الصدق فضيلة والكذب رذيلة

رشيد التلمساني

عضو نشيط
إنضم
10 ماي 2020
المشاركات
157
مستوى التفاعل
424
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
إن الصدق أساس الفضائل، ففيه الوفاء بالعهد، وفيه الإخلاص في العمل، وفيه شهامة تدفع صاحبها إلى أن يقول الحق فلا يخاف في الله لومة لائم، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه، فإن فيه النجاة".
وإن الكذب أساس الرذائل، لأن الكذب فيه جرأة على الله سبحانه وتعالى وخوفا من العبد الذي لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب".
ويكفي في بيان حسن خلق الصدق وقبح خلق الكذب، أن الصدق يتفق مع الإيمان بالله تعالى، وأن الكذب لا يمكن أبدا أن يتفق مع الإيمان، يقول الله تعالى: (إنما يفتري الكذب الذين لا يومنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون).
والصدق لا يكون في القول فقط، بل في العمل أيضا، فالمسلم يصدق في عمله وتجارته وصناعته، فإن غش فهو كاذب.
والصادق بين الناس إذا رأوه انشرحت صدورهم وإذا تحدث أقبلوا إلى حديثه ينصتون باهتمام، وإذا وعد اطمأنوا إلى وفائه بوعده، وإن أخبر صدقوه. أما الكاذب فلا يؤمن جانبه ولا ينصت لحديثه ولا يصدق خبره ولا يلتفت إلى وعده.
وكفى بالصدق شرفا أنه من صفات الأنبياء والمرسلين، فقد وصف به الله سبحانه وتعالى رسله وأنبياءه، فقال عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: (إنه كان صِدِّيقا نبيئًا )، وقال عن سيدنا إدريس عليه السلام: (إنه كان صِدِّيقا نبيئًا )، وقال عن سيدنا إسماعيل عليه السلام: (إنه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيئًا ).
وكفى بالكذب ذما أنه من صفات المنافقين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان".
 
أعلى