قصة بعنوان : حياة سجين

محطة55

نجم المنتدى
إنضم
9 نوفمبر 2017
المشاركات
10.107
مستوى التفاعل
30.005
لا اعرف لما أنا هنا ، هذه المساحة المحدودة مع نفس تلك الملامح المشتركة ممسكين الملعقة يعيدون الكرة لعلهم يأكلون أو لعل يدهم تتحرك وهم لايعلمون يتشاركون لكنهم بائسون فهل انتم من تقرأون تعلمون ؟ .

ٱه انا هنا بينهم ولكني لست مثلهم انظر لهم ولكني لست مسؤول عنهم ولكني مجرم باسم القانون مثلهم أجل لست شرطيا يحرسهم ولا رئيسا عليهم يترأسهم نحن نتشارك سجن الجسد الزمان والمكان نتبع قوانين عمياء وعائلاتنا كالخنساء ينتظروننا ويتلون علينا ابيات الرثاء .

الشرطي: بسرعة ٱكملوا الاكل هيا هيا !!!!!!

صحيح نسيت أن ٱكل ولكن لم انسى الوجبة المتكررة قطعة من الخبز وكاس بلستيكي به معنى الحياة ولكن بطعم ٱخر معنى أن شربك له سيجعلك تمكث أكثر هنا في هذا السجن فهل أسقي حلقي وامدد فترة مكوثي هنا ؟

ومع ذلك الكأس تجد طبق به قذارة سوى كنت ظالما او مظلوما بريء او مجرما كلنا نتشارك هذه الوجبة.
فهل هذه مساواة او معاملة مشتركة كأننا حيونات!!!

بالطبع لن تقولوا ان هذا نزل اذن كل واصمت حسن سأفعل ولكن هل انا بريء أو لا هل هذا يهمك ؟

...يتبع


 
التعديل الأخير:
مازلنا على تلك الطاولة المشتركة نتشارك فيها كل شي ومازلتم ستعرفون عنها الكثير لهذا لاتستعجلوا هذه الفترة تكثر فيها اسألتي لكم ومن بينها هل سأرافق مذكرتي خارج هذا السجن وهل خارج السجن مكان يصلح للعيش فيه ؟ اذا كان هناك فهل أنتم على علم به ؟ اذا كانت اجابتكم بنفي مثلي فلما انتظر مغادرة هذا السجن؟ مدام كلاهما متشابهان هل انا على حق ؟

اسمعهم بعد ملىء بطونهم يتبادلون مواضيع متكررة لم اشاركهم يوما في هذا وخاصة وانهم يتحدثون عن الحرية فهل في الخارج تقبع الحرية؟ فاذا هناك حرية من يحميها؟ ولما انا هنا ؟ الحقيقة لم أجد اجوبة لهذه الاسئلة.
لكني اعلم يقين العلم ان الخارج او العالم الخارجي سجن كذلك ولكنه واسع تقبع فيه الروح ايضا سجينة لجسد به عداد اشبه بانتظار السجناء لانتهاء فترة عقوبتهم.

يتكلم احدهم هل سأكون بين المعفيين من خلال قرار عفو رئيس الدولة؟

لكني اطرح سؤال عن أي دولة يتحدثون يقولون عنه وطن وانا لم اجد له اسما الي الان امر مريب .

اذكر ايضا اخبار من هذا القبيل جعلني اتعرف قليل عن اسم رئيس الجمهورية قيس سعيد وهذا من خلال النقاشات الحادة بين الحراس. منهم من يمدحه ومنهم من يذمه والكل على الاخر يحيد .
انا لم انتخبه ولم انتخب غيره لاني في السجن .
نسيت أنا مجرم لكن ماهي تهمتي اقسم اني لا اعرف اذن لما انا هنا ؟ سؤال يتكرر



...يتبع
 
الشرطي: انتهت فترة الغذاء.

