• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

علي عزت بيغوفيتش.. الزعامة في دروب الفكر والحرب والسلام

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Mooncake1

نجم المنتدى
إنضم
8 جوان 2019
المشاركات
6.151
مستوى التفاعل
11.058
علي-عزت-بيجوفيتش.jpg


علي عزت بيغوفيتش مفكر وفيلسوف إسلامي وزعيم سياسي بوسني، اختير رئيسا لجمهورية البوسنة والهرسك بعد استقلالها عام 1992، وكان أول رئيس للمجلس الرئاسي في البلاد عام 1995 بعد انتهاء حقبة حرب الاستقلال وما شهدنه من تطهير عرقي مارسه الصرب على المسلمين.
المولد والنشأة


ولد علي عزت بيغوفيتش يوم 8 أغسطس/آب عام 1925 في شاباتس بالبوسنية، لأسرة عريقة في الإسلام يمتد وجودها في البوسنة إلى أيام حكم الدولة العثمانية لمنطقة البلقان.
الدراسة والتكوين
تلقى بيغوفيتش تعليمه في مدارس العاصمة سراييفو وحصل فيها على الشهادة الثانوية عام 1943. بعدها التحق بجامعة سراييفو حيث نال شهادة البكالوريوس في الحقوق 1950، ثم الدكتوراه 1962. وحصل على شهادة في المحاماة عام 1962، وشهادة عليا في الاقتصاد 1964.
أتقن عدة لغات أجنبية، بينها الألمانية والفرنسية والإنجليزية والعربية. ويعتبر العربية وسيلته للاتصال بالقرآن الكريم والاطلاع على التيارات الإسلامية وتجاربها الفكرية.
الوظائف والمسؤوليات
عمل بيغوفيتش مستشاراً قانونياً لمدة 25 سنة، ثم تفرغ للبحث والكتابة والعمل السياسي. وشغل منصب رئيس "جمهورية البوسنة والهرسك الاشتراكية" في الفترة من ديسمبر/كانون الأول 1990 إلى 3 مارس/آذار 1992. ومنصب رئيس "جمهورية البوسنة والهرسك" من 3 مارس/آذار 1992 إلى 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1996. وترأس المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك مرتين بعد نهاية الحرب.
التجربة السياسية والفكرية
اصطدم بيغوفيتش -وهو الفيلسوف المتسامح والمناضل القوي- بالسلطة في وقت مبكر بسبب اهتماماته الفكرية الإسلامية المغايرة للمواقف الشيوعية الحاكمة في يوغسلافيا التي كانت البوسنة جزءا منها آنذاك، حيث انضم في شبابه إلى منظمة الشبان المسلمين التي تأسست في سراييفو على غرار جماعة الإخوان المسلمين بمصر. وحكم عليه عام 1946 بالسجن لمدة ثلاث سنوات.
اشتهر في يوغسلافيا عندما ألف كتاب "البيان الإسلامي" الذي قـُدم بسببه للحاكمة في سراييفو عام 1983 مع 12 مثقفا بتهمة "الأصولية"، وحكم عليه بالسجن مرة أخرى لمدة 14 سنة، ثم أطلق سراحه أخيرا في نهاية 1988.
ساهم بيغوفيتش في مطلع عام 1990 في تأسيس حزب العمل القومي الذي أصبح من أكبر الأحزاب في البوسنة. وأصبح رئيسا للحزب في مايو/أيار 1990. وفي فبراير/شباط 1991 دعا إلى استفتاء وطني بشأن استقلال البوسنة عن يوغسلافيا، وقد أيد 99.4% من المصوتين الاستقلال وبلغت نسبة المشاركة 67٪ .
اعلان

وأعلن عزت بيغوفيتش استقلال البلاد في مارس/آذار 1992. واعترف العالم بالبوسنة في 22 مايو/أيار 1992 ونالت عضوية الأمم المتحدة.
أُعلِن بيغوفيتش رئيسا لجمهورية البوسنة والهرسك في 3 مارس/آذار 1992 وظل في هذا المنصب رسميا على الأقل حتى 5 أكتوبر/تشرين الأول 1996.
لكن العالم الذي اعترف بالبوسنة لم يحم استقلالها خلافا لما توقعه بيغوفيتش، فقد اندلعت حرب تطهير عرقي على الفور في جميع أنحاء البلاد. وارتكبت القوات الصربية المدعومة من يوغسلافيا فظائع بحق السكان الأصليين من غير الصرب وخصوصا من المسلمين، حيث قتلت منهم مئات الآلاف وأقامت مقابر جماعية سرية واغتصبت آلاف البوسنيات المسلمات.
ظل بيغوفيتش يقاتل من بيته البسيط ومكتبه المتواضع ضمن مسيرة نضال الشعب البوسني ضد عمليات الاستئصال والتطهير العرقي. وفي 1994 تدخل حلف الناتو في الصراع وشن غارات جوية ضد قوات صرب البوسنة، مما أجبرها لاحقا على الانسحاب من العاصمة سراييفو في سبتمبر/أيلول عام 1995.
انتهت الحرب بعد التوقيع على اتفاقية دايتون للسلام في الولايات المتحدة يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1995. وبموجب الاتفاقية وضعت ترتيبات انتقالية جديدة قضت بانتخاب مجلس رئاسي لمدة سنوات، يتناوب عليه زعماء من المسلمين والكروات والصرب.
ظل عزت بيغوفيتش في صدارة المشهد السياسي حيث كان أول من شغل رئاسة هذا المجلس في الفترة من 15 أكتوبر/تشرين الأول 1996 وحتى 13 أكتوبر/تشرين الثاني 1998. كما قاد المجلس مرة أخرى في الفترة من 14 فبراير/شباط 2000 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول من ذات العام.
وعلى الصعيد الفكري؛ يذهب بيغوفيتش إلى أن تركيبية الإنسان مرتبطة تمام الارتباط بثنائية الإنسان والطبيعة، أى باختلاف الواحد عن الآخر رغم تفاعلهما. وهذه الثنائية هي نقطة انطلاقه والركيزة الأساسية لنظامه الفلسفي ومن خلالها يُقدَم الإسلام إلى الغرب.
اعلان

