• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

قضايا المجتمع الجزائر: ارتفاع نسبة اللجوء إلى الولادة القيصرية إلى 50 بالمئة و مختصون يدقون ناقوس الخطر

K-Otaku

نجم المنتدى
إنضم
22 فيفري 2019
المشاركات
4.806
مستوى التفاعل
7.272
الولادة القيصرية في الجزائر.. "ممارسات ربحية" تهدد الصحة العمومية

أطلق خبراء ومختصّون في الشأن الصحّي، ناقوس الخطر عن تزايد حالات الولادة القيصرية في الجزائر، محذّرين من مضاعفاتها الصحية والمخاطر المترتبة عن عمليات الولادة القيصرية على صحة الأم والجنين.

تندفع الكثير من النساء الحوامل إلى الولادة القيصرية نتيجة عديدة من المبرّرات، قد تكون بناءً عن استشارة من الطبيب، أو تشجيع من الوسط العائلي والاجتماعي، أو بناءً على اختيارات شخصية، أو نتيجة اعتقادات غير سليمة حول تأثر العلاقة الحميمية بين الزوجين في حالة الولادة الطبيعية.


وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية من الولادة القيصرية التي باتت أكثر العمليات انتشارًا في العالم، وأن الولادة الطبيعية هي من أصبحت الاستثناء، وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن المعدل المقبول هو نسبة 15 في المائة بينما معدّلات الولادات القيصرية تتزايد بشكلٍ كبيرٍ خلال العقود الثلاثة الأخيرة إلى أكثر من ذلك بكثير.

تزايد مخيف

وفي هذا السياق، قال البروفيسور مشطوح مقران، رئيس مصلحة أمراض النساء والتوليد بالمركز الاستشفائي حسين داي نفيسة حمود، إن اللجوء إلى الولادة القيصرية سجلت ارتفاعًا كبيرة، يفوق الحدود التي أوصت بها منظمة الصحية العالمية المتمثلة في حدود 15 في المائة.

وفي مداخلة إعلامية قال البروفيسور مقران، إن عدد الولادات في الجزائر يتراوح ما بين مليون و300 ألف رضيع سنويًا، وبناءً عليه فاللجوء إلى الولادة القيصرية بدل الولادة الطبيعية، قد يشكّل خطرًا على صحة الرضيع والأم والصحة العمومية.

يوضّح المتحدث أن نسبة انتشار الولادة القيصرية بالجزائر تتفاوت بين القطاع العمومي والقطاع الخاص والمناطق الجغرافية في الجزائر، وتقدر مصادر إعلامية وطبية، أن نسبة اللجوء إلى الولادة القيصرية بالجزائر في حدود 50 في المائة، أي أكثر من نصف مليون حالة سنويًا، متجاوزة أضعاف المسموح به صحيًا.

مداخيل ربحية

وفي سياق معرفة أسباب اللجوء إلى العمليات القيصرية، أشار البروفيسور إلى أن الأسباب عديدة منها الخيارات الشخصية أو رغبة الأم في أن يصادف ميلاد الرضيع ميلاد الوالد على سبيل المثال.

معتبرًا أنه من بين الأسباب هو التشخيص غير الدقيق، حيث تتطلب الولادة القيصرية الذي يتطلب اختصاصًا وتشخيصًا دقيقين في توليد النساء، علاوة على ذلك زاد البروفيسور وجود دوافع مادية وربحية وراء اللجوء إلى العلميات القيصرية بدل الطبيعية.

واستطرد مقران، أن العملية الولادة القيصرية تتطلب حوالي ساعة من الوقت، يضاف إليها عدم إلزامية التكفل الطبي والتمريض لأكثر من يوم، وبالتالي استقبال عدد كبير من النساء الحوامل وتحقيق مداخيل مادية أكبر.

المضاعفات

وبحسب مختصين، فإن الولادة القيصرية لها مضاعفات خطيرة على الأم والجنين، حتى ولو تمت العملية بنجاح شكليًا، حيث تنعكس عنها أخطار ومضاعفات على المدى الطويل والقصير؛ إذ تتعرض الكثير من النساء إلى نزيف دموي شديد، يفرض نقل المرأة الحامل في أحايين كثيرة من العيادة الخاص إلى المستشفى العمومي في حالة خطيرة ومتأخرة، أما تكرر العمليات القيصرية للمرأة فإنها ستكون حساسة وتحمل مخاطر كثيرة نتيجة فتح الرحم وأنسجة البطن لمرات عديدة.

عملية الولادة القيصرية تستخدم لتوليد الجنين من خلال شق جراحي للرحم والبطن، وقد تعتمده بعض الحوامل نتيجة معلومات خاطئة عن الآلام المرتبطة بالولادة الطبيعية، إذ تعتمد الولادة القيصرية على استخدام المسكنات لتفادي آلام الولادة الطبيعية.

في سياق الموضوع، تتجه الأنظار إلى العيادات الخاصة التي تعتمد على الولادة القيصرية بشكل أكثر، إذ من بين 490 ألف عملية من أصل مليون و300 ألف حالة مسجلة تتم في العيادات الخاصة.

وتوجد أسباب عدة تجعل اللجوء إلى القطاع الخاص أفضل وجهة من أجل الولادة، منها "الوضعية الكارثية" لبعض مصالح التوليد بالمستشفيات العمومية، نتيجة الاكتظاظ، وضغوط العمل وعدم توفر شروط النظافة الاستشفائية والتكفل السيئ بالحوامل.

علاوة على ذلك تتكفل هيئات النظام الاجتماعي بتكاليف التكفل بالولادة في المستشفيات والعيادات الخاصة في حدود 50 في المائة.

استغاثة القابلات

في مقابل ذلك، تشتكي النقابة المستقلة للقابلات من ظروف العمل غير اللائقة، على غرار تجاوز مستوى عدد العمليات الولادة يوميًا، نتيجة اكتظاظ مصالح التوليد، علاوة على الاعتداءات اللفظية والجسدية في حق الطواقم الطبية من طرف عائلات ونساء الحوامل.

ويحدد المرسوم الحكومي سعر عمليات القيصرية ما بين 50 ألف إلى 60 ألف دينار جزائري حسب حالة ووفق عتبة التعويض الاجتماعي، لكن على أرض الواقع تتراوح العمليات القيصرية في القطاع الخاص ما بين 80 ألف إلى 120 ألف حسب الحالة.

وتشكل العمليات القيصرية أكثر مردودية من الولادة الطبيعية، نظرًا إلى أن فترة الإقامة لا تتعدّى 48 ساعة وإنجاز العملية لا تتعدّى 45 دقيقة ولا تحتاج عملية التكفل الصحّي متابعة طويلة، كما لا تكلّف الولادة القيصرية جهدًا للطاقم الطبي.

وعلى العموم وأمام نداءات المختصّين أمام مخاطر انتشار العمليات الولادة القيصرية، بات على السلطات الصحية التكفّل بالموضوع تشريعيًا وتنظيميًا لوضع حدٍ لممارسات تجارية وربحية دخلية على القطاع الصحي، وتضر بالصحة العمومية وسمعة المستشفيات في البلاد.

المصدر: الترا الجزائر
 
أعلى