الساعة 12:30 انه توقيت الصلاة لكنهم لايعبدون كذلك لا اسمع صوت الاذان لكني احاول ان اصلي لأخفف من وطأة قساوة هذا العالم وليس فقط هذا المكان فبنظري مزال العالم باسره سجن لي .
وحتى الصلاة كانت أملا يتجدد من اسفل كوب مثقوب يتقاطر ولكن مازال مليء ستقولون بماذا ؟
لكني مثلكم لا اعرف لعله بالأمل ، فتقولون لما تجدد سكب الامل في كوب مثقوب ؟ اظن هذه العبثية والجنون والغباء .

فهذه عبثية الحياة لا اعلم لكني افعل ما يمليه أمر في داخلي فأصلي وادعوا ربي بأن يخلصني لكن لا احاول ان اكمل ذلك الدعاء دائما ما توقف لأن الخلاص هو الموت.
ولكن النهاية ليست الخلاص دائما فلعلها العذاب.

ألملم السجادة المهترئة بشكل منتظم هذا اجمل جزء في كل يوم علي يتكرر اشعر بأني قد قمت بشيء جيد في هذا الحياة القذرة والأمتع من هذا احاول ان ابطىء في لملمتها لعلي اربح بعض من المتعة كما احيانا اشعر بأني أحاكي الالة عندما ارقعها من الثقوب التي لطالما يقولون عنها لاتخطىء ولكن صانعها كان يخطىء.

جعلني هذا ابتسم ساخرا لان الخطأ بأن تخلق ٱلة تقوم بتعويضك تنافسك وتفوز عليك و تقتل كل ابداع فينا فأين الحرفيين اليوم اه مثل انور الحرفي القابع في سجن الذي هو هنا بسبب دين غير مسدد.


...يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
كانت قطرات دموعه تنهمر مثلما تتقاطر علينا تسربات ماء مطر في فصل الشتاء .
فهل هذا يكفي ليحرك مشاعري؟
لا لن يكفي مازلت نظراتي له باردة فخلف صدري قلب ولكن فقد جزء من انسانيته .

فتلك القطرات المنهمرة من عينيه تعيدني الي مكان وزمان غير الذي هنا. كان ركن مررت به في فترة طفولتي حينها كنت اتبع قطرات ماء المطر لترسم طريق في زجاج النافذة.
جعلني هذا اجد منها منفذ لخلق سباق بين قطرات المطر كانت نوع ما من تسلية التي افتقدتها في تلك الفترة.

تتشابه الاشياء وتختلف المعاني ولكن نحن لاندرك المواقف لهذا قطعة الجليد التي خلف صدري قد اعتزلت تلك الاحاسيس بالمشاعر وكأني على السرير احتضر. وما اهتمامي إلا لنفسي و النفس التي ستتحرر من الجسد يوما ما لكني لا انكر تفاعل الجسد بالنفس والدليل البرهان شاركته معكم وهو بكاء الفتى.
ولكن امقت جزء من الانا الاعلى والهو التي هما كان سببا لوجودي هنا.

رغم اني مازلت اعتبر السجن والحياة كلاهما واحد ،فقط لعل احدهما اصفاد ضيقة والثانية اوسع بقليل من الاولى .

الشرطي : ياهذا قم انها فترة التجوال داخل الاسوار.

هذه صفعة اخرى تعيدني من نقطة البداية، اللعنة ذلك الحارس كأنه ذلك المخلوق الذي يرافقنا ويوسوس لنا عذرا لهذا التشبيه لكني لم اجد غيره سبيل.

الشرطي : تحرك بسرعة ...!!

دعونا ننتقل الي مكان اخر محافظين على الزمان، ولا تتفائلوا فالمكان الاخر لن يكون جنان.

بتبع....
 
يقولون ان الضوء هو منبع لللأمل فهل الضرير الذي لايملكه ما الذي يحركه يوميا ممسكا العصى لكي يتقدم ما الشيء الذي يدفعه؟
.
أعيد السؤال ما الذي يحركه وما تلك الارادة اذا لم يكن ذلك البصيص من النور الذي فقده ..