فالإسلام ينطلق من ثنائية الخالق والمخلوق والإنسان والمادة. والثنائية على عكس الواحدية تتفق مع إنسانية الإنسان، فهي مصدر تركيبته وهي التي تفصله عن عالم الطبيعة والمادة. ثم يبين بيغوفيتش أن الرؤية الإسلامية للكون تنطلق من هذه الثنائية التي تتبدى في كل جوانب الإسلام بما في ذلك أركانه الخمسة.
وهو يرى أن من المستحيل تطبيق الإسلام انطلاقا من مستوى واحدي، فثنائية المادي والروحي تقع في صميمه. فالصلاة -وهي نشاط روحي- لا يمكن أداؤها أداءً صحيحا إلا من خلال إجراءات علمية بضبط الوقت والاتجاه في المكان.
ويقول المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري إن الثنائية الإسلامية التفاعلية أو التكاملية لدى بيغوفيتش تتجلى في رؤيته الإسلامية لمفهوم الأمة؛ فالإسلام عنده ليس مجرد أمة بالمعنى البيولوجي أو الإثني أو العرقي، وليس حتى جماعة دينية بالمعنى الروحي الخالص للكلمة، وإنما هو "دعوة لأمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أي تؤدي رسالة أخلاقية".
وانطلاقا من ذلك يؤكد أنه لا يمكن إغفال المكوّن السياسي للإسلام وقصره على النزعة التصوفية الدينية لأن في هذا "تكريسا صامتا للتبعية والعبودية". ولا يمكن كذلك إغفال المكوّن الديني (الروحي) في الإسلام لأن في هذا كذلك رفضا صامتا للقيام بالأعباء الأخلاقية.
ويؤكد بيغوفيتش أن "الإسلام لم يأخذ اسمه من قوانينه ولا نظامه ولا محرماته، ولا من جهود النفس والبدن التى يطالب الإنسان بها..، وإنما من شيء يشمل هذا كله ويسمو عليه: من لحظة فارقة تنقدح فيها شرارة وعي باطني..، من قوة النفس في مواجهة محن الزمان..، من التهيؤ لاحتمال كل ما يأتي به الوجود من أحداث..، من حقيقة التسليم لله. إنه استسلام لله.. والاسم: إسلام".
المؤلفات
ألف بيغوفيتش العديد من الكتب ذات الطابع الفكري والسياسي منطلقا من رؤيته وفهمه لعالمية رسالة الإسلام وتعاليمه، ودعا في أطروحاته ونظرياته إلى التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والأعراق.
ومن أبرز مصنفاته: "البيان الإسلامي"، و"عوائق النهضة الإسلامية"، و"الإسلام بين الشرق والغرب". وتوج عمله في التأليف نهاية 1999 بنشر مذكراته "هروبي إلى الحرية" التي سجل فيها ملاحظاته داخل السجن خلال 1983-1988.
اعلان

الأوسمة والجوائز
في عام 1994 منحت السعودية بيغوفيتش جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، كما حصل على جائزة مولانا جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام في تركيا، وجائزة الدفاع عن الديمقراطية الدولية من المركز الأميركي للدفاع عن الديمقراطيات والحريات.
وفي 2001 اختير "الشخصية الإسلامية" لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم باعتباره من المفكرين الذين أسهموا في دعم الفكر الإسلامي، كما منحته دولة قطر قلادة الاستقلال.
وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول عام 2007 افتتحت حكومة إقليم سراييفو متحفا يحمل اسم بيغوفيتش، وذلك في الذكرى الرابعة لوفاته.
ويضم المتحف -المكون من برجين صغيرين في منطقة كوفاتشي على بعد أمتار من ضريحه- مقتنيات بيغوفيتش المرتبطة بنضاله الطويل ضد النظام الشمولي وبحرب البوسنة. ومن هذه المقتنيات بدلته العسكرية وقبعته التي كان يرتديها أثناء الحرب، وسرواله الجينز مع الجاكت، ونظارته وساعته وحقيبته وقلمه وحذاؤه.
الوفاة
توفي علي عزت بيغوفيتش يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2003 في مستشفى بسراييفو، حيث أدخل إليه في العاشر من ذات الشهر بعدما أغمي عليه فسقط أرضا مما أسفر عن إصابته بكسور في أربعة من أضلاعه، ثم شيعه أكثر من مئتيْ ألف بوسني، ودفن في مقبرة الشهداء حيث قبور الجنود البوسنيين الذين قتلوا في الحرب البوسنية بين عاميْ 1992 و1995.
وفي 11 أغسطس/آب 2006 ألحق انفجار قنبلة أضرارا بقبره، ولم يُعرف ما إن كان الأمر يتعلق بلغم قديم أو نتيجة عملية مدبرة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
 
المنتدى العام لا يدعم النقل أخي
حاول طرح موضوع من لبنة افكارك و لو كان حتىّ بصياغة بسيطة لعلّه يلقى قبولا و تجاوبا و تفاعلا من لدن أعضاء المنتدى الكرام .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى