الميراث والزواج والطلاق. ونشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية لجعلها ملزمة كقانون محلي. يعني تسهيل الحرام بأشكاله، وتصعيب الحلال وتفكيك الأسرة. وكان من التوصيات أن يرفع تقرير من فلسطين إلى لجنة متابعة سيداو كل سنتين، لا كل 4 سنوات كما في باقي الدول. هذا علماً بأن الكيان الصهوين، ما يسمى بدولة إسرائيل، لا زالت تتحفظ على عدة بنود من سيداو ولم تفعلها لأسباب دينية ثقافية حضارية كما في أميريكا:

رامبو ينقذ مسلمة!

 
1. ما تعانيه الفتيات والنساء المتزوجات في ظل الحياة المادية المعاصرة.
2. ما يقابل ذلك في بيت النبوة من أحاديث جميلة صحيحة عددٌ منها جديد على المستمعين.
3. وقفة مع زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها واعتزازك أيها المسلم


ندى تشتكي لعائشة رضي الله عنها


 
في هذه الحلقة، (المرأة والمهمة المنسية)، نتكلم عن شيء منسي تماماً للغالبية العظمى من الشباب والشابات...مهمةٍ عظيمةٍ القيام بها شرف ونسيانها شقاء..
ونتكلم فيها عن مفارقة عجيبة.
حلقة توسع الآفاق الآفاق، ترفع الهمة، وتبعث الأمل...

المرأة والمهمة المنسية

 
تألهَ الإنسان الغربي. يعني تصرفه كأنه يرى نفسه إلاهًا. وقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن المسلمين سيقلدون أهل الكتاب في كل شيء. فقال: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قال الصحابة يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟ يعني من غيرهم. وأخرب جحر ندخله وراءهم هو جحر تأليه الإنسان لنفسه ولشهواته وعدم الخضوع بصدق للإله الحق وهو أصلا أكثر المشاكل المعاصرة لمجتمعاتنا، وبما أن هذه الحلقة هي ضمن سلسلة لك أيتها الفتاة وأيتها المرأة فسنتكلموا فيها معك عن تأله المرأة سنرى معا قصة التأله عند الغربيات جذوره وأسبابه ومظاهره ونتائجه، ثم نرى كيف بدأ بعض المسلمات يسلكن نفس الطريق، ويدخلنَ نفس الجحر جحر التأله ويتبعن الغربيات شبرا شبرا وذراعا بذراع عن قصد حينا وعن غفلة أحيانا سنرى أسباب ذلك ومظاهره لتنتبه المسلمة وتنجو قبل أن تعاني من عواقبه التأله ونتائجه التي سنراها


السوبروومان (قبل أن تتأله المسلمة)

 
نحن هنا اليوم لنوقظ المسلمين أزواجاً وزوجات، لا لندافع عن ممارسات منحرفة لدى المسلمين اليوم لنرسم معاً المسطرة الإسلامية الصحيحة، لنرى جمال ديننا. جفاف العلاقات الأسرية ليس من الإسلام، التصحر الذي يعيشه كثير من الأزواج ليس من الإسلام، بل ستجد في سيرة النبي العملية عشرات الشواهد عن اللفتات اللطيفة في المعاملة. نتعرف على المجتمع النبوي ومجتمعات القرون الفاضلة بعده، والتي قامت على (فالصالحات قانتات)، وعلى (وعاشروهن بالمعروف)، وعلى (لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها) وعلى (خيركم خيركم لأهله)...على خطاب متوازن للجميع نتعرف كم تعاني المرأة في الجاهلية الغربية الحديثة، والجاهلية الجزئية في المجتمعات المسلمة، فقد حق لنا أن نتعلم ديننا وننشر الوعي بهذه القضايا في أمتنا، بحيث عندما تقع حوادث الاعتداء على النساء نكون نحن أول من ينصف المرأة ويطالب بحقها باسم الإسلام، لا أن يخرج الغربان والغرابات ليلزقوا التهمة بالإسلام ويطالبوا بالقضاء على البقية المتبقية منه.

