• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

قاسم حداد

لأن العيون




لأن الغرام

دليل على الصدق في كوننا

يصير حراما على قلبنا

يصير حرام

وأبقى وحيدا أمام الجدار

وتبقى معي

وتبكي لأن الغرام

يموت بطيئا قبيل النهار

فأمسح دمعة حزن كبيرة

وأبقى وحيدا.. وحيد

أغازل نفسي على الماء مرة

وأضحك مره

وأبكي كثيرا

لأن الصغار، بدون عشاء

ينامون دوما بدون عشاء

لأن الشتاء يعود سريعا ونحن عرايا

بدون طعام

بدون لحاف بدون غرام

وأبكي لأن الفؤاد الصغير

يظل حبيسا وراء الجدار

لأن الجدار يظل ثقيلا على كاهلي

فلا تسألي لأن السؤال يلح، يلح بدون انفجار

وأبقى وحيدا

وتبقى معي

أحملق في مقلتيها

تحملق في مقلتي

ويبقى السؤال

فتصرخ بـي: يا أبي

ويا نصف عمري

وأختي وأمي

ويا.. يا حبيبي

أليس لديك الجواب

أليس لديك بداية عمري؟

فتبكي العيون

ويزرع فوق لساني السكون

ويبقى لدي التراب

ويبقى الضباب

تظل العيون تقول الذي لا يقال

تظل المحبة في خافقينا كنهر كبير

يريد المصب ولا يلتقيه

فيبكي علينا لأن الغرام

يصير حراما إذا كان صدقا يصير حرام

ولو كان فوق الجبين القناع

لكان اللقاء سلاما وأمنا

وكان الحرام حلالا

بزيف القناع

و أبقى وحيدا

وتبقى البطاقات عبر البريد

طريقا وحيدا

كشيء خطير

كصوت السؤال

وصوت الجواب الذي في العيون

لأن العيون

تظل تقول الذي لا يقال

فكيف ترى نلتقي

أحتى اللقاء الصغير

أحتى اللقاء البريء ي

كون جريمة

أحتى النوايا السليمة

تظل تهان

أحتى وريقة حب صغيرة

تكون خطيرة

..أحتى

.ويسقط كل الكلام بدون كلام

ترى كيف نبقى وحيدين لحظة

وكيف نكون بعيدين عن جارحات العيون

وكيف يكون الغرام غراما

إذا كان جرما بغير جريمة

إذا كان جرحا عميقا بقلبي

إذا كان حبي

عميقا كجرحي يضم البشر

لماذا البشر

!يدوسون قلبي بكل ضغينة؟

أحقا تريدين مني الجواب؟

أحقا تريدين نزف جراحي بهذا السؤال ؟

فأشعر نصلا يحز الوريد

وأبقى وحيدا

وأنت بقربـي جواب الجواب

لأن العيون .. تظل تقول الذي لا يقال

وحين تكون الجريمة حلا

نكون التقينا

فتغضب كل العيون علينا

وترتـج أحجار ذاك الجدار

وتبقى بلحظة خوف طويلة

ويبدو الذهول علينا

أظل أحملق في مقلتيها

تظل تحملق في مقلتي

كأنا قتلنا ونحن وقوفا

كأنا نسينا الجدار

فألقي حروفي على كتفيها

وأكتب شعرا غريبا

وأقرأ شعرا غريبا

فيبدو كأن النحيب

يسير إلى وجنتيها

:فتصرخ بي كانفجار النهار

(أحقا أكون حبيبة؟

أحقا تكون حبيب؟

لماذا أظل غريبة،

وقل لي لماذا

لماذا تظل غريبا؟

ويبقى السؤال يسوخ،

يسوخ كأحلام نار

وتبقى العيون

تقول الذي لا يقال

وحين يكون لزاما علينا السكوت

لأن (القضا والقدر)

