مرحبا بك و بمداخلتك الأنيقة
الاقتداء بنصائح نبيّنا محمد صلى الله عليه و سلّم أمر مُحبّب و لا شك في ذلك و هذا غير مطروح أو قابل للنقاش...
اذن ، ما المشكل المطروح ؟
ببساطة المشكل هو تفاسير العلماء من بعده على مر السنوات، و سأفسّر مجددا ما أرمي اليه رغم تفسيره في تعاليق سابقة
ديننا دين يُسر و ليس عُسر، أليس كذلك؟ عندما أمرنا رسولنا الكريم باتباع الرؤية لرصد هلال ما، كانت تلك الطريقة الوحيدة السهلة و التي لا تحوي مشقة للناس، الأمر بسيط، اذا رأيت صم، اذا رأيت أفطر... لا يوجد أبسط من ذلك في ذلك الوقت و لو وُجِدت طريقة أبسط منها و أقل مشقة للناس لتمّ اعتمادها.
في حين أن الحسابات الفلكية و ان كانت موجودة آنذاك و دقيقة الا أنها كانت حكرا على البعض دون آخرين و ليست صفة جامعة أو متوفرة للكل عكس الرؤية، و لذلك ، تبعا لما فيها من مشقة للناس و احتمال الخطأ و الصواب فيها تم استبعادها أو لم يتم ذكرها
اليوم يا سيدي الكريم، أصبح هناك مناظير عادية و الكترونية، مراصد و هوائيات و انترنت و أقمار صناعية و ما الى غير ذلك من التكنولوجيات الحديثة، جنبا الى جنب مع الحسابات الفلكية التي أصبحت دقيقة للغاية و هامش الخطأ فيها يكاد يكون منعدما، و الأهم من كل ذلك، أن استعمال هاته الأدوات على اختلاف أنواعها لم يعد يحوي مشقة على الناس بل أسهل حتى من الرؤية، فما المانع اذن من استخدامها مع الرؤية و تكون بشروط؟
الرسول صلى الله عليه و سلّم أمرنا بالرؤية، لعدم توفر بديل أسهل من ذلك و شائع بين الجميع، و لكنه فعليا لم يمنع غير ذلك، فمن أين أتى الالزام بالرؤية وحدها؟
الالزام أتى من العلماء من بعده
طيب، من أين للعلماء أن يستشفوا الزاميّة الرؤية؟
لأن الرسول صلى الله عليه و سلّم أمرنا بذلك
ألا يدور بخلد أحدكم أن الرؤية كانت أسهل طريقة في ذلك العصر و لو كان يوجد غيرها و أسهل منها لأمرنا بها؟
ألا يظهر جليا أننا و لمدة أعوام صرنا نتخبط في فتن و لم نستطع التوفّق الى حلّ يرضي الله و عباده؟
ألا يستحون و هم يساهمون في تفرقة المسلمين و يثقلون على كاهل الرسول صلى الله عليه و سلم
نعم أمرنا رسولنا الكريم بالرؤية و لكنه لم يلزمنا انفاذا لرحمة الله بنا، انما الالزام أتى من علماء أساؤوا التقدير و أساؤوا الفهم و تفننوا و غالوا في الاجتهادات التي قلبت الموازين و أصبحت تشكل ثقلا على المسلم... و ذريعتهم في ذلك قول الرسول؟
ربنا رحيم بعباده و رسولنا الكريم أيضا، و ما نشهده اليوم من فتن هو مُقدّر و مكتوب، لم يخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه و سلّم بالتفصيل، الا أنه ذكر هذا العصر و مساوئه...
وقت ما يأمرنا الرسول باتباع طريقة سهلة و يجي عالم من بعده يمنع طريقة ما أسهل و أضمن للناس، فذلك العالم ليس مؤهلا لأنو طبق النصّ فقط و لم يستطع تجاوزه للمضمون الي هو معلوم و معروف ألا و هو التيسير على الناس
مصائب الأمة العربية من "علمائها" الي نصبوهم و حطوهم "حكامها" ... شوفو الحكام و ميولاتهم توا تعرفو قيمة "العلماء" الفعلية
و لذلك كان العنوان على تلك الشاكلة : اتفقنا على ألا نتّفق