الشرطي: تحرك بسرعة لما هذا التراخي ايها الابله ألا تريد الخروج ؟؟؟

انه يقصدني؟ كم اكره افعال الأمر التي تشعرني كأني عبد كما اني اكره الشخص اللبق وهذا يدعي الي اشمئزاز اكثر .

ها انا اقترب من الضوء اكثر بل اقف امامه و ماهو الفرق الذي كنت فيه وما انا الان عليه؟.

فيمر بجانبي احد السجناء فيدفعني لأسقط وهم يتضاحكون فهذا لايهم ولم تكن حركة استفزازية بنظري.
تذكرني فقط بحركات صبيانية سابقا في ذلك المكان المشترك كنت القبه سجن الطفولة كانت تلك الفترة عيلولة.

لكن ذلك الشخص قاطعني هل عرفتموه ، الذي انهمرت قطرات الدموع من عينيه. اعطاني يديه فنظرت لوجهه الذي كان حزين في تلك الظلمة وجدته يبتسم تجاهي موجه يداه نحوي ...


....يتبع
 
التعديل الأخير:
وجدته يبتسم تلك الابتسامة التي افتقدتها لعلها رمز لذلك الشيء المفقود وبينما هو يمد يداه لمساعدتي.
أحدهم دفعه ليسقطه كان ذلك نفس الاحساس الذي دمر حياتي حينها تسارعت دقات قلبي لأنهال على من دفعه بالضرب لكمة تلو الاخرى كان يبادلني اللكمات ولكني لم اكن اشعر بأي ألم فقط كنت ألكمه بقوة فكل لكمة من عندي كانت حطام زجاج من ذكريات تجرح قلبي وفي كل نبضة ...
ليتدخلوا الحراس لأيقافي، والمسجونين قد ذهلوا وكأنني وحش في نظرهم وتلك هي حقيقتي.
كانت الدماء تنهمر من وجهي ولا اشعر سوى بشعور يحرق قلبي فهمس الحارس في اذني "ستدفع الثمن تحرك الي الداخل أيها الحيوان ..."

تلك الكنية جعلتني اشعر بتحسن اكثر جعلتني اعود لأتذكر ما ممرت به.


....يتبع
 
دفعوني الحراس ووقف امامي في غرفة شبه مضيئة رئيس الحرس. يذكرني هذا بغرفة التأديب يتشاركان في نفس الوظيفة وهما بشعتان الاثنتان فتلك من اوصلتني لهاته النقطة وهذه ارجعتني لذكرى الاخرى انها حلقة مفرغة من احاسيس وذكريات مظلمة تسري في جسمي مرغمة فمن يحركها او هي تحرك نفسها ؟

قاطعني رئيس الحرس : تكلم أنا أسألك ... انه يشبه تلك المرأة اتذكر ملامح وجهها اكثر من الذي يقفي امامي لكن من هو؟ اه اجل رئيس الحرس لكن من يحرس ؟ اه اجل السجناء والسجناء من هم؟ هم بشر ؟
انا لااعرف حتى معنى كلمة بشر .

فصرخ مرة اخرى تحدث حالا!!!!

لم اسمعه وحتى لو سمعته لن اجيبه فقط سلمت له نظرة لامبالاة وعلى وجهي دماء.
لكني مازلت بدون أي احساس اشعر بألم في جسدي كما تقولون ولكنه بدون احساس فمن يجعل فيه احساس ويختم تلك الاوجاع والالم، نعم هي لمسة منها بدأت اتذكر ملامح وجهها .

فصفعني في وجهي نفس احساس عندما صرخت باسمها لقد قاطع لملمة ملامحها اللعنة عليه و تبا لهذا العالم البائس فلتحترقوا جميعا تلك هي متعتي وانا انظر لأجاسدهم يحترقون ... (هذا جانبي المظلم جانب الذي يكره كل شيء بداية من نفسي ).

فصفعني مرة اخرى ....

جعلتني هذه الصفعة اعود الي الهدوء ليعود ذلك الوحش ليقبع خلف السجن ....

فصرخ رئيس الحرس خوذوه الي السجن الانفرادي ....