يريد الجراح لكل قلوب البشر

تظل الأماني تموت

كموت القمر

ونحن عرايا بدون لحاف

لأن القدر

ونحن عطاشى بدون غرام

لأن القدر

أحقا لأن القدر؟

فتقفز قطعة شمس تلوب بجرح البشر

لان السؤال الذي في القلوب كنزف الجراح

.يظل يميت القضا والقدر

وتبقى عيون الصباح

لترفض قولي الجواب الصموت

لأن السكوت - وجرح كبير بقلب الحبيب

محال يدوم

محال يظل الغرام جريمة

ومقتل طفل بريء محال

لأن الرجال

سترفض تلك الوصايا القديمة

ويا أيها الشيء الذي لا يقال أقول تعال

فلابد هذا الجدار اللئيم

.سيسقط يوما ببأس الرجال

أقول تعال

لان اللقاء يكون قريبا على الأوفياء

ويبقى النفاق ترابا يداس مع الأولياء

.وتبقى السماء.. سماء جديده

..أقول تعال

لأن القصيدة

محال تظل بدون ختام

ولما يجـيء إلينا الغرام

يكون أمانا

يكون لحافا

يكون طعاما

فيا أيها الشيء الذي لا يقال

أقول تعال

ولما يصير اللقاء لقاء

بعيدا عن الأعين الجارجات

تكون الحياة بدون جدار

لأن الجدار انهدم

لأن ا لألم

سيحـرق كل نفاق الحياة

.بدون ندم

ومن دون خوف

.تكون الحياة حياة

فأبقى أحملق في مقلتيها

وتبقى تحملق في مقلتي

كأنا ولدنا ونحن وقوفا

كأنا خلقنا لكي لا نموت

ويمضي السؤال

.نظل نقول ائذي لا يقال




 
توقف الطرق والحديد ساخن





نأتي لكم -1

نأتي لكم كلامنا محمل بالشوق والفزع

..محمل برعشة العصفور

بانتفاضة القلوب

نأتي لكم جراحنا تلوب

ورأسنا يشكو من الوجع

يا أيها الباكون في نوافذ البيوت

بكاؤنا أغنية حزينة الإيقاع

باردة.. ساخنة الإيقاع

..بكاؤنا يغرق في بكائكم

ويرفض ا لوداع

يا أيها الباكون من أفراحكم.. هل تفتحون الباب؟

هل تمسحون دمعة جارحة الأوتار؟

هل توقدون النار؟

وتكتبون الشمس والإنسان والجواب؟

..نأتي لكم لأننا نعرفكم أكثر من حياتنا

مع الأطفال -2

الشمس حين نلتقي تجلس في كلامنا الطويل

وتغسل الجراح والأحزان والعويل

..الشمس والنجوم في مائدة اللقاء

وزهرة حمراء

مغروسة في الكتف اليسار

وشعلة من نار

. تعزف في أغنية النخيل

الشمس يا أحبابي

..البشر نعرف كيف تمسح الكآبة

عن وجهنا وتطرد السحابة

..تعرف أن لحظة اللقاء

غالية كالله في السماء

لذا تجيء شمسنا في الليل والنهار

.تجلس في أحضاننا تلاعب الصغار

الشمس يا أحبتي حكاية يجهلها الكبار

لأنها تأتي على سواعد الأطفال

تأتي لنا في لحظة اللقاء

.. صافية، بريئة قوية

. تأتي مع الأطفال

من عين الشمس -3

يا طفل الشمس الآتي من عين الشمس

ابعث ساعدك الأسمر يحضن فجر الغد

أرفع هامتك المزروعة بالورد

والمس أوتار الأغنية

.ما عادت في الدنيا أوتار تخشى اللمس

يا طفل اليوم الآتي

اليوم المولود بجرح الأمس

احمل مطرقة الوالد

حطم أسوار التاريخ الفاسد

ما دمت جريحا في الشارع

..ما دامت أقلامك صامدة

. ترفض أن تمشي في درب

تأخذها للخطو الراجع

مادام حديدك محميا

اضرب بالمطرقة الكبرى

..واصنع من قيدك سكينا

واغرسها- يا طفلي الآتي-

. في عين الخائف من شمسك

..نعرف أن نبضة القلب التي ترقص في صدوركم

.. ترقص في صدورنا

هل تفتحون الباب؟

..نفرغ كلى حزننا في جلسة واحدة

ونكسر الأكواب

..ندوس كلى يأسنا في ساعة في لحظة

.نخط في الكتاب

..نعرف أن بيتنا الصغير

محاصر بالحزن والأخطار

.. نعرف أن النار.. طريقنا

هل تفتحون الباب؟

..هل نزرع القلوب في تربتها

يا أيها الأطفال؟

نأتي لكم في الليل والنهار

نأتي لكم في الصمت أو في كتب الصغار

.نأتي لكم في موعد لا يعرف الصبر والانتظار

.نعرف أن البطل القابع في دمائنا.. يأتي مع الجواب



 
الحب الصعب ملصقات على الجدار




1

أهلا من القلب

والحيرة التي لديك في دمي

تسري إلى قلبي

كيف أناديك أنا؟

ماذا أقول للتـي تسكنني؟

!أختـي

أقول هكذا

أقول يا صديقتي

أهمس يا غاليتي

..أصرخ يا

.وأرتمي في واحة البكاء

يا أنت يا واحدة النساء

أعرف أن في دمى حكاية إليك

أود لو أقولها

لكنها.. إليك

تجيء في الحروف والعيون واللقاء

يا أنت.. يا بكاء

.يملؤني بقوة أحتاجها يملؤني وفاء

2

ما أصعب الحب الذي يأتي من الدماء

ما أصعب اللقاء

الحب صعب هكذا.. لأننا أيتام

لأننا.. ما أصعب الغرام

3

لو بيدي أغير التاريخ

لو بيدي أعيده، لكان

أغنية رائعة لا تعرف الحرمان

..لو بيدي يا أنت يا

لما أكلت آخر الكلام

لو بيدي الكلام

لكنه المقدر المكتوب

.تقرؤه الآن بكل حسرة يا قلبنا المصلوب

4

أقول يا

.. أشتاق لو أكون في عينيك

أشتاق لو أغنيتي عصفورة تنام في كفيك

..أشتاق لو إليك

.يأخذنـي مسافر إليك

5

نغمس رأس الريشة المسنونة الخضراء

في بركة الدماء

ونطفئ الظلام في دفترنا

و "نكتب الكتاب"

وتنتهي أسطورة السماء

وحينما يجئ بعد غيبة خطاب

6

مضمخا بالدم والغربة والغياب

أكون عند الباب

فوق صليب الصبر والغضب

وأفتح القلب الذي في داخل الكلام

و دونما تحية، و دونما سلام ن

:بدأ في العتاب

(يا أنت.. يا كاتبة الكتاب)

لا تفتحـي بوابة الدموع

لا تندبـي على غناء الوتر المقطوع

لا تنشري أشرعة الغياب

فيهجم البكاء

وتمسح الدموع آخر الكلام

أعرف أن قمة البكاء

لقاؤنا، لكنه سواء

البعد واللقاء يا واحدة النساء

في عصرنا سواء

لأننا نحتاج أن نكتب ما نريد

لأننا نعشق بالبريد

7

لكم أود لو ينام دفتري الحزين

بين يديك ساعة خضراء

لكي أراك لحظة بالحب تقرأين

.أحرفي الحزينة الخضراء

8

و ها أنا مازلت في القاموس

أبحث عن هدية إليك

عن بيت شعر رائع جديد

أريد أن أكتبه إليك

يا قلبي البعيد

فيسقط القاموس

.في أقدامنا ويبدأ الحوار

9

يا أنت يا حزينة العينين

يا غريبة العينين

حزني الذي ترين

أنت التي كتبته في دفتري الحزين

أنت التي أهديته إلي

أنت التي.. إلي

.أهديت كل الحب والأحزان

10

من قبل أن يجيء طائر اللقاء

كنت تعيشين هنا

وتسكنين دائما في الذاكرة

وتولدين دائما في الذاكرة

من قبل أن تأتي لنا عواصف المساء

كان لنا لقاء

في الأرض والأشعار والسماء

في الصوت والتاريخ والحمامة المسافرة

كان لنا لقاء

من قبل أن يقوم في طريقنا جدار

كانت لنا حكاية، كان لنا حوار

لكنه، لكنه الجدار

..أصرخ يا

.لا بد من تعبير

11

توقفوا على حدود قرية محروقة الأشجار

توقفوا يا عاشقي النهار

هذا زمان العشق في القبور

هذا زمان الخطأ المغفور

هذا زمان النور

توقفوا على حدود قرية تجهل معنى النور

وحاربوا الحريق بالحريق، والظلام بالنهار

يا عاشقي النهار

هذا زمان العالم المنهار

12

أصرخ يا.. نهار

فتسقط الحيرة عن جباهنا

وتنطق العقول

هذا هو القاتل في جراحنا

فلينهض المقتول



 
شهرزاد قولي لنا




نهر الدموع على خدود الليل سال

وشهرزاد

تطوي عباءتها الممزقة السواد

لتقول في عين النهار

: قصص الحقيقة حين ينتحر الخيال

ا( كانت بحار

الحزينة بنلوب في عين

تسقي الدمع البحار،

من ألف عام

والمغزل المسكين يسبح في الظلام

في ليله المصلوب يسجد في خشوع

من ألف عام

والفارس العبسي في شوق إلى بر الأمان

يرنو إلى القمر الذي خلف الزمان

ويمد ساعده الذي ألف الصراع

أبدا يمد،

يمد ساعده الشراع

ليطول خيط الغزل يا بعد المزار

طال الغياب،

وتظل بنلوب المضيعة الشباب

تشدو بأغنية المغازل والعذاب

لتزيد خيط العمر يا بعد المزار

كانت ذئاب

من خلف جدران الظلام

: تعوي

نريدك يا قمر

نبغي الوصول إلي المرام

والفارس العبسي يكتسح الصعاب

في كل يوم ينتهي عمر ويحتضر المطر

في كل ناحية ليغرقه التراب

والريح كالسكين في قلب الصخر

الفارس العبسي في المنفى تغيبه البحار

في القاع في الأصداف في الدرر الكبار

بنلوب في الشطان تنتظر الخبر

وتريد أغنية البحر

الكبيرة من على ظهر الجواد للهولو تشتاق

من قلب فارسها المغامر

ظافرا يطوي الوهاد

كانت ليال

بنلوب فيها تغزل الوهم الذي خدع الليال

لتمد جسرا للوصال

ليجيء فارسها الذي تخشى الرجال

طال الغياب

أواه قد طال الغياب

فمتى يعود يعود

قد كلت يداي

ومغزلي واهي العيون

والخيط مات

وفارسي لما يعود

يا فارسي سأرش من دمى الطريق

والثوب من شعري سأغزله

وألتهم الحريق

يا فارسي لما تعود

فمتى تعود؟

وتظل بنلوب الحزينة تطعم الليل النهار

في قلبها حب وشوق وانفجار،

وتظل تروي قصة العبسي لليل الجريح

والملفع المنكوب ترويه الدموع

ويظل فارسها على قمم البحار

