حدود الحرية الشخصية

رشيد التلمساني

عضو نشيط
إنضم
10 ماي 2020
المشاركات
157
مستوى التفاعل
424
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والله أردت أن أدلي برأيي في موضوع الحرية الشخصية للفرد وما هي حدودها التي يجب على الفرد أن يقف عندها ولا يتجاوزها ؟
عندما تكون تسير في الشارع وترى إنسانا يفعل قبيحا أو منكرا وتريد أن تنهاه أو تنصحه يقول لك بأنه حر يفعل ما يشاء، أريد أن أسأل: هل الحرية تبيح لنا أن نتكلم في أعراض الناس؟ هل الحرية تبيح لنا أن نأكل أموال الناس؟ هل الحرية تبيح لنا أن نظلم الناس؟ هل الحرية تبيح لنا أن نسرق أو نعتدي على أملاك الناس؟ هل الحرية تبيح لنا أن نجهر ونفتخر بالمعصية أمام الناس؟ لا، هذه ليست حرية، لماذا؟ لأن الإسلام الذي يكفل حرية الفرد وحرية الرأي، يحرم الجهر بالسوء من القول لقوله تعالى: (لا يحبّ الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم)، ويحرم الكذب و شهادة الزور، واغتياب الآخرين وتجريحهم، والتنابز بالألقاب والسخرية من الناس لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن، و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالاَلقاب، بيس الاِسم الفسوق بعد الاِيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
ومن هذا كله يتبين لنا أن الحرية الحقيقية المشروعة إنما تكون في إطار الشعور بالمسؤولية لقول الله تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة) ولقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فكل إنسان مسؤول عن عمله وقوله، وبهذا يعلم الإنسان أن كل عمل يقوم به أو قول يقوله هو محاسب عليه أمام الله ومسؤول عن أثر قوله وفعله في مجتمعه واضعا نصب عينيه حقوق الآخرين ومصلحة المجتمع.
ولكي لا يصبح المجتمع عرضة للانحلال الخلقي والفساد الأخلاقي وجب على أفراد المجتمع أن يكونوا عينا ساهرة عليه، وأن يضربوا على يد كل من أساء استعمال حريته المكفولة له، وأن يوقفوه عند حده، وهذا ما بينه لنا الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا".
 
حرية العبد الله في ممارسته للعبوديته لله حتى يلقاه مخلصا محتسبا ....ما عدى ذالك إنفلات و فوضى تسلك بك السبل المتفرقة
 
حرية العبد الله في ممارسته للعبوديته لله حتى يلقاه مخلصا محتسبا ....ما عدى ذالك إنفلات و فوضى تسلك بك السبل المتفرقة
نعم الحرية بدون ضوابط انفلات وفوضى
لأن الحرية لا تعني أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء
فالله تعالى وضع للإنسان منهجا محددا لهذه الحرية وضوابط لابد أن يسير عليها فى حياته
 
نعم الحرية بدون ضوابط انفلات وفوضى
لأن الحرية لا تعني أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء
فالله تعالى وضع للإنسان منهجا محددا لهذه الحرية وضوابط لابد أن يسير عليها فى حياته

الحرية أصلا هي وضع قيود للتتحقق...يوسف عليه السلام طلب السجن ( قيد ) للتحرر من عبودية إستخدمه كدمية جنسية ( تحرر) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)
 
الحرية أصلا هي وضع قيود للتتحقق...يوسف عليه السلام طلب السجن ( قيد ) للتحرر من عبودية إستخدمه كدمية جنسية ( تحرر) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)
نعم الحرية الحقيقية تكون في العبودية الخالصة لله عز وجل فبها يتحرر الإنسان من شهواته
 
أنا مفهمت شيء ... معناها كينراو منكر في الشوارع نسكتو ؟ و نمشيو بلغة أش يهمك فيهم ؟؟
 
أنا مفهمت شيء ... معناها كينراو منكر في الشوارع نسكتو ؟ و نمشيو بلغة أش يهمك فيهم ؟؟
لا ليس هكذا، وإنما علينا تغييره إن استطعنا، لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
وفي هذا الحديث يرشدنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن تغيير المنكر يكون حسب أحوال الناس:
فمنهم من يستطيع أن يغير المنكر بيده، لأنه يَحِق له ذلك، فهذا الأولى له أن يغير المنكر بيده.
ومنهم من لا يستطيع أن يغير المنكر بيده ، لأنه لا يَحِق له ذلك، فهذا يغير بلسانه ويسقط عنه التغيير باليد
ومنهم من لا يستطيع أن يغير المنكر لا بيده ولا بلسانه، فهذا عليه أن يُنكِر بقلبه
فقط
 
أعلى