الحياء في حياة المسلم

رشيد التلمساني

عضو نشيط
إنضم
10 ماي 2020
المشاركات
157
مستوى التفاعل
424
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين و أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "إن لكل دين خلقا و خلق الإسلام الحياء" ويقول أيضا: "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار" ويقول أيضا: "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه".
والحياء يحبب لصاحبه الطاعة والتقوى والاستقامة، ويجنبه المقت والنفاق والكذب، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "الحياء لا يأتي إلا بخير" ويقول أيضا: "استحيوا من الله حق الحياء، قلنا: إنا لنستحيي من الله والحمد لله، قال: ليس كذلك، ولكنّ الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا وآثر الآخرة عن الأولى، ومن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء".
وصاحب الحياء لا يرهب ظلما ولا يخشى ضيما، إذ يدفعه حياؤه إلى البذل والجود، مؤمنا بأن الله يرحم الراحمين وينصر الصابرين ويجيب دعوة الداعين، وأنه سبحانه وتعالى يراقبه في كل حركاته وسكونه، يقول الله تعالى(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)، لذا كان الحياء خيرا كله، وكان رأس الفضائل وقرين الإيمان، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "الحياء والإيمان قرناء جميعا، فإذا وقع أحدهما رفع الآخر".
والحياء الذي يدعو إليه الدين هو الذي يكون لصالح الفرد والمجتمع، ولا يخرج بصاحبه عن جادة الصواب، ولا يخل بالشجاعة والمروءة، ولا يجر صاحبه إلى العزلة والإنطواء، فذاك ليس بحياء وهو مذموم في الدين.
 
أعلى