يقتات من رمل الصحارى والعظام من الضلوع

وتظل فوق الدرب نار، بنلوب قد ذهب النهار

والفارس العبسي لم يأت إلى قمر النهار

سيظل يرتاد الصحارى والبحار

( والانتظار ويظل

قد جاء المساء،

وشهرزاد تطوي عباءتها المسودة السواد

يا شهرزاد

قولي لنا،

قولي لنا يا شهرزاد




 
النسر




ومن الجنوب إلى الخليج

يأتي على ريح الجنوب

نسر كبير

من خلف جدران الليالي الحالكات

من الجنوب

يأتي يرفرف فوق مئذنة البلاد

نسر كبير

ويقول قد مات الغروب

والفجر يخلق في شواطئنا الحياة

بعد السنين الباليات

من فوق مئذنة البلاد

من الجنوب

صوت على نغماته ضحكت وهاد

كسرت قيود

فوق الصخور القاسيات بلا حدود

ها قد سمعنا صوت قرقعة القيود

مكسورة صوب الجنوب

والشمس تشرق في الصباح وفي المساء

الشمس تشرق لا تميل إلى الغروب

يكفي غروب

يكفي ظلاما فوق نهر من دماء

الشمس تشرق حينما تلد النساء

فجرا جديدا

داخل الكهف الذي كسر الصخور

نسر كبير

من فوق مئذنة البلاد

يشدو بأغنية الخلود

بلا قيود

كالنور حين يثور نار

يأتي على ريح الجنوب

من الجنوب

حيث العيون العاشقات سنى النهار

حيث انهيار الليل والدم والجدار.

يا نسر رفرف فوق صحراء القلوب

ضمخ شوارعنا بأزهار الجنوب

أنثر طيوبا في جناحك

فالعصافير الصغار

في بيتنا الواهي الصغير

تبغي دماء النار والقبل الكبار

فطيورنا مطر الشتاء أذاقها برد الطريق

على الطريق

تعيش شوق الانتظار

ومن الجنوب يأتي على ريح الجنوب

نسر كبير

يقول أن لا تتركوا حب التراب

ويقول إن حقيقة الإنسان تحيا في التراب

فدعوا السكوت.

ومن التراب إلى التراب

نسر كبير

يقول قد مات الغروب

طار الجراد عن الجنوب

يا دورة الحجر الكبير على القلوب

يا نجمة بيضاء في الثوب الممزق كالشراع

حيث الرياح تهب إعصارا كبيرا.

انه نفس الصراع

فوق الخليج.

وتحط أرتال الجراد

ومن البلاد إلى البلاد

تأتي الرياح من الجنوب

لتحط في عين الخليج

على القلوب

واحمل سلام الأهل يا ريح الجنوب

إلى الرجال

والى النساء الصانعات دم المحال

بلغ سلام المجهدين التاعسين

للساهرات من العيون

على الحدود

الصابغات دم الشهيد على الخدود

إياك أن تنسى السلام

قل للجباه السمر أن تهدي السلام.

قل للتراب

بأن في شط الخليج

رملا يتوق إلى الحياة

وعيون أطفال تعيش بلا جباة

ولسوف يرتاد الجميع ذرى الجبال

بلغ سلاما للرجال

واصرخ بهم :

نسر جديد سيهب من عين الخليج

نسر كبير ومن الخليج إلى الجنوب



 
أيتها المراكب




يا مراكب الرحيل

انتظريني .. انتظريني

أنا قادم مع هذه الحبيبة

التي تسافر بلا حقائب

انتظري ..

انها تخرج من الجمر

لابسةً لونه ودفئه

ولن نغلق باب دارنا

فان سنونوات كثيرة أوصتنا

لكي نترك لها بعض الغرف

انتظري ..

أيتها المراكب الراحلة

ان حبيبتي تضع معطفها على كتفٍ واحد ..

في عجلة ..

وتأتي

انتظري .. سنذهبْ

لكن ..

أيتها المراكب التي ترحل

الراحلون يذهبون نحو الحب

ونحن الحب

فالى أين نذهب ..

أيتها المراكب.




 
وقت الحلم الأول




قولوا

من يعطي هذا الوقت الواقف صوته

قولوا

من يأخذ عن هذا الغصن الطالع موته ؟

من منكم يا أبناء النوم الساطع يخرج من دائرة الصوم

ويرج حياد الماء علانية ويفارق صمته ؟

أنتم يا رئة الله المائلة اللون

يا زمن الحلم الراجع خلف رماد الكون

هل يعرف هذا الحجر الجالس ما بين الكتفين

حدود الحلم الأول ؟

يا حجر الماء الأول

سأقول الليلة حملي الآخر

يا أبناء الحلم الأول

يا منشغلين بغزل قميص الحلم الأول

فضوا سيرة أبنائي

ودعوا صوتي المكسور يقول :