الإسلام وضرب المرأة

 
مع زحمة الأخبار والمشاغل سمعت عن جريمة جرش متأخراً. ولمن لا يعرف، فباختصار رجل مجرم أقدم على إفقاد زوجته البصر كلياً عن عمد وبطريقة وحشية. وأنا لا أحب أن أذكر التفاصيل لأنها مؤذية جدا وقد ترفع سقف الإجرام لدى الناس في سورات الغضب. لكن حقيقة لما سمعت التفاصيل أصابني غم وحزن وقلت لا بد أن نقف وقفة مع مثل هذه الحادثة ونذكر بأمور حتى لا تتكرر هذه البشاعات: بداية إخواني: حسن اختيار الزوج..قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نحفظه جميعا: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)..إذاً فالمعيار الدين والخلق، مش ابن عمها ولا قريبها ولا غيره...ثم صاحب الدين والخلق تتساهل معه المرأة وأهلها في الناحية المادية. ثانياً: نساء متزوجات ووقعت الفاس بالراس وما كان صاحب دين ولا خلق بل تبين أنه رجل فاسق مجرم لا يخاف الله في زوجته. هل يقول الأهل للزوجة اصبري عليه؟ بلاش تترمي بالشارع؟ تحمليه وبعدين الله بيهديه؟ هل مطلوب من الزوجة أن تصبر على زوج هذا حاله؟ لا طبعاً..بل هذا ظلم لها، ويجب السعي في التفريق بينهما. فرق بين رجل يخاف الله لكن عنده حدة أحياناً، يُذَكر بالله فيتذكر، يُنصح فيَنْتَصِح..مهما قسا فَلِقَسوته حد، هناك دين يرده، هناك خلق يردعه.. وفي المقابل رجل مجرم عديم الرحمة. هذا لا يقال للزوجة اصبري عليه! ولا يقال اصبري عشان الأولاد..رؤية الأولاد لأب سيئ الخلق فاجر في التعامل مع أمهم أسوأ تربوياً من عيشهم بين مطلقَين. طيب لماذا يستصعب الناس الطلاق جدا؟ هذا ينقلنا للنقطة الثالثة: ألا وهي موقف المجتمع السلبي جدا من الطلاق والمطلقة. النظرة الدونية للمطلقة، والتي هي بخلاف شريعتنا. كان يحدث طلاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم تتزوج المطلقات، وتزوج نبينا زينب وهي مطلقة. فمن الظلم والجهل النظر للمطلقة نظرة دونية. وهذا بشكل عام، أن هناك علاقات أسرية الحل في إنهائها..يأتي الأمر الرباني: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)...طيب لما يكون الناس مطيعين لله بالفعل ماذا يحصل بعدها: (وإن يتفرقا يُغن الله كلا من سَعَتِه)...ولا توجد هذه العقد التي جاءت بها الجاهلية الجديدة في تجريم الطلاق و ظلم المطلقة. النقطة الرابعة يا كرام: هي أننا نسمع بعض الناس يقولون بخصوص هذه الحادثة: يجب تغليظ العقوبة. طيب سؤال: هو أصلا العقوبة متروكة للتقدير البشري حتى نقول نغلظها أو لا نغلظها؟ ألم تسمعوا قول الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ) الحكم الشرعي هو القصاص. إن أراد صاحب الحق أن يتنازل فكما قال تعالى: (فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ) يعني يحط الله به من ذنوبه. لكن الحق يبقى له هو أن يقتص أو يعفو. هذه شريعة ربنا عز وجل. في الحديث الذي رواه البخاري أن يهوديا عَدَا في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى جَارِيَةٍ، فأخَذَ أوْضَاحًا كَانَتْ عَلَيْهَا (يعني حُلِيَّاً)، ورَضَخَ رَأْسَهَا (يعني كسر رأسها)، فأتَى بهَا أهْلُهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهي في آخِرِ رَمَقٍ وقدْ أُصْمِتَتْ (مش قادرة تتكلم)، فَقالَ لَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن قَتَلَكِ؟ فُلَانٌ لِغَيْرِ الذي قَتَلَهَا، فأشَارَتْ برَأْسِهَا: أنْ لَا، قالَ: فذكر لها رجلا آخر، فأشَارَتْ: أنْ لَا، فَقالَ: فَفُلَانٌ (عن قَاتِلِهَا)، فأشَارَتْ: أنْ نَعَمْ..وفي رواية صحيحة أن اليهودي اعترف..فأمَرَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرُضِخَ رَأْسُهُ بيْنَ حَجَرَيْنِ. مثل ما عمل بالبنت. القصاص، سواء كانت بنتاً، ولداً، امرأةً، رجلاً... وفي الحديث الذي رواه البخاري أيضاً أن الرُّبَيِّعُ وهْيَ عَمَّةُ أنَسِ بنِ مَالِكٍ كَسَرَتِ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ مِنَ الأنْصَارِ (يعني سِنَّاً من أسنانها)، فَطَلَبَ القَوْمُ القِصَاصَ، فأتَوُا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالقِصَاصِ...سن، نعم ومع ذلك أمر بالقصاص. لكن القوم قبلوا بالأرش بعد ذلك، يعني العوض. المسلم مُكَرم، ذكرا كان أو أنثى، وحقه معظم محفوظ في الشريعة ومن يريد أن يعتدي عليه فله رادع يكفه عن بغيه وعدوانه. فيا كرام، هذه الجريمة المدمية للقلب هي إحدى نتائج تغييب مجتمعاتنا لشريعة ربها عز وجل في أحكامها، في نظرتها للمطلقة، في اختيار الزوج، في التعامل مع المشاكل الأسرية. فنسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا لأنه والله ما نراه شيء بشع ومؤلم جدا. ونسأل الله أن يلطف بهذه الأخت وبأبنائها الذين شاهدوا هذا الحادث الأليم،وأن يربط على قلوبهم ويخفف عنهم، ونسأله تعالى أن ينور بصيرتها و يعوضها خيرا وأن يرزقها النظر إلى نعيم الجنة. والسلام عليكم.


