اكتب لي

لم اكن يوما من بعدها مرتبطا بالعالم الخارجي وكان فراقك نهاية لذلك الوصال. اردت ان اخفف عنك ذلك الحطام الذي رفعته من اجلي خشية ان يقع ثقل هذا العالم علي !

لم اعرف لما فعلت هذا، فقد كان هذا اقسى ببقائي حيا واكثر ألما عندما اكون بمفردي.الحياة صعبة انا لا انكر انني اليوم اصبحت من العمر املك عددا ما مايجعلني ان اكون مسؤولا عن نفسي لكني عكس هذا البتة لكم تمنيت ان تنتهي حياتي هنا لاني مللت من سيري بدون هدف.

لن اقول لك اني ضللت الطريق لانك تعلمين انني لم اكن يوما املك طريقا سوى انني اكتب بعض من الكلمات اضع فيها ثقل من المشاعر تألمت ومزالت تتألم فيطربها صوت قطرات المطر ... الذي بات هو الاخر عاجز عن مسح ذلك الكم من مشاعر الاحزان .

قطرات المطر اشبه بعدد الدقائق والثواني الذي مرت من عمري تتشارك هذه القطرات بارتطامها بالارض تلك الحركة الدورية تجعلني اتألم لعل ذلك الاخير يتبخر بمفعول اشعة الشمس الذي كان بمثابة أمل إلا انني اعيش في قفصا مظلم .

انا لم ولن ابحث عن ماهو افضل من هذا قبل الان او مستقبلا كلانا نعلم الاجابة اعلم انك تسمعين كلماتي .
انا لست حزين فلا عليك فقط انا على حفاظ بوعدي ان تضلي حية بداخلي ...

سيقول منكم الكثير قولا اهذا الشخص يهذي ام انه مجنون الحقيقة لو كانا الصفتان وصفا لحالي فأني راضيا بهذا لقد مات في نظري الواقع فقط ماريده نهاية جميلة هادئة تنتهي لاستكمال ذلك الحوار...
ولكن هذه المرة اعدك انني لن اخطىء ......
 
ولقد مر الزمان ولم يصب قلبي النسيان

ألم يقولوا النسيان صفة في بني الانسان

أم انني لم أكن يوما منهم والدليل هذه الاحزان


ظلام يحرق جسدا من نار بلون الغربان

ذلك اللون اراه غالبا في نفوس الانسان

ثنائية الانسان تتكرران اعلاه ببيتان يتكلمان

يذكرني بثنائية اخرى كنت امقتها في ذلك المكان .


استمع الي همسات واصوات في ظلمة غرفتي لعلها ركن من اركان تخفف مدى حاجتي الي رحلة عودتي . لاعود بذاكرتي سنين طفولتي اللعنة لحد كتابتي كسيف قد طعنني جعلني انزف حبرا من دمي، وجعل من جسدي سجن لروحي غذائه مشاعر تحرقني ليجعل من عقلي قبلة لماضي تحت سلطة قلب هو الاخر عبدا لمشاعر تقيدني ...

لاعلم لي ان كانت خطيئتي وإن هذا دين على رقبتي ولطالما كان يسألني ذلك الطفل واي طفل!
لكني دائما اعجز عن الاجابة لعلنا لم نتشارك الزمان لكني مازلت اجلس في نفس المكان.

لاعليك لقد صرت اليوم رجلا وبالامس كنت طفلا اتعلم الفارق بين الحاضر والماضي ؟

اليوم لم اعد اجد من احادثه، وانت في الماضي كنت تحادثني وتوكل مهمة ايجاد الحلول لي ... ولكن في النهاية لقد فشلت هذه المرة وككل مرة فانا ٱسف هذه حدود قدرتي لأن حلمنا من البداية كان اشبه بمعجزة تفوق قدرتنا بين صفحات الزمن ...

حياة الانسان قصيرة جدا وانها لكانت ساحرة في تلك الفترة التي كنت يا انا تشكو منها والان تطلب احياها ولو ذكراها فقط ... الحقيقة ذلك الماضي قد استنزف حبي للحياة وجعلها ارضا من بعدها لا تثمر ...
ها انا سجين هنا ولقد رحلتي بذلك المفتاح لكني كنت على وعدي وعهدي بأنك ستضلي دائما مفتاح قفل سجني ...
 
لطالما كنت ابادله تلك النظرة المشؤمة بملامح مكتومة كان دائما يحاول ان يدفعني للمضي قدما لكني كنت اجسد العدم وكان هو ذلك الممحاة والقلم لاصلاح ٱثار الزمن الذي جعل من احاسيس صنم يكن الكراهية ويعشق الباطنية يصنع اوهام ويخلق مواقف وكلام لعله حوار داخلي عقيدته حقيقة الوجودية...


لم اكن يوما شخصا ادبيا فيلسوفا شاعريا كما اني لم اكن من عشاق الارقام والرموز تكفلها قواعد مضبوطة كلاهما اوهام انا لم اؤمن بتلك او ذاك.


لكني تعلمت ان اتصفح كتاب لا ارغب بقرائته.
ليس استسلاما او هون لعله تراه هروبا من واقع ولكنه اشبه بان تنتظر موعد عندما تراقب الساعة التي على معصمك ... ستلاحظ كم هو الوقت طويل او قصير دائما ما يكون احساسك ضد رغبتك الم تعلم ماذلك الشعور بالبطىء او بالسرعة ...؟


يقاطعني القط ويجلس على فخذي لعله يبحث عن بعض من العواطف اني ارى فيه انسانية تجعل من ذلك الوقت يمر بسرعة هذا يذكرني باجمل فترات حياتي في الماضي والتي مرت بسرعة .



وسقط من بين انامل اصابعي القلم .... فعلمت انني مازلت مسجون بين جدران الوهم فالتقطه ذلك الطفل بيداه المكبلتان ...
قائلا لي كم اتمنى ان اكون بعمرك لاتخلص من هذه القيود وهو يحدق بي بتلك العين المحمرة وينظر الي يداه ... لكني لن اتمكن من ان افك تلك الاصفاد لاني انا الاخر يداي كا يداه مكبلتان لعله لم يستطيع ان يكتشف هذا (قانون الزمن) ...

كنت اكتب ويداي متقاربتان كان يقول لي طريقة كتابتك تشبهان حالي وكأنهما مقيدتان اتحاول ان تواسيني ....

هنا تذكرت كلماتي لجدي وفهمت مشاعره والان احسست بما يشعر به علمت متأخرا جدا وكالعادة ... انني كنت انا ذلك الطفل وهو حينها كما انا الان الحاضر ...

قال لي ذلك الطفل لما لاتجيب؟

فنظرت الي يداي وحدقت به ابتسم واعدت نفس كلمات جدي "........" وتحرر الدمع من جفن عيناي .... فغضب ذلك الطفل قائلا انت مثل جدي .... وبدأ سراب ذلك الطفل يتلاشى من امامي وهو يكرر انت مثل جدي....

الان علمت كم كنت قوي ياجدي لتكبح هذه المشاعر امامي لسنوات و التي انا عجزت ان اخفيها لبعض الوقت ....
واسقطت القلم لكن هل ترى هل سيعود ذلك الطفل ؟


 
أعلى