هذا الوقت المصلوب على صدري وقت مجنون

وأنا منتشر كالعطر الأخرس من خمس سنين

وقت جامح

غطوه بصبر الحلم الأول

وانفتح الجرح الأول

تساقط أغصان الشمس على الماء

وترسل أوراق الليل نشيج الأسماء

يترجل حبر الرغبة في الصوت الصارخ

ويكاد الرمل الأصفر يذبحني

وأنا منتصب كحروف النفي

قدمي الأولى في قبر الحلم الأول

قدمي الأخرى في وطني

ويكاد الرمل الأصفر يذبحني

قولوا

من منكم لا يلمح صورته في قاع الكأس

من منكم لا يتذكر تاريخ ولادته

وطول أصابعه

وملامحه منذ الصحوة حتى الرأس

في كل خيوط الثوب أراه يلوح لي جرحاً

وأراه ملوحة هذا الكون المائل

أنتم يا أبناء الحلم الأول خلف الباب

وأنا في حلمي الآخر منذور دون جواب

وأنا السائل

إن كان النوم ، الراحة ، حبل السرة

أطراف الفعل البارد ، غفلتكم

وتراث الميلاد ، وطعم الله

إن كنتم منسجمين معاً

إن كان المجلس ، والصحف الصفراء ، ونهر العمال

يصبون الأحلام معاً

إن كنتم مقتنعين بأن الشمس غداً

تشرق باسم القانون

إن كانت أقدام الطفل تضيع بأحذية السلطان

وأن الطلقة ضائعة مازالت تبحث عن عنوان

إن كنتم منسجمين معاً في نوم الحلم الأول

والنوم صلاة الزمن الواقف

لا تنتبهوا

سيجيء زمان الصحوة يا أبناء وحيد القرن

يا قوماً إن ماتوا انتبهوا

هذي الليلة أولها غيم أسود

آخرها مطر أخضر

هذي خاتمة البدء ونحن القطرات الأولى

فليمسح كل منكم قطرات الدم عن الياقات

وليدفن موتاكم موتاهم

في ظل سلام الليل الوطني

حين خرجت جريحاً من كهف الحلم الأول

عانقني الرمل الأصفر بالحب الغائص في الحقد

بالحب الطفل المقتول على مائدة الإفطار

يا أصحابي المرتاحين على تابوت الثوار

مابين حدود حناجركم وخناجركم قوس مكسور

من أعطاكم لغة تمشي في لهب الماء

من وحدكم في قنبلة عند الأعداء

من حولكم يا أصحابي رملاً أصفر

لا تلتفتوا خلف سرير الراحة

حين تعود الشهوة للأسرار الأخرى

ينفجر الوقت المنتظر الآن على طرف الفعل

قوم إن ماتوا انتبهوا

لا تنتبهوا حتى الموت

هل أسمع خطو الخشب المخلص في التابوت

هل تحمل شرفة أطفالي دمع الأحجار المرخية

فوق النار

يا أصحابي

حين تركت الكهف الحلم الأول في صدري

سيف السلطان

وفي إيقاع الشعر هدير الرايات التعبى

وطن يبكي

موسيقى النعش وحقد الخيبة

والأطفال المولودون قبيل الموت

وطير الغابات المحروقة لا ينقذه غير الفعل

يا أصحابي

يا من كانوا

يا من بكت الأيام علينا في حضرتهم

حين يغوص الثائر في خطأ الأحلام الأولى

تمشي الأحلام ويبقى الثائر مقتولاً

يا أصحابي

يا من كانوا

يا من حولهم حقد الحب النائم

سيفاً آخر في ظهري

يا أصحاب الراحة فوق توابيت الثوار

هل أسألكم

من ينقل هذا الوقت الواقف عبر الدم

من يعرف - يا أبناء اللغة الملعونة -

حجم الهم ؟

قولوا يا منشغلين بصقل مكاتبكم بأنين الشعب

من يدفع أيديكم بالسيف الآخر في الظهر

من أية أرض تأتي رايات اللعبة

هل تجرأ يا قنديل الرعب

هذي شرطة والينا حاضرة مثل الوقت

هذي كل جواسيس السلطان الأول صاغية

تلعق من عمر الأطفال

تسمح أو لا تسمح بالتحريض على اللعب

تسمح أو لا تسمح بالضحك على القانون

من يضحك في السر يموت

فلنملأ قاعة هذا الليل الباكي بالضحكات

ولنسرق فرحتنا الأخرى بين الأحزان

فليتعلم أصحابي

أو من كانوا

أن الكلمات الملعونة جرح في حلم الإنسان

لكن الفعل دواء لا يخطئ

إن كنتم منسجمين معاً

فالفعل دواء لا يخطئ

قولوا

من منكم يا أبناء وحيد القرن

من يعطي هذا الوقت الواقف لونه

أسألكم

من يعطي هذا الشعر الصارخ في البرية وزنه ؟




 
غنغرينا . وأول الماء حلم




لو يسطع الرعب في راحتي و يمشي .

دوار يخض حنين الشهادة والبدء

مازلت في أول الموت

هذا تراب النبيين في ساعدي

سرير الطفولة يهتز

لكنه لا ينام.

وطن واحد. حولوني إلى قبعات وكوفية

إلى خوذة يغادرها كل يوم شهيد

وأدخل

سيدة الليل لا تفتحي نهدك الآن

سيدتي في مدار الفصول التي عذبت قيدها

اغلقي فجوة الصيف

لو يسطع الرعب

سيدتي

كل موت يشيل الغبار عن الأرض

والأرض محمولة في جبيني

هل أستعير اللغات المريضة كي أوضح الهمس.

لقد أرهقتني المحطات والحرب واقفة وحدها

أرهقتني المحطات والرعب واعدني في المساء

هنا المحطات مرهقة . غادرتني الغصون وأخبارها

واستل نوم العصور انحداراته واصطفاني على النعش

منذ احتلمنا على الأرض ما فارقتنا القبور

قبور تحكم أطرافها في الحياة

قبور تمد الجسور إلى الحلم

والقبر قاطرتي

والجيوش التي يهزم الجوع أحلامها الشائكة

أنا الوطن العربي الذي كان أغنية في الرماد

الذي صيرته الرياح احتضاراً توقعه اللغة الضاحكة

بخار يحوله الصمت أرجوحة للكلام

ودهراً من الدم يمتد في سور هذي الخريطة :

أفريقيا لهب مستثار

ونار الغصون التي تكتب الشعر مثل الهواء

أفريقيا

لماذا الكلام

يمتد نهراً من الدم . هذي الخريطة :

في كل أرض لي الآن عاصمة للخجل ، وعاصمة للبكاء

هو النيل دمع وماء الفرات دم واشتهاء

وتاريخ يافا المجفف يترك قاعات حظر التحول

من مومياء ، إلى أنبياء

لماذا البكاء

يمتد نهراً من الدم ، هذى الخريطة :

خليج من النوم والعاصفة

استداروا يغطون أطرافها بالعباءات

يستفردون بها نقطة نقطة .

حلم جامح يكسر الوقت ، والمجلس الآن منعقد

حلم يتحول من أول العمر حتى احتضار القتيل

والشرطة الآن منذورة كي تضبط الوقت فوق المعاصم

حلم تهجيته

ح ل م

في طرف الحلم قبر :

لقد كان سلطان نجمة صبح فصار في طرف الحلم قبراً

: إذا مر لغم على بابكم في المساء وغنى ، فهذا محمد في طرف القبر .

حلم : أنا الطرف الثالث للحلم. ماء يسير ويختصر الموت والمهرجان.

سأفصل مابين عصر الوقوف وبيني

لي الآن حرية في الرحيل

لغاتي ذائبة وحدها في الهواء

إذا شئت أدخل من فجوة الليل أو أستقيل

حوانيت توزع مرض الحزن والنوم. ومصحات بحجم السأم المرابط تنشر سلالة الشرطي والصلاة والشفق واحتقان الأمل في الوريد . وتحتل الغفلة جيلاً بلا أسئلة.

أنا خندق عمقته السؤالات والشك أن الطفولة ماء

وأن النخيل طريق إلى الماء .

وطن ! ؟

هذا انتظار مجرم

هل يخرج التمثال من أحجاره السوداء. هذا وطن

قولوا

لماذا ؟

كيف ؟

من أين ؟

إلى أين ؟

رجوع نحو كهف الله . من يأخذكم للتيه

هذي جثث تجلس فوق الحكم

والتاريخ في زنزانة البنك

وفي صمت الملايين التي تركع باسم الثورة الراقصة الآن على الحبل

وأخبار الملوك

تخرجون الآن من أكفانكم

حجر النوم إله. وتغنون لعيد القتل

تبكون تصلون من الهجرة حتى حرب تشرين التي حولها

الناطق باسم الخلفاء متحفاً

وقبيل الموت تنثالون كالرمل

هنا مستنقع الرغبة في زيف الفتوحات التي تصقل أبواب السجون.

شهي زهوك الطازج الرائق الآن ، مفتوحة النهد لا يحمل السيف دون انفجار الوقيعة ما بين أحداقك المستحيلات أشجار صحو وبين البكاء

شهي ،

والورد يبدأ عند الصباح بقامته الفارعة

والشمس مرتاحة

عكازها النخل ، والماء يسأل :

هل أدخل الآن جرح السماء

وأخرج من فتق كل السلاطين ؟

الماء يسأل الماء.

لو يسطع الرعب في راحتي ويمشي

ليعرف ماء السؤال احتمالاته الساهرة

ليرحل في وردة الليل سهواً . ونسمع في نشرة الطقس

عرس الأقاليم كي لا يموت الجياع على كاهلي

فيخضر قاع السماء

وتمشي الفصول إلى الماء حاملة قيدها

لو الرعب شكل يحدده الوقت

لو الرعب وقت له شكل خارطة

لاستحالت نوافذها شرفة للقاء

أنا الوطن العربي الذي جرحته الحروب الحكومية الختم

مازالت الأرض مفطورة بالسكوت

ومازال في خدها الوشم لغزاً يسمونه القدس

عرساً يسمونه كربلاء .

وطن

هذا اختمار شجر عاشره الدم

سباقات إلى الذبح تسمى فرحاً

والشعب في نهد بلا قاع

ولا رائحة الراحة تجتاح غصون الأرض

والأرض غبار .

جسد ،

تعب الماضي يغطي نفق الحلم ولا ندخل في الحرف

سوى لهث يموت

وطن . شاهدة القبر أنا

من هنا قتل وموت سيد يأتي وباب يغلق الأرض

على سكانها

من هنا شجر يأخذ شكل الجثث المصقولة الأطراف

والنوم الذي يشبه قتل الأنبياء

جسد مهترئ تزرق جدران المسافات بلا أذن

ويبقى عفناً للذكريات

ونفاق القبلات المستريبة

وعلامات من اللون الرمادي المقوى

بين رمز الجسد الأول للحلم وبين الشعراء

افتحي نهدك يا سيدتي للماء كي تغتسلي

ويظل الكون مزهواً لأن الكلمات

حولتها الثورة المفتعلة

كفناً للأسئلة .

الماء السري الذي يشبه البرق لا يمر من البرلمان ولا تكتبه السماء

الماء : هو بحر من هناك نهر من هنا وخليج يأخذ شكل الوقت .

يا وردة الليل يا لونها المستباح

يغطون أحداقك العاشقات برمز من الطين

يسمونك الحلم

والليل دهر قصير يغير عنوانه في الصباح

يا وردة الليل

غيرت كل اتجاهات هذي الحروف

تعالي من الطرف البكر

كل الدروب القديمة ملغومة

لي وحدي حرية في الرحيل إلى مدن الماء

والسر في جسد بارد

هل تسألون القتيل عن الرمز ؟

وحدي

تعالي شتاء له شهوة العرس . هذي الحديقة جبانة

والقصائد نعش وكل الشهود يقولون

أن الجريمة واضحة كالدخان

وأنت هنا وردة الليل متهم صدرك المستهام

ومزدانة بالرؤوس الفدائية أكتافهم

والقضاة يحنون أطرافهم بالدماء

قطرة قطرة

انه الدم العربي انبجاس من الوهم

يركض

يرسم

يلبس ثوب الحضور ويدخل نار الغرابة

ما بين عنق الكتابة والسأم

ليس أمام القتيل سوى الموت

يخرج من هذا التفسخ جسد

يبدأ في التفسخ .

الوطن يتكئ على الشهداء

يفتح باب ويغلق .

تطل نافذة وتسقط

لا أحد يدخل لا أحد يخرج

فتبدأ الرائحة .

دم عربي على ضوئه يدخل العسكر البيت يستدفئون

وطن عبد

والحرب مرهونة باللغات التي صقلتها الطفولة

جبانة كل درب تقود إلى حلمنا الأبدي

ساعة الحائط الآن تجهل وقت انتصاراتنا

لا يدخل الحرب إلا شريد

ويخرج في خوذة فارغة

ولا تعرف الساعة موعدنا الدموي

انه ضائع بين حبر المراسيم والصرخة الغارقة

دم عربي

أيسطع رعب على راحتي ويمشي

دواراً تموتون في رعشة الحلم

هذا سرير الطفولة يهتز لكنه لا ينام

فيا سيد الموت يا وردة الليل يا كل احتضاراتنا

لي الآن حرية في الرحيل

ولي لغة استقيها من الماء أبكي على صدرها

أرهقتني محطات أشعاركم

وحيد على زنبق الماء وقت يسمى

ق ا س م

قوس إلى سحر أمجادكم

افتحي نهدك

إنني أول الماء

موتي نبي يغادر قرآنه

ثم يغلق باب السماء

افتحي نهدك

أول الماء والماء يسأل



 
نكهة الرعد




فجأة صار انتصاري خشباً في النعش ، صار النعش باب

وتساءلت عن الموت / هل الريح طريق ، والتراب

كيف .. ؟ / هذا شجر الدهشة في ثوبي

( هاجرت الثياب)

قلت من أين دمائي ؟

صوت هذا الشارع المزدان بالصحو ، وبالعنف

وغادرت الغياب

وأنا في أول الحلم / استحلنا غضباً

سرنا وصرنا صرخة في غابة النوم

ابتدأنا في نهايات الوقوف

تذكرون ،

قلت هذي الرئة الأخرى لهم ، هذا الرماد

تحته قنبلة موقوتة ، هل تذكرون ؟

أعرف الإيقاع ، أستنفر ، أعطي ، وأنا حلم العيون

( علمتني لغة البرق

دخول العصف والرقص

وأعطتني الحنين )

أعطني ساعدك الدامي ، أنا الطفل

وأنت الحلمة الملتهبة

شعبي المرتعش الملدوغ من كل الجهات

أعطني كل أغاني ، وأعطيك اللغات الهاربة

يا زمان الضحك والجوع أتينا

رافقتنا الجهة المختصرة

وحديث الشجرة

نحن من فاكهة الرعد وغصن الشمس ، نحن الثمرة

( أسأل الأرض ولكن السماء

سقطت وانكسرت ، صارت دماء)

يمطر الظل نحيباً في ضلوعي ، والبيوت

فرح في أول العمر / جلسنا في جدار الوردة الحمراء

غازلنا تواريخ القيامة

وتبادلنا حمامة

ريشها اللون الذي لا ينتهي

بيتها في آخر الصيف ، وحد السيف بيتي

إشتعلنا

( كذب العراف في القصر

وجاء الرعد في كوخ على ملح الخليج)

نحن في عشق العذارى والغصون

يا زمان القتلة

شارد من زهر الوالي وتقويم الخليفة

- هل تراقصنا وكنا جهلة ؟

كنت لا أقرأ غير الرمل ، لا أعرف لوني

أعذريني ، خائف من لغة الحزن عليك

إشتعلنا

عندنا نافذة للخوف / عندي لغة النار

وصوتي رحلة متصلة

ينبغي أن نرقص الآن على الإيقاع

أعطوا صوتكم صوتي ، ونادوني إلى العزف

تعالوا

ينبغي أن نحسن الرقص على رسم القصور الزائلة .

ألبس الشمس / اغتربنا عنك يا أخبارنا / هل عانقوني ؟

فجأة أصبحت في الحلم / ولي غصن العصافير

وعندي كلمة السر

ترجلنا عن الجسر القديم

دخلت أطرافنا في الضوء

وارتاحت / قتلنا مرة أخرى بلا جرم

وأعطوا لحمنا للطير ( هل رافقتموني ؟)

وليكن قيدي سجاني جنوني

خشباً للدفء ، هذي حلبة الرقص / ومن باب الجنون

تدخل الثورة أسمالاً وأطفالاً / لدينا كلمة في السر

أنتم

ولنكن سوسة هذا العصر / هذي المهزلة

ارفضوا أن يضحك الطفل من الحزن

اخرجوا يا فرحة مفتعلة

( هل ستعطينا مخاضات الغراب

قمراً أو قنبلة ؟)

حين صارت يدنا الجسر - عبرنا

واخترعنا لهجة يعرفها التاريخ / أصغوا

يكتب التاريخ صوتاً / لهب صوتي /

اتصلنا بجذور الغيم /

شادوا من عظام الناس أقفالاً / تطاولنا /

ترى هل أ سكنونا الوردة المنفردة

والزوايا الباردة ؟

قلت : لما يجيء الوقت ، وجاء الوقت .. جاء

تكدسوا في المداخل . اعتقلوا . اغتالوا. صدرت مراسيم الخوف .

واتكأ الحكم على مقصلة. من يرتق الفتوق الكثيرة ؟

عندنا خاتمة الرحلة / أمشي

معي الريح وعصف الجوع / أمشي

جهتي قافية يكتبها الجمع ، يغني لحنها الأطفال تمشي معنا الريح

/ هل الدهشة في ثوبي / هل في شجر العشق تجمعنا

/ وهل في ورق الورد

( اشتعلنا

علنا نستغفر الرغبة في الرقص ولغم الموت

هل ... ؟ )



 
زهرة الحزن




هذه الهاربة العينين والجرح الذي يضحك

أمي

هذه الخاصرة التعبى من الحزن وبرد

الجهة الأخرى ومني

هي أمي

هذه الثلجية الفودين

من حوّل هذا الليل قنديلاً يغني

آه يا أمي

لقد أعطيتني صوتاً له طعم الملايين

التي تمشي إلى الشمس وتبني

كنت في صدرك عصفوراً

رمته النار ، سمته يداً تخضر

ها عصفورك الناري في السجن يغني

أنت يا هاربة العينين والجرح الذي يضحك

غني

ليس بين الضوء والأرض التي تمشي وتحتار وبيني

غير هذا الأفق المحمر والوقت وأمي

آه يا أمي التي خاطت لي الثوب بعينيها

لماذا لا يمر الثوب بالسجن

لماذا لا تخيطين لنا أثوابنا الأخرى

تمدين المناديل التي تمسح حزني

ولم الرعب الذي حولني شعراً

على جدران سجني

لا يحيل الشجر الشوكي في أحداقك التعبى

عصافير تغني .

آه يا هاربة العينين يا العرس الذي يبكي

أنا منك كلام طالع كالبرق من ليل الأساطير

وأنت وردة العمر التي تطلع مني

فلماذا يهرب الحزن إلى خديك يا زهرة حزني

ولماذا ... ؟

( وطن يلبس قبل النوم تاريخاً

وبعد النوم تاريخاً ويستيقظ بعد

الموعد المضروب لا يعرف باباً للدخول

وطني هذا أم الدهشة في خارطة

البحر استوت رملاً ، لماذا ،

وطن يلبس عنوان السلاطين وسروال الملوك

وطني هذا أم الثورة صارت نهراً للدم

هذا وطن لا يخجل الآن من الألوان

والصورة بالأسود والأبيض

هل يذكر ؟ هل تختلط الألوان

في عين بلادي ، هل أقول ؟

وطني الآن بلا نافذة

يدخل السواح من باب على السوق

يبيعون بلادي

وأنا منفلت أبتكر الأطفال والشعر

بلادي تخلع الأستار في الليل

كما قال صديقي

وصديقي كان لا يخجل من عورات

هذا الوطن الواقف في الحلق

لماذا تخجلون ؟

وطن أتخمه الجوع فهل تأخذه الغفوة

وطني هذا أم الغربة أم قائمة البحر

أم الغاب أم القافلة الغاربة الآن

أم الأم التي تنسج ثوباً للسجون ،

والتي تدخل في وجه بلادي في المساء

تخرج الآن مع الحلم ،

وهذا وطني هذي بلادي هذه أمي

لا أدري حدود الوطن الأم

البلاد ) .

لك يا هاربة العينين والجرح الذي

يرقص في الحزن أغاني الجديدة

أنت في ذاكرة التاريخ ورد عاصف يأتي

وفي السجن قصيدة .



 
أعلى