....يتبع
 
السجن الانفرادي اكثر ضيق فبالكاد تستطيع ان تستلقي فيه. ظلاما دامس، تنبعث داخله وبين جدرانه روائح لذكريات اشخاص .

هذا العالم ظالما قاسي وصعب ، والاشد انك في نهاية المطاف ستكون وحيدا هذه الكلمات اوجهها لكم ولكن انا لي مذهبا اخر في هذه الحياة هو المكوث في الظلمة وانتظار القدر ألا وهو الخلاص نحو الموت والتحرر .

كلنا ننتظر ووراء كل انتظار انتظار اخر و ليس في يدي ساعة لكي احسب المدة وما فائدتها. عندما لايكون بانتظارك احد ليس كمثل أي أحد هذا الشخص هو ذلك الذي يحرك مشاعري ويجعلني أحن الي ماضي.
لعل غياب ساعة في يدي أفضل ليخفف علي بطىء القدر.

فبخصوص من كان يومهم سريعا هم غارقين في قذارة الحياة لدرجة انهم لا يعلمون بي وبغيري وبالأجيال التي تعاني مايهمهم سوى جمعهم للفضلات ليورثها الي ابنائهم .

..............«صوت جرذ »...............

....يتبع
 
يقولون ان الفضلات جالبة لجرذان فيسقط احدهم ورقة حمراء بها صورة خير الدين باشا فيتركو الاحمق الذي اسقطها (في نظرهم) يمر ثم ينقضون عليها ويتصارعون من اجلها بل يدوسون ويهينون اخوانهم بسبب تلك الفضلات.

ومازلنا نقتات للاسف منها انه عالم مليء بالتناقضات عالم لم استطع ان افهمه واستوعبه ولكن هل هذا الجرذ الذي بجانبي مسجون ؟ و ايضا لما يتواجد في هذا المكان الاقذر ؟ مدام لايطبق عليه قوانين الانسان لما هو يقطن هنا لعله لايعرف مكان اخر. كمثلي انا، فخارج هذا السجن لا استطيع العيش ولو يوما واحد.

لاداعي لتحليل لما اقول فالمعنى واضح ولكن ماهو الطريق الأوضح الذي يجعلنا نخرج من هذه القوانين البائسة.
فمازلنا بمنطق الغاب القوي يفتك بالضعيف بل اصبحت القوانين درع وستار لاخفاء افعال وتبييض صورة القوي.

⁦••••••••••خطوات تتقدم نحوي ليس لرجل بل هو صوت طاقم لحذاء نسائي. ••••••••••

...يتبع
 
كلنا نسقط في الخيال والوهم تلك الخطوات لم تكن لها فحتى حواسي تخذلني فلم اعد اصدق ماتسمعه اذني وحتى احد العينان بصرها هجرني بات الامر يخرج عن سيطرتي فلعل هذا السجن اكثر ضيق فلايصلح بان تنظر له بعينان انها حكمة فالمساحة هنا صغيرة .

.........صوت فتح باب الزنزانة.........

وقف امامي الحارس ليعطيني تلك القذارة لأضعها ذليلا في فمي لكني لم اتحرك ولكن برغم من تلك الظلمة رأيت من خلال عيني التي فقدت منها جزء من بصري ، رأيت استهزائه بحالي ليضع بجانبي ذلك الطبق ومن ثم يرحل فيغلق باب السجن ويتركني.

هذه الصورة لم تعد تقلقني ولا سخريته تستفزني وكلها على حد السواء تتساوي بين الماضي والحاضر وحتى المستقبل نفس المشاعر تشاركني كره هذه الحياة ومافيها ولم اعد ابالي.

مازلت احافظ على نفس قلمي برغم انهم منعوني حتى من مسكه ولكني اكتب مرتجلا في عقلي ولكن هناك من يدون لكم فهل عرفتموه فاسألوه على حالي لعله هو اعلم مني ومن نفسي.

..........صوت الجرذ مرة ثانية..........


...يتبع
 
أعلى