جريمة جرش

 
لا زالت التعليقات تأتينا عن التأثير الطيب والكبير لحلقات المرأة على استقرار العوائل واطمئنان النفوس لعدل الله وحكمته ومحبة القرآن وزوال الحرج من الصدور تجاه آياته. والفضل في ذلك كله لله تعالى وحده لا شريك له. هذه الحلقة من أهم الحلقات. لا تضيعوا دقيقة منها يا كرام، ففيها زيادة لهذه الآثار كلها بإذن الله. الحلقة هي الثامنة من سلسلة المرأة نجيب فيها على بعض الأسئلة منها: - ما معنى القوامة؟ - هل يمكن أن نكون نحن معاشر الرجال نسيء فهم القوامة وبالتالي فزوجاتنا يرفضن أحياناً ما هو مرفوضٌ شرعاً بالفعل؟ - طيب ولماذا تكون هناك قوامة أصلاً؟ لماذا لا تكون كل قرارات الأسرة بالتشارك و رأي المرأة بنفس وزن رأي الرجل؟ - أليس الأصل أن تكون هناك مساواة مطلقة بين الرجل والمرأة؟ - هل القوامة للرجل هي ببساطة من أجل ذكورته البيولوجية؟ لأن لديه كروموسوم Y بينما الأنثى كروموسوم X؟ - طيب ماذا إذا امتنع الزوج عن الإنفاق على زوجته و رعايتها ؟ هل تبقى له القوامة؟ - ماذا إذا كانت الزوجة هي من تنفق على البيت وعلى زوجها؟ ألا يحق لها أن تكون القوامة لها في هذه الحالة؟ - ماذا إذا كانت الزوجة دكتورة والزوج ليس متعلماً أصلاً ؟ لماذا تكون له القوامة في هذه الحالة؟ - ألا تفتح القوامة المجال لتسلط الرجل على المرأة؟ - ما قصة الأخت التي ذهبت لبلد الزهور هولندا وما رأته هناك والرسالة التي أرسلتها إلينا؟

" أنا حرة "


 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى